|
Re: بمناسبة اليوم العالمي للطفل: سرطان الأطفال ... معاناة لكل الأسرة (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
*** 3 ***
تفاعل الآباء و الأمهات تجاه تشخيص أطفالهم بالسرطان العديد من الآباء و الأمهات يحملون مخاوف كثيرة مما قد تسفر عنه الاختبارات و التحاليل المبدئية، إلا أنه عند تأكيد التشخيص لهذه المخاوف فإنها تأتي بمثابة صدمة لهم، و تكون الصدمة اشد حين لم يتوقع احد أن الفحوصات قد تسفر عن وجود مرض خطير كالسرطان، و قد لا تكون الشروحات المبدئية للحالة و للمعالجات مجدية حينذاك، حيث لا يزال الوالدان يحاولان استيعاب و تصديق فكرة أن طفلهم مصاب فعلا بالسرطان، و على الرغم من أن نتائج التشخيص تكون نهائية عادة، إلا أن الكثيرين يرغبون في إعادة الاختبارات في مستشفى آخر و استشارة فريق طبي مختلف كتشخيص ثان، و يعتبر التشخيص الثاني مفيدا للأهل كي يتقبلوا الواقع و تأكيدا للتشخيص الأول و للخطط العلاجية، و عموما ما أن يتأكد التشخيص و يتم ترتيب خطط المعالجة، فإن البحث عن تشخيص ثالث لن يفيد الطفل بل يؤثر عليه سلبا، و يؤخر المعالجات التي ينبغي بدئها بأسرع وقت ممكن.
من الطبيعي أن يمـر الأهل بالعديد من المشاعر المتشابكة و المربكة حال معرفتهم بإصابة الطفل بالسرطـان، و التفاعلات و ردود الفعل الاعتيادية في مثل هذا الموقف تتضمن غالبا : الرفض و الإنكار و عدم التصديق، و التوتر العصبي و الغضب، و الشعور بالذنب، و الحزن، و الخوف، و الارتباك، و هي مشاعر و تفاعلات قد تساعدهم في تفهم حقيقة الوضع و ضرورة تقبل أمر واقع يلزمهم التعامل معه كما ينبغي، و من المهم أن يتذكر الأهل أن الطفل يحتاج في هذا الوقت إلى دعمهم الكامل أكثر من أي وقت مضى، و هو حساس جدا تجاه ردود الفعل الأولية لوالديه، و قد يؤثر إظهارها بشدّة سلبيا عليه، الأمر الذي سيدفعه إلى عـدم إظهار مخـاوفه و مشاعره، مما قد يعزله عن أهم مصدر للدعم لديه، و قد تتضخم هذه المخاوف و يتصور أن مرضه ميئوس منه و أسوأ مما هو في الواقع.
يصبح الكثير من الآباء و الأمهات مرضى جسديا بشكل أو بآخر خلال الأسابيع التالية للتشخيص، و ذلك ليس مفاجئا، بالنظر إلى أن معظمهم يمتنعون عن الأكل أو يتناولون القليل جدا من الطعام، و تتغير عادات النوم لديهم، و يعرضهم البقاء بالمستشفى طوال الوقت لمختلف أنواع العلل، و كل لحظة مليئة بالضغوطات النفسية مما يزيد من الإجهاد الجسدي، و يُعاني بعض الآباء و الأمهات حين يبدأ عـلاج أطفالهم من نفس الأعراض الجانبية للعلاجات، مثل الغثيـان، عند ظهورها لدى أطفـالهم، و يُنصح للتغلب على مثل هذا الوضع بضرورة تناول الكفاية من الغذاء، و محاولة النوم لفترات كافية، و الحذر من تناول أية مهدئات أو ما شابه، و من المعتاد أن تنتهي مثل هذه الحالة عقب مرور فترة من الوقت و التأقلم مع الوضع المستجد.
|
|
|
|
|
|
|
|
|