|
أبوليلى...... عازف الكمان............
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبوليلى الجميل
الى الذين عرفوا عبدالرحمن عبدالله في مناحي حياتية أخرى غير الموسيقى وايضا الى الذين خبروه موسيقيا. هذه دعوة للكتابة عن ابوليلى الجميل: • ابوليلى عازف الكمان • ابوليلى الملحن • ابوليلى أيام الاستعداد للاحتفالات العيد الاربعين • ابوليلى في القاهرة • ابوليلى في اسمرا • ابوليلى الانسان الفنان في كل مكان هذه دعوة مفتوحة للجميع للكتابة عن هذا الرائع و الاحتفاء به مرحبا بالجميع:
ابوليلى عازف الكمان:
دخول الكمان الى السودان تعددت الروايات حوله‘ و لكن الذي يهمنا هنا تلك السلسلة من المزاج السوداني في عزف الكمان و التي بداءها رائد مدرسة الكمان السوداني الحديثة المرحوم السر عبدالله‘ مرورا بالعم بدر التهامي متعه الله بالصحة و العافية‘ و مجموعة الكمان الذهبي و التي تتكون من علاء الدين حمزة‘ حسين جاد السيد‘ رابح حسين و بابكر المحامي عليهم الرحمة جميعا. ثم الى جيل عبدالله عربي متعه الله بالصحة و العافية و سيف النصر محمد عثمان رحمه الله و محمدية‘ وصولا الى مجموعة الخرطوم جنوب الرهيبة و الثنائي الرائع احمد بريس و فقيدنا الرائع عبد الرحمن عبدالله عليه الرحمة. أمتازت هذه الاجيال بالترابط و الاحترام و تبادل الخبرات و التنافس الايجابي المثمر. و نجحوا في وضع اللبنات الاولى في أصول عزف الكمان الخاص بمدرسة امدرمان الفنية. تحملوا في ذلك مشقة تلطيف تحويل النصوص الغنائية و التي كان يؤديها الكورس المصاحب للمغني الى عزف آلي جميل و متوحد‘ مما ساعد من استعدادهم و نجاحهم في النقلة النوعية التي تلت ذلك‘ و هي بدايات ما أصطلح عليه باللازمة المستقلة. و التي هي بدورها كانت البداية الحقيقية لتأليف نص موسيقي مواز و مترجما للنص الشعري المغنى‘ وفي هذا نبغ الكاشف و العبقري عثمان حسين و برعي دفع الله‘ و تطورت إلى أن وصلت ذروتها إلى محمد الأمين و عركي بنهايات النصف الاخير من القرن الماضي.
و يمكننا هنا التحدث عن عزف الكمان على أنه يتكون من جزئين : الاول وهو القوس‘ و هنا تكمن سر عظمة و قوة عزف عبد الرحمن عبدالله, إذ أنه إمتاز بقوس قوي نظيف‘ سواء كان ذلك القوس ممتدا,متقطعا, شديدا ,قويا أو بلين.
و الثاني و هي جزئية العفق و كان عبدالرحمن كاملا متكاملا جميلا و ممتعا في هذه ايضا. كان ابونضارات البديع يستطيع ان يثور و يزمجر‘ يلاطف بحنية دلال و غنج‘ عافقا تلك الأوتار آمرا بكل ذلك‘ فما كان لتلك الأوتاور و التي شدت على ذلك الجسم الخشبي الجميل غير الإجابة و الإستجابة. (أرجو الرجوع الى تسجيل تلفزيوني من مسرح الجزيرة مدني‘ في بداية الثمانينات‘ لأغنية زاد الشجون لمحمد الامين)
ودلت جميع تجارب التنفيذ التي خضناها سويا‘ أن عبدالرحمن عبدالله كان عالما ملما بكل اساليب العزف و أسرار الاداء على آلة الكمان. يستطيع أن يتجول في مجالها التعبيري المتاح بحرية و طلاقة و انطلاق‘ لم يوقفه من ذلك صعوبة او تعقيد في مقام موسيقي ايا كان ذلك المقام. و لا تجويد‘ تجديد أو غرابة في مزاج آداء أو تأليف. و كان أبوليلى من الذين أخرجوا للأذن السودانية أعمال مثل (لم شفتك و شال النوار‘ حكاية عن حبيبتي‘ نوبية) و لعمري أن هذه الأغاني تعد من أعظم المؤلفات الموسيقية السودانية الغزيرة و المليئة بأخيلة و صور لحنية و التي لم يعبر عنها أوركستراليا حتى الآن‘ أضف إليهم أغنية (زاد الشجون). كان ابوليلى من المتقدمين جدا في عزفه على الة الكمان لولا السياسة. و التي صرفته كثيرا عن الكمان و عن عزف الكمان. و كنت في آخر حديث تلفونيا لي معه (رحمه الله) قد أبديت له رغبتي في أن نسترده إلى الكمان و وعد عند العودة.... و لكنه..... لم يعد.
سمعت عبدالرحمن عبدالله ذات مرة يؤدي (ياجميلة و مستحيلة) في مسرح سينما النيل الأبيض بالدويم وكانت قد نقصت الصديق الفنان محمد مصطفى عازف (الآلطو ساكس) لظرف ما‘ و صلاح دهب كان قد أصيب بحجر في رأسه من الجمهور الغاضب خارج السينما‘ نقل على إثره الى المستشفى. عليه‘ بدأت الأغنية‘ و تنقلت الفرقة بين أجزاءها المختلفة و وصلت الى الجزء الذي تتبادل فيه آلتي (الآلطو ساكس و الفلوت) الحوار مع بقية الفرقة. و عزفها عبد الرحمن عبد الله بديلا للآلتين‘ في حوار رائع جدا مع الفرقة. و الروعة كانت في الأسلوب‘ إذ أنه و في تلك الأيام كان قد ظهر (صولو) الكمان الشهير في أغنية عبدالحليم حافظ (رسالة من تحت الماء) معبرا عن الروح التي كانت سائدة في سبعينات القرن الماضي في عزف الكمان‘ و التي هي كانت عبارة عن عزف (النوت) الموسيقية في اكثر من خانة بدلا من الإكتفاء بعزفها بالطريقة التقليدية في خانة واحدة‘ و ذلك بالانزلاق على الوتر عفقا الى النوتة التالية في الخانة التي تليها و هكذا (الخانة الاولى تصدر منها الاصوات الغليظة و المتوسطة الغلظة..و هكذا صعودا). و عبدالرحمن كان مواكبا‘ فأقتبس الأسلوب‘ و عزفها فأبدع.
يطول الحديث عن أبوليلى و لكن أرجو أن يتناوله الآخرين بوجهات نظر أخرى من أجل التنوع و الإثراء. دفعني إلى هذا حديث مطول مع الصديقة العزيزة عازفة الكمان كمالا بابكر عن الفقيد عليه الرحمة.. و التي نأمل أن نستردها هي أيضا للكمان.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أبوليلى...... عازف الكمان............ | Azhari Nurelhuda | 06-27-07, 00:09 AM |
Re: أبوليلى...... عازف الكمان............ | سلمى الشيخ سلامة | 06-27-07, 02:47 AM |
Re: أبوليلى...... عازف الكمان............ | Azhari Nurelhuda | 06-27-07, 12:00 PM |
Re: أبوليلى...... عازف الكمان............ | Azhari Nurelhuda | 06-28-07, 05:18 AM |
Re: أبوليلى...... عازف الكمان............ | Abomihyar | 06-28-07, 07:46 AM |
Re: أبوليلى...... عازف الكمان............ | Azhari Nurelhuda | 06-28-07, 11:24 AM |
Re: أبوليلى...... عازف الكمان............ | محمد مكى محمد | 06-28-07, 11:37 AM |
Re: أبوليلى...... عازف الكمان............ | Azhari Nurelhuda | 06-29-07, 00:39 AM |
Re: أبوليلى...... عازف الكمان............ | Elmosley | 06-28-07, 07:11 PM |
Re: أبوليلى...... عازف الكمان............ | Elmosley | 06-28-07, 07:11 PM |
Re: أبوليلى...... عازف الكمان............ | Elmosley | 06-29-07, 03:21 PM |
|
|
|