الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
خالد خليل محمد بحر ما وراء الظاهرة
|
كتب الزميل خالد خليل محمد بحر موضوعاًٍ بعنوان اللواط وسط الجماعات السلفية والإسلامية (ما وراء الظاهرة) وأنا هنا لست بصدد مناقشة الظاهرة أو ما وراءها أو أمامها بقدر ما إستفزني عنوان المقال وكأن هذه الفاحشة يختص بها جماعة السلف والمسلمين عموما ، فهناك من يتمثل أو يتظاهر بالإسلام أو غيره من الديانات وهو في الواقع منافق تفضحه أعماله وأقواله وإن كان مظهره يوحي بغير ذلك. وكمدخل للتعقيب هنا وددت القول أنه لابد أن نعرف المعني الحقيقي لجماعة السلف وليس الجماعات. ليس هناك جماعات سلفية بالمعني المفهوم بل جماعة سلفية إن أردنا أن نكون أكثر دقة ، وتعريفها أنهم طائفة تحاول تتبع نهج السلف الصالح وأصحاب النبي صلي الله عليه وسلم والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وكل من يفعل فعلتهم ويحذو حذوهم فهو من هذه الطائفة ، فليس هناك زي موحد أو شكل ظاهري يوحدهم وهم كذلك فئة قال فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله" والمعروف أنه ليست هناك طريقة سلفية نسبة إلى إمام بعينه أو شيخ خاص وإنما هي المنهج والطريق الذي سار فيه الصحابة والخلفاء الراشدون والأئمة المرضي عنهم والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وكذلك الحال بالنسبة لمصطلح الجماعات الإسلامية أيضاً فقد شاع مؤخراً وهو مصطلح أريد به التسفيه والحط من قدر الإسلام والمسلمين ، فتارة جماعة إسلامية تفجر وأخرى تقتل وثالثة تذبح وتحرق وتدمر وتغتصب كلها جماعات إسلامية بحسب أعداء الإسلام وجهل الجاهلين من الذين يدعون الإنتماء والإنتساب للإسلام والإسلام منهم ومن أفعالهم برئ ، فإنحراف زيد أو عمر عن طريق الحق لا يعني أن الإسلام ناقص أو معيب في ذاته بل العيب في عمل الشخص وإن إدعي الإسلام. فالمنهج الإسلامي منهج رباني وضعه الله الذي خلق كل شئ فأحسن تقديره وخلقه وعدم فهمنا أو تطبيقنا للمنهج الإسلامي في حياتنا لا يعني نقصاً أو تقليل من الإسلام كمنهج وشريعة بل يرتد علينا الأمر. العنوان يوحي بأن السلف وكذلك المسلمين يمكن لهم أن يمارسوا مثل هذه الأفعال وهذا الشذوذ الذي حرمه الإسلام ، والمسلم العادي البسيط الغير متفقه في الدين يفهم عظمة مثل هذه الذنوب فما بالنا والأمر يتعلق بأناس و فئة تحاول أن تجعل من الرسول عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم وصحبه الكرام ومن تبعهم بإحسان القدوة والمثال ، الحرية لا تعني التطاول على الدين ، فالرجل الذي إستشهدت به حتى لو فعل فعلته في مسجد فالإسلام برئ منه بعيداً عن مظهره فالدين جوهر قبل أن يكون لحية أو جلابية قصيرة أو غير ذلك ، فلا يعقل أن إنسان يفقه أمور دينه كما ينبغي ويأتي بأمر عظيم كهذا ، فقد ضرب الله للناس مثلاً عن قوم لوط وما طالهم من عذاب في الحياة الدنيا قبل الآخرة لإتيانهم مثل هذه الفاحشة المبينة وهذا الأمر العظيم ، فكيف يأتي رجل يؤمن بالله ورسوله ويؤمن باليوم الآخر ويخشي عذاب الله ويرجو رحمته بعد قرون من قوم لوط ويفعل فعلتهم. أنا هنا لست بصدد تكذيب الرواية بقدر ما أجد أن أسلوب تناولها لم يجانب كاتبه التوفيق فيها ، فالذي يقرأ أو يطلع مجرد إطلاع على العنوان يحسب أن الفاحشة شائعة وسط كل من قال أنا سلفي أو تمثل بأعمال السلف أو الإسلام بصفة عامة. تمنيت أن يكون العنوان على سبيل المثال "شيوع أى ظاهرة في المجتمع تحت ستار الدين مظهراً" تماماً كالإتجار بالدين وغيره من المظاهر الكذابه. الكلمة أمانة والكلمة قد تحتمل أكثر من معني والكلمة محاسب عليها كاتبها لأنها من أعماله ، فيجب أن نتحري الدقة ونسد كل الذرائع التي يمكن من خلالها تأويل الموضوع أى موضوع بحسن نية أو بغير ذلك. إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|