مواضيع توثقية متميزة

When Families Say No!

الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-22-2024, 10:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2003, 03:38 AM

Dima
<aDima
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 218

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
The End! (Re: Dima)


    عندما أغلق أحمد الباب خلفه سقط قلب عبير في قدميها .. هذا إذن كل شئ، لن يكون هناك مجال للتراجع بعد الآن! لا تستطيع التراجع عمّا قالته لأنها لا يمكن أن تكون صديقة له، ولن يتراجع هو عن وأد حبهما لأنها تعرفه كما لم تعرف إنساناً من قبل؛ عندما يقرر شيئاً لا يتراجع عنه أبداً! هل ستبكي من جديد؟ ماذا سيفيد البكاء إن استمر دهراً كاملاً؟ لقد نضبت دموعها وتحجرّت مأقيها وعزّت عليها نعمة النحيب .. هناك فقط نار متأججة في قلبها لا تجد ما يطفئها .. لهب اشتعل منذ أن بدأت المشاكل تتسرب إلى حياتهما العاطفية وما يزال يلتهم كل قطعة من فؤادها .. يقولون إن الزمن كفيل بتضميد الجراح غير أن جرحها سيظل غائراً ينزف إلى الأبد ..

    لازال ذاك الكابوس يواصل اقتحامه لحياتها .. مرّ كل شئ بسرعة خارقة؛ متى عرفت أحمد، متى التقته، كيف أحبته، وكم مرّ من الوقت بينهما حتى افترقا؟ شهور .. سنين .. كل شئ مرّ كلمح البصر وها هي تقف وحيدة الآن لتبدأ رحلة الشقاء التي سيمر اليوم فيها وكأنه دهر من الزمان ... لماذا تأبى الحياة إلا أن تمنحنا السعادة في عجلة من أمرها ثم تتأنى في تعذيبنا؟ لماذا لا يخبرنا القدر بما سيقع ويهيئنا له قبل فترة حتى نغترف من تلك الأيام الجميلة ما تيسّر لنا لنستزيد منها حينما يستبد بنا الحزن .. لو كنت أعلم أن هذه ستكون نهايتي مع أحمد لما ضيعت لحظة واحدة كان يمكن لنا أن نقضيها معاً .. لكنت قضيت الليالي وأنا أستمع إلى كلماته التي لا أملّها .. فقط لو كنّا نعلم أننا لن نكمل مشوارنا لما سافرنا وبددنا كل ذاك الوقت في الشد والجذب طالما أن النهاية آتية .. آه يا دنيا وآه وآه ... لن يفيدني بعد الآن شئ فقد فقدته إلى الأبد ولم يترك لي مجالاً حتى لأملي النظر في وجهه للمرة الأخيرة .. إنني حتى لا أحتفظ بصورة له .. يا ويلي، لمَ لم أطلب منه صورة وهو يحتفظ بعشرات الصور لي؟ وماذا كانت حاجتي بالصورة وقد كنت أمتلكه كله؟ آه لو كنت أعلم!

    ***


    رنّ جرس باب شقة عبير واقتلعها من هذيانها وتضارب أفكارها .. أجفلت حينما سمعته وكأنه أعادها للحقيقة من جديد، عندما استوعبت أن هذا هو صوت الجرس وهمت للاتجاه نحوه رنّ مرة أخرى .. لم تحملها قدماها لأول وهلة وتمكنت من الوقوف بصعوبة بعد عدة محاولات .. سمعت صوت سارة يأتيها من بعيد منادياً باسمها (سارة؟ ماذا أتى بها إلى هنا .. آه، كأنها كانت هنا قبل قليل)! عندما فتحت عبير الباب وجدت أمامها سارة وآدم يحملان العديد من الأكياس وعيونهما تمتلئ بالتساؤلات .. حمل آدم الأغراض إلى المطبخ وحاول الانشغال في ترتيبها ليمنح سارة الوقت كي تتحدث إلى صديقتها .. تهاوت عبير على أقرب مقعد حيث كانت تقف قائلة لسارة التي سألت عيناها آلاف المرّات:
    - لقد انتهى كل شئ ..
    • ماذا؟
    - ما سمعتِه يا سارة .. أحمد وأنا أضحينا ماضياً مؤلماً ..
    • لكن يا عبير .. أعني أنني لم أتوقع هذا، لقد كاد يموت قلقاً عندما اتصلت به وقد ....
    - أنا أستطيع أن أقرأه جيداً وكنت أعلم أن ما قاله لا تراجع عنه .. إن المؤلم يا سارة ليس في أننا افترقنا، ولكن في أن هذا يحدث ونحن نحمل كل هذا الحب لبعضنا البعض .. ليتني أستطيع كرهه، ليتني أستطيع مقته، امنحني القدرة على ذلك يا رب ..
    • لكن أنا لا أستوعب شيئاً .. ما الذي يجعل إنساناً في هذا الكون يتخلى عن حبه واختياره بهذه السهولة؟
    - أتعلمين شيئاً يا سارة .. حينما أخبرتني بعلاقتك مع آدم منذ مدة طويلة وكانت وقتها علاقتي مع أحمد بدأت تشهد بعض المنعطفات بسبب موقف اهله؛ خالجني شعور دافق بأنك ستنتصرين في النهاية رغماً عن كل ما يحيط علاقتكما لكنني لم أكن أبداً أحس الشعور نفسه بالنسبة لأحمد ..
    • لماذا يا عبير؟ هذا شئ غريب حقاً!
    - لأنني أعرفك منذ الصغر، عندما ترمين إلى شئ تصلين إليه ولو بعد حين، أما أحمد فتجربتي معه جعلتني أخاف من طريقة تفاعله مع الأشياء فهو يضحي بنفسه دائماً من أجل الآخرين، وبما أنني أصبحت جزءاً منه كما كان يؤكد دائماً، فاحتمال التضحية بي كجزء لا يتجزأ منه كان وارداً أكثر من أي شئ آخر ..
    • هذا غير منطقي يا عبير .. فأحمد رجل وبيده الكثير لكي يدافع به عن حقه في الاختيار وعيش حياته بالطريقة التي يريد ... أنا لا أستطيع أن أجد له مبرراً أبداً ولا يعجبني هذا الأسلوب المتسامح الذي تتحدثين به عنه .. إنني ما عرفتك ضعيفة قط يا عبير ..
    - إنه ليس ضعفاً .. أحمد هو حبي الأول ولا أجد داخلي مكاناً لم يمتلئ بحبي له .. لذلك دست على قلبي وكل ما بداخلي لكي أقول له لا عندما عرض أن نكون أصدقاء ..
    • أصدقاء؟ أكان يمزح أم ماذا؟
    - قال إنه لا يريد أن يفقدني ..
    • إن هذا مضحك حقاً .. لا يريد أن يفقدك ولكن بشروطه هو أو شروط عائلته .. إذن فليرضخ لمشيتهم ولا يرتبط بك ولكن في نفس الوقت تظلين تلك الصديقة المقربة التي يسرّ لها بخصوصياته وربما حكى لها في المستقبل عن فتاة أخرى قرر أهله أن يرتبط بها .. من فضلك يا عبير، إحمدي الله أنكِ لم تقضي ما تبقى من حياتك مع رجل مثل هذا ..
    - هذا لن يكون عزاء لي يا سارة .. ما زال أمامي خطوات غير معدودة من الألم والمرارة عليّ أن أطأ أشواكها ..
    • صدقيني يا عبير أنا لم أقل ذلك لكي أهوّن عليك لكنها الحقيقة فقط .. أنت قطعاً لا تستحقين أن تربطي مستقبلك برجل يضعك في ذيل أولوياته ويسمح لكل من هب ودب بأن يتخذوا قرارات بالنيابة عنه .. إن من تستحقينه لا زال واقفاً هناك يترقب في صمت لكي يظهر في حيات في الوقت المناسب ..
    - حياتي أنا؟ لم تعد لي حياة بعد ما جرى لي، كل ما سأفعله أنني سأغلق قلبي بمفتاح وأرمي به في المحيط .. لن أسمح لرجل بأن يدمرني مرة أخرى ..
    • عزيزتي من المبكر أن نتحدث عن هذا الآن فقط لا أريدك أن تفكري بتهور فأنت دائماً كنتِ حكيمة في قراراتك وبعيدة النظر أيضاً ..
    - وبما تبقى لدي من حكمة قررت العودة إلى السودان للأبد ..
    • ماذا؟
    - ما سمعته .. سألملم أطرافي وأعود من حيث أتيت ...

    هنا ظهر آدم قادماً من المطبخ وقد التقط آخر ما وصل له حديث الصديقتين .. قال وهو يتخذ مكاناً بجانب سارة:
    - عبير .. أنا لا أريد التدخل فيما تقولين لكنني أود أن أسألك عن شئ إن سمحتِ لي ..
    قالت وهي تجفف دموعاً سقطت في غفلة منها:
    • تفضل يا آدم.
    - هل يمكنني الحديث مع أحمد؟
    • لن يجدِ ذلك شيئاً يا آدم، أنا أعرفه جيداً وقد يؤدي تدخّل أي شخص من طرفي إلى تعقيدات أسوأ مما نحن فيه الآن.
    - لكنني سأحدثه رجلاً لرجل، لن أفعل الكثير غير أن أحكي له عن تجربتي الشخصية وبأن حياتي كلها معلقة بشعرة دقيقة قد تنقطع في أية لحظة ..
    • صدقني يا آدم، لو كنت أعلم أن أي حديث مع أحمد سيثنيه عمّا عزم عليه لما بخلت عليك به لكنني استنفذت معه كل سبل الإقناع ولن أستجديه أبداً ..
    - أعوذ بالله، بالطبع لن أعرضك إلى موقف بهذا الشكل يا عبير .. فقط وددت فعل شئ ما لإنقاذ هذا الحب .. إنني فقط أرى أن أحمد دفع ثمناً غالياً مقابل شئ لا يستحق ..
    • هذه هي المشكلة، كلنا نرى ذلك إلا هو .. قد يكون كلام سارة صواباً .. ربما إن نفضت عن قلبي ذاك الحب ونظرت إلى الصورة بعقلانية أكثر لما اخترت نهاية غير هذي، فلا أحد يعلم ما سيحمله لنا المستقبل إن استمر الارتباط بيننا ..
    - لا أحد منّا لديه القدرة على التنبؤ بالمستقبل، وكي أصدقك قولاً، أنا لا أعلم ما سنفعله أنا وسارة إن لم يوافق والدها في النهاية وهذا هو الاحتمال الأرجح بعد كل ما مرّ بنا ..
    • وكيف إذن ستتصرف؟
    - كل ما أعرفه أنه ليس في نيتي فقدان سارة ولا هي لديها النية في ذلك، كل شئ عدا عن ذلك يأتي في وقته ...
    • ليته فكّر بهذه الطريقة ..
    - عزيزتي لكل ظروفه وقد تكون هناك أشياء لا نعلمها ..

    قبل أن ترفع سارة صوتها بمعارضة آدم رن جرس هاتفه النقّال .. سمعته وهو يتجه خارجاً من باب الشقة يرد التحية بعربية متواضعة .. التفت ناحية عبير قائلة:
    • عبير لا تسمحي لأي شخص مهما كان أن يحطّم حياتك أو يغيّر خططك، إن عودتك السودان الآن لن تساعدك في شئ .. لمَ تتركين مستقبلك بأكمله من أجله، إن هذا ليس عدلاً ..
    - دعينا نكون منطقيين يا سارة .. إن كل شئ في هذا البلد لي فيه ذكريات مشتركة مع أحمد، إن قررت حقاً نسيانه أو على الأقل الرضوخ للأمر الواقع، لن يعينني أبداً البقاء في مكان ترتبط كل ذرة فيه بتلك العلاقة .. وعلى أي حال، كانت خططي المستقبلية في الفترة الأخيرة ترتبط بصفة أساسية بحياتنا معاً لذلك لن يكون صعباً التأقلم حين العودة للبلاد .. سيخفف عليّ وجود عائلتي من حولي كثيراً يا سارة وسأبذل كل ما بوسعي لكي لا أظل حبيسة الماضي .. أنا على يقين بأن هذا سيكون مؤلماً للغاية لكن البقاء هنا بالتأكيد أكثر إيلاماً ..
    • لمَ لا تأتي معي في ولايتي، ستكون مكاناً جديداً بالنسبة لكِ ويمكنك الحصول على عمل بيسر هناك .. بالله عليكِ فكّري قليلاً قبل أن ترفضي ..
    - أنت لا تفهمينني يا سارة .. لا أريد أن أظل وحيدة، أعلم أنني إن أتيت بجانبك ستكونين وآدم بقربي لكن هذا لن يكون طوال الوقت فلكل منكما انشغالاته وهمومه ... أود الذهاب إلى بيتي وغرفتي .. أود الارتماء في حضن أمي وإفراغ كل مرارتي وخذلاني الذي تجرعته هنا ..
    • إذن اذهبي لبعض الوقت ثم عودي مرة أخرى ..
    - عزيزتي، إن ذهبت فلن أعود أبداً .. لقد قبرتُ قلبي هنا ولن تطأ قدماي هذه البقعة طائعة مدى حييت ..

    ***


    عاد آدم من الخارج ووجهه محمر وعيناه مليئة بالهواجس .. جلس في مكانه ولم ينطق بكلمة .. نظرت إليه سارة وقد أرعبها ما رأت وسألته عن المتصل فلم يرد عليها .. عندما ألحت في السؤال أخبرها بأن والدها كان المتصل .. فجأة انتبهت عبير لما يجري وتحاملت على عذاباتها وسألت آدم عمّا يجري فأجابها بأن والد سارة تحدث معه عن موضوع ارتباطه بسارة لكنه لم يفهم منه شيئاً .. سألته سارة مرة أخرى:
    • لكن ماذا يعني هذا يا آدم .. بالله عليك قلّ لي فلم يعد لدي قوة لاحتمال المزيد من الترّقب ..
    - صدقيني يا سارة لم أفهم منه شيئاً، سألني عن بعض الأشياء وأمّن لي عن أشياء أخرى تحدثنا فيها عندما التقينا وفي النهاية طلب مني أن أبلغك بان تتصلي به لأن هاتفك مغلق ولم يتمكن من الوصول إليه ..
    • آه ربي، هل قلت له إنني معك؟
    - لم أقل له ولم يسألني عن أين تكونين ..

    بدأت سارة ترتجف واحمر وجهها هي الأخرى .. وعلى الرغم من كل ما كانت تعانيه عبير فقد خافت أن تتعرض سارة مرة أخرى لصدمة عصبية كما حدث في الماضي .. سارعت عبير بالقول:
    • سارة، يجب أن تتصلي به سريعاً .. لمَ لا تتصلي به من غرفتي؟
    - من؟ أنا؟ لا أظنني أستطيع .. يا رباه!
    • عزيزتي، يجب أن تتغلبي على مخاوفك وتتصلي، إن شاء الله لن يحدث إلا كل خير .. تعالي معي!

    مدّت عبير يدها ناحية سارة لتساعدها على النهوض لكن تلك الأخيرة تشبثت بآدم الذي طوّقها بذراعه مطمئناً بعد أن ساورته نفس هواجس عبير .. (إن أردتِ أن أصطحبك سأفعل) قال آدم لكن سارة حرّكت رأسها نافية وتحاملت على نفسها واقفة وهي تضع يدها في يد عبير .. اتجهتا ناحية الغرفة وأغلقتا الباب خلفهما وبعد فترة وجيزة خرجت عبير مغلقة الباب خلفها ونظرت حيث يجلس آدم .. كان شارداً وتلوح من عينيه حيرة عميقة .. قالت عبير:
    - هل رفض؟
    • نعم؟ آآ، لا .. في الحقيقة كما قلت لكما من قبل، لم يعطني قراراً ولا ادري كيف أفسّر هذا .. هل اتصل لكي يعطيني قراره أم أنه فقط أراد التحدث مع ابنته وعندما وجد هاتفها مغلقاً لم يجد بداً غير الاتصال بي!
    - ألم يعدك بالاتصال؟
    • نعم فعل، لكنني بدأت أفقد الأمل حينما أوشكت المهلة التي حددها على الانتهاء ..
    - لا، أنا أعرف عمي والد سارة جيداً، طالماً أنه وعد فلابد أن يفي وعده ..
    • إذن لماذا لم يعطني رداً؟
    - ربما فضّل أن يبلغ رده لابنته ..
    • ربّاه .. هل أدخل لأرها؟ ربما تعرضت لصدمة أخرى يا عبير ..
    - لا تقلق، لم تمر أكثر من دقائق منذ أن بدأت الحديث .. هل أحضر لك شيئاً تشربه؟
    • عبير .. إنني حقاً آسف لما يجري .. هذا آخر ما تحتاجينه الآن بعد كل ما جرى ..
    - يا لسخرية القدر يا آدم .. منذ الصغر وسارة وأنا لا نعيش لحظاتنا الحاسمة بعيداً عن بعضنا .. واليوم انظر لما يجري، يبدو أننا سنشهد نهاية حبنا أيضاً معا .. لكن لا تفهمني خطأ، بأذن الله سنرى نهاية سعيدة لقصة سارة، أنا واثقة من ذلك فهي صديقتي التي عايشت كل مراحل تطورها وأوقن أنها لن تستسلم قبل أن تحقق ما تريد ..

    ***


    فُتح باب غرفة عبير وخرجت منه سارة ووجهها غائم تحت سحابة من الدموع ولم تتحرك من مكانها، قبل أن تصلها عبير كان آدم ممسكاً بكتفيها وينظر إليها في ترقّب .. لم تنطق سارة ولم يجرؤ آدم على السؤال .. قالت عبير في صوت خافت:
    - سارة .. بالله عليكِ يا رفيقة حياتي لن أقوى على صدمة أخرى .. لا يمكن أن يُكتب الفشل لنا الاثنين في يوم واحد .. إن أملي كان معقوداً عليك أنتِ ونجاحك كان سيزيح عني الكثير من الآلام .. سارة ...

    عندما تحدثت سارة كان صوتها خافتاً ومرتجفاً:
    • لقد قال لي ..
    - ........
    - .........
    • قال .. إن كنتِ لا تزالين تريدين الزواج من ذاك الرجل ...
    - .......
    - ........
    • ف ... فلن أقف في طريقك !
    - .......
    - ........
    لم ينبس أي منهم ببنت شفة .. غرس آدم أصابعه في كتفي سارة متمسكاً بهما وهو لا يعي ما يفعل .. فغرت عبير فمها واختلطت ابتسامتها الشاحبة بدموع ساخنة بدأت تنسكب على خديها .. كانت أول من تحرّك في اتجاه سارة وآدم لا يزال في تلك الحالة الهستيرية .. أمسكت عبير ذراع أدم وهزتها قائلة:
    • هل سمعت هذا يا آدم؟ لقد قالها كما أردناها جميعاً ..
    - هل ... هل ما سمعت .. ح ... حقيقي؟

    هزت عبير رأسها بالإيماء ولف الصمت المكان إلا من عبرات الثلاثة التي لم يقف في سبيلها شئ ..
    ضم آدم سارة إلى صدره دون أن يقول شيئاً وقبّل كل خصلة من شعرها وهي تنتفض في أحضانه ... عندما تمكنت سارة من تمالك نفسها قليلاً أزاحت جسدها عن آدم برفق واتجهت إلى عبير التي كانت تذرف دموع الفرح هذه المرة واحتضنت صديقتها وهما لا تصدقان ما يجري ..

    قالت عبير وهي تربت على ظهر صديقتها:
    • ألم أقل لكِ يا سارة .. إن الحياة لا تظلم مجتهداً ..
    - كأنني في حلم يا عبير أخاف أن أصحو منه ..
    • لستِ في حلم .. إنها الحقيقة يا عزيزتي .. كم أنا فخورة بك وفرحة من أجلكما ..

    نظرت سارة إلى عيني عبير وهي تقول في حزن:
    - هل تصدقينني إن قلت لكِ أنني كنت أفضّل أن أضحي بهذا الحلم لأراكِ سعيدة؟
    • أصدقك يا سارة لأن سعادتك أزاحت عني الكثير من الحزن وجعلتني لا أندم على ما جرى لي .. إن كانت سعادتك هي عزائي فلن أحزن كثيراً على مآلي ..

    اليوم وبعد مرور سنوات على تلك الأحداث، لا تفكر عبير في أن سارة انتصرت وخسرت هي المعركة .. فبعد أن انقشعت الغيمة من حياتها بعد مرور وقت طويل، توصلت إلى قناعة أنها هي الأخرى كانت فائزة؛ تخطي المرحلة لم يكن يسيراً لكنها اجتازتها بعون أسرتها وأصدقائها وانغماسها في عملها وبناء حياتها الجديدة بعد أن عادت إلى البلاد .. حاولت بكل ما لديها ألا تستسلم للمرارة التي غمرت حياتها وشغلت كل وقتها لكي لا تسمح لعقلها بالتفكير ولا لقلبها بالحنين ..

    هل نسيت عبير أحمد؟
    لا تزال ذكراه التي تزور خاطرها كل ليلة تغص قلبها ...
    حبها الأول الذي لم يتزحزح عن مكانه قيد أنملة رغم كل ما حدث ..
    لكنه تحوّر إلى تحفة ثمينة تزدان بإطار ذهبي في مساحة لا تراها داخل قلبها ..
    لم تندم عبير على لحظة قضتها بقربه، لكن ألم فراقه لم تقاسِ أمر منه في حياتها ..
    ورغم كل ذلك، فو عاد بها الزمان إلى الوراء مرة أخرى لأحبته من جديد!

    لم تسمع صوت أحمد مرة أخرى ولم يتبقَ منه لديها سوى بضع رسائل داخل حقيبة صغيرة تضم هدايا متفرقة توجد على كل منها بصمته .. وكتاب أهداه لها يوم صارحها بحبه كتب في صفحته الأولى:
    (ابحثي عني بين صفحات هذا الكتاب .. فأنا هنا، انتظر مجيئك!
    ستلفنا تلك الوريقات معاً، وتظللنا بأسرارها ..
    كل مخاوف الدنيا تزول وتتلاشى ..
    لن يبقى فيه غير عينيك لأرتشف رحيقهما ..
    وأستمد منهما زواد أيامي ..
    وأكمل معهما عمري الذي ملكته ..
    فإن تزاحمت عليكِ الحروف،
    وتعسّرت عليك متابعة الكلمات،
    انظري في طياته واسبري أغواره ..
    ستجدينني قابعاً هناك،
    في انتظارك من جديد!)

    كان اسم الكتاب:
    (أحبك أكثر)!

    ***

    (عدل بواسطة Dima on 02-28-2003, 03:56 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
When Families Say No! Dima01-01-03, 07:19 PM
  Re: When Families Say No! Dima01-01-03, 10:29 PM
  Re: When Families Say No! مشتاق01-02-03, 00:37 AM
  Re: When Families Say No! Dima01-02-03, 01:05 AM
  Re: When Families Say No! مشتاق01-02-03, 01:54 AM
  Part Two Dima01-02-03, 04:45 PM
  On the way back home! Dima01-03-03, 01:49 AM
  Awaiting Dima01-03-03, 10:27 PM
    Re: Awaiting ba7ar01-03-03, 10:54 PM
  Re: When Families Say No! Dima01-04-03, 00:03 AM
  Re: When Families Say No! مشتاق01-04-03, 00:41 AM
    Re: When Families Say No! ba7ar01-04-03, 01:02 AM
  Re: When Families Say No! Dima01-04-03, 01:57 AM
  Re: When Families Say No! bint_alahfad01-04-03, 02:50 AM
    Re: When Families Say No! Dima01-04-03, 11:22 AM
  Re: When Families Say No! omdurmani01-04-03, 05:39 AM
    Re: When Families Say No! Dima01-04-03, 11:28 AM
  Re: When Families Say No! zola12301-04-03, 11:46 AM
    Re: When Families Say No! 3asoola01-04-03, 12:30 PM
  Re: When Families Say No! Dima01-04-03, 03:06 PM
  Awaiting Dima01-04-03, 03:31 PM
    Re: Awaiting 3asoola01-04-03, 05:46 PM
  Re: When Families Say No! Dima01-04-03, 11:13 PM
  Re: When Families Say No! bint_alahfad01-05-03, 00:47 AM
  Re: When Families Say No! bint_alahfad01-05-03, 00:47 AM
    Re: When Families Say No! 3asoola01-05-03, 01:01 AM
  Collapse Dima01-05-03, 02:21 AM
    Re: Collapse Adil Osman01-05-03, 02:31 AM
      Re: Collapse Dima01-05-03, 02:48 AM
        Re: Collapse Dima01-05-03, 03:25 AM
          Re: Collapse Elkhawad01-05-03, 03:33 AM
            Re: Collapse Dima01-05-03, 03:00 PM
              Re: Collapse 3asoola01-05-03, 06:42 PM
  Re: When Families Say No! zola12301-05-03, 06:50 PM
    Re: When Families Say No! ba7ar01-05-03, 08:18 PM
      Re: When Families Say No! Dima01-06-03, 12:49 PM
  Re: When Families Say No! bint_alahfad01-05-03, 09:05 PM
    Re: When Families Say No! بكرى ابوبكر01-05-03, 09:17 PM
  Re: When Families Say No! Rose01-05-03, 09:48 PM
    Re: When Families Say No! Dima01-05-03, 10:24 PM
    Reply Dima01-05-03, 10:54 PM
  Collapse Dima01-05-03, 10:13 PM
  Collapse Dima01-06-03, 00:58 AM
    Re: Collapse Tumadir01-06-03, 12:54 PM
      Re: Collapse Dima01-06-03, 01:25 PM
  Re: When Families Say No! azza01-06-03, 01:44 PM
    Re: When Families Say No! Dima01-06-03, 02:17 PM
  Re: When Families Say No! zola12301-06-03, 05:43 PM
    Re: When Families Say No! zico01-06-03, 07:00 PM
      Re: When Families Say No! Dima01-06-03, 08:24 PM
    Re: When Families Say No! Dima01-06-03, 08:40 PM
  Collapse Dima01-06-03, 06:57 PM
    Re: Collapse ba7ar01-06-03, 11:38 PM
      Re: Collapse 3asoola01-07-03, 01:00 AM
      Re: Collapse Dima01-07-03, 12:05 PM
      Re: Collapse Dima01-07-03, 06:09 PM
      Re: Collapse zola12301-08-03, 11:55 AM
        Re: Collapse Dima01-08-03, 01:06 PM
  Coming to terms! Dima01-07-03, 01:40 AM
    Re: Coming to terms! Dima01-07-03, 01:52 AM
      Re: Coming to terms! WAD ELGAALI#401-07-03, 07:13 PM
  Re: When Families Say No! اما بعد01-07-03, 09:19 PM
  Coming to terms! Dima01-07-03, 09:23 PM
    Re: Coming to terms! Elkhawad01-07-03, 09:56 PM
      Re: Coming to terms! Dima01-07-03, 10:31 PM
        Re: Coming to terms! بكرى ابوبكر01-07-03, 11:19 PM
          Re: Coming to terms! Dima01-08-03, 00:11 AM
            Re: Coming to terms! Dima01-08-03, 00:46 AM
  Re: When Families Say No! solara01-07-03, 11:05 PM
  Re: When Families Say No! bint_alahfad01-08-03, 00:30 AM
    Re: When Families Say No! زهره01-08-03, 02:07 PM
      Re: When Families Say No! Dima01-08-03, 03:33 PM
        Re: When Families Say No! Dima01-08-03, 04:37 PM
    Re: When Families Say No! سكرا01-12-03, 10:42 AM
      Re: When Families Say No! Dima01-12-03, 12:01 PM
    Re: When Families Say No! بت العرب01-13-03, 06:40 PM
    Re: When Families Say No! بت العرب01-13-03, 06:48 PM
    Re: When Families Say No! garjah01-18-03, 07:02 AM
    Re: When Families Say No! sudania200001-20-03, 01:47 PM
    Re: When Families Say No! سحر سليمان02-21-03, 04:21 PM
    Re: When Families Say No! بكرى ابوبكر07-21-03, 08:15 AM
  Re: When Families Say No! Dima01-08-03, 09:40 PM
  Re: When Families Say No! solara01-08-03, 09:54 PM
    Re: When Families Say No! Dima01-11-03, 09:08 PM
  Re: When Families Say No! اسامة الخاتم01-08-03, 11:27 PM
    Re: When Families Say No! زهره01-09-03, 09:08 AM
  Re: When Families Say No! noura01-09-03, 12:42 PM
  Re: When Families Say No! Dima01-09-03, 05:59 PM
    Re: When Families Say No! WAD ELGAALI#401-09-03, 06:30 PM
  They said no! Dima01-09-03, 07:44 PM
    Re: They said no! SAdo701-09-03, 08:08 PM
      Re: They said no! Dima01-09-03, 10:55 PM
        Re: They said no! بكرى ابوبكر01-10-03, 06:03 AM
          Re: They said no! Dima01-10-03, 05:55 PM
  Re: When Families Say No! bint_alahfad01-10-03, 10:48 PM
  They said no! Dima01-10-03, 11:58 PM
    Re: They said no! ba7ar01-11-03, 01:29 AM
    Re: They said no! SAdo701-11-03, 09:48 AM
      Re: They said no! Dima01-11-03, 02:43 PM
  Re: When Families Say No! Dima01-11-03, 01:30 AM
  Disappointment Dima01-11-03, 08:03 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de