افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 03:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام هباني(هشام هباني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2005, 06:52 AM

Khalid Eltayeb
<aKhalid Eltayeb
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 1065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ (Re: هشام هباني)

    الاخ هشام

    أدناه جانبا من حوار صحفي مع د. مأمون حسين أتيت به من ارشيف صحيفة البيان . ز كما تري فان هنالك بعض التفاصيل عن جريمة أغتيال مجدي محجوب و جرجس :



    بطل اضراب الأطباء السودانيين: فهد ومبارك وعرفات وصالح توسطوا لانقاذي من الاعدام
    الخرطوم ـ ابراهيم علي سليمان

    هذا أول حوار مع الرجل الذي حكمت عليه الإنقاذ بالإعدام شنقاً حتى الموت بسبب إعلان إضراب الأطباء في وقت كانت السلطة في أوج قوتها.
    د. مأمون محمد حسين وقف تحت المشنقة رافضاً أي تراجع عن موقف يرى انه حقوقي ومهني وإنساني غير قابل للمساومة ورفض أي استرحام ومراجعة لإنقاذ عنقه.
    من المفارقات أن تتزامن تداعيات هذه القضية مع الإفراج عن القائد الأفريقي نلسون مانديلا في 11 فبراير 1990م بعد 27 سنة قضاها في سجون جنوب أفريقيا. ولكن قضية دكتور مأمون محمد حسين بدأت بالتحديد في السادس والعشرين من نوفمبر 1989م وبعد خمسة أشهر فقط من مجيء الإنقاذ، وذلك عندما نفذ الأطباء إضراباً لمدة أسبوع .
    وفي يوم الاثنين الرابع من ديسمبر 1989م استكملت المحكمة الخاصة رقم (1) الاستماع لممثل الاتهام في القضية المرفوعة أمامها لمحاكمة المتهمين الأطباء مأمون محمد حسين ، سيد محمد عبد الله ، جعفر محمد صالح انقوق قوردون والذين كانوا وراء إضراب الأطباء ، وواجه المتهمون تهماً طبقاً للمادة (35) من لائحة الطوارئ إثارة الفتنة والحرب ضد الدولة.
    وقد استمعت المحكمة لشاهدي الاتهام في القضية وهما طبيبان وقدم المتحري الرائد محمد احمد على مستندات الاتهام وهي عبارة عن ثلاثة بيانات صادرة باسم نقابة الأطباء المحلولة وسجل المتهمون اعترافاً قضائيا بحيازتهم لها. كان مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني قد أصدر بياناً في الثامن والعشرين من نوفمبر 1989م أوضح فيه أن «الإضراب غير المشروع الذي خرج به عن إجماع الأمة الشيوعيون وأشياعهم في قطاع الأطباء المتزامن قصداً مع محادثات نيروبي يهدف إلى إجهاض مساعي السلام ولنسف الجهود التي بذلت لتوحيد الجبهة الداخلية». وفي يوم الأحد العاشر من ديسمبر 1989م أدانت المحكمة الخاصة رقم (1) الطبيبين دكتور مأمون محمد حسين ودكتور سيد محمد عبد الله، وحكمت على الأول بالإعدام شنقاً وعلى المتهم الثاني بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً وبرأت المحكمة ساحة المتهمين الثالث والرابع دكتور انقوق قوردون ودكتور جعفر محمد صالح لعدم ثبوت البينة ضدهما وقررت الإفراج عنهما فوراً.
    الدكتور مأمون محمد حسين ظل صائماً عن الكلام منذ إطلاق سراحه حتى تحدث في هذا الحوار الذي يبدأه قائلاً: في نوفمبر 1989م قاد الأطباء إضراباً مطلبياً وكنت وقتها نائب نقيب الأطباء وكل ما قمت به في حقيقة الأمر أنه كان هنالك اجتماع عام للأطباء لإعلان الإضراب وجئت الى هذا الاجتماع العام وقلت الآتي: «بناء على قراركم سيكون الإضراب في العاشرة صباح يوم الأحد مع تغطية الحوادث اكرر مع تغطية الحوادث». هذه جريمتي، أما جريمة دكتور سيد محمد أحمد أنه كان يقف بجواري عندما قلت هذا الحديث.
    وعلى هذا الأساس تم إلقاء القبض علي بعد الإضراب مباشرة وأودعت في بيوت الأشباح لفترة وتم ما تم من ممارسات غير إنسانية معي وبعد ذلك تم تقديمي وثلاثة آخرين من الأطباء للمحاكمة بتهمة أن إضرابنا كان إضراباً سياسياً يهدف إلى إسقاط النظام.
    تم ترحيلنا إلى السجن في كوبر وهنالك شعرنا بالراحة وذلك لأن اللاءات في الاعتقال كانت كثيرة لا تتكلم لا تنام لا تصلي لا تستحم وأشياء كثيرة. لهذا شعرنا بالراحة في السجن. لم أكن أتوقع أن يكون الحكم بالإعدام بل اعتقالاً عادياً ويتم ابقاؤنا في السجن لمدة ثم يطلق سراحنا ولكن حدث ما حدث. تماسك الأسرة
    أسرتي كانت متماسكة وشجاعة، وحكم الإعدام لا يعني لي أي شئ وتحديداً فإن الموت لا يعني لي أي شئ لانه بيد الله سبحانه وتعالى، هنالك أمور لا يعلمها إلا الله ومن بينها متى وكيف وأين تموت؟ وطالما لا تعلم هذه الغيوب لا تستطيع أن تتحكم فيها ولكنهم حددوا لي كيف أموت فقد حددوا المشنقة في سجن كوبر ولم يقولوا متى أموت ولكن تقريباً في ظرف شهر.
    مساندة ديكويار مكثت في السجن في انتظار تنفيذ حكم المحكمة ولكن حدثت أمور لم أكن أتوقعها وكان رد الفعل كبيراً فقد تمت محاكمتنا في العاشر من ديسمبر 1989م وبعد يومين من المحاكمة جاءت رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة ديكويار يطلب فيها إيقاف الإعدام باسم دول ومنظمات كثيرة اتصلت به، وبعد ذلك توالت الرسائل في هبة عالمية شارك فيها رؤساء الدول أمثال الرئيس المصري محمد حسني مبارك ورئيس دولة فلسطين ياسر عرفات والرئيس اليمني علي عبد الله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود.
    كما كانت هنالك مساندة لي من الداخل من الأطباء ومن شخصيات وطنية وكان اعتمادي على الله، بل هنالك أشخاص عرضوا مقابلة الرئيس عمر البشير وكنت أقول لهم اذهبوا إلى من تشاءون ولن أقوم بمنعكم ولكن على الذي يريد مساعدتي أن يطلب لي ذلك من الله سبحانه وتعالي لان رقبتي بيده وليس في يد غيره وهنالك وفود ذهبت فعلا لرئيس الجمهورية. ولي أصدقاء شخصيين داخل الجبهة الإسلامية يعلمون تمام العلم أنني لست الشخص الذي يقولون أنه ملحد وهؤلاء وقفوا بجانبي.
    كما أن هناك الكثير من المنظمات والهيئات والنقابات ومؤسسات حقوق الإنسان كلها وقفت إلى جانبي. كنت أدعو الله ان يخرجني من هذه المصيبة وتجلت قدرة الله وجعلتني، أنا مأمون ذلك الفرد من السودان يقيم العالم ولا يقعده واشكر الله الذي وقف بجانبي.
    في زنزانة الإعدام
    دخلت إلى السجن ومعي دكتور سيد الذي ذهبوا به إلى جناح «المعاملة» والذي يضم المعتقلين من السياسيين أما شخصي فقد ساقوني إلى زنزانات الإعدام في سجن كوبر، وبعد نصف ساعة تم استدعائي لمقابلة المعتقلين السياسيين وهنالك قابلتهم وكان من بينهم الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الأمة والذي كان قد اعتقل في العاشر من يوليو 1989م بعد أن ظل مختفياً لأكثر من أسبوع عقب الانقلاب وتم نقله من السجن العمومي بكوبر الي الإقامة الجبرية بمنزله وفي يناير التالي، وتم إطلاق سراح سيد احمد الحسين وزير الداخلية الأسبق كما تم في بداية شهر ديسمبر 1989م تحويل محمد عثمان الميرغني ودكتور حسن الترابي للإقامة الجبرية بمنزليهما فيما غادر الميرغني الخرطوم في يناير 1990م متوجهاً للمملكة المتحدة للاستشفاء.
    وقال لي العميد بكري حسن صالح عضو مجلس قيادة الثورة وعضو لجنة الأمن وقتها أن نقل الصادق إلى منزله تحت الإقامة الجبرية وإطلاق سراح سيد احمد الحسين جاء بمناسبة عيد الاستقلال والمساعي التي تبذلها الثورة لتوحيد الجبهة الداخلية وانطلاقاً من إيمان الثورة بحتمية الوحدة الوطنية التي تعتبرها ركيزة من ركائز البناء الوطني للارتقاء بالسودان الموحد.
    على كلٍ فإن المعتقلين السياسيين بسجن كوبر قد شجعوني لأعود إلى زنزانة الإعدام مرة أخرى. وفي الحقيقة زنازين الإعدام مميزة عن بقية الزنازين ولكن المحكومين بالإعدام لا يلبسون ملابس حمراء بل أن اللون الأحمر هواللون المميز للمساجين الذين يحاولون الهرب من السجن أما المساجين المحكوم عليهم بالإعدام فإنهم يلبسون اللباس العادي للسجن والمكون من سروال وقميص دمورية وهنالك في الزنازين قابلت الكثيرين من المحكومين بالإعدام والذين يعتبرونهم من عتاة المجرمين، بينما هم في الحقيقة أناس مساكين جداً ومعظمهم قد يكون ارتكب جريمة واحدة في حياته ومعظم الجرائم التي تقود لإعدام ناتجة عن السكر وتعاطي الخمور، وهناك من يقتل صديقه مثلاً بعد تناول الخمر في بيت عرس وذلك أثر معركة بينها حيث يقوم الجاني بطعن صاحبه غير متعمد، كما أن هنالك أيضا من شاركوا في معارك بعد تناول الخمر ولكن هنالك أيضا من خطط لجريمته ونفذها ولكن رغم ذلك لا نستطيع أن نقول أن هؤلاء هم اكثر الناس إجراماً.
    رفاق الزنزانة كان معي في الزنزانة المرحوم مجدي محجوب محمد احمد والذي كانت المحكمة الخاصة رقم(3) قد إدانته في مطلع ديسمبر 1989م وأصدرت في مواجهته حكماً بالإعدام شنقاً وذلك لحيازته 115 ألف دولار أميركي وأربعة آلاف ريال سعودي وألفى جنيه مصري و11 ألف بر أثيوبي و750 ألف جنيه سوداني دون وثائق رسمية تبرد هذه الحيازة وأشارت المحكمة الخاصة في حيثيات النطق بالحكم إلى أن ما أتاه المتهم من فعل يشكل تخريباً للاقتصاد الوطني وأكدت أنه لابد من حسم هذه الممارسات.
    كما كان معي في الزنزانة أيضا على بشير مريود تاجر بالسوق العربي بالخرطوم والذي كانت المحكمة الخاصة رقم (2) قد قضت بإدانته مطلع ديسمبر 1989م بالإعدام شنقاً حتى الموت وذلك لحيازته 27850 دولاراً أميركياً و1100 دولار أمريكي شيكات سياحية و17720 ريال سعودي دون وثائق رسمية تبرر حيازتها.
    وأكدت حيثيات الحكم أن شهود الاتهام اثبتوا ذلك كما أن المتهم اعترف بحيازته لهذه العملات وأشارت إلى أن المحكمة لم تجد ما يبرر عدم إبلاغ المتهم للجهات الرسمية عما كان بحوزته من عملات أجنبية. وكان مجدي والمريود كلاهما في مقتبل العمر ونحن في السجن تم إعدام مجدي وعادة عند أي تنفيذ للإعدام يتم اغلاق الزنازين على كل المساجين المحكومين ولا يسمحون لهم بالخروج منها رغم ان هذه الزنازين صغيرة في صفين يفصل بينهما حوش وعادة ما نخرج من الزنزانة عند السادسة صباحاً ونكون بالحوش حتى الثالثة مساءً حيث يتم اغلاق الزنازين علينا مرة أخرى، لكنهم كانوا يعاملوننا بشكل خاص ولا يغلقوا الزنازين إلا في السادسة. هناك ملابسات غريبة صاحبت إعدام مجدي فأسرته كانت تزوره كل صباح وكانوا يحضرون شاي الصباح، ولكنه في ذلك اليوم عاد منزعجاً وقال ان أسرته أبلغته أن الصحف قد نشرت خبراً مفاده انه قد تم تنفيذ حكم الإعدام فيه وان أهله قد احتجوا على ذلك، وبعد نصف ساعة تقريباً تم استدعاء مجدي وجاء الشاويش ليبلغهم ان مجدي سيتم إعدامه اليوم.
    الاعدام يكون بعد منتصف الليل ويكون كل بقية المساجين في حالة صعبة ويمتنعون عن الأكل والشراب. وعندما كانوا يقودون مجدي الي المشنقة جاء لينادي على زملائه ويسلم عليهم ويودعهم راجياً من علي ومأمون أن (يشدوا حيلهم ). واعتقد أن مجدي أشجع إنسان لانه وهوفي طريقه الي المشنقة يشجع الآخرين ويرفع من روحهم المعنوية وأتمنى وفى اعتقادي انه مات على حسن الخاتمة ومات مظلوماً. والمريود خرج بعدنا من السجن.
    بعد إعدام مجدي أحضر الينا في الزنازنة جرجس القس بسطس الذي يعمل مساعد طيار بالخطوط الجوية السودانية (سودانير) والذي أدانته المحكمة الخاصة رقم (1) في الرابع والعشرين من ديسمبر 1989بتهمة تخريب الاقتصاد الوطني تحت المادة (98ب) من قانون العقوبات، كما أدانته تحت المادة (36) من لائحة الطوارئ لسنة 1989م والمادة 9 من قانون تنظيم التعامل بالنقد الأجنبي لسنة 1981م بعد أن تم ضبطه متلبساً بمحاولة تهريب مبالغ 94 ألفاً و935 دولاراً و222 ألفاً و175 ريالاً سعودي وثلاثة الآف و840 جنيهاً مصرياً، وشيك بمبلغ 150 دولاراً و8 شيكات بمبلغ 800 دولار حيث كان يحاول تهريب هذه المبالغ عبر مطار الخرطوم خارج السودان.وجرجس من الجالية القبطية ووالده قسيس وتم إعدام جرجس ايضا في مطلع فبراير 1990م وكان يشاركنا الصلاة في الثلث الاخير من الليل فكان يقوم ليصلي الصلاة المفروضة على الاقباط وهي سبع صلوات وحركاتها بها الركوع والسجود تماماً مثل المسلمين فاذا اضيفت للصلوات الخمس صلاتا الضحى وقيام الليل صارت سبعة صلوات لهذا كنت أداعب جرجس قائلاً أنه لم يتبق له للاسلام غير نطق الشهادتين حتى يصبح مسلماً.
    وتم اعدام مواطن ثالث من ابناء الجنوب بتهمة الاتجار في العملة ولكنه كان من الضحايا وحكايته غريبة ايضا وهو لا يعرف اللغة العربية. وعندما تم احضاره لي في زنزانتي لانهم كانوا يلجأون لي في كل الأمور وعندما سألته من سير محاكمته وتهمته قال انه لا يعرف ما دار في المحكمة لكن كان يحمل دولارات داخل الحذاء، وعما إذا كان هنالك محام للدفاع عنه في المحكمة نفى ذلك فكيف حكموا على مثل هذا بالاعدام!!
    ولكن بالعودة الى الذين تم اعدامهم وهم مجدي وجرجس وأحد ابناء الجنوب ولونظرت إليهم لوجدت أحدهم مسلم وهومجدي والآخر مسيحي وهوجرجس والثالث من ابناء الجنوب اذن فالمسألة رسالة مقصودة فالحكومة أرادت إظهار سطوتها وأنها قادرة على أن تعمل ما تشاء. لغة الراندوك
    تركت لغة الطب جانباً وفي داخل سجن كوبر تعلمت لغة الراندوك وهي لغة موجودة داخل السجون وخارجها وسط الشباب منها كلمات كثيرة مثل «شتّت» وتعني امشي و«جُلك» وتعني الرجل المسن و«فردة» ومعناها الصديق ولكن الأساس في لغة الراندوك أن تقلب حروف الكلمات فمثلاً عندما تقصد «لغة» تقول «غلة» ولفهم ذلك يجب أن يكون المرء سريع البديهة، وعند الصلاة يوم الجمعة داخل سجن كوبر مع بقية المساجين العاديين في «السرايا» كنت أستطيع بسهولة أن أفهم ما يدور بينهم بلغة الراندوك.
    في الحقيقة أقول لا مانع من دخول أي إضراب ثان ولكن هذا الإضراب الذي نفذناه، شخصياً كنت أقف ضده وأعارضه لان الوقت لم يكن مناسباً ففي شهر نوفمبر 1989م كانت هنالك حكومة جديدة عمرها أقل من أربعة أشهر ونحن لا يمكن ان نواجه الحكومة بمطالبنا عبر الإضراب وكنت لهذا ضد مبدأ الإضراب وكان اقتراحي ان نتقدم بمطالبنا ونبدأ في المفاوضات مع الحكومة ونقرر على ضوء ذلك الخطوة القادمة، وكنت اعتقد أن الإضراب نوع من التطرف غير المدروس ولكن بعض الأحزاب كانت تعتقد أن إضراب الأطباء سيتبعه إضراب بقية النقابات مما يقود الى انتفاضة وكنت أقول لهم انه هذا الحديث خطير ولن يحدث شيئاً وطلبت منهم ان يتركوننا نحن النقابيين نواصل عملنا النقابي.
    وعند انتفاضة أبريل 1985م ضد نظام نميري لم يكن إضراب الأطباء والنقابات لقلب النظام وحتى الأحزاب لم تكن تنتظر ذلك وإضراب الأطباء بدأ بقضية بسيطة عندما قتلت طفلة بريئة بعد إطلاق النار عليها في التظاهرات التي عمت الشارع وكان إضراباً رمزياً يطالب بمحاكمة الذين ارتكبوا هذه الجريمة ولكن الظروف السياسية وغيرها في ذلك الوقت هي التي طورت الأمور وبدأ أولاً في مستشفى الخرطوم والذين بدأوا إضرابهم يوم الخميس والجمعة استمروا في تغطية الحوادث ولم يكن في البال ان تسقط الحكومة ولكن الظروف السياسية خلال 16 عاماً كانت قد هيأت للانتفاضة وسقوط نظام نميري.
    في الإضراب الأخير لم تكن هنالك أجواء انتفاضة لذلك كنت أرى أن يتم تأجيل الإضراب وان تسير الأمور النقابية عبر التفاوض ولكن كثيراً من الأحزاب كانت تعتقد أن الإضراب سوف يؤدي الي الإسقاط ولكل ذلك فإنني على استعداد لتكرار تجربة اضراب نقابي وليس كإضراب سياسي ونحن النقابيين لا نضرب إضراباً سياسياً ولكن إذا قمنا بإضراب وتحول لإضراب سياسي نستمر فيه وليس كل إضراب سياسي يؤدي الى تغيير نظام الحكم.
    دروس مستفادة
    أن من الدروس التي خرجت بها من هذه التجربة ان النقابيين عليهم الالتزام بالعمل النقابي وإلا يتطرقوا الى العمل السياسي لأن العمل السياسي فإذا سار النقابيون في هذا الاتجاه ستكون النقابات سليمة وتستطيع ان تفرض رأيها على الأحزاب ومن المحتمل ان يكون النقابي منتمياً لأحد الأحزاب وعليه في هذه الحالة أن يقف مع الموقف النقابي القومي، ثم بعد ذلك عليه محاولة فرض هذا الرأي على الجزب.
    لا أرى انفراجاً ماثلاً في الحريات خلال الوقت الراهن والقياس عندي اما أن تكون هنالك حريات أولا تكون وأما أن تكون أبيض أوأسود. ان الحركة النقابية الحالية قد تركت واجبها الأساسي المتمثل في تحقيق مطالب العاملين وعندما تقوم أية نقابة بالتقدم بمطالبها النقابية للحكومة فإن دور اتحاد العمال الحالي اوالقيادات النقابية الحالية أن تحبط أي عمل نقابي وعلى سبيل المثال فإن أطباء الامتياز نفذوا اضرابين وكانت النقابة تقف كوسيط بينهم ووزارة الصحة وبالرغم من ذلك استطاع أطباء الامتياز تحقيق بعض المطالب المتمثلة في زيادات الأجور الي جانب إيقاف الممارسات الرديئة لما اسموه بوحدة « النظام العام» داخل المستشفيات. قطار الهم
    قطار الهم مسرحية سودانية بطلها العم «الزين» وهوسائق القطار ولكن قطار الهم السوداني الآن يقوده السيناتور جون دانفورث الذي انطلق من ماشاكوس يطوي محطات وصفحات الماضي بوجهته وقيادته الأجنبية ولكن هذا القطار يسير فقط بركاب الدرجات العليا ولا يمكن أن يطلق عليه اسم قطار إلا بإضافة بقية الدرجات مثل الدرجة الثالثة والرابعة، وما لم يشارك الشعب السوداني بجميع فئاته في حل المشاكل العالقة لهذا البلد فلن يقدر كائناً من كان أن يحل مقدار رأس دبوس من المشكلة والذي يأمل أن يجد الحّل في ماشاكوس فهوكزارع الأرز في الصحراء. وله رأي في التجمع الوطني حيث يقول أن القضية الأساسية للتجمع الوطني أنه يسير بطريقة فوقية قيادات تجتمع وتنفض وما تقوله هذه القيادات وتقرره بمعزل عن الجماهير ولكن إذا تمكن التجمع من الالتصاق بجماهيره ولفها حوله عندها يمكن أن تكون هناك بارقة أمل في حل مشكلة السودان، أما إذا استمر التجمع بهذه الطريقة الصفوية فإن الأمور لن تسير الى الأمام وعندها قد يصدق وصف الصادق المهدي بعد عملية «تفلحون» والذي وصف التجمع بأنه أشبه «بديك المسلمية » وهومثل سوداني يضرب للغافل الذي لا يدري ما يحاك ضده إذ يقال أن ديك المسلمية كان يصيح ولكن في نفس الوقت كانت إجراءات طبخه قد بدأت قبل ذبحه حيث كان الماء يغلي في القدر. أطلب من الشعب السوداني والنقابيين على الخصوص عبر «البيان» أن يتمسكوا بقضاياهم وحلها على طريقتهم، وإلا ينتظروا أن تقوم الحكومة بحل هذه القضايا وبدلاً من الحديث عن ذلك يمكن للشعب السوداني ان يفرض على أية حكومة كائنة ما كانت ما يطلبه وبذلك يمكن حل المشكلة (بالمقلوب) أي من الجهة الأخرى عن طريق الشعب وما يريد، اذا تمسك بقضاياه.
    وأخيراً وفي الثاني من مايو1990م، أصدر الفريق عمر حسن احمد البشير رئيس مجلس قيادة «ثورة» الإنقاذ الوطني القرار رقم (182) لسنة 1990م الذي يقضي بإسقاط عقوبة الإعدام عن الدكتور مأمون محمد حسين وإسقاط عقوبة السجن عن الدكتور سيد محمد عبد الله. ووجه القرار الجهات المختصة بإطلاق سراحهما فوراً.
    وجاء القرار بعد الالتماس الذي قدمه وفد يضم كبار الأطباء وأعضاء لجنة التسيير لنقابة الأطباء، حيث استقبل البشير الوفد في الأول من مايو1990م فيما أوضح دكتور شاكر السراح وزير الصحة وقتها والذي حضر اللقاء أن الوفد قدم التماساً للبشير للعفوعن زميلهم دكتور مأمون محمد حسين المحكوم عليه بالإعدام وزملائهم الآخرين المحكومة عليهم بالسجن. وقال وزير الصحة ان البشير وعدهم بالنظر بعين الاعتبار في التماسهم المقدم، وأضاف السراج أن الوفد قدم التهنئة للبشير بمناسبة اندحار المحاولة الانقلابية الفاشلة في الأسبوع الأخير من أبريل 1990م.
                  

العنوان الكاتب Date
افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟؟ هشام هباني01-23-05, 02:43 PM
  فوق يا اهل الخير هشام هباني01-24-05, 06:08 AM
    Re: فوق يا اهل الخير عماد شمت01-24-05, 06:31 AM
  Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ SARA ISSA01-24-05, 09:00 AM
    Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ Sharif Bani01-24-05, 09:14 AM
      Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ SARA ISSA01-24-05, 09:35 AM
        Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ Dr Mahdi Mohammed Kheir01-24-05, 11:59 AM
          Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ SARA ISSA01-26-05, 11:39 AM
    Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ Dr Mahdi Mohammed Kheir01-25-05, 08:57 AM
  فيكم الخير هشام هباني01-24-05, 11:40 PM
    Re: فيكم الخير محمد صلاح01-25-05, 01:05 AM
  Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ Khalid Eltayeb01-25-05, 06:52 AM
    Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ خضر عطا المنان01-25-05, 07:59 AM
      Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ محمد صلاح01-25-05, 08:15 AM
        Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ برير اسماعيل يوسف01-25-05, 11:21 AM
          Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ Magdi Is'hag01-25-05, 12:51 PM
  عوافي عوافي هشام هباني01-25-05, 12:00 PM
  عوافي عوافي هشام هباني01-25-05, 12:04 PM
  عوافي عوافي هشام هباني01-25-05, 12:08 PM
  عوافي عوافي هشام هباني01-25-05, 12:12 PM
  عوافي عوافي هشام هباني01-25-05, 12:19 PM
  عوافي عوافي هشام هباني01-25-05, 01:23 PM
  Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ Hani Abuelgasim01-25-05, 03:42 PM
  Re: افيدوناحول ملابسات اغتيال الشهيد دكتور علي فضل واختفاء الشاعر ابوذر الغفاري وبقية الشهداء؟ Hani Abuelgasim01-25-05, 04:16 PM
  عشت يا هانيء هشام هباني01-25-05, 04:41 PM
    Re: عشت يا هانيء برير اسماعيل يوسف01-26-05, 06:12 AM
  عوافي سارة هشام هباني01-26-05, 05:55 PM
  فيكم الخير هشام هباني01-27-05, 06:59 AM
    Re: فيكم الخير برير اسماعيل يوسف01-27-05, 01:38 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������ ������ �� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������

� Copyright 2001-02
Sudanese Online
All rights reserved.




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de