|
Re: هل يقرأ الهندي عز الدين " صحيفة اخر لحظة"؟ (Re: Kabar)
|
الصحافة الداجنة..و الصحافة المتمردة:
الكلمة المكتوبة ..عبر وسائطها المختلفة.. هي رسالة ذات شكل و محتوى..و تلعب دور خطير في خلق جينات التحول الإجتماعي ..و الناظر للمجتمع السوداني في الآونة الأخيرة يلاحظ انحسار مد الشفاهية نحو الكتابة و التوثيق..و الذين يتصدون لذلك.. يعلمون جيدا مسئولية التصدي..
التحول من الشفاهية الى التوثيق (غض النظر عن دقته).. هو مكسب في صالح التحول الإجتماعي الذي ننشده كلنا..
بيد أن نقطة التقاعس الوحيدة.. هي القدرة على التعامل بجدية في التمييز بين الصحافة الداجنة و الصحافة المتمردة.. فالصحافة الداجنة الفناها عبر تأريخ السودان الطويل العريض.. حيث كانت الكلمة و المعلومة.. تقوم على سدانتها فئة معينة..وهذه الفئة منوط بها بث رسالة تساهم في خلق الرأي العام و توجيهه وجهة بعينها..و هي الوجهة التي ترغبها الثقافة الرسمية..
مثل تلك الثقافة الرسمية .. هي ثقافة متعالية..تفترض في نفسها الإحاطة بكل شئ..و تستغرب كثيرا حينما يسحب البساط من تحتها و كسر اقانيم سدانتها و هيمنتها.. عملية كسر احتكار الهيمنة.. تأتي من قبل دور الصحافة المتمردة..التي تسعى لتأسيس ثقافة مغايرة ومفارقة لثقافة التيار الرسمي (و هو المبثوث عبر وسيط الصحافة الداجنة)..و بالتالي خلق ثقافة متمردة..
ملامح الثقافة المتمردة تتجلى في التصدي بجرأة لمبدأ احتكار المعلومة و سدانتها..و تتجلى بصورة اكبر في هدم جدار الشفاهية التي غشت مخيلة المجتمع السوداني لسنين عددا.. و مسألة استعداء (الشارع المسلم الطاهر).. هي مسألة اللجوء لأخر ورقة توت اخلاقية..و الضرب على العاطفة الدينية..تلك الآلة التي تم و يتم استغلالها ببشاعة خلال سودان الثلاثين سنة الماضية..
و الشارع المسلم الطاهر (خصوصا السوداني)..هو شارع ذكي جدا..و له القدرة في التمييز بين النفاق الأصفر- (الذي تمارسه الصحافة الداجنة) و هو بطعبه - اي النفاق الأصفر- خصلة تدعو للتدجين و رفض التحول..و البحث عن تجديد ثقة فقدت من زمن.. لماذا؟لا ندري.. -و بين السعي الدؤوب لخلق التغيير الأجتماعي الإيجابي..
ثمة هناك سؤال تخشاه الصحافة الداجنة (و هي بالطبع لا تري عوجة رقبتها جيدا) و تتحاشاه باٍستمرار .. لماذا حدث ما حدث؟..بصورة ادق لماذا تم و يتم سحب بساط هيمنتها؟
نواصل..
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|