ود الزومة جاكم كان الله أداكم !المرة دى كان فهمتوا حاجة تعالوا عضونى انا!!!

Quote: بين قوسين مشروع الدواء الدائرى فى رسالة دكتوراه عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2007-08-25 الفترة التى تلت قيام ثورة الانقاذ الوطنى تميزت بخاصيتين مميزتين الأولى حصار اقتصادى خانق والثانية شح شحيح فى الموارد والامكانات ولم يكن أمام النظام الجديد من سبيل للبقاء سوى الاعتماد على موارد البلاد الذاتية وتطوير تلك الموارد وفى نفس الوقت اعتماد أو بالأحرى (اختراع) وسائل جديدة تميزت فى كثير من الأحيان بكثير من الجرأة والذكاء ان لم نقل (الرومانسية) ولقد برعت العقلية السودانية أو (الانقاذية) فى تطوير نماذح حياتية واقتصادية أثبتت فى نهاية الأمر انها كانت طوق النجاة الذى مكن البلاد من الصمود وتجاوز الأزمة. من ضمن تلك الاختراعات ما عرف بمشروع (الدواء الدائرى) وهو مشروع يقول أحد منفذيه وهو الدكتور جمال خلف الله ان المشروع (للحقيقة والتاريخ) بدأ التفكير فيه قبل الانقاذ اذ أجازته الجمعية التأسيسية وصار قانوناً وبدأ العمل به وهو فى الأساس تم بمبادرة من الدكتور (جعفر ابن عوف) أخصائي الأطفال الذائع الصيت حيث قدم المشروع لجمعية (رعاية الطفولة) البريطانية التى وافقت على المشروع وقدمت دعماً سخياً من أجل تنفيذه بلغ مليونى جنيه استرلينى. ولقد تلقفت سلطات الانقاذ الصحية المشروع وسارت به خطوات عظيمة وحولته الى مشروع صحى ضخم استمر يقدم خدماته لمدة تزيد عن الخمسة عشر عاماً وبلغ من نجاحه أنه فى وقت من الأوقات كان يقدم خدماته لأكثر من ثلاثة ملايين مريض سنوياً وأرجو أن أتمكن قريباً من شرح هذه التجربة وما (آلت اليه)! غير أن الذى يهمنى الآن والذى أنا بصدده هو (الجانب الأكاديمى) لهذا المشروع اذ أنه ألهم أحد منفذيه ليحوله الى دراسة للحصول على درجة الدكتوراه فى المملكة المتحدة. المنفذ والباحث هو الدكتور جمال خلف الله ولقد لعب الدكتور جمال دوراً مفصلياً فى مسيرة المشروع اذ أنه عمل مديراً له لمدة ثمانى سنوات قبل أن يتم ابتعاثه الى المملكة المتحدة لينال درجة الدكتوراه حول ذات الموضوع. استغرقت الدراسة حوالى عامين وهو زمن قياسى بالنسبة لموضوع كهذا غير أن المسالة بالنسبة للدكتور جمال لم تكن مجرد دراسة اكاديمية بحتة بقدر ما كانت تجربة عملية مارسها على أرض الواقع. نال الدكتور جمال هذه الشهادة من جامعة (نوتنقهام ترنت) وقد أشرف على الرسالة فريق برئاسة الأستاذة الدكتورة كرستين بيلامى و عضوية الدكتور مات هن والدكتور استيفن هيزل. تعرض السودان الى موجة قاسية من الجفاف والتصحر فى أوائل الثمانينات من القرن الماضى أحدثت تحولات اجتماعية سالبة وأفضت الى أوضاع اقتصادية حرجة وأدى ذلك الى ضمور فى كافة الخدمات التى تقدمها الدولة ومن ضمنها الخدمات الصحية وكانت الشرائح الفقيرة هى أولى ضحايا تلك الأوضاع ولقد واجه الأطباء والعاملون فى المهن الطبية أوضاعاً حرجة نتيجة لفشلهم فى تقديم أبسط الخدمات لمرضاهم. تلك كانت هى العناصر التى شكلت محور الرسالة التى ناقشها الدكتور جمال فى دراسته وهى ذات العناصر التى قادت فى البداية الى قيام مشروع الدواء الدائرى. ان هذه الرسالة ليست أية رسالة بل تنبع أهميتها من كونها قد اعتمدت على (ملحمة) تاريخية وتجربة عملية لاقت نجاحاً غير متوقع وفى وسط ظروف كانت كلها تنبئ بالفشل. لقد نجح مشروع الدواء الدائرى فى السودان بينما فشل فى العديد من الدول الأفريقية. اننى أرى أن هذه الرسالة يجب طباعتها وتداولها بين الأوساط الشعبية والطبية على حد سواء لأنها تهم الفئتين. ان ما يعجبنى فى الباحث الشاب الدكتور جمال مواصلته العمل فى نفس المجال اذ أنه الآن يستعد للسفر الى هولندا فى شهر سبتمبر القادم لالقاء ورقة حول نفس الفكرة فى مؤتمر علمى يعقد هنالك فى التاسع عشر من ذات الشهر.