|
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! (Re: Ahmed Alim)
|
مصريون من أجل السودان ياسين الكليم*
لم تكن السياط -التي سقطت على ظهر الإخوان المسلمين وهم أسرى سجون ناصر- قد وقعت على ظهور الأخوان فقط؛ بل اكتوى السودان بنارها، ومجمل وادي النيل بآثار ما تمخض عنها؛ حيث مثل اعتقال الإخوان وتعذيبهم في السجون أحد أهم أسباب استقلال السودان وانفصاله بعيدا مصر؛ فالجيل الذي كان يناضل من أجل الحرية راعه أن تتنكر مصر لأبنائه الذين قاتلوا بالأمس الاحتلال في القنال وفي فلسطين.. راع السودانيين السوط والسجن.. حتى إن الحزب الاتحادي -الذي أنشأته مصر، ورعته مصر، وتدخلت لتوحيده- انتخب الاستقلال داخل البرلمان، ورفع رئيسه السيد إسماعيل الأزهري العلم السوداني، وطوى علم مصر عن قصر الحكم في السودان.. ولكن ظلت مصر فاعلة في الشأن السوداني؛ حتى أبعدت نفسها وشعبها عن السودان طوال العقدين الأخرين، وظل الشأن السوداني خارج دائرة الاهتمام المصرية الرسمية والشعبية، إلا أن بعض الوعاة العقلاء من أبناء مصرفي مراكز الدراسات الاستراتيجية واللجان المتخصصة لم يطيقوا سكوتا على الإهمال المصري على شأن السودان، وقد أطلقت الدكتورة إجلال رأفت الصيحة بأن ما يجري في السودان هو خطر على الأمن القومي المصري في المقام الأول.. ود. إجلال هي رئيس لجنة السودان بحزب الوفد.. وجاءت صرخة الدكتور هاني رسلان الأخيرة؛ والتي قال فيها بملء الفم: إن ما يجري في السودان هو أخطر مما يجري في فلسطين؛ لأن السيد هاني -الخبير الاستراتيجي، والمتخصص في الشأن السودان- يعلم أن فلسطين -على الأقل- جرح تعودنا على ألمه، ولكن السودان لن يكون مجرد جرح؛ بل هي عملية بتر كاملة لجزء عزيز وحيوي ليس لمصر وحدها ولكن للعالم العربي والإسلامي.. والتهريج الإعلامي وغباره الكثيف الذي أثاره حولها يفقد السودان التعاطف العربي والإسلامي، ويمنح هذه العملية -غير الكريمة- تأييدا ومباركة عربيين؛ فهب هاني ينادي قومه بأن يستقظوا قبل أن يقتحم العدو عليهم الباب؛ فأنشأ حركة (المصريون من أجل السودان)، وينطلق د. هاني في حركة من رؤية علمية أخذت كل ما صدر بشأن السودان من قرارات بالدرس والتحليل؛ وخاصة القرار 1706 الصادر من مجلس الأمن الدولي، ويرى د. هاني أنه رغم أن القرار 1706 يشير في ديباجته إلى الالتزام بسيادة السودان ووحدته واستقلاله وسلامته الإقليمية، إلا أن البنود الواردة في القرار، والصلاحيات الممنوحة للقوات المزمع إرسالها؛ تشير بكل وضوح إلى أن مهمة هذه القوات ستكون أوسع بكثير من المساعدة على تطبيق اتفاق سلام أو حماية المدنيين؛ حيث نص على تعزيز بعثة الأمم المتحدة بعدد 17300 جندي، و3300 من أفراد الشرطة المدنية، بالإضافة إلى 16 من وحدات الشرطة المشكلة.. وليس العدد الكبير للقوات مهما في حد ذاته، بل الصلاحيات الهائلة الممنوحة لبعثة الأمم المتحدة في الإقليم، والتي سوف تخضع هذه القوات لقيادتها، والتي تشمل مهمات واسعة النطاق أخطرها:
- رصد الأنشطة العابرة للحدود بين السودان وكل من تشاد وإفريقيا الوسطى من خلال عمليات منتظمة للاستطلاع البري والجوي، والمساعدة في معالجة القضايا الأمنية الإقليمية بين السودان وكل من تشاد وإفريقيا الوسطى، مع إنشاء نقاط أو مراكز تابعة للأمم المتحدة في هاتين الدولتين، والاستعانة بموظفين دوليين في الشؤون السياسية والإنسانية والعسكرية وشؤون الشرطة للتنسيق في هذا الأمر.
- مراقبة ورصد تحركات الجماعات المسلحة، والقيام -حسب الحاجة- بمصادرة وجمع الأسلحة والعتاد. وهذا النص يثير الكثير من المخاوف؛ فطبقا لمجريات الحملات الإعلامية الواسعة في الغرب، وما تصر عليه واشنطن -حول وجود إبادة جماعية في دارفور (وهذا مخالف لما أثبته تقرير لجنة التحقيق الدولية التي أرسلها مجلس الأمن)، وأن من يقوم بذلك هو ميليشيات الجنجويد التي تنتمي في أغلبها إلى قبائل ذات أصول عربية بدعم من الحكومة السودانية- فإنه من المحتمل أن يكون هناك نوع من التحيز المسبق، وأن تتعرض هذه القبائل لضغط عسكري ماحق.. وبالنظر إلى أنها تمثل في معظم التقديرات أكثر من نصف السكان فإن هذا سوف يحدث خللا في التوازن السكاني والديموجرافي الدقيق، والحرج في حال بقاء الأسلحة في يد الميليشيات التابعة للحركات المسلحة في الإقليم، وإن هذا الأمر قد يؤسس لحرب أهلية واسعة، وسوف يحدث بؤرة اضطراب هائلة تتداعى لها جماعات عنف من مختلف الاتجاهات الأيديولوجية والسياسية، بدءا من إقليم دارفور عبر الحدود المفتوحة، مرورا بمالي والنيجر، وصولا إلى السنغال وموريتانيا وجنوب الجزائر.
- تنظيم حملة إعلامية فعالة لزيادة فهم عملية السلام ودور بعثة الأمم المتحدة في السودان.
- أنه وطبقا للفصل السابع من الميثاق فإن المجلس يقرر أن لبعثة الأمم المتحدة استعمال جميع الوسائل اللازمة في مناطق انتشارها، وحسبما تراه في حدود قدراتها، لحماية الحق في أفرادها ومنشآتها وحماية المدنيين.
وهذا البند يعني بكل وضوح أن هذه القوات سيكون لها حق استخدام القوة المميتة حسب التفسير الذي تراه، وفي الحالات التي تقررها بشكل منفرد دون الرجوع إلى الحكومة السودانية؛ أي إنها سوف تتمتع بسلطة تقديرية مطلقة في اتخاذ ما تراه من إجراءات، وفي تحديد الحالات التي يجب أن تستخدم فيها القوة، وصد أي من الأطراف.
إذن فيتضح من هذه الصلاحيات -التي أوردنا أهمها بإيجاز والتي تشمل موضوعات أخرى مثل حقوق المرأة والطفل ... إلخ- أن بعثة الأمم المتحدة في الإقليم ستمثل سلطة انتداب وإدارة كاملة، مع ملاحظة أن لها سلطة تقديرية غير محدودة في استخدام ما تراه مناسبا من أدوات ووسائل، بما في ذلك استخدام القوة، وأن هذه الصلاحيات تشمل الشرطة المدنية، والقضاء، والإعلام، وحقوق الإنسان، والأمن الإقليمي على الحدود، وجمع السلاح.
وإذا كان الأمر كذلك فأين هي سيادة السودان على أراضيه؟ خاصة وأن التفويض الذي يمنحه هذا القرار لبعثة الأمم التحدة ليس مقيدا بمدة زمنية محددة، بل ينص على إبقاء المسألة قيد نظر مجلس الأمن طبقا لتطورات الأوضاع؛ أي إن المجلس قد يصدر في أي وقت لاحق قرارات أخرى من المحتمل للغاية أن تأخذ الأوضاع في دارفور إلى أشواط أبعد من ذلك، كما أن السؤال الذي يطرأ على الذهن هو: من سوف يخرج هذه القوات من المنطقة? وكيف? ومن الذي سوف يتحكم في طريقة وأسلوب استخدامها لصلاحياتها أثناء بقائها في الإقليم?!.. الإجابة تقول: إنه من الناحية القانونية فإن مجلس الأمن هو صاحب هذا الحق، ولكن على المستوى العملي فإنه من المعلوم أن ذلك سيكون في يد الولايات المتحدة التي تسيطر في الوقت الحالي على المنظمة الدولية ومجلس الأمن. وعلى ذلك فوصول هذه القوات يعني بالفعل أن ما يحدث في الإقليم، ومسار الصراع فيه، وكل مستقبل دارفور لن يتم التقرير فيه بواسطة أي طرف سوداني؛ سواء كان هذا الطرف هو الحكومة السودانية، أو الحركات المسلحة في الإقليم، أو النازحين، بل سوف يتم تقريره خارج السودان، وبأيد غير سودانية. اهـ
ومصر تعاني من مطالبة قبطية (أقباط المهجر) بدولة في الجنوب المصري.. والجنوب المصري هو حدود دارفور الشمالية التي ستتمدد فيها القوات الأممية.. فهل تسطيع حركة هاني رسلان إيقاظ مصر التي نامت طويلا؟!.
المصدر شبكة المشكاة الاسلامية. الرابط: http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=6&artid=7480
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 05:39 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 05:42 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 05:43 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 05:45 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 05:46 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 05:49 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 05:53 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 05:54 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 05:56 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 05:58 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 06:00 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 06:03 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 06:05 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 06:06 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 06:08 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-10-07, 06:15 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-11-07, 09:12 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | محمد على طه الملك | 08-11-07, 10:05 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | فيصل نوبي | 08-12-07, 11:08 AM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-12-07, 05:08 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | محمد على طه الملك | 08-12-07, 08:58 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-14-07, 10:54 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-14-07, 11:04 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-20-07, 05:57 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-23-07, 10:28 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-23-07, 10:57 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-23-07, 11:05 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-24-07, 08:09 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 08-25-07, 03:51 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 09-03-07, 06:07 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 09-03-07, 06:15 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 09-03-07, 06:17 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | محمد على طه الملك | 09-03-07, 11:00 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 09-04-07, 09:02 AM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Abdelmuhsin Said | 09-03-07, 11:44 PM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 09-04-07, 09:07 AM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 09-04-07, 09:21 AM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 11-21-07, 09:55 AM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Yousif Abu Harira | 11-21-07, 10:37 AM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 11-28-07, 10:07 AM |
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! | Ahmed Alim | 11-28-07, 11:56 PM |
|
|
|