البقاري....( محمد الزاهد )....يؤبن الزعيم د.جون قرنق على طريقته الخاصه...

Quote: سلاما دار قوما مؤمنون، تأبين علي طريقتي الي قائدنا المعلم الشهيد الحي جنون قرن ديمبيور اليوم نود أن نحكي لك كل ما حدث بعدك، أفكارك صارت إنجيل لأبناء الهامش وكل الحادبين علي مصلحة الوطن ووحدته، صارت مثلنا الاعلي و انحاز لها شيب وشباب من جميع بقاع السودان، شمال، جنوب، شرق وغرب. إخوتك من أبناء البقارة الذين كانوا يقاتلونك كالدمية بأيدي الجلابة وفحول بناتهم وأنت كنت حريص علي تحريرهم من الاستغلال قد تحرروا، أبناء المسيرية الذين أعاقوا ثورتك ثورة أبناء الهامش المباركة يقودون اليوم ثورات ضد أقلية الجلابة عبر حركتهم شهامة وانطلق أبناء الرزيقات بثورتهم قبل تأبينك بأحدي وعشرين يوما مما أصابت الجلابة بالهلع والذعر. أخوتك من قبائل الهابنية والتعايشة والبني هلبة والفلاتة الذين أخروا الثورة بدارفور عندما تصدوا بحماقة لحملة صديقك داؤود بولاد وعوا الدرس ويعدون لانطلاق ثورتهم علي قدما وساق. أبناء النوبة والحوازمة تركوا الاقتتال فيما بينهم وتفرقوا للتنمية وتعليم أطفالهم السودان الجديد الذي بشرت به وبيعك عليه أبناء شعبك بالساحة الخضراء يوم دخولك للخرطوم فاتحا قبل سنتان ينتشر ويتوسع بمتوالية عددية معاملها مليوني، في المقابل دولة الجلابة تنهار بمتوالية هندسية بنفس المعامل. بوقت قليل بعد مغادرتك لنا أعلنوا عن دولة عنصرية أطلقوا عليها دولة المحور (دنقلا – الخرطوم – سنار + كردفان)، لم تسالنا ماذا حدث لهذه الدولة، أفيدك بان نصف المحور انهار في أيامه الاوئل وقبل أن يجف الحبر الذي كتبت به كلماتها، فالجلابة رضوا من الغنيمة بالإياب. وفي ذكراك الأولي تراجعوا إلي دولة اصغر في المساحة والطموح أسموها جمهورية الخرطوم محروسة بالسلاح علي مدار اليوم والساعة بالجند المدججين بالسلاح والدبابات وأبناء شعبك يحصرونها من كل الاتجاهات. ليس هذا فحسب، بل أن الجلابة ملوا الحصار غير المعلن عليهم بجمهورية الخرطوم، وأنت سيد العارفين فان الجلابة لا يجيدون المعركة وسط نسائهم وأطفالهم فهم أناس عاطفيون. أنهم الآن يعدون العدة لترك جمهورية الخرطوم، فهم اليوم يستثمرون ويعمرون بصورة جنونية بولايتي نهر النيل والشمالية، يقتلون أبناء شعبك في أقاصي الشمال ويطردونهم من أرضهم لبناء السدود لجلب أسيادهم المصرين لحمايتهم. حتى هذه الدولة الجديدة (دولة دنقلا) وهي المتبقية من المحور العنصري بدأت بالانهيار قبل ان تبدأ، ففي اللحظة التي نكتب إلي روحك هذه الرسالة صدر قرار جديد من الأمم المتحدة بدخول القوات الهجين لحماية أبناء شعبك في دارفور من التطهير العرقي تحت البند السابع، وقبلها بقليل انطلقت ثورة كوش بأقاصي الشمال فأصبحوا بين فكي كماشة كوش من أمامهم وبقية الهامش من خلفهم. نسيت أن أقول لك بان قاضي المحكمة الدولية السيد / اكامبو قد اصدر أوامره لإلقاء القبض عليهم وإرسالهم إلي لاهاي. كذلك نعرفكم بان الذين كانوا يضمرون لك الشر وخططوا لاغتيالك، ها هم اليوم يخططون لتصفية بعضهم البعض، فالسيارات أصبحت غير مأمونة لديهم كما الطائرات، ربما يحاولون استخدام المراكب الشراعية أو يعاودون لاستخدام الدواب لتنقلاتهم. في ذكراك القادمة توقع منا الأخبار التالية: كل عتاولة الجلابة قد تم اقتيادهم أذلاء إلي لاهاي، أموالهم وأملاكهم من شركات عابرة للقارات وقطع أراضيهم بالمئات والمسجلة بأسماء زوجاتهم المعلنات مهن والسريات، باسماء أبناءهم وأقربائهم، منتجعاتهم السياحية من مجمعات السكنية وفللهم التي كانوا يستخدمونها للمتعة والزواج العرفي تم نزعها لصالح الدولة، وتم عليها تشييد شقق لشباب لمساعدتهم علي الزواج وتكوين اسر جديدة، مزارعهم وحيازتهم الواسعة بأطراف الخرطوم تم تحويلها إلي مشاريع لتشغيل العاطلين الذين كانوا يفترشون ممرات الأسواق، بايعي الماء البارد والكبكب، متسكعي الأحياء وهي اليوم تغذي المدينة بكل ما طاب ولذ من خضار وفاكهه وألبان وبيض ولحوم بجميع أنواعها. مؤسسات الدولة من قوات مسلحة وشرطة وامن وقضاء وتعليم، إدارات الموانئ، الجمارك والضرائب --- الخ و التي كانت محتكرة لقبائل بعينها تم حلها وإعادة تكوينها وهيكلتها من جديد وبأسس عادلة تحفظ حقوق محتكريها السابقين تماما مثل المهشمين الذين كانوا محرومين منها. فرض علي كل أب وأم الالتزام قانونا بالتبليغ عن أطفالهم لدي اقرب مركز عند بلوغ السن المدرسية. معيار الالتحاق بوظائف الحكومية أصبح فقط الكفاءة وإبراز الجنسية السودانية. ألفاظ مثل عب، عندو عرق، فرخ اندثرت وأضحت من الحكاوي التاريخية، حتى ذكر القبيلة صارت ممقوتة ومن علامات التخلف والرجعية وانحصر نطاقها فقط في استخراج الجنسية. إذاعة أم درمان وقناتها الفضائية أضحت شيء يسير الإعجاب، فهي تبث برامجها علي مدار الساعة وبلغات ولهجات مختلفة وكل أبناء شعبك يستمعون إليها كلا حسب لغته أو حتى لهجته المحلية. الإداريين، المذيعين ومقدمي البرامج السياسية والاجتماعية، مدراء الصحف اليومية وكتاب الأعمدة ليس كما كانوا في السابق كلهم جعل وشايقة، لا اليوم يختلفون فهم من جميع بقاع السودان، حتى الصحف اختلفت، فهنالك صحف ناطقة بالبجاوية، الدينكاوية، الحلفاوية، الفوراوية والهوساتية إلي جانب العربية والانجليزية. ليس هذا فحسب، بل أصبحت أخبار، أفراح وأتراح مناطق مثل أم مربيطة، حجر قدو، وادي الملوك، الليري ومسمار حاجة اعتيادية بصفحة المناطق بجميع الصحف اليومية. سيرتك الذاتية وأفكارك الوحدوية صارت منهج يدرس بجميع المراحل الدراسية انهيار دولة الجلابة لم يوقف عند هذا الحد وحسب، بل أن عرباها حمدي افتضح أمره فهو عميل للدولة الخديوية بحدودنا الشمالية، فقد تنازل قبل أن تنزع منه الجنسية السودانية. صحيفة الانتباه ومالكها الطيب مصطفي أصبحت صحيفة قومية تنشر قيم التسامح، العدالة، المساواة والديمقراطية. بكل أسف العتبانية لم يتركوا عادة التملق والارزقية بل كتبوا ألطافهم الإلهية ولكن هذه المرة للحركة الشعبية والحركات الدارفورية. أخوتنا من فئة الفحول استردوا كرامتهم الإنسانية وزوجاتهم تركن الابتزاز والامتنان وتعبيرهن السابق عن التضحية بحجة عدم تكافؤ النسب، بل أخوتك من أبناء الهامش ولأول مرة صاروا ينزلوا ضيوف عند أقرباءهم الفحول بكل أريحية، بل هنالك زيجات تمت قبل ربع قرن نتاج أطفالهم لم يروا الجد والحبوبة والأعمام والعمات بحجة النظرة الدونية، هؤلاء صاروا يسافرون فرادي وجماعات إلي تلك المناطق القصية وبدوا بكل فخر وشرف بالانتساب لأصول أبائهم القبلية والعرقية والثقافية بعد ما كانت أصول وثقافة الأمهات هي ذات الأفضلية. شكر لك يا جون علي منحنا الجنسية السودانية الحقيقية.محمد الزاهد