|
رأيت في الهلال فجر خلاصنا!
|
عدت من الوطن مثخنا بالجراح ومبتلا بمياه الأمطار التي لا يبتغيها أحد في الخرطوم! جئت اليكم بقلب جريح وباك! فما شههدته وسمعته ولمسته، يتضاءل قلمي عن سرده!
لكنني وسط تلك العتمة الخرافية والواقع الشيطاني، خرجت بأنطباع يقيني وهو أننا شعب نستطيع ان نقهر الطغاة وجبروتهم!
فبالأمس القريب حبست أنفاسي وألجمت لساني عندما تقابل الهلال السوداني بالأهلي قاهر الفرق وفرعون القرن! وكنت أنظر بعينين مغمضتنين اقدام اللاعبين دون ان أجرؤ على رؤية وجوهههم! كنت أخاف من الهزيمة! لعل خوفي نابع من الهوان الذي لمسته في الوطن!
كنت أختبىء من القدر والمجهول. كمن يذهب الى لاس فيقاس ليقامر، ويخسر كل ما جعبته ويتوسل عند قارعة الطريق من اجل خبز حاف!
وبعد هنيهة صاح ابني صيحة هزت أرجاء منزلنا المتواضع بقرية نائية بكندا. فحسبت ان أبني لدغته عقربة كندية! فهرعت ووجدت هدفا فى مرمى الأهلى! وطلبت من زوجني المريخية المتعصبة ان تطلق الزغاريد حتى تضج سماوات كندا. فزعردت كجدتي عند حصاد البلح! وعرضت كالجعليين ورقصت بالسيف كأبناء البجا وأشعلت النقارة بقلبي وعزفت على أنغام الشايقية وختمت بالتمتم!
أن كان الهلال قادرا على هزيمة الفراعنة، فان مروي وكوش زكرمة قادرة أيضا على هزيمة فراعنة السودان وخاصة ونحن نلعب على أرضنل (مقبرة الطغاة)!
أن أنتصار الهلال بالأمس أعاد لي ثقتي بنفسي وبشعبي ووطني....
فبقدر ما أذقنا فرعون مصر، نستطيع ان نذيق فراعنة الخرطوم كؤؤسا دهاقا وننتزع العزة والسؤدد ممن سرقوا أفراحنا وأستباحوا أتراحنا!
لآ بد أن يلعب الهلال مباراة الكأس الذهبية وبلادنا تهيل التراب على رؤؤس طغاة السودان وتلقن الجبابرة كيف تكون الشعوب الحرة!
وتوقعوا خيرا كثيرا للوطن كا دام السوداني مبدعا في أحلك الظروف....
فهنيئا للوطن وهنيئا للهلال وهنيئا للمريخ زهنيثا لكل شهداء العزة والفخار!
|
|
|
|
|
|
|
|
|