|
|
 عودة مع ايقاف التنفيذ !!!!
|
هانذا بعد ثمانية عشر عاما قضيتها بين المـطارات والموانئ والارصفة
والحدائق بين مدن جميلة ومدن قاسية مدن استوائية ومدن باردة مدن
تحتضنني ومدن تلفظني كما لفظتني الخرطوم قبل ثمانية عشر عاما
الان الطائرة تكمل دورتها للهبوط بمطار الخرطوم الدولي اري النيل يلمع
في كرنفال استقبالي اشتم رائحة الارض وعبقها يملئان رئتي
تغيرات كثيرة من زمن المغادرة وحتي زمن العودة ابتسامات بلهاء لضباط
الشرطة جدية الشعب السوداني تربك الزائر للبلد اول مرة فانه لا يستطيع
ان بفهم الذى امامه جاد ام هازل
بدأت الامور تمشي سريعا والمطار مكتظ بالمسافرين والمودعين تختلط دموع
الوداع مع دموع اللقاء
عمال أسيويين هل إكتفينا بالعمالة الوطنية حتي يتم تشغيل عمالة اجنبية
الشوق يغمرني ورجلي تطاء مطار الخرطوم الشمس ترسل اشعتها الارجوانية
تحية الصباح وتواطوء مع كرنفال عودتي
تقدم مني ضابط علي كتفه ثلاث نجمات برفقة واحد في زى مدني (بدلة سفارى)
لم ارتح لمنظريهما طلبا مني مرافقتهم لمكتب الأمن
طرحا اسئلة كثيرة حول طول مدة الغياب عن الوطن والبلاد التي زرتها
والمدن والنساء اللائي ضاجعت هل كل ذلك دراسة ام إغتراب ام معارضة
ثرثرا كثيرا ضحكا وغضبا وتشنجا وشربا عصائر ومثلجات وشاى
قلت لهم اني كنت ابحث عن نفسي ووطني
ونواصل
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: عودة مع ايقاف التنفيذ !!!! (Re: عبدالمنعم الرزوقي)
|
كما القيا القبض علي بغباء اطلقا صراحي بغباء
ركبت اول تاكسي صادفني وبي مزيج من الفرح الصاخب والخوف المستتر
ادار السائق لسيارته العنان بعد ثبت المرآة علي وجهي فطفقت اثرثر معه
عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية وتردى الاوضاع الامنية وعن ممارسات
النظام لم يجبني بل كان يدير راسه مؤمنا علي حديثي
واسترسلت اصف النظام بالفاشي وتحدثت عن انتهاك حقوق الانسان وتردى
الخدمة المدنية وعن المحسوبية والقتل والاغتصاب والتنكيل بالمعارضين
والحروب الاهلية التي قدتؤدى الي تقسيم البلاد والعباد الي دويلات وقبائل
رايت السائق يدلف الي شارع الحرية اسم علي غير مسمي وقف امام بناية من
طابقين واوقف المحرك ثم استدار ملتفتا إلي وقال انزل هنا
يا الهي ... انه نفس الشخص الذى كان يركب معي في الطائرة ونفس الشخص
الذى كان يرافق الضابط الذى استدعاني في المطار
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عودة مع ايقاف التنفيذ !!!! (Re: عبدالمنعم الرزوقي)
|
دخلنا الي المبني كنت مطيعا جدا ثم نزلنا الي قبو في الداخل من قبو الي
قبو حتي وصلنا الي غرفة ذات اضاءة خافتة وذات الوان مختلفة بها رائحة
نتنة كانها رائحة جيفة بها كرسي ضخم لم اتبين ان كان للاعدام ام للتعذيب
وادوات كثيرة
ضحك الرجل ضحكة مجلجلة غاصت لها روحي وتساقط العرق من جسدى فجاءة ظهرت
له انياب طويلة وانبعثت موسيقي الرعب في المكان امسك بقضيب حديدى ثقيل
وهوى به علي راسي وجدتني مرمي علي الارض بجانب السرير والعرق يتصبب مني
تحسست راسي كان سليما تحسست المكان فاذا هو بيتي في مدينة الشتات اذن
انا لم ابرح مكاني ولم اركب طائرة ولم تطأ قدمي ارض السودان
لا بد انني اكثرت في وجبة العشاء
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبدالمنعم الرزوقي
هاشم أحمد خلف الله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست