|
Re: باقان اموم.. سيناريوهات الانفصال : (Re: Mustafa Mahmoud)
|
حتى انت يا سالفا كير؟ د.على حمد ابراهيم [email protected] للدكتور عبد الوهاب الافندى مقولة عن شريكى القسمة الضيزى هى انهما لا يشتركان ولا يلتقيان الا فى كراهية الديمقراطية وكراهية الحزبين الكبيرين.
كراهية الانقاذ للحزبين الكبيرين، خصوصا حزب الأمة ، معروفة ومشاهدة ومعاشة. دليل ذلك أنها استعملت جهاز الدولة وقدراتها المتعددة فى فركشة الحزبين الكبيرين بصورة غير مسبوقة. فقد (كشكشت) للكثيرين من قيادات الحزبين الهشة ، فتساقطت فى حضن النظام كما تتساقط الفراشات حول ضوء القناديل. وصاروا-فى ولائهم لأولياء نعمهم الجديدة - ملكيين اكثر من الملك. وتهافت المتساقطون من الحزبين وتنافسوا على نيل رضا اولياء نعمهم الجديدة وشكلوا واجهات ديكورية تتوالد كما يتوالد الناموس والذباب السياسى ، الى الدرجة التى رأينا فيها اكثر من ثمانية احزاب وهى تخرج من رحمى الحزبين الكبيرين وبنفس اسميهما دون ان تطرف للادعياء الديكوريين الذين نصبتهم الانقاذ قادة لهذه الاحزاب عن طريق الدعم الادبى والمالى والسياسى ، دون ان تطرف لهم عين من حياء.كراهية الانقاذ للحزبين معروفة ومسببة . فقد درج الحزبان على اذاقة أهل الانقاذ مرارات الهزائم المتلاحقة فى كل مرة تجرى فيها انتخابات حرة ونزيهة. اما كراهية الحركة للحزبين التاريخيين فهى ليست بذات الوضوح والقدم . لأن الحركة كحزب جديدة وخصوماتها مع الحركة السياسية غير معروفة بالنسبة لعامة الناس. ولكن بعد دخول الحركة فى شراكة القسمة الضيزى ، فيبدو انها اخذت العدوى من الانقاذ ، خصوص ان الشركاء الجدد تبادلوا المنافع التى يسرها غياب الحزبين التاريخيين القسرى عن الساحة السياسية. ولكن زيارة سالفاكير الاخيرة لواشنطن ، وتصريحات باقان اموم المتكررة للحركة السياسية الشمالية وعلى راسها الحزبان التاريخيان ، هذه الزيارة والتصريحات كشفت المستور ووضعت الحركةعلى درجة متساوية من العداء من الانقاذ للحزبين وربما لمجمل الحركة السياسية الشمالية .
بالطبع كراهية الحركة للحزبين لن تكون ذات اثر مدمر مثل كراهية الانقاذ لهما . فالحركة لا تستطيع فركشة هذه الاحزاب باستعمال مقدرات الدولة وقدراتها كما تفعل الانقاذ. ولكنها تستطيع أن تساهم بما تستطيع للوصول الى نفس النتيجة واعنى بها تهميش الحزبين ، تحسبا لمنافسة انتخابية قاسية قادمة قريبا من احزاب ذات مراس، وذات خبرة انتخابية متجذرة ، وذات قواعد ثابتة الولاء.ما تفعله الحركة تحت الطاولة ضد الحزبين التاريخيين يعرفه أهل التجمع جيدا ولا يقولونه الا سرا وهمسا. حيث يدور همس غاضب حول تآمر الحركة على التجمع اثناء مفاوضات نيفاشا ، قبل ان يجعل نائب الامين العام للحزب الاتحادى الديمقراطى ، السيد فتحى شيلا هذا الهمس حديثا غير هامس ونشره على الملأ وعلى صفحات الانترنت. وكان الحديث الهامس يدور فى اوساط التجمع مستنكرا اشتراك الحركة فى مؤامرة ابعاده من طاولة التفاوض تحت مظلة الايقاد او حتى الحضور كشاهد من عينة الشاهد الماشافشى حاجة! و يرفض الحديث الهامس هذا تحجج الحركة بأن الحكومة هى التى كانت ترفض مشاركة المعارضة. و يكشح الهامسون فى وجه الحركة سؤالا هو كم هى الاشياء الى رفضتها الحكومة اثناء المفاوضات ثم ما لبثت ان قبلت بهاعندما اصرت عليها الحركة. وكان التجمعيون يقولون انه كان فى امكان الحركة القول ان التجمع هو جسم واحد وانها لن تفاوض فى غياب جزء من هذا الجسم الواحد . لو قالت الحركة هذا الشئ ، اذن لعادت الحكومة عن موقفها لأن الحكومة كانت حريصة على سير المفاوضات بنفس حرص الحركة وربما اكثر.
هل كانت الحركة تكره الاحزاب فى السر دون العلن. لم يحاول احد الغوص فى هذه اللجة العميقة من قبل لولا تصريحات السيد سالفا كير الاخيرة فى واشنطن التى ردد فيها نفس لغة الانقاذ فكشفت المستور. واوضحت حقيقة مشاعر قادة الحركة نحو شركائهم السياسيين السابقين فى التجمع وفى الحزبين التاريخيين. ففى لقاء حاشد فى واشنطن سخر الرجل من الحزبين الكبيرين دون مراعاة لمشاعر جماهيرهما المنتشرة بكثرة وسط جماهير الدياسبورا السودانية فى المنافى. وردد السيد كير ما اعتاد الاعلام الانقاذى ترديده ضد زعيم حزب الأمة تحديدا من أنه ينتقد اتفاقية السلام لأنها لم تعطه منصب رئيس الوزراء ، هكذا وبهذا التبسيط المخل للامور مما اغضب كوادر هذا الحزب واضطرهم أن يسمعوا كوادر الحركة كثيرا من القول الجارح ، الذى لم تكن كوادر حزب الأمة لترغب فى اسماعه لكوادر الحركة هنا لولا استفزاز السيد سالفير كير الذى لايعرف احد هل كان استفزازامقصودا ام كان سقطة لسان. نعم جاءت سخرية الرجل فى شكل تبسيط شديد للامور بصورة تدعو الى العجب والتساؤل حول اهلية اوراق اعتماده. فالصادق المهدى فى رأيه لم يعترف باتفاقية نيفاشا لانها لم تعطه منصب رئيس الوزراء! (واحمد) عثمان الميرغنى ( لاحظ الخلط حتى فى اسم حليفه السابق فى التجمع) متجول فى الخارج وهو لا يستطيع الوصول اليه، كما أن حزبه مقسم! واضاف السيد كير ملاحظة اخرى ذات مدلول كبير هى قوله ان حزبه" كان يفكر فى مقاطعة الانتخابات ولكنه قرر العمل مع حزب المؤتمر ودخول الانتخابات حتى لا يفوز حزب آخر بالانتخابات ويلغى الاتفاقية" ولم يقل لنا السيد كير كيف يمنع حزبا آخر من الفوز بالانتخابات. بتزويرها مثلا . وهل دخولهم الانتخابات يعنى عدم فوز الآخرين بها.كما لم يقل لنا من هو الحزب الشمالى الذى يهدد بالغاء الاتفاقية اذا فاز . هذا الحزب لا يوجد الا فى اخيلة الذين احتار بهم الدليل فاصبحوا مثل الغريق الذى يتشبث حتى بقشة طافية على سطح الماء.
لابد ان يكون السيد الصادق قد اصيب بخيبة امل من العيار الثقيل عندما يكتشف ان السيد حاكم الجنوب غير متابع ما تقول الحركة السياسية الشمالية وغير ملم بادبياتها السياسية وغير قارئ للخريطة السياسية السودانية بصورة جيدة. فهو- مثلا - لا يعرف، ولم يقرأ ، ان الانشقاق الذى قاده السيد مبارك الفاضل كان سببه رفض السيد الصادق لأى مشاركة فى حكومة غير منتخبة ، وأشتراطه قبول الانقاذ للتحول الديمقراطى الكامل ، مع الغاء القوانين المقيدة للحريات والالتزام باجراء الانتخابات وان تشترك كل القوى السياسية فى اى ترتيبات بشأن الحكم فى الفترة الانتقالية . واستكثر قطاع من حزب الأمة هذه الشروط واستثقلها فانشق وانخرط فى شراكة مع الانقاذ.و قد انهار اتفاق جيبوتى الشهير نتيجة لشروط حزب الأمة هذه. كل ذلك الحدث الكبير لم يسمع به السيد كير ويعتبر عدم حصول السيد الصادق على منصب رئيس الوزراء هو سبب انتقاده للانتفاقية! طبعا السيد كير هنا يزايد على السيد الصادق نقلا عن اهل الانقاذ. الذين يعرفون الحقيقة التى يعرفها كل من هبّ ودبّ عدا السيد كير الذى يردد ما يسمع من شركائه وغرمائه فى نفس الوقت.هؤلاء الخصوم الذين صوروا له السيد الصادق كشخص (حردان) ليس الا ، لأنه لم يعط منصب رئيس الوزراء. انهم ملمون بتفاصيل ما بسطوا له من العطايا والمطايا فى جيبوتى ومع ذلك رفضها لأنها لم تلب شروطه التى ليس من بينها شرط لاقتسام السلطة على نحو ما نرى اليوم من دعاة الهامش والتهميش. ولكن عذر السيد كير انه رجل كان محاربا فى الفلوات البعيدة و لايصل اليه ما يصل السياسيين من اخبار ومعلومات.
ويبدوان السيد كير لا يحسن الظن بالسيد الصادق حتى فى حالة اتهامه له بالطمع فى المناصب. فهو يعتقد ان اكبر مطمح للسيد الصادق هو أن يكون فقط رئيس وزراء! بينما آخرون اصبحوا بين عشية وضحاها رؤساء فى مكان ونواب رؤساء فى مكان آخر! بئس الطموح وبئس العائد منه لشخص اصبح رئيسا للوزراء وهو ابن الثلاثين ربيعا ثم لا يتطور طموحه ويظل محربسا فى نفس المنصب وهو ابن السبعين.
نعم ، قد تكون الكتب الكثيرة والمذكرات العديدة والمحاضرات والندوات التى اصدرها حزب الامة بصورة عامة و السيد المهدى بصورة خاصة ، قد تكون قد ضلت طريقها الى عيون السيد كير فلم يقرأها.ولكن كيف ضل كل ذلك الزخم طريقه الى مسامع السيد النائب الأول. واعنى به الزخم الذى صاحب اجتماعات المكتب السياسى لحزب الأمة والتصويت المشهور على شروط المشاركة فى السلطة من عدمه وما صحب ذلك من توتر كاد يؤدى الى ما لا تحمد عقباه من العنف بين الفريقين المنقسمين. لينتصر رأى الاغلبية الكاسحة لموقف السيد الصادق الرافض للمشاركة. كل تلك الاحداث لم يصل صداها أذن السيد كير.لقد عرف الكثيرون الآن لماذا أخذ اهل الانقاذ يمددون أرجلهم امام السيد كير مثلما مدد ابوحنيفة رجليه ذات يوم فى ذلك الزمن الغابر الرشيد امام ذلك المفتى (الفاوة !)
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|