|
صرخة مدوية من جزيرة توتي .. بيان رقم (2) من تحالف القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بتوتي
|
نظراً للتطور المثير في قضية توتي ومحاولات تفتيت كيانها الإجتماعي والثقافي والتاريخي أفردنا هذا البوست الجديد لمتابعة الأحداث المتسارعة في القضية عبر البيانات المتلاحقة التي أصدرها تحالف القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بتوتي ونبدأ بنشر البيان رقم (2) إستكمالاً للبيان التنويري الأول الذي نشرناه في بوست (توتي الأرض والتاريخ .. ومحاولات تفتيت كيانها الإجتماعي المتماسك) ونعدكم بمواصلة نشر البيان الثالث والرابع في القريب العاجل .. وإليكم البيان رقم (2) الصادر بتاريخ 19 أكتوبر 2007م
نص البيان 19 أكتوبر 2007م بسم الله الرحمن الرحيم تحالف القوى السياسية ومنظمات المجتمع بتوتي بيان رقم (2) أهلنا الكرام *** كل عام وأنتم بخير *** نطل عليكم في بياننا رقم (2) مع مشارف العيد، أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات. إن ما مضى من تاريخنا العريق فيه أمور عدة ومستجدات كثيرة أسرعت في العقد الأخير في خطاها – تطالبنا بضرورة التجديد ... التجديد الذي لن يتأتى إلا بإبداء الرأي الآخر بشكل منظم وموضوعي. ففي خطابنا الأول استهدف الإنتقال باللغة للعمق وبعد النظر حول مشاكلنا الداخلية، ولأننا ندعو ونسعى لإيقاف العمل بكآفة القوانين المقيدة للحريات المعمول بها حالياً بتوتي والمتعارضة مع نصوص الدستور الإنتقالي في إتفاقية السلام بنيفاشا والمعتمدة من المجلس الوطني، وهي تؤكد حقنا في التنظيم السلمي، والعمل السياسي الجماهيري المباشر بما في ذلك مسألة توزيع المنشورات وإقامة الندوات السياسية المفتوحة وتسيير المواكب. فما جاء التحالف لينازل في حلبة صراع أو ينقاد في سفاسف الأمور. (جاء نتيجة تحالف قوى سياسية تكونت نواته الأولى من الأحزاب السياسية الكبيرة كبداية لتوسيع القاعدة بمنظمات أخرى في المجتمع المدني، "إعمالاً لما جاء في المادة 40 من الدستور الإنتقالي التي كفلت حق التجمع السلمي والتنظيم"). في مجتمع مثل مجتمع جزيرة توتي الذي لا تشكل نسبة الأمية فيه أكثر من 2.6% فقط – وفيه نسبة قوى شبابية منتجة عمرياً ومعرفياً (القوى الشبابية المنتجة في توتي 62%) بل إن نسبة التعليم فوق الجامعي بلغت 4% وهي ميزة خاصة لشبابنا فاقت كثيراً من المعدلات العالمية – من هذا فإن تحالف القوى السياسية بتوتي يسعى للإستنهاض بهذه المقومات الإيجابية وجزيرتكم تمر بمرحلة تحول مفصلي بحكم أنها ستكون جزء من العاصمة القومية في منتصف العام 2008م، وهذا التحول الجغرافي يدخلنا بالضرورة في السوق العقاري العالمي المحموم الذي يقود لفقدان هذا الكيان الموروث منذ أكثر من سبعة قرون – خاصة وأنه بالغفلة أو غيرها ننساق مع الإبتهاج بخدمات إستعراضية ضخت بعض الأموال لاستبدال بعض المرافق ربما بقصد الكسب السياسي، لكنها تصرف الأنظار عن الخطر الماثل، إذا أغفلنا مناقشة مستقبل توتي والخطر الناتج من شراء الأراضي بواسطة جهات مجهولة وبأموال غير معلومة المصدر في سباق خطير للإستيلاء على أراضينا من النهر إلى الحلة القديمة – مما يقود إلى لطمس هويتنا من واقع أجندة "التطور التلقائي" الذي سيحدث بحكم التقارب بين النفعيين.
أهلنا الكرام إننا نعلم جيداً أن طبيعة وتركيب التواتة أنهم لا يمثلهم حزب ولا مجموعة أحزاب متحالفة، سواء كانت معارضة أو حاكمة، بل ندرك جيداً بأن أهل توتي يمثلهم من يختارونه بمحض إرادتهم لمواجهة النوائب. كما أخبرنا بذلك تاريخنا المشرق، ولكننا نعلم أيضاً بأنه من الضروري بعد إقرار الدستور الإنتقالي حظر أي تجمع عنصري أو جهوي. لكنه يعترف بوجود حياة سياسية حزبية متعددة المنابر يتشكل منها تحالفنا هذا لمعالجة الشأن الداخلي بشفافية وموضوعية وليكون كياناً يجمع كل القوى السياسية كما جاء في بياننا الإفتتاحي وليكون جسماً يضم أفرع المجتمع المدني – الرياضية – الثقافية – الفنية -. كحاجة ماسة لطرح الرأي الآخر لقضايانا الإستراتيجية.
وغنيٌ عن القول أن الإبداع لا يتأتى إلا في مناخ الحرية ولا ينصقل إلا بالديمقراطية والعمل الجماعي، ولا يثمر إلا بالشفافية والطرح الموضوعي. ولعله من أهم أهداف هذا التحالف (أن يلقي حجراً في البركة الساكنة لتتحرك منها دوائر إيجابية تسعى وبجدية لقراءة الخارطة السياسية بحرية وديمقراطية وشجاعة في تناول قضايا مجتمعنا وبالمشاركة الفاعلة لتكوين أجسام قيادية جماهيرية ديمقراطية من أبناء وسكان توتي). لذا فإننا ندعو وبصورة عاجلة لقيام جمعيات عمومية يبادر ويشارك فيها الشباب والنساء وكآفة قوى المجتمع المدني من أبناء توتي، فما عادت اللجان حكراً على المؤتمر الوطني، وما عادت سياسة إقصاء الآخر لها رواج في مجتمعنا، وما عادت هياكل ما يسمى باللجان الشعبية على قالب جامد – تتربع وتحتكر وتعبث وتدير شؤوننا خلف الأســوار المظلمة – بل لنا من رحم التدافع عند النوازل أســوة حســنة عند تكوين (لجنة 1988م – ولجنة تطوير توتي – ولجنة توثيق تاريخ المحس – ولجنة التخطيط) التي كانت تسعى للعمل المفيد فيطالها الإحتواء فالشطب ثم السيطرة.
جماهير توتي – أهل الساس والرأس إن تجمع الجماهير حول قضاياها بحقق كل الأهداف المطروحة مثل ما حدث في شرق السودان وأمري ودارفور وجنوب السودان. ونتطلع إن تلتف جماهير الجزيرة حول هذه الأهداف فإن شاء الله سنسعى لإصدار البيان الثالث بإسم الأحزاب والمنظمات التي تتوافق مع فكرة قيام التحالف الذي بادرت به الأحزاب الكبيرة بتوتي. *** والله من وراء السبيل ***
تحالف القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بتوتي 19 أكتوبر 2007م
|
|
|
|
|
|
|
|
|