|
هل تعلم بان ضابط الشرطة او الجيش عندما يتقاعد يصرف له مائة مليون جنيه عن كل سنة خدمة ؟؟محمد احم
|
هل تعلم بان ضابط الشرطة او الجيش عندما يتقاعد يصرف له مائة مليون جنيه ( قبل تغيير العملة) عن كل سنة خدمة ؟؟!! في حين استاذ الجامعة المتقاعد بالكاد يصل استحقاقه عن كل سنوات خدمته مليون جنيه؟؟
قال لي زميل دراستي الذي اثر الالتحاق بكلية الشرطة بدل الجامعة قبل خمس عشرة عاما , قال لي بانه قد احيل للتقاعد للصالح العام لانه "مؤتمر شعبي" ولكنه ولصلاته الجيدة بوزير الداخلية السابق والشهير باسم " صاحب فضيحة العمارات المنهارة" فقد تم صرف بدل الخدمة المعاشية له وكانه قد بلغ الستين من عمره وهو في الخدمة , وبذلك تم منحه ماتين وخمسين مليونا من الجنيهات وهو لما بعد يكمل سنته الاولي كمقدم في الشرطة!! اذا ان كان مقدم متقاعد يذهب بمثل هذا الكم الهائل من المال فكم بالله يكون نصيب العميد واللواء المتقاعد؟ اظنه ياخذ اكثر من مليار جنيه. هذا ان كان لواء شرطة , اما لواء الجيش فاضرب هذا في اثنين او ثلاثة , واما الفريق المتقاعد فربما يذهب بنصف ميزانية البلاد حين تقاعده. هذا بالرغم من ان الجيش السوداني والشرطة عمرهم لم يوجهوا اسلحتهم ضد عدو خارجي, بل افنوا خيرة شباب الامة ونساءها واطفالها باسلحتهم تحت مسميات شتي منها مثلا ( مكافحة الشغب) , او ( احباط محاولة انقلابية ) , او ( مكافحة النهب المسلح) وهلم جرا. فكلنا شاهد مجازر بيت الضيافة اثر فشل انقلاب الشيوعيين عام 1871, ومجزرة الجزيرة ابا ونزيف الدم في الجنوب ودارفور والشرق. وضرب الطلاب بالرصاص في اكتوبر وشعبان وبورسودان وغيرها من الازمنة والامكنة علي طول وعرض السودان. ولسنا هنا بحانقين علي ضباط القوات النظامية كما يسمونهم, ولكن نحن هنا لنكشف الخلل والظلم الفادح والفاضح في قسمة الثروة بين العاملين في قطاعات الدولة المختلفة. فاستاذ الجامعة او مدير اي مؤسسة حكومية حينما يتقاعد لا ينال واحد علي العشرة الف مما يناله نظيره من حيث مدة الخدمة من ضباط الشرطة او الجيش المتقاعد . والامثلة كثيرة , وهي محزنة ومخزية في ان واحد . فهناك الالاف من الذين افنوا حياتهم في تاهيل الشباب السوداني بما فيهم هؤلاء الضباط ,ولكنهم عندما تقاعدوا لم ينالوا الا السكري والضغط وفقدان البصر والسمع. والغريب بان الظلم ليس فقط في ما بعد التقاعد , اذ ان هناك ميزات اخري يتمتع بها ضباط القوات النظامية لا ينالها الاخرون , مثل تسخير اليات الدولة في بناء الفلل الفارهة , والتمتع بالعلاج في مستشفيات الشرطة والجيش التي جهزت باحدث الاجهزة في حين المستشفيات المدنية اصبحت خرابات يرتع فيها القطط والصراصير. وهناك بنوك وشركات مملوكة لهؤلاء الضباط خاصة ضباط الامن ولا ندري كيف يتم قسمة مواردها. كل هذا وعدد افراد هذه القوات النظامية مجتمعة لا يتعدي اقل من نصف بالماءة من تعداد الشعب السوداني! هذا الاهدار الباذخ للمال العام علي قلة قليلة دون سواهم هو الذي ادخل البلاد ولا زال في متاهات الاضرابات والثورات وسيظل الحال كذلك مالم يتم تنظيم كيفية تقييم العاملين وتحديد الرواتب والمكافءات لما بعد الخدة علي اسس عادلة ومنطقية وعلمية. والان فقط تعلم عزيزي القارئ لماذا يتم ترقية الضابط المتقاعد اوالذي مات في ما يسمي بساحات الفداء الي الرتبة التي فوق رتبته , ولماذا صار لدينا مئات اللواءات والفريق اول والفريق السادة في زمن الانقاذ, فقط لينالوا وينهبوا مزيدا من المال. وهذا ايضا يوضح لنا لماذا شغل الرتب العليا في القوات النظامية هي حكر لنوع معين من السودانيين , بل وكيف ان قبيلة واحدة , وهي قبيلة الشايقية , ظلت تحتكر رتب الشرطة العليا الي يومنا هذا!
محمد احمد علي طه الشايقي(ود الشايقي). 0
|
|
 
|
|
|
|