مواضيع توثقية متميزة

محمد شكري في الفاترينة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 10:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2003, 01:52 AM

نبيلة الزبير

تاريخ التسجيل: 12-07-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد شكري في الفاترينة



    أمير الصعاليك غادرنا بهيبة الملوك
    عبد الرحمن منيف


    أمير الصعاليك، محمد شكري، غادر هذه الدنيا بعد ان شبع منها وملّها. غادر غير آسف على شيئ لم يذقه، وعلى مكان لم يره، فقد احتشدت ذاكرته بكم هائل من الوجوه والاصوات، واصبحت رؤية وجوه اكثر، او سماع اصوات اكثر لا تُطاق، ولذلك قرر ان يغادر دون ان يلتفت الى الخلف.
    اول مرة التقيت محمد شكري في فاس المغربية عام 1979، اثناء انعقاد اول ندوة عربية للرواية. جاء بصحبة الطاهر بن جلون. وفي محاولة لاضفاء طقوس وأهمية متميزة للضيفين، لجأ محمد برادة الى قصر زيارتهما على فترة محدودة، لم تتعد جزءاً من إحدى الجلسات، واعتذر عنهما أنهما مضطران للمغادرة !
    كان شكري يلبس على رأسه قبعة روسية، وكان يدخن بشراهة، ولم يشارك في الندوة الا بالحدود الدنيا. وقد خلّف الضيفان وبرادة انطباعات لا تخلو من السلبية، وعلّق احد الذين حضروا الندوة ان هذا الإجراء كان بمثابة مباركة او طقس احتفالي.
    منذ ذلك الوقت، او ربما قبله بقليل، حرصت على قراءة كل شيء خطّه شكري، وكان بعضه صدر في بيروت عن دار الآداب.
    القراءة الاولى لاعمال شكري صادمة، أي انها تقتحم بقوة وبكل ما تحمله الكلمات من دلالات واكثر من الاشارات. مما يؤدي الى بقاء المسافة بين الاثنين : القارىء والكاتب، كبيرة وقد تحتاج الى جهد ومعاودة لجسر هذه الهوة، لكن ما يكاد المرء يألف اسلوبه، وهذه النظرة الى الاشياء، حتى تتولد ألفة لا تلبث ان تتزايد بمرور الوقت، وبالقراءة الثانية وما يليها.
    ومرّت سنوات، زرت خلالها المغرب عدة مرات، لكن لم يتسن لي الوصول الى طنجة، ولم التق بمحمد شكري. قد يكون السبب ان شكري يرغب ان تكون بينه وبين الآخرين مسافة، او لانه مرتحل في إقاليم المغرب، اذ يحرص الكثيرون من المثقفين وذواقة الادب على استضافته، وبالتالي رغم أنه مدمن طنجة. ويمارس الرياضة على بلكون الشقة التي يسكن فيها، الا انه كثير الغياب. ولقد خابت آمال كثيرين قصدوه الى مدينته الا انهم لم يعثروا عليه. كانوا يفعلون ذلك وكأنه احد المعالم الآثارية في المغرب وينبغي ان يزار، لكن غيابه عن المدينة او ضياعه في حاناتها او اسواقها الداخلية يجعل العثور عليه امراً صعباً وبعض الاحيان مستحيلاً.
    يضاف الى ذلك ان الاضواء التي تركّزت عليه، بعد صدور <<الخبز الحافي>> جعلته يغرق فيها او يهرب منها، مما ادى الى تعمد الاحتكاك به، او البحث عنه لا يتسم بالراحة النفسية.
    ان صدور <<الخبز الحافي>> نقلت شكري من حالة الى حالة اخرى مختلفة، بغضّ النظر عن اللغط الذي يحيط بهذه الرواية، اذ ان طبعتها الاولى لم تكن بالعربية، ربما أملاها على واحد من اصدقائه الاجانب الذين اخذوا يغزون المغرب بأعداد كبيرة بعد الحرب العالمية الثانية، وكان يقيم أغلبهم في طنجة لما تتمتع به من مزايا تروق للغربيين، خاصة بعد ان تخصص عدد من المغاربة بمرافقتهم وتعريفهم الى شوارعها الخلفية وما تحفل به من عجائب ومتع.
    وباعتبار ان همّ محمد شكري الاساسي ان يصبح كاتبا، فقد انتقى عدداً محدوداً من الكتّاب وأقام معهم صداقات ما لبثت ان توطدت واصبحت جزءاً من شخصيته وتراثه الادبي، وهكذا اجبر نفسه على ان يتجاوز الامية التي كان غارقاً فيها ويواصل تدريباته الى ان اصبح ذا اسلوب متميّز في العربية.
    ومرّت ايام كثيرة قبل ان نلتقي ثانية في مطلع التسعينات بهولندا، بامستردام. في هذه الفترة، وفي ذاك المكان، ازعم اننا تعارفنا عن قرب، وقامت بيننا علاقة ودية. وأزعم ايضاً اني هناك اكتشفت محمد شكري.
    إنه يشبه عدداً لا يحصى من فلاّحي المغرب، ويشبه الذين خرجوا لتوّهم من وراء انوال النسيج او مكائن الجلود: وجه مخدّد، اقرب الى الشحوب، ربما لان هذا الوجه لم يقابل الشمس منذ فترة طويلة، أو ان سوء التغذية المزمن استبد به وترك آثاره عليه. خاصة وانه يبدأ معاقرة الخمر مع الفطور ويظل على هذا المنوال الى ساعة متأخرة من الليل، لا يكل ولا يمل!
    ولان الاخوة المغاربة هم الذين نظموا هذا اللقاء، ولانه اقيمت على هامشه عدة لقاءات جانبية، فكان محمد شكري، حين تعرض عليه قائمة اللقاءات وايها يفضل، كان يختار الندوات واللقاءات العمالية، وكان يبرر ذلك ان هؤلاء العمال لا يعرفون الفلسفة مثل المثقفين، وانما يسألون عن اسباب اوجاعهم مباشرة، وينتظرون ممن يسألونه جواباً صريحاً ومباشرا، والافضل ان تنظر في عيونهم مباشرة ليكتشفوا صدقك من كذبك... يصمت قليلاً ثم يضحك يديه ويضيف: ثم ان العمال، يخلصون افضل من غيرهم، اي يدفعون، او تدفع نقابتهم، افضل مما تدفع غيرها من نقابات.
    ولان شكري، حين يشعر بالود يحيط به، فإنه يتحول الى طفل بضحكه، بتعليقاته، بالحركات التي يقوم بها. كان يسرق معطف هذه، او قبعة تلك، ويحمل المعطف كما يحمل الطفل ويناجيه بكلمات عالية الجرس لتسمع ذات العلاقة ومن حولها، وهو تعبير عن الودّ الذي يكنه لهذا الانسان.
    صحيح انها ايام قليلة في هولندة، لكنها كانت مليئة حافلة. انكسرت الحواجز بيننا. كنا نسهر ونتناقش، وكان يطول بنا السهر والنقاش، وهكذا عدنا من هذه الرحلة اصدقاء.
    قلّت زياراتي للمغرب، لكن في الزيارة الاخيرة، قبل سنوات قليلة، واثناء معرض الكتاب في الدار البيضاء، قدّر لنا ان نلتقي مجددا، ورغم ان لقاءنا بين امستردام والدار البيضاء لم يمر عليه الا بضع سنوات الا انه تبين لي ان عجلة الزمن على محمد شكري مرّت بقسوة وتركت آثارها على الوجه، خاصة العينين، وتأكدت ان الزمن يمر دون ان يسألنا، وفي هذا المرور، مهما بدا ناعما، فانه يطحن، يصهر، يغير الى ان يمتص كل شيء.
    اليوم سمعت الخبر: محمد شكري توفى، وعادت الصور تتتابع، وعاد الزمن بايقاع جديد، وكأنه ينبّه كل ساهٍ، كل من يضيّع نفسه في الكأس، عله ينجو او يفلت من ذاك المتربص عند زوايا الشوارع، تحت الاشجار، في اسرة النوم لانه غير مسموح له بالتوقف.
    اعتقد اننا منذ اليوم سنكتشف محمد شكري من جديد، وسوف نحبه اكثر؛ لقد غادرنا امير الصعاليك ولكن بهيبة الملوك، وآن لك يا شكري ان تغمض عينيك لكي يكف الضجيج وتعم السكينة.

    نقل عن السفير اللبنانيه بتاريخ 18/11/2003
    -----



    فاترينة محمد شكري وبؤبؤ بؤس.. إلي الداخل: مصادرة رجل الهامش !

    نبيل سبيع**



    محمد شكري كفَ عن أن يكون منتج شخصيات روائية.
    صار الآن إحدي شخصيات رواية الموت المنكتبة بكل اللغات.
    ولو كنت مؤمنا لقلت أن ما من حساب إلهي ينتظر قوس قزح طنجة. لكني سأكون هذا المؤمن للحظات حتي أقول ذلك. جان جاك روسو يحضر هنا. القديس أوغسطين أيضا. جان جينيه. أبو نواس الذي ـ بمعني من المعاني ـ أنتج اوتوبيوغرافيا ه شعرا. وسواهم كثير.
    عدا أن روسو أقربهم جميعا إلي ما سيق بدءا. أعني من صوب وقفته ملوحا باعترافاته التي كمشت حياته بلا هوادة وفلشتها واضحة في بؤبؤ القدر الذي إحدي صوره الله. قال روسو أنه أتي علي كل ما يخصه بلا نقص. بلا تأجيل. وأنه لن يكون مطالبا بأي إعتراف كان أمام أي كان وربه علي وجه الخصوص.
    اذن، فروسو لم ينتظر. لم يؤجل. ولم يكن الرجل يقوم بعمل بسيط. كان يقوم بخرق وخارق في الدفع بالفرد عكس ضخ القدر. ببساطة، كان يسحب من الرب سلطته ليردها إلي روسو نفسه. فما كان يتوجب عليه إبقاؤه مكتوما حتي أوان مثوله للمساءلة أمام ربه، قاله بينه ونفسه كما بينه ونحن. ألم يكن هكذا يلبس نفسه ثوبا إلهيا بمعني ما؟ ونحن، ألا نكون بالإطلاع علي اعترافاته نردم تلك الهوة بيننا وميتافيزيقيا الأعالي؟ ألا نكون ـ بعبارة أخري ـ نقبر القمع الميتافيزيقي إياه؟
    محمد شكري كان علي مستوي مماثل من توجيه اللطمة للقدر (مع فارق مجيء روسو مبكرا في ظروف لم تكن تسمح). في بسط من حياته نام شكري في خزان متشردا. الآن في قبر. لكنه بين الاثنين و خارجهما يفعل في فاترينة. شكري ينام هانئا في اوتوبيوغرافيا ه أو فاترينته بتعبير آخر. و الاوتوبيوغرافيا كالفاترينة ضد القدر. الاثنتان من حيث هما عرض وإشهار تغدوان نوعا من الآخرة بما هي حشر و حساب . أو شكلا من أشكال تذويب الآخرة في الدنيا. أي الإلهي في الإنساني. وما من صوفية أو تصوف أو دروشة هنا. إذ أن ما يحدث في أي من الأخيرات هو علي العكس تماما: تذويب الإنساني في الإلهي، ومثله للدنيا في الآخرة .
    لقد كان الشحرور الحافي، في متتاليته السيرية الأشد مروقا، يضع نفسه في مهب شامل. في عين إعصار القدر بتعبير أدق. القدر بما هو الأب والعائلة والمجتمع الأضيق فالأوسع وهكذا. بما هو التاريخ والسلطات بمختلف ألقابها. وبما هو الإرث الميتافيزيقي الحاضن لكل هذا.
    كان يرفع صوته أمام صوت الجماعة الطام. ولم يكن، في إصراره علي توجيه ضرباته السيرية، يسجل إستمناء أدبيا أو بذاءة مجانية حد ما ذهبت وتذهب قراءة بعض المثقفين العرب ومنهم اليمنيون علي وجه الخصوص. كان يذهب أبعد من هذا إلي بؤبؤ البؤس ليقول له: انظر إلي نفسك. كان يقلب هذا البؤبؤ إلي داخله كجورب ليريه إلي أي حد هو أعمي. بعبارة ثانية، كان شكري يحث الفرد العربي علي أن يولد. وإصراره علي تسجيل تاريخه الشخصي يتجاوز الإصرار علي أمر واحد: فهو إصرار علي توليد تاريخ الفرد إزاء تاريخ الجماعة. ومثله علي توليد تاريخ الهامش حيال تاريخ المتن. ولقد كان يفعل أكثر من هذا إن بعبارة ثالثة أو رابعة.
    إن محمد شكري، الذي التقطته كاميرا الموت مؤخرا، يمثل كعلامة مائزة في واجهة الأدب العربي والثقافة عموما. ولعل هذا الصعلوك القادم من الهامش يطرح الثقافة العربية برمتها مطرح المساءلة والفضح والإدانة، إن من حيث قمعها لأبنائها الصعاليك أو من صوب ضراوتها في تهميش المهمش. كيف؟
    اقتحم شكري الأدب العربي من بوابة الترجمة. من بوابة الخارج. هل كان سيأخذ المكان الذي أخذه لو لم تكن الخبز الحافي نشرت أولا بلغة غير العربية؟ أشك في هذا. ومن هنا تأخذ الفضيحة معناها الكامل. وتتعاظم حين يتجاوز أحد مواطني الهامش وصعاليكه ملوك المتن وأمراءه. يتجاوزهم إبداعيا وثقافيا ومسلكا. يبقي بعيدا عن مجراهم. عن تهافتهم وراء مطارح الصدارة والبلاط. الأدباء والمثقفون العرب ـ في غالب الأمر ـ يطمحون إلي تحصيل مركز سلطوي. إلي تكويم إسم هادر بغض النظر عن كنه وكيفية التكويم هذا. وفي حين يفعلون كل ذلك يظلون دون الصعلوك ومواطن الهامش محمد شكري. أي أن ما يحلمون بتحصيله حصله هو دون تنازل منه: لا عن صعلكته ولا تمرده ولا وطنه (أعني الهامش). من هنا تأخذ الفضيحة ـ كما قلنا ـ معناها الكامل إن لم يكن مجازها أيضا.
    بيد أن هذه الفضيحة لا تطال زمن محمد شكري وحسب. لا تطال حقبة من التاريخ العربي محددة. بل سطر هذا التاريخ كله بدءا من صعاليك ومهمشي العصر الجاهلي ومرورا بمواطنيهم في عصور الإسلام وصولا إلي الآن. وحيث بدا القمع والتهميش الضاريان مشترك سائر صعاليك ومهمشي التاريخ إياه كان ثمة مشتركات أخري تجمعهم من مثل تفوقهم الإبداعي وطريقة إعادة الاعتبار إليهم. مأثرة ألف ليلة وليلة علي سبيل المثال. مأثرة الهامش وتاريخه التي تجاوزت مآثر المتن كلها ظلت طي الهامش في حين كانت بين أهم ما بقي من الأزمنة الماضية إن لم تكن أبرز ما عبر إلينا بإطلاق. لكن هذه التي امتدت كقوس قزح فوق عروق الحقب و تصدعات العصور لم تكن لتجد سماءنا مفتوحة لولا سماوات الآخرين. لولا بوابة الترجمة. ألف ليلة وليلة ربما لم نكن لنأتي علي ذكرها ناهيك عن أن نفهرسها في صدارة مكتبتنا لو لم تكن الفهارس الغربية سبقت إلي ذلك.
    رواية الخبز الحافي هي الأخري تلتقي و ألف ليلة وليلة في هذا كما في جوانب أخري: مساهمة الآخر في إنجازها مثلا. تدخل بول بولز أو سواه في إنجاز الخبز الحافي ـ حد ما شاع ـ يلتقي وإسهام المخيلة واليد غير العربيتين في إنتاج ألف ليلة وليلة . ألا يمكن اعتبار هذا مشتركا كذلك؟ (يتم التطرق لهذه المسألة في موضوع آخر).
    غير ألف ليلة وليلة عديد أعمال تصلح أمثلة. وغير كاتب أسمه محمد شكري أو أبو نواس أو الجاحظ أو إبن الرومي أو إبن عربي أو التوحيدي...الخ. هؤلاء الذين كانوا من الهامش و إليه لم يتحرروا من كماشة التهميش كما قد يبدو من قراءة عابرة. ألا يفوق، مثلا، حضور إبن تيمية في الثقافة العربية حضور هؤلاء مجتمعين؟ ألا يبز حضور الغزالي حضور إبن رشد، كمثال ثان؟ وحضور هؤلاء جميعا، ألا يبدو أقل من أن يذكر في حضرة العسكر كخالد بن الوليد وصلاح الدين وصولا إلي عسكر العصور الحديثة؟
    لقد بدا كما لو أن الهامش العربي يعاد إليه اعتباره في العقود الأخيرة. جهود أدباء ونقاد ومفكرين عرب بدت كما لو في هذا الإتجاه. لكنها ظلت جهودا أقل من أن تذكر. أقل من أن تعيد الإعتبار إلي أحد أو شيء. ربما لأنها ظلت في عمقها جهودا من المتن واليه. ولعل تقديم المتنبي باعتباره شاعر العربية الأول أبرز مثال علي هذا. الأخير وهو شاعر متن بامتياز لم يكن ليقلق علي مسألة تأبيد اسمه شعريا لا سيما وأن من يتحدثون عن الإلتفات إلي الهامش لم يتجاوزوا كونهم سدنة متن مخلصين. من هنا لن يبدو غريبا أن تكون حتي جهود الرحيمين بالهامش آتية ليس من باب إعادة الإعتبار للمهمش قدرما هي علي طريق تأبيد المتن أكثر فأكثر.
    وفي حالة محمد شكري مثال جلي. فأبرز مواطني الهامش العربي الذي أدان البؤس والسعادة الزائفة علي حد سواء وقع بين أمرين: فإما تم نبذه والنظر إليه باعتباره مجرد شاذ و بذيء ، حد قراءة بعض المثقفين اليمنيين وأبرزهم مثلا. وإما جري نفيه من وطنه/جمهورية الهامش إلي ديكتاتورية المتن، حسب ما فعل أحد أبرز روائيي العربية عبدالرحمن منيف. الأخير كان وصف، في السفير ، رحيل شكري بأنه رحيل أمير الصعاليك بأبهة الملوك. أمير في أبهة ملكية دفعة واحدة. محمد شكري الذي تمرد علي مختلف الألقاب والأسماء والصفات أتي منيف وجرده من هذا كله بخبطة لحظة. بجرة مانشيت هو ماهو عليه من استجداء المتن وتقديسه. الأمير و أبهة الملوك تصبحان لدي الروائي القيمة الذروية التي عبرها تمر العظمة. التي بها تقاس. وفيما بدا أن منيف لا يهجو بهذا شكري أو يسيء قراءته لم يبد أنه يتحاشي الوقوع في التغزل بالمتن وألقابه. لقد بدا منيف كما لو يقول لنا بأن الصعاليك ومواطني الهامش لابد من أن يستعيروا قبعة من المتن ولقبا كيما يكونوا صعاليك عن جدارة. وأكثر من هذا، كان صاحب أرض السواد يصادر علي الهامش مواطنا مخلصا وصوتا خلاقا بحجم محمد شكري.
    هكذا، يبدو كما لو قدر علي محمد شكري أن يقبر مرتين: مرة بيد الموت خارج الحياة. وأخري بيد منيف خارج الهامش، وطن الصعلوك الراحل بكل تأكيد. (عبدالرحمن منيف هنا تمثيلا لا حصرا).

    *نشرت المادة في القدس العربي

    **شاعر وكاتب يمني
                  

العنوان الكاتب Date
محمد شكري في الفاترينة نبيلة الزبير12-12-03, 01:52 AM
  Re: محمد شكري في الفاترينة إيمان أحمد12-12-03, 02:08 AM
  Re: محمد شكري في الفاترينة هدهد12-12-03, 02:14 AM
    Re: محمد شكري في الفاترينة إيمان أحمد12-12-03, 02:30 AM
      Re: محمد شكري في الفاترينة Ash12-12-03, 04:53 AM
        Re: محمد شكري في الفاترينة nassar elhaj12-12-03, 03:36 PM
          Re: محمد شكري في الفاترينة نبيلة الزبير12-12-03, 07:33 PM
        Re: محمد شكري في الفاترينة نبيلة الزبير12-12-03, 07:56 PM
  Re: محمد شكري في الفاترينة الجندرية12-13-03, 12:22 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de