|
Re: قائمة باسماء المواطنين الذين تمت تصفيتهم رميا بالرصاص .. (Re: hamid abdalah)
|
الحدث : فيضان من الدماء .
المكان : منطقة جنوب طوكر ( التي تقع بجنوب ولاية البحر الاحمر .
الزمان : 23 مارس 1997م .
في ليلة مظلمة من ليالي الخريف , كانت منطقة جنوب طوكر علي موعد مع احداث هزت اركان المنطقة, احدث لم تغطيها كاميرات
قناة الجزيرة ولاغيرها من القنوات , لكنها سجلت في ذاكرة انسان تلك المنطقة بالصوت والصورة الحى , ليكون شاهد علي جريمة من
الجرائم البشعة ضد الانسانيه, ولكي تكون منحوته بصفحات التاريخ الاسود , وممهورة بدماء الابرياء .
في تلك الليلة تسللت تحت جنح ظلمة الليل مجموعات عسكريه من كتائب عصابات النظام الفاشئ الارتري , وبعض فصائل المعارضة
وتنظيمات التجمع الوطني الديمقراطي , الي داخل احياء مدينة قرورة الواقعه في اقصي الحدود السودانيه والارتريه , حيث كان السكان
يغطون في نوم عميق , وفي تمام الساعة الثالثة والنصف صباحا- ( في تلك الساعة التي يستيقظ فيه شيوخ المساجد بتلك المدينه ليؤذانون
علي الناس لصلاة الفجر ) - خرج الشيوخ من بيوتهم يركلون باقدامهم المتؤضئ نحو مساجدهم , وهم يمسكون باصابعهم الطاهرة المسبحة
يهللون ويسبحون لربهم , فاذا بهم يفاجون بحركة كثيفة لم يعتادوها في تلك الساعة المتاءخر من اليل و في شوارع مدينتهم الهادئه . وقبل
ان يدركون ما يدور في ذلك الثلث الاخيرمن تلك الليله , اذ بهم يحاسرون من كل جوانبهم , وتحت اشهار السلاح يتم اعتقالهم وعصب اعينهم
من قبل مجموعات مسلحة , وبعدها بلحظات , يتم سماع اصوات ودوى الاسلحة الثقيلة والخفيفة من المدافع والبنادق تنطلق من
داخل الحاميات العسكريه التابعه للقوات المسلحة السودانية , بكل من معسكر حلفا الرئيسي , ومعسكر علديبت المحازي للحدود الارتريه , ولم
يمضى علي اصوات نيران تلك الاسلحة الا سويعات قليلة وقد اسكتت تماما , وعلا مكانها هدير الدبابات وحاملات الجنود الارتريه ,
لتعلن بذلك القضاء علي القوات المسلحة السودانيه , بعد قتل واسر افرادها وضباطها , وليكتمل بذلك فرض سيطرتها الكاملة بالمدينه .
ومع بزوغ اشعة شمس الفجر مسحوبة بلون الدم الاحمر , انتشرت داخل احياء قرورة السوق - وحي حلفا - وقادم - وعلديبت مفرزات
من قوات الكمندوز الارتريه , ووحدات صغيرة من قوات المعارضة المسلحة السودانية , لتقوم بعمليات اقتحام ومداهمات لمنازل
المواطنين , و ليتم اعتقال العشرات من داخل بيوتهم , ومن بين ايادي عائلاتهم , وفي وسط صرخات اطفالهم,ونحيب نسائهم ,
حيث عصبت اعين جميع المعتقلين , وتم حمل البعض منهم داخل سيارات عسكريه لجهة مجهولة لم تعرف حتي تاريخ كتابة هذه السطور ,
وسيق البعض الاخر من المعتقلين الي ميدان ساحة المسجد الكبير بالسوق وهم معصوبي الاعين , ليتم اعدامهم رميا بالرصاص امام جمع من
الناس , وظلت جثامينهم ملقاة بعراء الساحة حتي اليوم الثاني من الحادث , وذلك لتهديد القيادة العسكرية للمواطنين ومنعهم من دفن جثث
اخوانهم الشهداء .
والجدير بالذكر هنا ان جميع اولئك الشهداء والمعتقلون الذين تم اقتيادهم من منازلهم هم من المدنيين الابرياء العزل , ولا ذنب لهم لاستهدفهم
بهذه الطريقة البشعة التي تنم عن وحشية المجرمون القتله , عدا انهم من الطبقة المتعلمة والمثقفة بتلك المنطقة , وانهم يمثلون القيادات الواعيه
التي يستنير بها اهل المنطقة , فكان تخطيط المنفذين للعملية ضرب وشل المنطقة , وحسب روءيتهم العدوانية كان لابد من القضاء علي
القيادة التعليمي و الاهلية , ليسهل لهم بعد ذلك تمرير وتنفيذ مشاريعهم التدميرية والتخريبية , وحتي تخلو لهم الساحة ليعيثوا فيها فسادا
وافسادا , دون خشية من رقيب ولا حسيب .
ورغم كل تلك المجازر والاعتقالات , لم يصمت شعب تلك المنطقة المكلومة, ولم يتاطئ راسة للاحزاب السودانية واسيادها من العصابة
الارتريه, اذ قامت مجموعات من قيادة تلك الاحزاب بالتهافت والهرولة نحو المنطقة بغرض التضليل السياسي للعملية الوحشية , ولكن قوبلت
من قبل الشعب بحالة اشبه ماتكون بالعصيان المدني , ومن تلك الحالات عندما زار وفد عالي المستوي يضم ممثلي الاحزاب والفصائل
المعارضة منطقة عقيتاي بعد ثمانية ايام من عملية الاجتياح وقاموا بجمع مواطني عقيتاي بساحة الشفخانة , بغرض مخاطبتهم خطاب سياسي ,
فتصد لهم الشيخ نور ضرار وهو شيخ كبير طاعن في السن , من اعيان عقيتاي قائلا لهم : نحن كنا نبحث عن غريمنا الذي سفك دماء ابناءنا
لنعرفه , والان قد عرفناه , فليس لدينا لكم سواء الدم . فقاموا باعتقاله علي الفور .
تلك المجزرة وما تلاها من مجازر وكوارث وحوادث نهب وانتهاك اعراض بكل من قرورة , وقرى عيتربه, وعقيتاي, وعدارت, وعقيق,
وعيدب, ومرافيت, وعندل, وتقدرا, وقطرنيت , لتدل علي دموية العصابة الارتريه , وظلامية سياسة الاحزاب السودانية , وتزيل قناع
الديمقراطية الكاذب لتكشف الوجة الحقيقي الاسود الملطخ بدماء الابرياء , وتعريهم من ثوب الحرية والنضال المزيف لتظهر سؤاتهم النتة
والمنتنه باموال الناس المسلوب بالباطل .
وقد ترتب علي ذلك الاجتياح تدمير القرى , وانهيار البنية التحتيه بالمنطقة , واغلاق المدارس التي كانت تغذي ثانويات طوكر وبورتسودان
ومن ثم جامعات السودان بالطلاب النوابغ , وبداءت رحلات التشريد والنزوح القهري للسكان تاركين وراءهم اموالهم وممتلكاتهم بايدي
العصابات الاجرامية , ولتكون مناطقهم التي كانت امنه منطقة وساحة حربية عسكريه مغلقة, وليعانوا هم ويلات الفقر المدقع , بالاحياء
العشوائية بطوكر وبورتسودان , من دون ان يجدوا من الحكومة السودانية والمنظمات الانسانية , من يمد لهم يد العون , ويقدم لهم المساعدات
والدعم اللازم , او ادني انواع الاهتمام بكارثتهم ومعانتهم , وليتجرعوا بذلك ويلات الفقر المدقع , والامراض والاوباء لوحدهم , وليلعقوا
المرارات بكل جوانبها لحالهم من دون عون من قريب او بعيد .
(عدل بواسطة hamid abdalah on 11-29-2007, 09:07 AM)
|
|
|
|
|
|