والله ما بمرض براى واموت بالمغسة مالى نصيبتى شنو!

Quote: بين قوسين حزب عملاق لوطن عملاق عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2007-11-29 المعروف عن نائب رئيس الجمهورية الشيخ علي عثمان محمد طه، انه أولاً لا يميل كثيراً الى الكلام، كذلك معروف عنه ثانياً أو في الواقع تبعاً لـ أولاً، أنه عندما يتكلم فإن حديثه عادة ما يكون مليئاً بالمعاني ويجسد تلك المعاني بصيغة تحولها الى شيئ أشبه بالشعار الذي يحلو للناس أن يلتقطوه بسهولة ويرددوه ويستخدموه لمدة أطول.. ومن ضمن ذلك العبارة التي (استنبطها) في خطابه الذي ارتجله أمام مؤتمر حزبه في اليوم الختامي للمؤتمر العام للمؤتمر الوطني صبيحة الجمعة الثالث والعشرين من نوفمبر الجاري.. قال الأستاذ علي عثمان إنهم يريدون "حزباً عملاقاً لوطن عملاق". عبارات كثيرة قيلت في الأيام الثلاثة لفعاليات المؤتمر وكلمات أكثر سمعت، غير أن هذه بالذات وقف عندها الناس وانتبهوا لها وقابلوها بـ(همهمة) مشبعة بالاستحسان والقبول، ثم سرعان ما استدل بها بعض المتحدثين في ما بقي من جلسات ومن بينهم مستشار رئيس الجمهورية الدكتور رياك قاي، ثم ان العبارة (الرشيقة) أخذت طريقها الى خارج (الهانقر) الضخم لتلقى نصيباً مقدراً من تعليق الصحفيين والمراقبين. لكن لماذا تلقى هذه العبارة بالذات هذا الرواج؟ الإجابة بسيطة. العبارة لامست أماني تجيش في نفوس الكثيرين، سواء أكانوا من المؤتمرين أو كانوا من عضوية الحزب العريضة المنتشرة في طول البلاد وعرضها. أما الأمر الثاني الذي ميز العبارة فهو انها قد عبرت عن واقع يعيشه كل أهل السودان، وهو الواقع الذي أسسته الإنقاذ ولا تزال على أرض الواقع السوداني منذ مجيئها المبارك الى السلطة منذ ثمانية عشر عاماً ونيف. أما الأشواق التي تجيش في نفوس عضوية المؤتمر الوطني فهي أشواق (مشروعة)، فمن حق بل من واجب أي عضوية لأي حزب أن تبني (حزباً عملاقاً)، ومن حق بل من واجب أي حزب أن يحلم بأن يكون عملاقاً لأن (الأوطان العملاقة) لا تبنيها الا الجماعات والأحزاب العملاقة، وذلك هو الشق الثاني من (العبارة الذهبية) التي سارت بها الركبان. قال الشيخ علي عثمان انهم يريدون حزباً عملاقاً لـ"وطن عملاق"، فالعبارة تنطوي على ما يعلي من شأن الوطن فتجعله وطناً عملاقاً وهو كذلك. العبارة تعبر عن واقع، لأن الأستاذ علي عثمان عندما أطلقها لم يكن يتحدث من فراغ، بمعنى انه لم يكن يطلق (شعاراً أجوف) شأن العديد من رجال السياسة عندنا الذين يجيدون فقط فن اطلاق العبارات الفارغة التي لا تحمل أي مضمون فكري أو سياسي أو علمي أوعملي. طبعاً الفرق شاسع بين الاثنين: بين الذين يستخدمون هذا (الفن) في استعمال العبارات الجارحة التي تثير الفتن وتوغر الصدور، وبين الذين (يكتشفون) العبارات التي تعبر عن مفاهيم ملهمة وبناءة. الأستاذ علي عثمان عندما تحدث عن الحزب العملاق كان أمامه ستة آلاف عضو يمثلون كل بقاع الوطن بكل أطيافه وسحناته ولغاته وآماله و(آلامه). والأستاذ علي عثمان عندما تحدث عن حزب عملاق كان بين يديه سجل (عملاق) حافل بالإنجازات التي حققها ذلك الحزب العملاق من تنمية شواهدها بادية للعيان ولا يعجز عن رؤيتها الا أعمى بصر وبصيرة. ثم ان العبارة تمثل من بعد ذلك ومن قبله برنامج عمل و(خارطة طريق) لعضوية المؤتمر وجماهيره ومفادها أن الطريق الى بناء حزب عملاق ووطن عملاق ليس بالأمر الهين ولا السهل، وأن الأماني الكبيرة تحتاج الى نفوس كبيرة مفعمة بالنشاط والإخلاص والوفاء ونكران الذات، وهي ذات الإشارات و(الرسائل) التي تخللت الدعوة لها كل فعاليات المؤتمر العام والذي نجح في ارسالها ووصلت، كما نأمل، الى العنوان الصحيح.