|
اللحن المستحيل !
|
اللحن المستحيل
بلا سلام , تُفارق الأرضُ الحياه , ويُجافيها المطر .. نعودُ للغاباتِ والأدغالِ , نقتات الشجر ..
نموتُ موتةً بلا كفن , ودون قبر .. نموتُ موتة التعساء والغرباء , حبن يهجعون دون قوت ود, ودون ماء حُب , بلا كفن ودون قبر ..
بلا سلام , نتوقُ للنقاء والصفاء , ونشتهى نضوج فكرةٍ وضيئةٍ, تُعانقُ السماء , فتستهوى البشر , وتنشِرُ الضياء ..
تُعمِّقُ الصلات بين زهرةٍ وفأر ! وبين هرةٍ وخُنفساء ! وتبعثُ الحماس فى حياةِ سلحفاه ! فتغزِل العناكبُ الصغارُ من خيوطها, شعار ( لاعداء ) ! وتضحكُ الأشياءُ للأشياء ..
هنالك حيث تمرح الحياتُ والحِملان , والأسماكُ والحيتان , وتأتلف الحمائمُ والبلابلُ والجراء .. وترتعُ الخِرافُ والضباعُ والظباء , بين أروقة الخلاء ! فنرتقى قمم السماء , ونطيرُ كماالطيورِ , بلا عناء !
وتنسكِبُ الأمانى والأغانى , كالمياه ! وكلفحِ أنسامِ الهواء ! هنالك حين يندثِر الشقاء , ويُبشرُ النساءُ بالرجال , والرجالُ بالنساء ! وتجىءُ ألطافُ القدر, بعبقريةِ البشر .. حين لا يجيئُنا شعور أن ننام, أو ينام خاطر بنا, ولا وتر !
فنستفيق من مجاهل الغياب , وأنت يا حبيبتى كماالحديقه ! بكلِ أعينك العميقه, وبمعانيك الدفيقه, وقد ملأتِ كل منطقه, وكل ساحةٍ ومزرعه ! إذ أن فى عيونك العميقه, ألف ألف نبض وأن فى معانيك البعيده علاقات الزمن !
فلنبتدىء معاً وصولنا إليك , لنحمِل المناجل المنيره , ننتزِع بها وهم العجز والتسكع , وآفات الخمول .. ونُنافس الحقول بالحقول . ونفرِش السهول جنب نيلنا الصبى ! بالبغولِ , وبالقصبِ , وبالنخيل . وننقش من جلودِ صبرنا هواك الأصيل ! على جباهِنا وفى صدورنا . ونضرِب الطبول , فنوهب ذلك اللحن المستحيل !
لكى تكونى يا حبيبتى , وكى تكون شمسنا وأرضنا, وكى نكون .
|
|
|
|
|
|