مزكرات زوجة بقلم منار فتح الرحمن احمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 03:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بكرى ابوبكر(بكرى ابوبكر)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2006, 01:22 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مزكرات زوجة بقلم منار فتح الرحمن احمد

    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم

    مذكرات زوجة شهيد


    أولا الشكر لك الأستاذ الفاضل بكري أبو بكر علي إتاحتك لكل الشرفاء ألفرصه
    للتعبير عن ذاتنا في منير الشرفاء


    : أبدا بمقطع لرائعة من روائع

    الأستاذ محمد وردي
    ما هنت يا سوداننا يوم علينا
    أحبائي بعد رحلة صمت دامت أعوام اخرج اليوم من غياهب هذا الصمت لأعرف لماذا
    هذا الصمت ولأرد علي الكثير والقيل والقال بدون مهاترات أو ابتذال . خرجت اليوم
    لأكتب واعرف أحبابي وأهلي من أبناء وطني ثمرة الصمت . صباح خيري . جمل شيلي
    حلم الشهيد الذي ضاع قبل أوانه كيف صار الأمل الذي وفدت له أصابعي شموعا
    وداريت عليه لأني لم أنجب سواه من توم روح اختطف . أرضعته وربيته في هذه الأرض
    الطاهرة التي احتضنت الشهيد ورفاقه . علمته معني العزة ومعني الوطن الوطن لان
    الحكام يتغيرون ولكن الوطن واحد علمته معني ألكرامه درسته كل حرف عن والده وكل
    بطوله قام بها بالصور حكيت القصص البطولية ليحس بالفخر وانه ابن لأبطال طال
    انتظارهم عرفته معني الأب المفقود ومعني كلمة شهيد من اجل الحرية علمته الصلاة
    وعرفته الحلال والحرام وصام وهو ابن السابعة ووهبها لروح والده عرف كيف يخرج
    لصلاة ألجمعه وفي يده صدقه لروح أبيه علمته ثقافات بلدنا حتى لا تغره مظاهر
    الغرب علمته برحلة كفاح عمل دامت ستة عشر عام بدون أن نمد أيدينا.
    رحلة كفاحنا كانت صبر في ارض الوطن لم نهرب من واقعنا أدخلته في صمتي حتى نصل
    إلي نهاية الطريق علمته إن الكفاح ليس بالجعجعة والكلمات الهوجاء علمته إن
    الكفاح في ارض الوطن فضيلة علمته كيف يكبح جمح نفسه إذ هزم وان لا يتدخل في
    شوؤن السياسة حتى يكون لها علمته أن منبر القلم كالسيف يصعب وقفه. فكان لنا ما
    أردنا كان لنا الوطن والأهل والنجاح
    واليوم احتفل بغرة عيني ابن الشهيد / الدكتور احمد مصطفي عوض عبدالحمن خوجلي
    الذي حقق أمنيتي بالنجاح الباهر والنتيجة المشرفة التي أحرزها وعقبا ل ما أشوفك
    عريس و تبقي أبو مصطفي
    لتفرح روح الشهيد لأقوال اليوم أكملت رسالتي وحدي للمت ساليين نعم وحدي بدون
    رجل بدعم أسرتي ألحبيبه رسالة ببوتقة من نور نبعثها لك شمعة تنير لك شمعة
    علمتها كل حرف عنك وعن رفاقك الأبرار حتى عندما وقف في الانترفيو في ألجامعه
    وسئل هل لك علاقة بشهداء رمضان قال نعم أنا ابن الشهيد مصطفي هل تعرف بلول
    والكد رو قال نعم هذا هو احمد ابن الصمت ابن الشهيد الذي لم تعرفونه يوما ولم
    يذكر في منابركم
    والأرض التي أنجبت شهداء رمضان أنجبت كثير من الشرفاء وأنجبت احمد الابن و من
    غير احمد يحمل اسمك بكل الشرف والكرامة مفخرة لك وأنت بين يدي الله أمانة
    أودعتني إياها صنتها رحلة كفاح بلا زوج حتى ألان .هذا أيضا للرد علي الكثير
    يين الذين أدعو زواجي . وسوف أكون صديقة لكل من يريد أن يعرف كل الحقائق بدون
    تزيف لأنه كان واقع غشته وحدي نعم وحدي واشهد الله علي ذلك وحتى هذه اللحظة لم
    اقل كلمة واحدة كنت أقرا فقط وأتعجب فهذا المنبر اليوم لأحمد
    هذه رحلة كفاحنا لكل من يقرا هذه السطور الابن الذي لم يذكر أبدا لماذا لا ادري
    ولكن لكل شي أوانه واختم بان الحمد لله للشهيد ابن صالح يدعو له

    . ولكم مني لك الود أم احمد
    بقلم الزوجة منار فتح الرحمن احمد
    السودان / الخرطوم
                  

11-04-2006, 01:43 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزكرات زوجة بقلم منار فتح الرحمن احمد (Re: بكرى ابوبكر)

    وصاني ابوي
    الموج بيهدم كل رخوة
    علي الجروف
    شد الضراع


    -الدوش- الساقية


    ساقيتك بضراعك المشدود روت فاخضر الزرع

    هنيئا لك به وهو بك

    مودتي
    ابوبكر

    (عدل بواسطة abubakr on 11-04-2006, 01:44 AM)

                  

11-04-2006, 04:05 AM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزكرات زوجة بقلم منار فتح الرحمن احمد (Re: بكرى ابوبكر)

    الاخت الكريمه منار فتح الرحمن احمد
    التحيه والانحناء
    لك وانت تضربين مثلا عظيما في الوفاء والاخلاص والتفاني
    الشهيد مصطفى وانت واحمد جميعكم سلسله لعطاء وبذل من نوع خاص يكمل بعضه البعض .
    الاخت الكريمه منار
    ابناء الشعب عصيون على النسيان - لا يطويهم النسيان ولا ترفع صحائفهم بسهوله فاهلهم وابناءهم ونضال شعبهم الوفي امتداد لقيمة تضحيتهم الغاليه ..
    هذا المكان حكى عنهم عن سيرتهم عن ابناءهم لم ولن ننساهم واملنا في احمد واخوان احمد من ابناء الشهداء فما ضاع حق وراءه مطالب .
    لك التحيه مره اخرى زوجة الشهيد مصطفى فقد بلغت الرساله واديت الامانه.

    Quote: كنت أقرا فقط وأتعجب فهذا المنبر اليوم لأحمد
    هذه رحلة كفاحنا لكل من يقرا هذه السطور الابن الذي لم يذكر أبدا لماذا لا ادري
    ولكن لكل شي أوانه
    واختم بان الحمد لله للشهيد ابن صالح يدعو له

    وشعب وفي لا ينسى من مات في سبيله
    Quote:
    نقيب طيار مصطفى عوض خوجلي :

    ولد في 29/11/1962م

    التحق بالقوات المسلحة في 10/9/1984م.

    متزوج وله ابن (أحمد).

    المؤهلات : الثانوية العامة بنجاح ، دبلوم ورخصة طيران تجاري بالولايات المتحدة الامريكية .

    دورة تحويلية على طائرات Bell ziz Angsta الايطالية .

    دور تحويلية على طائرات البيوما الفرنسية .

    دورة قيادة طائرات بل 212 اوقستا – دورة قتالية بالمملكة العربية السعودية – قاعدة الملك فهد – الطائف .

    دورة تأهيلية محلية لقيادة طائرات البيوما الفرنسية .

    الأنواط : نوط الشجاعة 1989 ، نوط الواجب 1989.

    المناطق التي عمل بها : قاعدة الخرطوم الجوية – ولاء الهليوكوبتر ، وكل مناطق العمليات بجنوب السودان بالاضافة إلى الاقليم الشرقي .

    21 طلقه في رمضان وثار لا يموت !!
    Quote: رسالة الى الشهيد طيار مصطفى عوض خوجلى

    افتقدك كثيراً ... وافكر فيك باستمرار..

    اليوم نستقبل المولود الخامس..

    الفرح بقدومك كان كبيرا .. كما كان الفرح بوجودك..

    اتذكر ذكريات بعيدة .. ولكن كثير من الوان تفاصيلها ما زال في مخيلتي..

    طفولتك الهادئة جداً ونومك في السابعة مساء .. وحديثك الطفولي عن احلام المستقبل وآمالك حين تكبر .. اتذكر سنوات الشقاوة .. وسواقة العربية( بالدس) والغنماية حينما دهستها.. وعلى الرغم من ان أحداً لم يرك إلا أنك بشجاعتك المعروفة عنك .. ذهبت لأهلها لتخبرهم بنفسك .. فأضحك مرة اخرى لذكرى الضحكة الاولى ..

    اتذكر .. اصرارك منذ صغرك على دراسة الطيران .. وعندما لم يتم قبولك بمعهد امبابة بالقاهرة لصغر سنك .. اصررت اكثر وبعزيمة اكبر على ان تدرسه بامريكا .. فأرسلك الوالد وكل امله ان يحقق لك آمالك.

    خطاباتك وصورك في ولاية اوكلاهوما .. ما زالت مطبوعة في الذاكرة..

    اتذكر واعيش الذكرى كلحظتي هذه .. الفرحة بتخرجك وعودتك مصطفى الطيار، وفرحة أبي برجوعك مصطفى الطيار .. وهو يرى ثمار تعليمه لك .. وفرحة أمي بتخرجك وخوفها الشديد عليك من الطيران وحوادثه..

    التحقت بالكلية الحربية وكان هذا قدرك وليس خيارك وبسرعة انطلقت سريعا لتحقيق أملك في ممارسة الطيران.

    ما اقرب الأمس .. بالأمس البعيد!!!
    تأتي الاحداث وتعيد الذكريات حتى قبل ان نستوعبها .. ثم تتجدد الذكريات بأحداث اخرى .. تجدد الحزن الدفين بالفقد وبمعنى الحياة ..

    اكثر ما اتذكر يا أخي وحبيبي مصطفى .. ساعة الظهرية .. وكل راجع من عمله .. وكلنا في نفس الاتجاه .. المطبخ أولاً .. ثم ماذا هناك على الغداء؟ والبحث عن الوالدة للاطمئنان .. حتى حاج عوض يتصرف بنفس الطريقة؟؟

    ثم اجتماعنا جميعا على الغداء .. الونسة التي تتحول الى نقاش يهداً ويسخن حسب الموضوع .. الوضع في البلد .. الكهرباء والموية .. الكورة فوز الهلال أو المريخ .. لم يعد يهم من يفوز الآن .. الوطن كله اليوم مضرج ببقايا دمائكم انتم الثمانية وعشرين فارساً وشهيداً قامت عناصر الجبهة بتصفيتكم في جبن .. لتبقوا ابداً ثأرنا الخالد.

    اتذكر زياراتك لي ببورتسودان .. عندما كنت تحضر من كسلا في مهمات رسمية ..

    كنت تبدو سعيداً جداً بعملك كطيار خاص للعميد الشهيد محمد عثمان كرار .. كنت فخوراً بوظيفتك وبعملك في ادارته عندما كان حاكماً للاقليم الشرقي في عهد الديمقراطية .. وكأنك ايها الشقيق الحبيب تعلم ما يخبئه لكما القدر معاً .. فيالها من صدفة تاريخية عظيمة كان لها ما بعدها.

    وفي البال قصصك عن اهل كسلا .. وطيبتهم .. كنت اكبر من عمرك كثيراً .. تتحدث عن المصاعب التي تقابلك دون خوف .. حينها يخاف حاج عوض فيذبح الكرامة لنجاتك.

    اتذكر .. ولا املك غير الذكرى .. ذلك اليوم المشئوم 30/6/1989 احبطنا جميعاً .. واحبطت والحزن يغمرك ويغمرنا جميعاً ..

    كنت اول من قال بعد سماعك لبيانهم بأنهم جبهجية!!

    تغيرت حياتنا جميعاً منذ ذلك اليوم والى الأبد .. طعم الحياة اصبح مراً .. ملأ اليأس قلوبنا .. وتلون كل شيء بلون اسود اجرب وكريه ..

    اصبحت حياتنا اليوم عبارة عن كابوس .. تبدأ بشتائم منهم .. من وسائل الاعلام .. تهديدات .. وعساكر تتغطى ملامحهم بالكراهية لكل السودانيين .. كلماتهم حقد وسموم ينفثونها كل صباح ..

    وفي الكباري دبابات .. ومظاهر الارهاب تنبيء عن خوفهم وقدرتهم البالغة على الاجرام..

    كيف كان للحياة ان تستمر تحت هدا التسلط؟!

    وبرنامج حياتنا كان مؤسساً على حرية وديمقراطية اقتلعناها قريباً ولم نهنأ بها .. كيف تنهار احلامنا بهده السرعة وكيف نقضي الوقت بدون هواء نظيف .. ندوات متعددة واحتجاج عندما نريد؟ .. نعم قل لي ايها الحبيب الشقيق الشهيد كيف فات على عناصر الظلام ان تعلم ان شعبنا عاشق للحرية والديمقراطية ولا يمكن ان يقبل الاستكانة مهما كان الثمن؟!!

    اتذكر وامتليء غضبا هنا .. رجوعك اليومي .. من سفرية .. او من المكتب .. او من المطار .. والاشمئزاز يسكن بداخلك .. يوم شاق طويل وسط كم من عملاء الجبهة .. وتربصهم بك وبمن معك من الشرفاء.

    اعتراضك على الحرب في جنوب البلاد وعلى ارسالك لها باستمرار .. احتجاجك على اقحام الجيش في هذه المهزلة الجبهجية وفي الاعتداء على الديمقراطية.

    وعلى الرغم من اننا جميعا في الاسرة لم ننضم الى اي حزب سياسي الا اننا جميعا كبرنا ووعينا ان الديمقراطية هي الحل الامثل لكل مشاكل السودان .. نحن نعشق الحرية .. والهواء النظيف .. نكره ان نتلقى الاوامر المريضة ونرفض تنفيذها، ما اجمل تمردنا السوداني ..

    اتذكر .. وتعذبنى الذكرى بتفاصيلها القاسية ذلك اليوم في رمضان عندما رجعت ظهرا .. اتذكر كيف كان حالنا وحالك..

    الحزن يكسو كل الملامح وانت حزنك الغاضب يجبرك على ان تستلقي على الارض ووجهك في اتجاه الحائط .. اليوم كانت جنازة الشهيد دكتور على فضل .. عذب حتى الموت .. وبموته تفجر غضب كل السودان وزاد الاحساس بالظلم .. مجدي .. جرجس .. واليوم علماً آخر من اعلام الحرية .. خرج السودان في موكب التشييع ..

    لم يمنعك عملك من ان تذهب وتشارك في الالم الجماهيري ..

    صيامنا ذلك اليوم كان صياماً عن الونسة في ساعة الافطار ..

    والجو مليء بالتوتر وكلنا في حالة عميقة من الاحساس بالفشل والحزن والغضب ..

    واتذكر افطار ذلك اليوم .. صلاة المغرب وخروجك بعدها مباشرة .. بحجة تدريب الطيران الليلي ومكالمتك التلفونية في منتصف الليل .. حديثك معي بعد ردي عليك وما زالت كلماتك الشقية في اذني .. طلبك للحديث مع أمي كعادتك دائما من العمل .. ثم الحديث مع ام احمد منار زوجتك ثم وعدك بالرجوع في الصباح الباكر ..

    وعندما افكر اليوم بانك لم ترجع .. في هذه اللحظة تغيم الدنيا .. وتعصر يد غليظة قلبي فأغيب في نوبة بكاء حارقة..

    أخي الشهيد مصطفى
    الاحساس بالظلم قاتل .. ولا ادري كيف اتجاوز هذا الاحساس ..

    اجلس في مكاني بالساعات الطوال .. افكر في طرق مختلفة لتعذيب من قتلوك وقتلوهم .. اتخيل الغد .. والاحساس في التخيل يقفز بي فوق الاستحالة .. فأرى نفسي في شوارع الخرطوم تارة أعذب ابراهيم شمس الدين لآخذ ثأرنا منه نحن أسر الشهداء وتارة أعذب باقي مجموعة الجلادين الذين نحتفظ بقائمة اسماءهم .. اعذبهم بطرق مختلفة ويشارك في تعذيبهم الآخرون بطرق كثيرة .. ابتدعوها هم في السودان .. وخلقوا فينا القدرة على ابتداع طرق ابشع منها .. نقطع اوصالهم مرة .. نعلقهم من اطرافهم .. نغرز المسامير في رؤوسهم .. نتبارى في جرهم على اسفلت الشوارع في هجير أيام يوليو ..

    وفجأة أصاب بالخوف .. وماذا اذا حدثت الانتفاضة ولم احضرها فقام ابناء الشعب بكل هذا ولم اشارك انا؟ وفجأة يتحول خوفي إلى احباط عميق .. ويأس سخيف..

    ومرات اخرى اشعر يا ابن أمي .. بأن ما أفكر فيه مدمر .. وليس هو ما كنتم ترغبون فيه .. كنتم ترغبون في تحقيق سلام بدون دماء ولذلك كانت حركتكم بيضاء نقية كنقاء ذكراكم ..

    فيتغير حلمي دون ان اشعر .. واحلم هذه المرة بمحاكمة عادلة لمجرمين ظلمة .. محاكم علنية يحضرها الجميع .. ويتوفر فيها قضاء نظيف ..

    عفواً أيها الحبيب الشقيق الشهيد فالقضاء العادل يا مصطفى يضمن لنا ثأرك وثأر كل من قتل وعذب وما اكثرهم .. واكثر من ذلك يزيد ويثبت ايماننا بالديمقراطية التي نكافح من اجلها باستمرار .. والقضاء العادل يمجدكم اكثر وبدونه ستصبح شوارع كل السودان سلخانات .. تعلق فيها ثورة الغضب اجساد المجرمين كما تعلق البهائم المذبوحة .. هي صورة تكررت في منامي كثيراً في السنوات الماضية..

    استشهادك يا مصطفى طور كثيراً في شخصيتي .. بعد ان غير كثيراً في تفاصيل حياتنا ..

    اخي الشهيد مصطفى
    تبعثرنا جميعاً .. لم نعد نعيش في مكان واحد كما كنا .. نحلم ونضحك .. نتشاجر ونرقص كما كنا .. نتقاسم ما في الجيب .. لا يشغلنا الغد كثيراً .. فماذا يهم ما دمنا جميعاً معاً .. اطفالنا يتشاجرون ويشتكون ..

    حاج عوض يوزع حنانه ودعواته بالتساوي علينا عقب كل صلاة ..

    الحاجة ام الكل المعطاءة بلا حدود تحتج على صوت اطفالنا ..

    اصبح تجمعنا بدونك مستحيلاً .. تركنا الوطن لأن الظلم كان اكبر من تحملنا .. والمجرمون يزدادون اجراماً ..

    حاج عوض رغم ايمانه العميق وصبره .. الا ان الدموع المرة قضت على بصره .. يبكي كما يبكي الاطفال دون انقطاع..

    امي ترجمت حزنها عملاً .. سعدت كثيراً عندما قهرتهم في المظاهرات فسجنوها .. فانفضح ضعفهم .. تعيش أمي في المنفى وتتحرك في كل اتجاه يعمل على اسقاط حكومة الخونة .. وبين كل عمل وآخر .. يغلبها الحزن فتبكي حتى تمرض .. ويمرض معها أبي ..

    نحن هنا في لندن .. يمر يومنا ولا ندري انه قد مر ..

    مجبرين على الغربة الباردة .. نعيش احداث وتفاصيل يومية ضائعة في اغلبها لأنها تبحث عن ماضي كنت فيه انت بيننا .. فنجتمع جميعاً من الظهر وحتى آخر الليل ..

    ترى ما معنى الحياة .. هم في القاهرة ونحن في لندن وباقينا في مدن امريكا؟ الم اقل لك اننا قد تبعثرنا؟

    افتقدك كثيرا يا مصطفى .. كنا نحلم بأبناءنا جميعاً يكبرون معاً كما كبرنا نحن معاً ..

    احمد ابنك هو ابني .. اتذكر ايها الاخ الحبيب كيف ارضعته مع آية .. اشتاق له كثيراً ولكنه في مكان وانا في مكان آخر .. صورته في تصرفاته كما سمعت تقول انه صورة منك .. يذكرك كثيراً ويقول كباقي اطفال الشهداء .. بابا شهيد بابا بطل ..

    ترى هل سيفخر ابناء القثلة بآبائهم كما يفخر ابناءكم بكم الآن؟ لا اعتقد .. اراهم وهم الاطفال الابرياء.. يمشون في الشوارع ورؤوسهم منكسة مما فعله آباءهم القتلة!


    استشهادك طور في كثيراً ..

    خلقنا تنظيم أسر الشهداء في ثلاثة أيام .. فكان نواة جديدة لحياة مختلفة، مدفوعين بالغضب والظلم والفقد .. كونا تنظيم أسر شهداء ابريل رمضان .. 28 ضابط وعدد غير معروف من العساكر .. في قبر جماعي .. خرجنا اعلنا ثورتنا الهادرة .. ضربونا ونحن عزل .. سجنونا حاولوا وما زالوا يحاولون قهرنا .. ولكن .. نحن امهات وزوجات واخوات وابناء الشهداء من يستطيع قهرنا للنهاية؟!

    ومن يستطيع ايقاف ذلك النزيف الداخلي من ان يظهر مطالبنا واضحة لكنها مخيفة لهم؟!

    اخي الشهيد الحبيب
    حتى قبركم الجماعي يا مصطفى لا ندري اين هو رسمياً ..

    نتمنى ان نزوركم .. فتخفف الزيارة من هذا الحزن قليلاً ..

    اتمنى كثيراً ان ازورك .. واواصل معك حوارا جاداً او هظاراً .. اتمنى ويعصر قلبي التمني .. ان ازورك ابكي بجانب قبرك اسألك .. او اعرف اي منهم تحتضن؟ ابكي ويطول بكائي .. واحلم بأنك تسمعني وتستجيب لمشاعري .. ويستجيب معك زملائك لي فارتاح قليلاً .. ماذا كانت جريمتكم؟ وكيف جاءوا هم للحكم؟

    نوط الجدارة .. كورسات التأهيل .. وسام الشجاعة .. طيران مستمر .. اكرم اعز اصدقائك .. زواجكما معاً .. موتكما معاً .. تفاصيل تعذبني كثيرا ..

    ننظم المظاهرات في الذكرى .. حفلات التأبين .. اطفالكم يفتتحون برامج التأبين .. اناشيد اسر الشهداء .. نخرج نوزع بياناتنا التي كتبناها بدم القلب .. نوزع صوركم فيصلوا هم والخوف يعميهم والغضب يقودهم وكما ارهبتموهم انتم عند الاعدام نرهبهم نحن بمطالبنا واحتجاجنا .. سبعة سنوات مرت منذ استشهادكم ولكنها كالأمس القريب..

    حبيبي مصطفى
    الحزن هو نفس الحزن .. والدموع مراراتها قاتلة ..

    نحن حول الراديو نترقب البيان كما اخبرنا ان نفعل وفي خوف مرعب نسمع بوعي وبدون وعي .. اسماء واحكاماً .. نصرخ .. نجري في الشوارع .. اصروا ان يعذبونا كما فعلوا معكم فعرفنا باعدامكم من الراديو !! اي ظلم اكبر من هذا؟!!

    مرت السنوات وزملاءك هناك .. يواصلون الخلاص ..

    كل يختار طريقه في الكفاح .. يعرضون حياتهم للموت من اجل السودان .. والبعض يعري النظام ويفضح جرائمه ..

    أما انا فقد اخترت العمل في مجال حقوق الإنسان .. احاول من خلاله اضفاء معنى جديد للحياة .. والدفاع عن قضايانا .. احاول من خلاله تطوير فهمي للعدالة .. واصدقك القول .. احاول اكثر واتعب في المحاولة .. لايجاد الحلول لكثير مما يحدث وترسيخ مفاهيم لما سوف يحدث ..

    واقول لك انني احبك كثيراً وانكم معشر شهداء الحق مع اخوتك الميامين كرار وصحبه ستبقون ابداً في سويداء قلوب شعبكم الوفي ..

    وان الثأر قريب .. هكذا احلم .. فأعيش وانا احلم.

    _________________

    30 ابريل 1997 – جريدة الخرطوم

    منى عوض خوجلى

    شقيقة الشهيد نقيب طيار مصطفى عوض خوج
                  

11-04-2006, 04:13 AM

المسافر
<aالمسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5061

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزكرات زوجة بقلم منار فتح الرحمن احمد (Re: Aymen Tabir)

    مبروك لأحمد
    وأم أحمد
    وللوطن
    أجمل هدية
                  

11-04-2006, 05:07 AM

Ahmed Hamza

تاريخ التسجيل: 07-11-2006
مجموع المشاركات: 347

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزكرات زوجة بقلم منار فتح الرحمن احمد (Re: بكرى ابوبكر)

    السيدة الفاضلة منار فتح الرحمن احمد

    لك التحية وكل الاحترام واسال الله عز وجل ان يجعل مقام زوجك ورفاقه مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا

    واسال الله ان يبارك لك في ابنك ويوفقه وان يجزيك الله كل الخير ويعوض صبرك خيرا

    لك فائق ودي واكيد احترامي

                  

11-04-2006, 05:32 AM

Manal Mohamed Ali

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 1134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزكرات زوجة بقلم منار فتح الرحمن احمد (Re: Ahmed Hamza)

    up with respect
                  

11-06-2006, 07:36 AM

saadeldin abdelrahman
<asaadeldin abdelrahman
تاريخ التسجيل: 09-03-2004
مجموع المشاركات: 8857

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزكرات زوجة بقلم منار فتح الرحمن احمد (Re: بكرى ابوبكر)



    Up
                  

11-06-2006, 07:45 AM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مزكرات زوجة بقلم منار فتح الرحمن احمد (Re: saadeldin abdelrahman)

    copied from sudanile

    اين قبور ضباط رمضان؟؟؟

    محمد الحسن محمد عثمان
    قاضى سابق
    [email protected]

    سؤال قد يبدو بسيطا والاجابه عليه أكثر بساطه ولكن هذا السؤال ظل معلقا وبلا اجابه منذ 16 عاما التاريخ الذى دفن فيه هؤلاء الضباط وهم نصف احياء

    وكل من رفع صوته مطالبا الاجابه على هذا السؤال يتم جلده بالسيط واعتقاله وقد يصل الامر للتعذيب ولايستثنى من ذلك اسر هؤلاء الضباط الذين تضربهم الانقاذ سنويا وتعتقلهم لانهم فقط يرفعون مطلب معرفة قبور ذويهم لاغير

    وضباط رمضان قاموا بمحاوله انقلابيه مثل المحاوله التى قام بها زملاؤهم ضباط الانقاذ والفرق الوحيد ان المحاوله الانقاذيه نجحت ومحاولتهم فشلت فكان جزاء الضباط الانقاذيين السلطه بكل مطايبها وكان جزاء ضباط رمضان الدفن وفيهم بقايا روح

    ومن ناحية القانون فمحاولة ضباط الانقاذ كان ينبغى ان تكون عقوبتها هى الاشد فهم قد انقلبوا على نظام ديمقراطى بدستوره الشرعى ومؤسساته وعلى حكومه تحمل تفويضا شعبيا اما الانقاذ التى حاول ضباط رمضان الانقضاض عليها فهى حكومه غير شرعيه اتت على ظهر دبابه وتحكم بالبندقيه ومعروف قانونا ان الجريمه الكامله عقوبتها اشد من الشروع فيها ولاول مره يحدث ان جريمه كامله لايعاقب عليها ويعاقب على الشروع فيها وبالاعدام

    ان مطلب ارامل وايتام ضباط رمضان لمعرفة قبور ذويهم هو مطلب مشروع شرعا وقانونا وحتى من ناحية الاخلاق ينبغى الاستجابه له فليس من الاخلاق فى شىء قتل انسان وحرمان اهله من معرفة قبره لمدة 16 عاما

    ولكن من المؤسف ان اسر الشهداء كلما طالبوا بمعرفة قبور ذويهم تلقوا علقه ساخنه وبمبان من عسكر الانقاذ ويعقب ذلك اعتقالات وتعذيب لهم ولمن وقف معهم لايستثنى من ذلك اب كبير او ام مريضه او طفل يتيم

    ان اتفاقيات السلام والمصالحه التى عقدت لم تحدث فى التاريخ القديم او الحديث فى اىبلد آخر من حيث العدد وهى كلها تتكلم عن الحريات والديمقراطيه وحقوق الانسان والمشكله ان الانقاذ رسبت بعد هذه الاتفاقيات فى اى امتحان حريه او ديمقراطيه او حقوق انسان واجهته …وهذا العام كان ينبغى ان يكون مختلفا عن الاعوام السابقه فنحن فى هذا العام نستصحب معنا اتفاقيات نيفاشا والقاهره وابوجا واسمرا ولكن رغم كل هذه الاتفاقيات وباوراقها الكثبره وشهودها الدوليين والمحليين وتوقيعاتها فقد تلقى اهل الشهداء العلقه السنويه والبمبان !!!وعجزت كل هذه الاتفاقيات عن الاستجابه للمطلب البسيط لايتام وارامل الشهداء لمعرفة قبور قتلاهم !!!وهكذا تثبت لنا الايام ان العداله فى بلادنا عاجزه ولاتثريب علينا ان طابناها من الخارج

    وحكى لى احد الزملاء ان محاميا فى قضية قتل عاديه اهل القتيل فيها من الجنوب احسوا من خلال سير القضيه ان العداله لاتاخذ مجراها وفوجىء هذا المحامى باهل القتيل يطرقون بابه فى صباح يوم باكر فخرج اليهم ووجد حافله ممتلئه بهم وطلبوا منه ان يلبس سريعا ويخرج معهم وعندما تساءل عن الى اين والوقت مبكر للمحكمه اجابوا عليه (ماشين مكتب الامم المتحده نقابل برونك) وهذه القصه المعبره لمواطنيين بسطاء تثبت لنا يئس المواطن العادى من عدالة الانقاذ كما انها تدحض مقولة الانقاذ رفض الشعب السودانى للتدخل الاجنبى فهاهم مواطنيين بسطاء يسعون بارجلهم للتدخل الاجنبى بعد ان خذلتهم نيفاشا والقاهره وابوجا واسمرا

    ونصيحتى لاهل الشهداء ان الانقاذ لن تخاف الله فيهم وفى هؤلاء الايتام ولكنها تخاف امريكا ومحكمة الجنايات الدوليه فاطرقوا هذه الابواب ولا تضيعوا الوقت فى تقديم العرائض لسلفا ومناوى ووزير العدل فالانقاذ لن تتفهم مطلبكم فالانقاذ تفهم انجليزى فقط … والرحمه لشهدائنا الضباط الشرفاء الاحرار
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de