|
Re: حصاد الغربة .. وفاء سعد عمر .. لقد هزتني روايتك (Re: Khalid Saeed)
|
وفــاء سـعد عمــر .
• من مواليد المملكة العربية السعودية – الرياض . • حاصلة على درجة البكالوريوس – كلية الزراعة – تخصص تغذية – جامعة الملك سعود . • ساهمت بالعديد من الأبحاث والدراسات في مجال تغذية ذوي الإحتياجات الخاصة . • من المشاركات بأوراق عمل في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية . • لها العديد من المقالات في الصحف العربية ( الشرق الأوسط – الحياة – السوداني – الرياض . • من رائدات الخدمات الإجتماعية من خلال كيانات الجالية السودانية بالرياض . • عضو في العديد من الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني السودانية . • فازت بالمركز الأول لجائزة القصة القصيرة للطالبات بجامعة الملك سعود – قسم البنات – عام 1408هـ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حصاد الغربة .. وفاء سعد عمر .. لقد هزتني روايتك (Re: Khalid Saeed)
|
حصاد الغربة ( سرد واقعي .. لفصول من حياتنا في الغربة ) بقلم الأستاذة / وفاء سعد عمر
كتب أ.د إبراهيم القرشي .. بيني وبين فن القصة والرواية جفوة مفتعلة ، أقرأ للمعروفين بالإبداع فيهما ولكن غلبة الخيال على هذا الفن تجعلني أضن بالوقت الذي أمضيه في قراءة بعض الأعمال التي تكون حصيلتي منها قبض الريح .. ولكن الذي بين يديك أيها القاري الكريم عمل مختلف تماماً ، لا أدعوك لقراءته وحسب ، بل لقراءته وأخذ العبرة الماثلة في كل سطر من سطوره .. إنه سرد واقعي شفيف مستبصر لحياة الغربة ، جمع خيوط المأساة كلها في يد واحدة . عالجت فيه الكاتبة فكرتها بوعي وإدراك ، متكئة على تجربة طويلة ومعايشة لصيقة لأحوال الغربة فسلطت الضوء على ( فاطمة ) تلك الزهرة اليانعة المتفتحة التي ( تمشي وترسم بخطواتها مفهوماً آخر للعنفوان والنضارة والأنوثة المتحفزة ) ومضت الكاتبة ترصد كل لحظة في حياة تلك الزهرة ( فاطمة ) حتى ذبلت وتمرغت في التراب وداستها الأرجل .. أرجل ( ود الزين ) ذلك الذئب الماكر الخبيث الكامن لها في نهاية النفق بعد أن سد اليأس والقدر في وجهها كل كوة أو طاقة أو ثقب بنفذ منه بصيص أمل .. معالجة واقعية لضغوط الغربة وصراع التشبث بالإغتراب الذي تغلق فيه أبواب بعض البيوت على براكين قذفت بحممها على جدار الفضيلة والقيم والمبادئ فتركته أثراً بعد عين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حصاد الغربة .. وفاء سعد عمر .. لقد هزتني روايتك (Re: Khalid Saeed)
|
عمل أدبي رائع ، أستوفى بناء القصة الفني شكلاً ومضموناً فهو محكم البناء قوي السبك ، ترع بالتشويق غارق في الصراع دقيق التفاصيل كلما مضيت فيه شعرت بأنك المعني وأنك صاحب الشأن وأنك أحد أبطال هذا الصراع المحتدم .. يجذبك هذا العمل برشاقة العبارة والألفاظ المضيئة المشعة المختارة بعناية ، واللغة التي تنداح فتأخذ بأيدي المعاني بلطف فتنساب في الأذهان كبرد اليقين ، وتقع في النفس وقع الأمن في فؤاد الخائف . تمتلك الأستاذة (وفـاء ) أداوت القاص المقتدر ، ولاغرو فهي التي حازت جائزة القصة القصيرة وهي طالبة في الجامعة .. قلمها أشبه بريشة فنان في رسم الصور التي تجسد الواقع فتنتزع منك الإعجاب إنتزاعاً .. ففي حديثها عن معانات أطفال المغتربين العائدين في عطلاتهم إلى واقع لم يألفوه تصور حالهم مع حرارة الطقس وإنقطاع التيار والطين والأمطار والبعوض الذي يستمتع بأجسادهم الندية ، تقول عن الليل الذي سكنت نسماته في مخابئها ( تعني الكتمة ) : ( عند منتصف الليل نشطت العاصفة الرملية وأصبحت تهب بعنف .. تتراقص ذرات الغبار في إستعراض مهيب ترسم الراقد في الفراش كخريطة كنز عثر عليها في كهف قديم ) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حصاد الغربة .. وفاء سعد عمر .. لقد هزتني روايتك (Re: Khalid Saeed)
|
ستقف على قولها ( الجو بارد ، ولادفء في القلب ولا فير الروح ولا في المكان ، تلملم ( فاطمة ) آلامها كحبات عقد منثور .. تقبع على أحد الكراسي والذي يحتضن جسدها المنهك وكأنه قد وجد ضالته ) تجسيد رائع يصور حالة الإحباط . ستقابلك اللغة الغنية المعبرة والصور الكاريكاتورية الناطقة في حديثها عن ( فاطمة ) التي حملت في أحشائها فارس القبيلة وهي تعود في أول رحلة عودة إلى الوطن غضة بضة طرية مكتنزة نضرة ناعمة وإلى جنبها حماتها ( تجلس بجوار فاطمة المتكئة على السرير تضع لها المخدات تارة وتسندها بالوسائد تارة أخرى .. فخورة بإبنها نافخ هذه البطن المتكورة .. فقطعة منه تتحرك في جوفها تنمو وتكبر ) وتميل بك الكاتبة شيئاَ ما إلى المباشرة والواقعية وأدب المسكوت عنه فتقول ( أحبك يافاطمة .. أحبك .. ولفهما السكون ، ففي لحظات النشوة لا وجود للطلاسم ولابقاء للمشكلات ، فقط المجاهدة لإخماد البراكين الثائرة ) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حصاد الغربة .. وفاء سعد عمر .. لقد هزتني روايتك (Re: Khalid Saeed)
|
ستحدثك أيضاً عن تاج السر زوج فاطمة الذي إنهار حين صدمته ظروف العمل بإنهاء عقده ، فتشبث بالبقاء في غربته ولكنه عاش في إنفصام وإنهزام شنيع .. لم يتأقلم مع واقعه الجديد المختلف ولم يحزم حقائبه عائداً إلى وطنه كأنه لم يسمع قول الشاعر : إذا كنت في دار يهينك أهلها ....... ولم تك مكبولاً بها فتحول ولكنه بقى عاطلاً عالة على أسرته ينظر إليهم وهم يتخبطون في وجل وتردد وتعثر ، وهو قابع ساكن .. وحيث وقع المحذور أشبع (عمر ) إبنه القليل التجربة ضرباً وركلاً حتى (إرتمت عليه أمه تحميه من بركان والده الثائر الذي فتح قاموس السب والشتائم يقلب صفحاته بسرعة ليتلو كل مافيه ..) تصوير مؤثر ولغة معبرة وبراعة وأسلوب غير خافية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حصاد الغربة .. وفاء سعد عمر .. لقد هزتني روايتك (Re: Khalid Saeed)
|
وسيطرت الكاتبة على شخوصها سيطرة تامة أتاحت لهم فرص التحرك بحرية كاملة في مسرح الأحداث ، ومع ذلك كانت قادرة على تحريكهم في الزمان والمكان المناسبين .. فقد أجادت رسم شخصية ( عمر ) حتى كان حديثها عنه واقعاً لايداخله الخيال من أي ناحية .. ذلك الشاب الذي يجسد أوضاع كثيرين من أبناء المغتربين ويكشف عن الصراع العنيف بين بيئة الإغتراب والمنشأ والنزاع الشديد حتى يبلغوا مرحلة التعليم الجامعي والتنازع والتجاذب والإنقسام الذي يعيش فيه الوالدان والعنت والمشقة والعناء الذي يلقاه الأبناء في التكيف حتى صاروا أضحوكة بين أهلهم يطلقون عليه مصطلح ( الشهادة العربية ) لينسبوا إليهم بعد ذلك كل إخفاق وقصور وهشاشة وعدم إلمام بواقع البيئة الجديدة – وماهي بالجديدة بالنظر إلى الجذور – وهي نظرة قاصرة دون شك لايمكن إطلاقها وتعميمها على كل أبناء هذه الفئة الذي إستطاع أكثرهم الإنصهار في المتجمع والعودة إلى الجذور في وقت وجيز .. وما أحسب شعباً أضر به الإغتراب أكثر من شعب السودان ، لا لشئ إلا لتركيبته الإجتماعية المتضامنة غلا ( المقطوعين من شجرة ) أو الذين أغمضوا عيونهم وجعلوا أصابعهم في آذانهم ووضعوا مشاعرهم في برادات شققهم ، أداروا ظهورهم لإستغاثات أهلهم وعوزهم وعوراتهم .. أما الأصلاء فيرحل الراحل منهم محتقباً همومه ، وهموم قومه فتقصم ظهره فلا ينهض ولاينهضون ، فيوسد خديه كفيه مردداً مناحة الشاعر القديم : ياوحشة للغريب في البلد النازل .... ماذا بنفسه صنيعا فارق أحبابه فما إنتفعوا .. بالعيش من بعده ولا إنتفعا يقول في نأيه وغربته .. عدل من الله كل ماصنعا صحيح ربما صادف بعض الناس توفيقاً في مغتربهم ، ورما عاش بعضهم كفافاً لاعليه ولا له .. ولكن دارت الدوائر على كثيرين كانوا تبراً فصاروا تراب ، وكانوا عوداً وصندلاً فعادوا أشبه بدخان الطندب .. بل لم يطل بعضهم دخان الطندب على حره وحرارته ومرارته ، كما يتجدون ذلك أو كثيراً منه في شخصيات ( حصاد الغربة ) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حصاد الغربة .. وفاء سعد عمر .. لقد هزتني روايتك (Re: Khalid Saeed)
|
أخيراً وليس أخراً نرجو الخير لكل بلد نزحنا إليه بخيرنا وبشرنا فآوانا حين ضاقت بنا بلادنا . ونرجو لوطننا أمناً وإستقراراً ورخاءً يسع بنيه ويجمع شملهم .. فقد أصبحنا تتفظر أكبادنا حين نتأمل حالنا ونذكر قول الشاعر : بكل بلاد ، بل بكل مظنة .. أخو أمل منا يحاول مطمعا كأنا خلقنا للنوى ، وكأنما .. حرام على الأيام أن نتجمعا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حصاد الغربة .. وفاء سعد عمر .. لقد هزتني روايتك (Re: Khalid Saeed)
|
فاطمة السمحـــة .. فاطمــــــــة الزهراء .. كانت .. في ريعان شبابها إبنة الـ 19 عندما خطبها تاج السر .. إبن الجيران العائد من الخليج باحثاً عن شريكة حياة .. شقيقة لروحه .. أنيسة لغربته .. فأتت إلى الغربة وهي تضج بالحياة .. والجمال .. فلفحتها هجير الوحشة .. وأزهبت نضارتها قسوة الأيام .. فاطمة يازهرةً من زهور الربيع .. عذراً .. فقد آلامتك الغربة .. عذراً .. فقد أذهبت نداك الغربة .. عذراً .. فقد خدعناك بغرورنــا ... فاطمة .. لا أدري لماذا تسلب الغربة .. من الزهور شذاهــا ؟ فاطمة .. ياقيسارة الغربة الحزينة .. لقد كشفت عورات غربتنا .. فاطمة .. يازهراء .. إنا لحزنك لمحزونون ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حصاد الغربة .. وفاء سعد عمر .. لقد هزتني روايتك (Re: Khalid Saeed)
|
حباب الأرباب ..
الغربة في حدِ زاته رواية كاملة الأحداث .. يتحرك شخوصها حسب موقعهم فيها .. تكاثرت الهموم والإلتزامات وكثيرون ضاقت بهم السبل وأصبح حلم العودة صعب والحاية في الغربة أصعب .. من خلال سردك لهذه الرواية أرى فيها الكثير من الواقعية المؤلمة .. والكاتبة وفاء سعد نرسل لها تحياتنا .. قدرت أن تحرك شخوصها وتتعامل مع الأحداث وفق منظور إجتماعي بحت نقع فيه جميعاً ونبحث عن طرق لتجنبه ..
شكراً يا أرباب أن أشركتنا في قراءة هذه الرواية وفي إنتظار نسخة منها لنطلع على المزيد فيها ..
تقديري لك وللكاتبة وفاء ..
| |
|
|
|
|
|
|
|