|
بعض مظاهر الاستعباد والرق الذي لا يزال قائما في السودان اليوم والان.
|
من منا , باستثناء القليل من ذوي الحظوة من أقارب وأهل المستعمرين الجدد من الذين ابتلي الله بهم هذه الأمة,من منا ليس في جواز سفره ختم وزارة الداخلية منذ الاستقلال يوضح بأنه مسموح له, أي لحامل الجواز, بالسفر إلي الدول العربية فقط, أو الدول العربية والأوربية فقط , والقليل مسموح لهم بالسفر إلي كل الأقطار ما عدا إسرائيل وجنوب أفريقيا , قبل أن يزول نظام الفصل العنصري هناك(عقبالنا).لماذا بالله عليكم هذا التمييز البغيض بين مواطنين يحملون نفس جواز السفر؟ انه التهميش وممارسة الاضطهاد من فئة مريضة تملك السلطة علي فئات غالب الشعب السوداني. وانه الفصل والتمييز العنصري بعينه, لأنه لو استعرضنا الذين تحدد لهم أماكن سفرهم هم في غالبيتهم من المهمشين من غرب وجنوب وشرق البلاد.وهذا لعمري من أسباب تأخر ولوج هذه الفئات أبواب الاغتراب, الذي أدمنه معظم أهل الشمال ليأتوا في أخر الأمر ويقولوا لنا بان طريق التحدي وشريان الشمال انشاوهما من مال المغتربين.
لكن أبشع أنماط الاستعباد والرق , هو ما يجري والي الآن من استغلال بشع للأفراد القوات النظامية من الجنود الذين تم صرفهم من أداء مهامهم التي عينوا من اجلها بفرقهم العسكرية, ليكونوا خداما ,بلا مقابل, للضباط والذين هم طبعا معظمهم من الذين احتكروا السلطة والثروة. فنجد الجندي, وغالبا ما يكون من المناطق المهمشة, يقضي نهاره وليله في توصيل أبناء الضابط إلي المدارس ونساءه إلي" الحنانة" والي بيت عرس فلانة وعزاء فلانة, ويأتي بالخبز والخروف في عيد الاضحي وغير عيد الاضحي, تماما مثل العبد المملوك, والآن , وفي عهد الإنقاذ , يتم استغلال مجندي الشرطة في بناء منازل الضباط الفارهة كعمال بناء, واسألوا مدير جامعة الرباط كيف أتم بناء بيته بكافوري ويا ليت هذا الجندي المستعبد حتي النخاع يلقي معاملة حسنة وشيئ من الكلمة الطيبة, كلا , لا يجد إلا رفع الأصوات حتي من الصغار . وإذا ما ذهب الضابط الكبير هذا إلي المعاش أو الصالح العام, يذهب معه هذا الجندي المسكين ك"تابع"!! هل تصدقون هذا؟ اسألوا أي ضابط بالقوات النظامية وسيخبركم , وان أنكر فاسألوا الجنود .
وبعد كل هذا يحارب هؤلاء الجنود دفاعا عن رفاهية هؤلاء الذين لم نسمع بهم أبدا قادوا معركة ضد عدو أجنبي, كل بطولاتهم في إخماد الانقلابات أو صنع الانقلابات, وحتي هذه يرح ضحيتها الجنود المغلوبون علي أمرهم. فإلي متي يا جنودنا تحمون العصابات ولا تحمون أهلكيم ومصالحكم , تمردوا وارفضوا القيام بأي عمل لا ينفع الوطن ولا ينفعكم انتم, ولا تكونوا كالذين يوم القيامة يقولون إننا اطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل.
أيضا من مظاهر الرق والعبودية وانتهاك حقوق الإنسان , ما يتم من استغلال لنزلاء السجون خاصة في الأقاليم , فهؤلاء المسا جين يعملون كعبيد في منازل الضباط من كل لون,شرطة,جيش وحتي في بيوت كبار رجالات الخدمة المدنية , وقد شهدت بأم عيني هذا الذي أقوله في الفاشر وكتم وزالنجي والابيض.فلماذا يا عديمي الضمير والإنسانية تعاقبوا المسكين هذا مرتين علي جريمة واحدة؟
أخيرا , أليكم يا من تجلسون في المجلس الوطني كنواب, واليكم يا محامي السودان ويا قضاته,واليكم يا صحافيي السودان, يا من خذلتم المواطن السوداني ولا زلتم إلا القليل منكم,واليك يا جون قرنق الذي حملت السلاح ضد الاستعباد والاستعلاء, والي قادة الحركات الثورية شرقا وغربا وشمالا, أليكم جميعا: آن الأوان لان ينتهي هذا العمل الفاضح , وان يحرم استغلال الجنود ونزلاء السجون في خدمة أشخاص ثبت بما لا شك فيه انه لا هم لهم إلا أنفسهم التي استمرأت كل ما هو بلا مقابل.
مزمل عبدالله عزالدين
البحرين
--------------------------------------------------------------------------------
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|