|
Re: حال السودان وقبيل عيد الأضحي: غلاء، اضرابات، اسواق سوداء،عدم صرف رواتب، عيد بلا خراف! (Re: بكري الصايغ)
|
المواساة!! ___________________
جميع الحقوق © 2006 لصجيفة " السودانى ":
السيد رئيس التحرير.
كتب عثمان ميرغني في عموده بتاريخ الثلاثاء 11/12/2007م تحت عنوان اغتيال البراءة أسطراً تقول (ابناء السيد عبدالرحمن سليمان سطرت دماؤهم عرضحالاً يكشف( عرضحال) البلد الذي لايساوي فيه الإنسان الا خبر فاجعته) انتهى كلام السيد عثمان ميرغني..وأقول حتى خبر فاجعته احياناً لا يجد مساحة للخبر! فكم من العشرات الذين ماتوا دون ان تعلم بهم (إلا أم رخم الله) وهي أنثى الصقر لمن لا يعرفها.
فليس (القرنيت) هو الوسيلة الوحيدة للقتل بل هنالك من الوسائل ما يملأ الصفحات فمن الجوع ماقتل ومن الهم ماقتل ومن الإهمال ما قتل كل هذا الثلاثي القاتل مع استثنائنا للمرض الذي تعددت صنوفه وادواته ومكامنه وأحياناً الفرار من الموت يصبح هو الموت نفسه. ففي الصحراء الغربية يموت العشرات دون ان تسمع بهم وسائل الإعلام ولا الأقمار الصناعية وأجهزة الرصد الأخرى في صحراء سيناء يموت العشرات فراراً من الموت جوعاً فيموتون برصاص حرس الحدود وكل هؤلاء الفارين فروا تحت ضغط الحاجة والمسغبة وعنت العيش ولعل سادتنا لايبالون كثيراً بمن مات أو قتل ولكنهم يواسون الأحياء في مصابهم الجلل (فالمواساة) هي صنف من أجندتهم التي لا تخطئها العين وأنا شاهد على ذلك فهم يعزون في الصغير والكبير والحقير وابن الذوات ليس حزناً على الميت ولا شفقة على الحي بل واجهة سياسية تترصد الحشود والتجمهر حتى في خيمة العزاء أو ساحة المقابر.! فالقليل من المواساة يجلب الكثير لمصلحة الحزب.
ولعلني اشهد وبصدق أنهم من أكثر السياسيين حضوراً في بيوت العزاء ومواسم الكره ومن اكثر السياسيين حضوراً في المساجد والميادين وحلقات الذكر. ومن أحلى السياسيين لساناً واقربهم دموعاً.! ولعل دموع وبكاء بعض من أئمتهم على قتلى البوسنة والهرسك والعراق وافغانستان دليل على إنها دموع مأمورة ومأجورة. فالغريب أن هذه العيون الهطالة لا يطرف لها جفن ولا تتدفق على المئات الذي يموتون من سوء التغذية واللوكيميا والأنيميا ونزف الدم ولا تجد قطرة دم يجود بثمنها ديوان الزكاة.! ولا يطرف لها جفن وتتدفق على قتلى المدنيين في دارفور ودار قمر ودار مساليت.!!
مأمون الرفاعي السماني.
------------------------------------------ "حال السودان وقبيل عيد الأضحي: غلاء، اضرابات، اسواق سوداء،عدم صرف رواتب، عيد بلا خراف!".
|
|
|
|
|
|
|
|
|