|
Re: الرئيس بوش يلقي خطابا رئيسيا في المركز الإسلامي بواشنطن (Re: عبدالغني بريش فيوف)
|
المركز الإسلامي في واشنطن زاخر بتاريخ ثري بناء المسجد تم بمساهمة من المسلمين في جميع أرجاء العالم من إليزابيث كيليهير، المحررة في موقع يو إس إنفو واشنطن، 27 حزيران/يونيو، 2007- يعتبر المركز الإسلامي بالعاصمة الأميركية واشنطن مكاناً مثيراً للإعجاب، ويحتل موقعاً مرموقاً ضمن المنطقة التي تعرف باسم صف السفارات في قلب العاصمة الأميركية ليكون الموقع الرسمي أو المتحدث الرسمي، إن جاز لنا القول، باسم الجالية الإسلامية في أميركا. ومنذ افتتاح المركز يوم 28 حزيران/يونيو، 1957، أصبح من أكثر المباني المعروفة التي تميز ملامح العاصمة الأميركية. وكانت فكرة بناء المسجد قد خطرت على بال رجل الأعمال والمقاول المعماري إيه جيه هوار (أو يوسف أبو الهوى) وهو مهاجر فلسطيني الأصل، في العام 1944 أثناء جنازة دبلوماسي تركي. وآنذاك قال هاور لمحمود حسن باشا، سفير مصر في واشنطن في ذلك الحين، "أليس من المعيب ألا تُقام صلاة الجنازة على ذلك المسلم العظيم في مسجد؟" فرد السفير المصري بطلب المساعدة منه في بناء مسجد. وأسس الرجلان صندوقا لجمع المال اللازم لبناء المسجد وحشد التأييد للفكرة، واستُكمل بناء المسجد في العام 1957. وانهالت تبرعات لبناء المسجد من الجالية المسلمة في الولايات المتحدة ومن أفغانستان ومصر وإندونيسيا والعراق وإيران وسوريا وتركيا وباكستان والمملكة العربية السعودية. وفي مراسم افتتاح المسجد ألقى الرئيس الأميركي آنذاك دوايت أيزنهاور كلمة قال فيها، إن أميركا ستناضل بكل ما لديها من قوة دفاعاً عن حقكم في أن تكون لكم دار خاصة للعبادة وإقامة الصلاة حسب تعاليم عقيدتكم. وفي الواقع فإن هذه الفكرة وهذا المفهوم جزء لا يتجزأ من تركيبة أميركا والمجتمع الأميركي، وبدونه لكنا أصبحنا شيئاً مختلفا عما نحن عليه. (راجع النص الكامل لخطاب آيزنهاور). قام بتصميم المبنى المهندس المعماري الإيطالي ماريو روزي، الذي سبق له العمل لسنوات عديدة مع المهندس المعماري الإيطالي الشهير إرنستو فيروتشي الذي وضع التصميم المعماري لدار القضاء العالي في مصر. وبعثت مصر بالحرفيين المتخصصين في كتابة الآيات القرآنية التي زينت بها جدران المسجد وسقفه. ويعتبر المركز الإسلامي تحفة معمارية شارك في إقامتها عدد كبير من دول العالم. فمصر أهدت المسجد الثريات الرائعة التي تضيئه، وإيران أهدته بساطاً كبيراً جداً دقيق الصنعة، ومن ماليزيا جاءت قبة المسجد؛ ومن المغرب جاء الزجاج الملون لنوافذه، والزجاج الأصفر من العراق، وبعثت تركيا بألواح القرميد الأزرق (القيشاني) التي كسيت بها الجدران. وحسبما قالت مينا ماريفات، الخبيرة المتخصصة في تصميم المباني، وصاحبة مؤلفات وكتابات كثيرة عن الطرز المعمارية في العاصمة الأميركية، فإن "العصر الذي تم فيه بناء المسجد كان عصراً تميز بالتبادل الثقافي على المستوى الدولي في مجال العمارة. وهذا المبنى يمثل تلك الحقبة العظيمة الحافلة بالنوايا الحسنة بين أميركا والشرق الأوسط." وأضافت ماريفات أن المبنى يعتبر "شاهداً محترماً وضخماً على روعة التصميم. لقد استُخدمت في بنائه مواد جيدة جداً لم تتأثر بمرور الزمن." وأشارت إلى أن الطراز الذي اختير له، وهو الطراز المصري التقليدي القديم، كان اختياراً صائبا. "ولو كان الاختيار وقع على بنائه على الطراز الحديث في فترة الخمسينات لكانت قيمته قد تأثرت بمرور الزمن." من ناحية أخرى، قال الدكتور عبد الله خوج إمام المركز الإسلامي بواشنطن منذ العام 1984، إنه منذ قدومه إلى العاصمة الأميركية فإن عدد المصلين الذين يترددون على المسجد لأداء الصلوات اليومية الخمس، قد ارتفع من عدد يقدر بالمئات إلى أعداد تقدر بالآلاف، وحسب تقديراته فإن عدد من يحضرون لصلاة الجمعة من كل أسبوع يصل إلى حوالى 3 آلاف مصلي، ينتمون إلى حوالى 75 دولة. وهم مزيج من الزوار والدبلوماسيين والطلبة والأميركيين الذين هاجروا للولايات المتحدة من تلك الدول. وطبقا لما ذكره الإمام خوج فإنه لاحظ في الآونة الأخيرة زيادة عدد المصلين القادمين من المغرب ومصر وباكستان والسنغال. وأشار إلى أنه بالإضافة إلى أداء الصلوات، فإن المركز الإسلامي يشهد التبادل الثقافي بنسبة كبيرة بين المترددين عليه. وبينما يتعرض المركز لانتقادات البعض من أن برامجه تصاغ بحيث تتناسب مع المترددين عليه من طبقة الصفوة من السلك الدبلوماسي وليس بما يتناسب مع احتياجات القفراء من المسلمين أو المسلمين الأفارقة (السود)، فإن ذلك "التسييس" لم يكن جزءا من البدايات التاريخية للمسجد، حسبما قالت ماريفات. وأضافت أن المركز يعتبر "عالميا" إلى حد كبير، وكان دائماً رمزاً للتعاون بين جميع المسلمين. ووصفته بأنه المُناظر في العاصمة الأميركية للكاتدرائية الوطنية، التي تعتبر كاتدرائية أسقفية ترحب بالمصلين والمتعبدين من جميع المذاهب والطوائف الدينية.ومن بين المترددين على المسجد (باهاما باوا) وهو أحد المقيمين في العاصمة واشنطن، وسبقت له زيارة عدة مساجد في غانا ونيجيريا ومصر والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، ومع ذلك فقد أعرب عن اعتقاده في أن المركز الإسلامي في العاصمة واشنطن يعتبر واحداً من أكثر المساجد التي تحركت فيها مشاعره عند أداء الصلاة. ويتردد باوا بصفة منتظمة على المركز الإسلامي بواشنطن لأداء الصلاة منذ 15 عاماً، وقد وصف السقف المرتفع للمسجد بأنه يبعث على الشعور بالراحة "ويساعد بدرجة كبيرة على التركيز والخشوع أثناء الصلاة." وأضاف "إن الإنسان حينما يكون في ذلك المسجد" يعتريه شعور روحاني مرهف بالخضوع لله عز وجل، ويكون مهيئاً تماماً لأداء الصلاة."
|
|
|
|
|
|