|
Re: وزارةالصـحة تعلن عن وفاة 200 بالحمي النزفية.. وهيئة علماء السودان تفتي بجواز ذبح الأضاحي!! (Re: بكري الصايغ)
|
الأضحية ما بين تخوفات المواطنين وتضارب تصريحات المسؤولين!! ____________________________________________________
جميع الحقوق © 2006 لصجيفة " السودانى ".
العدد رقم: 748 2007-12-14
تقرير: بكري خليفة صديق: تصاعدت المخاوف من تأثير تداعيات مرض حمى الوادي المتصدع او ما يعرف بـ(الحمى النزفية) على مجريات الحياة اليومية للمواطنين الذين يستعدون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك الأسبوع المقبل، ولم تفلح التصريحات الصادرة من وزارتي الصحة والثروة الحيوانية وولاية الخرطوم في احتواء الأزمة وتبديد المخاوف.
ويتابع المواطنون تداعيات المرض بخوف وقلق، منذ ظهوره قبل أكثر من شهرين في بؤرة صغيرة فى ولاية النيل الأبيض فى منطقة الجبلين ومن ثم انتشر فى ولايات السودان المختلفة، وكانت معدلات الخوف أكبر مما حدث العام الماضي من انتشار مرض أنفلونز الطيور وذلك بعد ارتفاع معدل الوفيات والتي فاقت أكثر من مئة حالة وفاة بجانب مئات الإصابات.
ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك والذى تبقت له أيام معدودة يسود الحذر والترقب وسط المواطنين حول سلامة خراف الأضاحي وسط تضارب الأنباء والتصريحات من قبل المسؤولين فى وزارتى الثروة الحيوانية ووزارة الصحة الاتحادية. وكان الخبير البيطري البروفيسور السوداني عبد الله عبد اللطيف من بريتوريا فى جنوب أفريقيا قد ذكر فى إفادة صحفية أنه وحتى تاريخ 26/11/2007م لم ترسل السلطات الصحية أى عينات للفحص فى المعمل المرجعي، في الوقت الذي يقول فيه وزير الثروة الحيوانية ان البلاد خالية تماماً من الإصابات (استنادا) على تقرير المعمل المرجعى بجنوب أفريقيا نفسه!!، ويشير الى ان نتائج "التحليل الذى أجري بالمعمل المرجعى بجنوب أفريقيا أثبت التمكن من عزل الفيروس"، الأمر الذى يعني صحة وسلامة الماشية وأنها لا تمثل أي أخطار على صحة الإنسان أو الحيوان، حسب رأي الوزارة، حيث قال وكيل وزارة الثروة الحيوانية لـ(السودانى) إنهم أرسلوا العينات لجنوب أفريقيا في العشرين من الشهر الماضي، وأن النتيجة الأولية أثبتت عدم تمكن الفحوصات من عزل الفيروس، وأنهم سيعلنون النتيجة النهائية فور وصولها من هنالك، وأكد أن الفحص أثبت أن ما هو موجود بالبلاد ليس "سوى إصابات بأجسام مناعية مضادة اكتسبها الحيوان جراء إصابته بجرعة خفيفة من الفيروس ولدت منها مناعة قتل بها الفيروس وخلق بها لنفسه أجساما مناعية تحميه وتجعله معافى".
ونفى الوكيل وجود حالات نفوق فى الحيوانات فى أي منطقة بالسودان، وقال إن لديهم فرقاً صحية تجوب كل الولايات منذ الثالث والعشرين من نوفمبر وإنها لم تتلقَّ ما يثبت حدوث نفوق أو إجهاض وسط الحيوانات "خاصة صغيرة السن وهى الأعراض الظاهرة للمرض". وأضاف أن تقرير الخبراء التابعين لمنظمة (الفاو) الذى حضر خصيصا من روما للوقوف على الوضع بولاية الجزيرة لم يجد أى أعراض للمرض.
وفى تصريح لـ(السوداني) نفى عبد المنعم الترابى، معتمد محلية الكاملين المجاورة للعاصمة والتى تمدها بالكثيرمن الخراف، أى وجود للمرض بالمحلية، وأوضح أن هنالك عدة حالات مشتبه بها تم حجزها للفحص.
من جهته طالب وكيل وزارة الثروة الحيوانية المواطنين بذبح الأضحية في العيد بما فيهم مواطنو ولاية النيل الأبيض، معتبرا أن هذا التنبيه يجئ من واقع مسؤوليته. وقال د.بشير إن وزارتهم وجهت الأطباء البيطريين بالوجود فى كافة مراكز تجمعات الحيوانات والأسواق قبل وأثناء أيام العيد لمراقبتها ومتابعة صحة الحيوان فيها، وشددت على منع بيع خراف الأضاحي داخل الأحياء السكنية.
كما حذر د.بشير، خلال مؤتمر صحفى عقده بحضور محليات ولاية الخرطوم، المواطنين من شراء الأضاحي خارج الأسواق التي تم تحديدها، محملا المواطنين "مسؤولية ما يحدث فى حالة عدم الالتزام بالضوابط التى تم وضعها من قبل الوزارة"، وأبدى تخوفا من إمكان انتقال المرض الى ولايات البحر الأحمر والجنوب وذلك لانتشار البعوض الناقل للمرض بتلك الولايات، وكشف عن حجز مواشي صادر السعودية بعد رفضها من قبل السلطات فى السعودية على أن يتم توزيعها كأضاحٍ داخل ولاية الخرطوم، مطمئناً على سلامة تلك المواشى وأنه تم إجراء عمليات الفحص وتم التأكد من سلامتها.
وفى ظل مقاطعة وعزوف المواطنين بولاية الخرطوم والكثير من الولايات عن تناول اللحوم والألبان طالب منتجو الألبان بولاية الخرطوم بضرورة الحد من استيراد الألبان المجففة، مشيرين الى أن خسارتهم جراء الحمى النزفية بلغت (100) مليون جنيه.
فيما كان قد أقام فى وقت سابق اتحاد رعاة ولاية الخرطوم وجمعية منتجى الألبان بمنطقة الشقلة بالحاج يوسف احتفالا كبيرا بحضور وزير الزراعه بالولاية جودة الله عثمان، تضمن الحفل تقديم وجبة قوامها اللحوم والألبان وذلك لتأكيد سلامتها وعدم اضرارها بالمواطنين.
وفى تصريح لـ(لسوداني) استهجن الخبير الاقتصادى حسن ساتى تضارب الأقوال من قبل وزارة الصحة ووزارة الثورة الحيوانية حول حقيقة المرض مما خلق نوعا من التشكيك فى صحة أقوالهم، وقال "الكل ظل يتابع ما تنشره الصحف عن الإصابات والوفيات الناتجة على صفحاتها"، وأوضح: "غياب المعلومات خلق المزيد من الإشكالات التي قد تدفع بالمواطنين للعزوف عن الأضحية طالما ظل الوضع كذلك، وكما هو معروف من الدين أن الأضحية سنة وليست فرضا"، وانتقد ساتي سياسة الدولة تجاه الاهتمام بصحة الحيوان ودعم المراكز المختصة فى كافة الولايات، موضحا تأثر أكثر من (20%) من سكان السودان الذين يعتمدون فى معيشتهم على تربية الحيوان.
وفى فتوى للشيخ محمد سيد حاج تلقت (السوداني) نسخة منها اوضح أن المسألة "ذات أبعاد كثيرة منها ما هو متعلق بصحة الإنسان وسلامته، وما هو متعلق بالاحتياطات والتدابير اللازمة من قبل السلطات، ومن شروط الأضحية أن تستوفى السن المطلوبة والخلو من العيوب، وخلاصة القول إن المرض الذى لا تجزي معه الأضحية هو المرض البين الظاهر، وهذا يجعل البهيمة المعنية غير مجزية للأضحية ولا تسقط الأضحية عن الميسورين بحجة وجود المرض مع إمكان الفحص البيطري عليها وإمكان مجابهة العدوى"، وتضيف الفتوى "اما بخصوص التصدق بثمنها على الفقراء فالذى يظهر أنه غير مجزٍ"، والمهم من الفتوى وهو ارتباط الأضحية فى هذة الحالة بحياة الناس وصحتهم وسلامتهم فهذا معتبر شرعاً، بل هو من مقاصد الشريعة الغراء والامتناع إذا كانت فعلا مصابة إصابة حقيقية بالمرض.
|
|
|
|
|
|
|
|
|