|
من حـــواء .. إلـــى آدم
|
.
مدخل : عزيزتي حواء .. ترى هل تسمحين لي بالدخول إلى البواطن فيك لنقل ما يدور من أحداث فيها ترقى لمستوى البوح العام فيما يختص بإحساسك تجاه آدم الجسد ؟ . دعيني يا سيدتي وامنحيني فرصة نقل الأشياء منك بحرف واحد إلى آدم الحب ، وامنحيني الإذن بقول كل شيء دار داخل هذا الجسد المحكوم بأعراف تتنافى وواقعنا الحالي .
دخول لواقع : تلك الأفكار المسمومة التي تحيط بك تأتيك بها "حبوبة" يوم تتويجك أميرة على عرش آدم أو دعيني أبدأ فيك من قبل ذلك ، عند بروز ما تحملين من سمة "للبنوتة" وهاجس الأمهات عندما تبدأين عادات التبرج أمام مرآة تعلن أنك أنثى ولاكتشاف أن هناك أنيناً ما يصدر مما رأيته في نفسك وخوفهن من شعورك بالرعشة الأولى مبكراً وما يترتب عليه من بحث لإشباع رغبة منك بضياعك في صدر آدم ، هاجسهن عندما تبحثين عن أنوثتك في دفء كلمات آدم الذي عشقت ، تلك الهمهمات التي تكتسح كل دفاعاتك الخرافية تتأهبين بعدها لمعركة الجسد المحملة بقيود الوهم العذابات وشرخ معنى الاحتياج الفطري بجرح فيك . هنا يا سيدتي تبدأ ملامح الأفكار المسمومة في الظهور ، فما أخذته منك "حبوبة" بجهل في صغر سن جعلك أبرد مما تتصورين ولا تكابرين عزيزتي فما أنتي فيه من هيجان هو من عنصر المفاجأة فقط . أما الحقيقة أنك أبرد من صقيع . ثم تأتيك تلك الأفكار المسمومة المأساوية مرة أخرى لتبعدك عن مناطق آدم المسموحة للتعرف عليه عن قرب كجسد لا يكتمل إلا بك لتُكونين كائناً آخر يتحمل معك سلبيات الأزمنة ثم مجتمعٍ تنقصه الأسس السليمة ولا أعجب بعد اكتشافي الآن لما حدث فيك من خدش إنساني دامي ما زلتي يا سيدتي تعانين منه حتى اليوم . أعتب عليك يا سيدتي رغم معرفتي أنه ليس بيدك وحدك الأشياء ولكني أعتب عليك لأنك الآن في زمن يمكنّك من فعل كل ما ترغبين لتطوير معناك ، أنت الآن في زمن الاستطالة والهيبة والسيادة فلماذا لا تلبين إحتياجك كاملاً ؟ لماذا لا تناقشين آدم فيما تحتاجينه منه جسداً حين تكونين في لحظة البوح الصادق لا الفعل الروتيني المجرد إلا من الإحساس الحيواني ؟ ألا يرقى مستوى ما أنت فيه الآن لتطوير معنى الحياء عند ؟ ألا يرقى لمطالبة آدم بما تشتهينه فيه وأنت على تخت الحياة من ممارسة تحلمين بها ؟ هل تنقصك الآن جرأة البوح رغم أنك صرت قاض ، محام ، طبيبة ، مهندسة ، معلمة ، وزير ، سفير ورئيسة حقبة سياسية ؟ أم أنك رغم كل ذلك ما زلت تحومين داخل إطار العادات الزائفة والأعراف الضعيفة ؟ ألا تتفقين معي يا سيدتي أنك الوحيدة التي يمكن أن تمنحنا مخيلة الكتابة الصحيحة الصحيّة في تفادي أخطاء الجنس المفتعل التي تمارسينها الأن ؟ أنك أنت فقط من تحملين سلاح القضاء على التهتك الأخلاقي الموجود في ساحات مجتمعنا الضال جامعات ومدارس وبيوت ؟ أنك أنت من تمنعين أحداث الشذوذ الجنسي الكثيف التي تمارس الآن في مجتمعنا ؟ نعم يا سيدتي أنت مسئولة تماماً عن ما يحدث في مجتمعنا لكتمانك المتعمد لما تريدينه من آدم الجسد ، لعدم إعطاء نفسك الفرصة بالارتقاء بالممارسة السليمة لمرتبة العادية . مسئولة عن نزع كارثة الحياء المدمرة وطرحك لأساسيات الممارسة السليمة لمجتمعك الصغير وتهيئته صحياً لمواجهة المجتمع العام .
مدخل للخروج : نحن كمجتمع يبني نفسه الآن نحو تطورات كبيرة في أمس الحوجة لحواء الكاملة القرار والفهم الصحيح ، فالأخلاق هي ما نرجوه للنمو وما ناقشته الآن يا حواء قد يكون أساس الأخلاق . لا أعفي آدم من اشتراكه فيما يحدث بصورة مباشرة . فيا آدم إني أحمل إليك من حواء مفردة وهي أن تكون مرشداً لها في فترة يكون فيها البوح مطلوباً ، إمنحها فرصة التجرد من حياء سلبي ولا تأخذ عليها صراحتها ولا تحاكمها فيما تحب ، دعها تعيش متعتها كاملة حتى لا تبحث عنها في أماكن أخرى وتعود أنت لنقطة الانطلاق الأولى قبل المشيئة . إمنحها يا آدم حمايتك الكاملة ودعها تختار لنفسها كل الوسائل التي ترغبها لنفض مشاعرها داخلك دون قيود السيادة العرفية فيك .
خروج بفكرة : لنرى ماذا سيحدث حين استيعاب آدم لحواء الجديدة .
عبير خيري
|
|
|
|
|
|
|
|
|