|
وكان إفطاراً خفيفاً.. كعادتى!
|
أسبوع آخر وأنا بعيد عن أسرتى الصغيرة، صحوت باكراً بلا سبب ولاطلب، فاليوم عطلة. أثناء ممارستى طقوسى الصباحية المعتادة حاولت أن أرتب فى ذهنى جدول مهام اليوم، لاحظت قذارة الحمام فجعلته أول مهامى ولحسن حظى كانت أدوات النظافة متوفرة، ربما لأننا لانكثر من إستخدامها؟ هاهو بعد الدعَكَىِ والكًشتى يعود له بعض الرونق.. حتى أننى فكرت -بعد أن أكمل إستحمامى- فكرت فى أن أشرب قهوتى الصباحية فيه! لم ترق لى الفكرة فصرفتها سريعاَمشتهياَ قهوة سيدى الحسن كما تسميها خالتى النعيمة، فقد كانت بارعة فى سواتها رحمها الله.
الثانية عشر والنصف وجدتنى وقد صفيت كل قائمة اليوم التى لا أجد مبرراَ معقولا لتأجيلها! الملابس زائد البشكير زائد الملاية التى أتغطى بها، كلهم تم غسلهم، تجفيفهم، وتطبيقهم وكل فى مكانه. التسوق.. أنجز. ماذا آكل؟ جولت بصرى فى محتويات التلاجة، لفت نظرى بقايا دستة البيض التى مر على وجودها قرابة الشهر تعانى البوار والهجران.. تذكرت موضوع "البيض بالطماطم" الذى كتبته صاحبة القلم الرشيق المتدفق صدقاَ، مريم بت الحسين فى سودانيز أون لاين.. راقت لى الفكرة، فشرعت من فورى فى التنفيذ.
مستمتعاَ بإعداد وجبتى.. تذكرت قصة لطيفة حكاها أخى ناظم القدال عن أحد أصدقاءه الذين درسوا معه فى روسيا، ذهب ذلك الصديق -وهو من أسرة مسحوقة- للدراسة فى روسيا وكان هو أول شخص من جملة سكان قريته يركب الطيارة! بعد أن إنتظم فى الدراسة والسكن وفكت منو الدوشة.. كتب إلى صديق طفولته فى قريتهم تلك، حيث يعمل ذلك الصديق معلماً فى المرحلة الأولية.. كتب يحكى له برنامج يومه فوصف له كيف أنه فرغ لتوه من تناول إفطاره المكون من بعض الجبن الابيض مع بيضتان مسلوقتان، وقطعة خبز مدهونة بالذبد مع بعض مربى الكرز وكاساَ من عصير البرتقال الطبيعى.. ثم ختم وصفه قالاً: وكان إفطاراً خفيفاً.. كعادتى!
ال.. عجاجة! وصف صاحبنا ذاك لإفطاره، لهو مما يوقعه تحت طائلة القانون ومحاكمته وفقاً للمادة التى تحظر صدم الشعور والحياء العام! مش فى حاجة ذى كدة؟ عصرت ذاكرتى لإعداد البيض بالطماطم وفقاَ لوصفة مريم بت الحسين، وإضافة أحد المتداخلين الذى أوصى بقطع البصل دقاقة وكتله مع الزيت قبل إضافة الطماطم ثم البيض.. فعلت كل ذلك دون مراجعة أو مذاكرة بوست مريم بت الحسين، هو البيض بالطماطم داير ليهو درس عصر؟ بدأت الأكل.. شعرت بالخديعة.. وتمتمت فى سرى أن مريم بت الحسين لابد مالكة مزرعة دواجن! يلعن أبو الدعايات. وكان إفطاراً خفيفاً.. كعادتى!
|
|
|
|
|
|
|
|
|