وداعا طاغية الخرطوم...كاريكاتير

Quote: عدوّنا الجديد غسان شربل الحياة - 09/03/09// دعك من «المحافظين الجدد» فقد رحلوا. ومن جورج بوش فقد تقاعد. ومن بنيامين نتانياهو وافيغدور ليبرمان سنعود إليهما. ومن ملف الاستيطان لدينا متسع من الارض والوقت. دعك من الانتشار النووي. والتصحر وندرة المياه. وتلوي المصارف وانهيارات الأسهم. يبدأ الانتصار بتحديد العدو. ومن حسن الحظ اننا قد عثرنا عليه. ضبطناه متلبسا بالجرم المشهود. عرفنا عدوّنا الجديد. عدوّنا الاول. لن نتساهل ولن نتهاون. هذا منعطف تاريخي. ونحن خبراء في المعارك عند المنعطفات. لن نرحمه. سنكشفه وسنعرّيه. سنفضح مخططاته وألاعيب اسياده. سننهال عليه ببيانات نقابات المحامين. ونقابات الصحافيين. ونقابات الجزارين. سنطعنه بحراب مسنونة. بمقالات مطبوخة بالغضب. بقصائد من اعماق القاموس. عرفنا العدو ولن نرحمه. سنرفع صورته على حمار او كلب. سنحرق دمية تمثله وسيضحك المتظاهرون. سنضع صورته على مداخل الفنادق ودورات المياه ليدوسها الوافدون. وسنثبت بالأدلة القاطعة. انه عمل مع الـ «سي.آي. اي». وانخرط في الموساد. وعمل يافعا مع السافاك. ومن يدري فقد يسعفنا الحظ فيرشقه شاب متحمس بحذاء طائر. وكأنما لا تكفينا مصائبنا ليجيء هذا الرجل من البعيد. يضيف الى ملفاتنا الساخنة ملفا حارقا. وإلى بلداننا المهددة بلداً جديداً. نعرف اسم عدوّنا الجديد. لويس مورينو اوكامبو. نعرف المركز الجديد للتآمر الدولي علينا. المحكمة الجنائية الدولية. لقد فعلها اوكامبو. اصدر مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر حسن البشير بسبعة اتهامات تتعلق بـ «جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية». من حق البشير ان يغضب. كان يستعد لإطفاء الشمعة العشرين في القصر في حزيران (يونيو) المقبل. المعارضة السودانية مبددة. ورفيقه حسن الترابي يقيم في أيد امينة. ثم من هو اوكامبو ليصدر مذكرة بتوقيف رئيس مؤتمن على دولة بحجم قارة. ومن اخترع هذه المحكمة الجنائية الدولية لتنتهك سيادة الدول. وتتسلل الى ما وراء الستائر المسدلة. ومن قال لهذا الارجنتيني ان جنرالات السودان يمكن ان يأتوا صاغرين كما فعل جنرالات الطغمة العسكرية في الأرجنتين. من حق البشير ان يغضب. وان يجوب البلاد بأزياء مختلفة ملوحاً مرة بحربة وأخرى بسيف. وان يخاطب قضاة محكمة اوكامبو ساخرا «أغلوا القرار وأشربوا ماءه». وان يطرد منظمات الاغاثة ويلوح للبعثات الديبلوماسية بمصير مشابه. وان يقول البارحة في دارفور «ان المحكمة الدولية وقضاتها ومدعيها وكل من يدعمها أسفل حذائي». ومن حق الرئيس ان يتهم الرؤساء الغربيين بأنهم قتلة. وان يسلط الضوء على مجازر بقيت من دون محاكمات. تحدث عن المصير البائس للهنود الحمر. عن المجزرة الرهيبة في هيروشيما. وعن الممارسات التي جرت على ارض فيتنام والعراق. ومن حسن الحظ ان البشير لم يثر فتوحات جنكيزخان وممارسات هولاكو لأن التحقيق فيها صعب في غياب الشهود وبعد التلاعب بمسرح الجريمة. اهدأ قليلا يا سيادة الرئيس. الطريق الذي تسلكه وعر ومحفوف بالأخطار. لا تخدعنك الهتافات والمواويل. لا مصلحة لبلادك ونظامك وشخصك في الاصطدام بالعدالة الدولية. وفي طرد موظفي الاغاثة. ان هذا الصدام خطر على وحدة بلادك. انت تعرف ان الجنوب يعد جناحيه للتحليق منفردا. وان جهات اخرى تتململ. وان كثيرين سيسارعون الى غسل ايديهم. وسيقولون انهم نصحوك فلم تقبل. راجع التجارب واستخلص العبر. وان اخترت الواقعية ستعثر على من يساعدك. دعك من تجربة صدام حسين. اسأل العقيد معمر القذافي عن فن الخروج من المأزق. كل عربي يشتهي ان يخرج السودان من هذه الورطة بلا خسائر او ويلات. تغير الزمن يا سيادة الرئيس. يصعب اقناع العالم ان ليس من حقه الاهتمام بما يجري في دارفور. لا يمكن اعتبار الاحداث هناك مجرد شجار داخل العائلة السودانية اسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى على الأقل ونزوح اكثر من مليونين. زمن الجنجاويد انقضى. لو بكرت في المعالجة لما جاءنا اوكامبو. لما عثرنا على عدو جديد سيحل ضيفاً دائما في التظاهرات والمقالات.