كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-12-2024, 11:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-13-2007, 04:28 PM

awad okasha
<aawad okasha
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 3876

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! (Re: awad okasha)

    Quote: سوسيولوجيا الموسيقى
    حب الموسيقى :

    تنامت فى دواخلى جذور كثير من القضايا والموضوعات المتصلة بالتاريخ الأجتماعى للموسيقى وقد يدهش القارىء اذا علم أننى لم أتلق أى دراسات علمية فى الموسيقى ولذلك فان معلوماتى اليسيرة فى هذا الجانب يطغى عليها اهتمامى وتذوقى للموسيقى كفن وليست كعلم وهوتذوق بدأ فطريا ثم تنامى بلأكتساب وبلغ حدا مكننى من اقتناء مجموعات كبيرة من الأسطوانات والأشرطة والكتب التى تحكى قصة الموسيقى على نحو ما وردت فى هذا الكتاب ".

    وأنا أقرأ كلامك هذا وجدت دواخلى تبتسم تعاطفا مع الحب العميق الكبير القادر على أجتياز العوائق والقيود ليعبّر عن نفسه أبداعا يطلقون عليه أسم الموهبة ... هى التى جعلت استاذنا ابراهيم الكاشف يأتى بالجديد المبتكر فى الموسيقى والغناء وهو الأمى الذى لا يقرأ ولا يكتب ولا يعرف حتى العزف على أية آلة موسيقية. كان يلقن الموسيقيين الحانه بصوته المنبعث من فمه. واتسعت ابتسامتى وأنا استرجع مسيرتى الفنية التى وضعت فيها مازاد على المائة من الألحان وأنا لا اعرف المسافة بين (الروندو) و (الكروش). ثم عبرت بى ذاكرتى على ضعفها الى زمان بعيد بعيد قرأت فيه لمؤلف موسيقى امريكى ربما كان أسمه الأخير "كوبلاند" بأن المتلقى الموهوب ( THE GIFTED LISTENER) هو الذى يتخوف من رأيه ويخشى نقده مؤلف الموسيقى المتميز. كما أورد مثل هذا الأعتراف ، عازف بيانو كان الأوحد مهارة فى زمانه عندما سئل عن عدد الساعات التى يتدرب فيها كل يوم على آلة البيانو فأجاب بأنها سبع ساعات تزيد ولا تنقص. قيل له : لماذا ترهق نفسك بهذه الصورة وأنت من أنت فى العزف ! أجاب بأنه أذا قام بتخفيض التدريب اليومى الى ست ساعات فسوف يحس بتدنى مستواه , أما اذا كان التخفيض لخمس ساعات فسوف يحس الموسيقييون وأصحاب الموهبة الموسيقية المنماة من المتلقين بتدنى مستواه. أما اذا قصر التدريب على أربع ساعات فسوف يحس بذلك صاحب الأكتساب من المتلقين (THE CULTIVATED LISTENER) وهكذا الى أن يصل الأمر الى المستمع العادى. لذلك كله عليك أن تسعد وعلينا أن نسعد معك بموهبتك الفطرية هذه التى جعلتك ترتاد دور الموسيقى ومكتبات الموسيقى وتحرص على اقتناء الأشرطة والأسطوانات فى بلاد الألمانيا وفى غير بلاد الألمانيا لتكتب لنا عن دور الموسيقى فى الحياة . وأصدقك القول بأننا فى مجتمعاتنا هذه و.التى فى طور النمو كم نحتاج الى ابراز الأدوار المتعاظمة التى تقوم بها الفنون . نعم .. نحن فى حاجة ماسة الى تعميق التوعية بمفهوم الفنون .. نعم .. نحن فى أمس الحوجة الى تفعيل العقول بالخيال القادر على تغذيتها واثرائها بالصور والمواقف التى تطير بها الى تعددية الآفاق .. وما ذلك الا لأن العقول الجامدة هى العقول القابلة للأختراق .. وما ذلك الا لأن الفنون الخيرة بكل ملابساتها وبكل تداعياتها وبكل تجلياتها وبكل خيالاتها هى الدرع الواقية من الأختراق . .

    ألموسيقى والمجتمع :

    أرجو أن أكتب ثانية بأننى قد سعدت عميقا " بسوسيولوجيا الموسيقى" لأنه من همومى القديمة الجديدة . وطالما تحدثت وتحدثت عبر السنين وبح صوتى عن رسالة الفنون وعن الموسيقى بالذات وهى التى احملها بين جوانحى وقناعاتى وأعيش بها وفيها ومعها بينما لا يزال البعض يستغرب مجرد الأهتمام . ولكننى كنت أجد العذر على الدوام لأن الفنون من أسرار الحياة التى اراد الخالق العظيم لجانب التأثير منها أن يتيه بخيلاء المعنوية التى تستعصى على القياس والملموس .

    لقد أفضت .. أيها العزيز .. فى الدور المتعاظم للموسيقى فى حياة المجتمعات منذ فجر الحضارات المتعاقبة وما صدر من افلاطون وأرسطو وبلوتارك وبطليموس وغيرهم ابان حضارة الأغريق الى جانب الأهتمام الكبير الذى أولته الحقبة الفرعونية للموسيقى واتصالها بالجوانب الروحية للأنسان ، كما تعرضت للموسيقى فى فترة ازدهار الحياة الأجتماعية فى دولة العرب والأسلام واسهامات أبى النصر الفارابى والكندى والموصليين وتلميذهما (زرياب) وآراء الرئيس ابن سينا والمعلم أبى حامد الغزالى ومن قبلهم ذلك الرائد المفن الخليل الفراهيدى صاحب الأيقاع والعروض . وهاهو الأبشيهى فى باب الأصوات والألحان وذكر الغناء واختلاف الناس فيه من كتابه "المستطرف يقول: (ما ذكرت ذلك الا لأننى كرهت أن يكون كتابى هذا بعد اشتماله على فنون الأدب والتحف والنوادر والأمثال عاطلا من هذه الصناعة التى هى مراد السمع ومرتع النفس وربيع القلب ومجال الهوى ومسلاة الكئيب وأنس الوحيد وزاد الراكب لعظم موقع الصوت الحسن من القلب وأخذه بمجامع النفس). وهى لعمرى شهادة جديرة بالشفاعة لمواصلة الأهتمام الجاد بالموسيقى والغناء. ولكن ..هيهات !

    ثم توصل الفرنجة الى الفتح المبين فى الموسيقى وهو ما يطلق عليه كلمة "هارمونى" وترمز الى التوافق الصوتى، وهى من الكلمات التى استعملها أهل الغرب من أوروبا ابان عهد نهضتهم لترمز للأنسجام الكونى وبهذا الأكتشاف الخطير قدروا على الأفلات والأنعتاق من قيود الصوت الواحد الى ابعاد تتسم بالعمق الرحيب. وللتدليل درجت على عقد مقارنة بين لوحتين احداهما مسطحة التعبير بينما تأخذنا الأخرى للتجوال فى منحنيات دروبها والأختفاء خلف دهاليزها وجيوبها.

    ولكن ورغم كل هذه الحفاوة الكريمة التى أبداها أهل "كونفوشيوس" فى الشرق وجماعة بطليموس فى الغرب وأهل الشمال وأهل الجنوب بالموسيقى الا أننا نرى من خلال المعايشة اللصيقة والمتابعة والملاحظة الدقيقة بأن المشوار الى مدينة الموسيقى مازال طويلا وعلى وجه الخصوص بالنسبة لدولنا التى توصف بالعالم الثالث. نعم ..هذه هى الحقيقة الصراح ولكن ورغم كل ذلك فأنا متفائل والدليل على ذلك أننى وعلى الدوام أجد لنا العذر .

    ضحكت وأنا أقرأ عن توقف "فرانز ليزت " عن العزف وهو فى حضرة قيصر روسيا وما كان فى اجابته الذكية من بلاغة لاذعة اذ تذكرت موقفا مماثلا بين موسيقار الأجيال "بيتهوفن" وبين الأمير " ليوغيوويسكى " الذى كان يتحدث بل ويقهقه أثناء عزف "بيتهزفن" للبيانو الأمر الذى جعل الأخير يتوقف عن العزف ليوضح له الفوارق الحقيقية بينهما. الا أن أهل أوروبا قد تعاملوا بجدية الأقتناع مع الفنون ومع الموسيقى من قبل القرن التاسع عشر بما جعلهم يتبوؤن هذه المكانة الأجتماعية . ولكن .. ورغم هذه الجدية فى التعامل المسؤول يبقى جانب التأثير من أسرار الفنون والموسيقى التى ما زالت تستعصى على القياس العلمى. ربما نجم هذا الأهتمام الجاد عن الملاحظة الدقيقة لسلوكيات الموسيقى وسلوكيات من تعمر الموسيقى دواخلهم.

    فى اعلائه من شأن الموسيقى يقول شاعر الأنكلير الأكبر "وليام شيكسبير" (من لا يعمر حب الموسيقى دواخله ، أهل للخيانة) . يا له من اتهام! أمّا "بيتهوفن" فأنه يعرّف الموسيقى بأنها (ألحرية ، قبل وفوق كل شىء). وقد يتساءل المرء عما قصده "شيكسبير" بكلمة (الخيانة) وهى كلمة مخيفة. هل قصد خيانة النفس التى تسبب صاحبها فى حرمانها من سعادة هى فى أمس الحاجة اليها! أم أنّه قصد بالخيانة البعد عن المنطق الحقيقة المتصل بالصدق لأن الموسيقى تقوم على التسلسل المنطقى للأنغام والشقىّ الشقى من غمرته الموسيقى بنفاقها وذلك ببعدها عن صدق منطقها وهو ما يطلقون عليه اسم (النشاز) وبالله العياذ. انه يبعد الموسيقى عن رسالتها السامية التى أرادها لها الخالق العظيم . وهل الخيانة الا النفاق وهل النفاق الا الخيانة! أم أنه بنى حكمه هذا على ملاحظة دقيقة لمن عرف من الناس فوجد أنّ الأقرب الى الخيانة هم أولئك الذين لا يعمر حب الموسيقى دواخلهم! أما بالنسبة لبيتهوفن فقد تفتحت مداركه وقناعاته على الثورة الفرنسية التى حطمت "الباستيل" كرمز للقيد ونادت بالحرية والأخاء والمساوا ة ثم عملت وبجدية على ارساء اللبنات الأولى لتحرير الأنسان من عبودية الأنسان وكانت بداية الطريق لمعرفة الأنسان لحقوقه. وبهذا المفهوم أراد أن يربط بين الحرية وهى انطلاق وتحرر من القيود وبين الموسيقى التى تطير لتختلط بالأثير لحظة انطلاقها فلا تقدر أية قوة على ايقافها ومنعها. تماما كالروح عند مغادرتها لحدود وقيود الجسد منطلقة الى الأرحب من الأجواء . ولكن يبقى وعلى الدوام أن الروح هى سر الأسرار كما أراد لها الخالق العظيم لتحلق فوق نطاق كل ملموس ومحسوس بينما تحمل الموسيقى هذا التخفى فى شق واحد منها وهو الشق المتصل بالتأثيرومرد تفاعلاته أمّا الشق الآخر فملموس لأننا نسمعه ونقدر على الأحتفاظ به تسجيلا وتذكرا. وبهذه التساؤلات قصدنا التدليل على سلوكيات الموسيقى.

    وكلما ذكرت أريحية ايجاد العذر لنا فى تعاملنا مع الفنون والموسيقى كلما استرجعت موقفين أولهما نظرية الدائرتين التى وضعتها قبل ثلاثة عقود من الزمان هذا اذا جاز لى ان اسميها نظرية . ثم عبرت ذهنى سخرية ذلك الصديق الموسيقى وكان ساخرا وخفيف ظل بفطرته. قال لى: (هل تعلم بأن الله جلّت قدرته قد خص أكثرية حكامنا وقادتنا بخاصية لولا انقطاع حدوث المعجزات لقلت بأنها المعجزة بعينها !) قلت: (وكيف يكون ذلك!) قال : (لقد وضع فى جوف كل منهم أكثر من قلبين بحيث يقدر الفرد منهم على الحديث بصوت مسموع وعلى الأكل والشرب وعلى الأستماع الى الموسيقى فى آن واحد). قلت له : (ربما دعت موسيقاكم الى ذلك). فأجاب: (حتّى .... هنالك الذوق ..هنالك الأتيكيت..هنالك البروتوكول..وهنالك العولمة..وهم القادة و القدوة).

    نظرية الدائرتين :

    ذكرت خطفا بأننا معذورون عندما لا نقدر على استيعاب الدور الفعلى الكامل للموسيقى فى هذه الحياة. ونلتقى جميعا فى هذا. وذكرت كذلك خطفا بأن هذا الأنغلاق وعدم الأستيعاب يعود الى أن شق الأثر أو ربما ألتأثير ما زال يتيه بخيلاء المعنوية التى لا تخضع للقياس والملموس. لذلك وضعت قضية التأثير هذه فى دائرة وجئت بالأمثلة العديدة كشواهد لتفاعلنا الملموس مع الموسيقى والتعبير الأبداعى وخلصت الى أن الأنسان رغم جهده الدؤوب فى مجالات الموسيقى والفنون الا أنه لم يتوصل بعد الى وضع هذا التأثير فى معادلات علمية ثابتة نرجع اليها فى كل الحالات المشابهة أو ربما المطابقة. ويكفى أن نقول بأن الأنسان وهو ذات واحدة (مجازا) قد لا يصدر عنه نفس التفاعل عندما يتعامل مع نفس التعبير الأبداعى فى أوقات مختلفة. أما الدائرة الأولى فقد حشدت فيها كل الفنون من صوت الى كلمة الى لون الى حركة الى النحت وتعرّضت لما نعرف عن هذه الفنون. ما نعرف عن مكونات هذه الفنون وما نعرف عن أساليب التعامل معها والمدارس المختلفة التى وضعها الأنسان من خلال اهتماماته بها, الأمر الذى جعل من هذه الدائرة شاهدا على المعروف الملموس الذى يخضع للقياس ونتعامل به. ومن يدرى ربما قدر الأنسان من خلال جهوده المتصلة وبالتوفيق الألهى من اثراء هذه الدائرة بأضافة اليسير من أسرار الأيقاع والتأثير . وليس من شك فى أن التجريد الذى يغلب على الموسيقى مقارنة بالفنون الأخرى هو المسؤول الأول والأخير عن هذا التخفى وهذه المعنوية . ان المهتمين بأمر الفنون الأخرى ومنذ القديم القديم مازالوا يلهثون وراء هذا التجريد أملا فى اللحاق به ولكن دون جدوى. ويجد المتتبع أن المنافسة , خاصة عبر القرنين الماضيين ، على أشدها بين أهل الرسم والتشكيل وأهل الكلمة. كما أن أحبابنا من ألمثالين يسعون ما وسعهم السعى الى اللحاق بهذا الركب وقد رأيت قبل سنوات أمام المبنى التابع للأمم المتحدة بمدينة (جنيفا) الجميلة تمثالا وهو عبارة عن صخرة من حجر الجرانيت بها ثقب أراد بها مثالها التعبير عن احساسه بالمعنى الذى ترمز له الأمم المتحدة. وبالطبع فأن هذا لا يعنى أننا نفرح ونشيد بهذا التخفى وهذا التجريد الذى ينآى بالموسيقى عن الأدراك والتفسير ويجعل من رسالتها مهمة صعبة، ولكننا أردنا ايراد سمة هى الحقيقة التى يعرفها كل الناس. وفى كثير من اللقاءات درجت على أن أدلل بتساؤل: "هل بمقدور أحدنا الذهاب الى مخفر الشرطة بعريضة جنائية يتهم فيها مؤلفا موسيقيا بسبه والأساءة اليه بجملتين أو كما يقول أهل ألموسيقى بمازورتين موسيقيتين!". بالطبع لا على الرغم من أننا قد نتعرض للأساءة موسيقيا أكثر من مرة كل يوم.

    لقد ذكرت .. أيها العزيز .. بأن تخصصك فى علم الأجتماع قد عزز فى نفسك فكرة تأليف هذا الكتاب . واليقين أن هذا الدافع المسبب كان مسبوقا بحبك الكبير للموسيقى، وهذا ما أوردته خطفا فى بداية تقديمى هذا. وما ذلك الا لأن حبك للموسيقى طبع وفطرة أما التخصص فقد جاء اكتسابا لاحقا. وهذا هو الدور الكبير المتعاظم للحب عندما يقترن بالأكتساب. لقد أتاح لك الحب والتخصص الرؤية النافذة لأيجابيات وسلبيات مسارات الحياة الأجتماعية فى المكان وعبر الزمان من خلال المنظور الموسيقى وهذا لعمرى ما تحتاجه الفنون من أهل التخصص فى كل مجالات الحياة. ومن خلال الأطلاع المتواضع وجدت أن الموسيقى بل وكل الفنون لم تزدهر فى البلاد التى أفادت منها وبلغت بها ما بلغت من التقدم فى الحياة الأجتماعية، الا بالأدراك الفاعل لتلك الفئة التىتعشقتها و أحبتها وأدركت رسالتها السامية من أهل الفكر والمال والقرار. والأمثلة بلا انتهاء . وعلى الرغم من قلة هذه الفئة الا أنها كانت موجودة عبر تاريخ كل المجتمعات منذ حضارة الأغريق الى زمان السلطان على دينار بغرب السودان والأمير عمر طوسون وأحمد بك شوقى والملك فؤاد الأول بمصر. أنها قضية الموازنة والحفاظ على معادلة المواقف والمعانى للحياة لأن هنالك فئة أخرى كانت وما زالت ترى بأن الأهتمام واظهار الحفاوة بالفنون من دواعى الضعف الذى يفقدها الحزم وقوة الشخصية وقد سمعت عن قاض كان يتبوء أرفع مناصب القضاء درج على القول علانية وأمام رؤوس الأشهاد بأن من نعم الله عليه أنه لا يطرب. لا حول ولا قوة الا بالله. كأنى به يرى فى الأستجابة لكل ما يحرك المشاعر النبيلة فى النفس من شعر وغناء وموسيقى من دواعى الضعف الذى لا مبرر له. هذا اذا كان الأمر حقيقة لأننى أعرف بعضا من المنتمين لفظا الى هذه الفئة ممن ينافقون أنفسهم بمثل هذا القول والمظهرلأنهم عندما يختلون الى أنفسهم بعيدا عن أعين الرقباء يسمعون الموسيقى والغناء بل ويغنون ويرقصون. لقد اقتضت الشجاعة الأدبية معاوية بن أبى سفيان بأن يرد على ذلك الأعرابى الذى أنكر عليه تمايله يمنة ويسرة وهو يستمع الى الأنشاد الموقع .. اقتضته بأن يرد بقوله : "نعم .. أفعل ذلك وأفعل أكثر منه .. ألا تعلم ياهذا بأن كل كريم طروب." لا أشك لحظة فى أن ذلك الأعرابى الذى أنكر على معاوية موقفه ذلك فسأله فى دهشة المأخوذ: "أوتفعل ذلك وأنت معاوية!" كان يرى فى معاوية انسانا قد من الصخرالفاقد للحواس والمشاعر. ان المنتمين الى فئة هذا الأعرابى هى المسؤولة عن انحسار الموسيقى والفنون وبالتالى هى الفئة التى قعدت وما زالت تقعد بالمجتمعات عن رؤية جمالييات الحياة التى يبعثها الأستمتاع بالحياة و التفاؤل والحب فى النفوس. بل وينفر البعض من معانقة وتقبيل أطفالهم الصغار ويعتبرونها من دواعى الضعف الذى لا مبرر له. ولكنهم يتزوجون. وقد تتخفى هذه الفئة وراء دثارات متعددة الألوان والمذاهب فتتلفع حينا بدثار ما تقتضيه قوة الشخصية من مجانبة لأظهار العاطفة والمشاعر الرقيقة، ونجدها حينا آخر وقد وقفت وراء ستار الدين الذى دعى الى السماحة والرحمة والعدالة والحب بين الناس ومازال الناس باسم الدين يقتتلون. تملكتنى الدهشة عندما قرأت قبل عقود من الزمان بأن بعضا من قساوسة المسيحية المتزمتين قد أبطلوا عزف الموسيقى والتمثيل فى الكنائس حتى فترة لوثر ثم الأب قريقورى ابان عصر النهضة فى اوروبا وما كان من لفت نظر للمتشددين المكابرين من القساوسة الى حقيقة كانوا يدركونها ولكنها المكابرة وهى ان تعداد الرواد للكنائس قد انحسر وبصورة مخيفة ، فعادوا الى الموسيقى وعادوا الى الفطرة. وكان الأب قريقورى وراء ادخال آلة "الأورغن" الهوائى الى الكنيسة. وبمناسبة الموسيقى والكنيسة فقد أوردت .. أيها العزيز.. فى كتابك هذا الدور الكبير الذى قامت به الكنيسة تجاه الموسيقى فى بلاد الأوروبا وما قام به (باخ) الكبير من اسهامات جعلتنا نصف (الهارمونى) فى موسيقى أهل الغرب بالفتح المبين. هذه حقيقة . تماما مثلما نقول بأن موسيقى السلم الخماسى التى نتعامل بها فى سوداننا وتعاملت وتتعامل بها بلاد كثيرة فى جنوب شرق آسيا وفى غير بلاد جنوب شرق آسيا، لا تتيح للمؤلف الموسيقى المساحة التى يتيحها السلم السباعى الكامل لذويه وهى اللونية الموسيقية التى نجدها عند أهل الغرب وأهل الشرق. وحتى لا يذهب الفكر بعيدا بالأحباب القراء نرجو أن نضيف وعلى وجه السرعة بأننا نورد هذا كحقيقة يعرفها كل من له المام ولو يسير بالموسيقى ولكنها حقيقة تبعد كل البعد عن التفضيل والموهبة. اذ رب منتم الى التعبير عن مشاعره بالسلم الموسيقى الخماسى يتفوق وأمام لجنة تحكيم دولية على رصيفه الذى عبّر عن مشاعره من خلال انتمائه السباعى. وما ذلك الا لأن حجم الموهبة لدى الأول تكبر عن حجم الموهبة لدى الآخر. أما فيما يتصل بالتفضيل فأنها قضية الأنتماء والفة التعود من خلال الموروث التى نجدها فى الملامح والصور الأنطباعية للمجتمعات المتباينة المختلفة فى العادات والتقاليد وفى هذا التنوع وفى هذه التعددية اثراء لحياة البشر. ان اطرائى للهارمونى فى موسيقى أهل الغرب وامتداحى لموسيقى السلم السباعى الكامل لدى أهل الشرق لا يعنى أننى أرضى بهما بديلا عن موسيقاى الخماسية. نعم.. فأنا أطرب لموسيقى الغرب خاصة تلك التى تخاطب مواطن التأمل فى عقلى ، كما يغمرنى الفرح الوثاب وأنا أستمع الى موسيقى البلاد العربية وبينها تلك المقامات القليلة التى تزخر بأرباع النغمة التى ينفر بأسماعهم منها العديد من الفرنجة، ولكننى أعانق امتداد وجودى عندما أسترجع لحظة وجد لحنى خماسى عاشها أبى عليه الرحمة وهو يردد فى غفلة "أنا ما بقطف زهور خدك .. بعاين ..بس بعاين ..بى عيونى".

    وبقليل من التأمل سوف ندرك بأنه موقف لا يحمل ذرة من التعصب بقدر ما يحمل من فطرة الإنسان واكتسابه اللذين يحملانه عاطفة جياشة إلى ما ألف والى ما تعود. وكما يقال فأن الإنسان في الغالب الأعم أبن لبيئته وموروثاته وتتسم البيئة والموروث في حياوات البشر وغير البشر بالتعددية والتنوع بما يكسب الحياة هذا الثراء في تعدد الوانها كما ذكرنا آنفا. إن عالم اليوم يضج افتراقا واتفاقا بقضية الثقافة الواحدة أو ربما المزاج الواحد. ورغم ما تبديه الدول الكبرى المهيمنة على مسارات الحياة في عالم اليوم من حفاوة ظاهرية بتعددية الحياة وتنوعها إلا أنها تسعى ما وسعها السعي ليدين كل الناس بثقافة واحدة قد صدرت من هذه الدول لتعود إليها، والفنون كما يعلم الجميع من أهم روافد الثقافة. ولأن يلتقي الناس كل الناس في قلب واحد ينبض بالحب والرحمة ونبذ الحروب ومناوأة الجهل والفقر والمرض وتحقيق العدل فهذا أمر نسعى بكل قوانا لتحقيقه حتى يصبح لنا الثقافة المرجوة والمزاج الأوحد. أما ثراء الحياة بتعدد الوانها فلا يتحقق إلا بالحفاظ على تعددية فنونها ولغاتها وتنوع تقاليد أهلها وثقافاتهم بما يبعد عن الحياة الرتابة والملل وكليهما مورث للضجر والكآبة. هذا ما أراده الخالق العظيم للناس عندما جعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا وجعل التفضيل بينهم بالتقوى. وهل تقوى الله الا بالحب والرحمة وفعل الخير وتحقيق العدل!.

    وبالعودة إلى الدور المتعاظم الذي تقوم به الموسيقى والفنون في حياة الناس نود أن نقف عند رؤية سائدة في دولنا ودول العالم الثالث و تتمثل هذه الرؤية في أن الموسيقى وكل الفنون على أهميتها لا تحمل فى طياتها أكثر من التسلية التي تنتهي بانتهاء اللحظة والمناسبة، فتنسى وتهمل حتى إشعار آخر. وهكذا بعدم إدراكنا للآثار الباقية و لأهمية التسلية والاستمتاع نكون قد ظلمنا أنفسنا بينما هما الخطوة الأولى في طريق الإقناع التي تفضى إليها الفنون والموسيقى. ان القيمة الحقيقية للفنون والموسيقى تتمثل في قدرتها على الإقناع ولكنه الإقناع الذي يخاطب الجانب الظاهر و المتخفي بداخلنا و الذي يخاطب الوعي واللاوعي فيتيه في جانب منه كما ذكرنا على اللمس والمحسوس. والدليل على ذلك ان الموسيقىّ الموهوب نفسه وهو يستمع لاحقا لمقاطع من موسيقاه قد تصيبه الدهشة فيسأل نفسه ان كان حقيقة قد وضع هذه الألحان. إنها القوة الخفية للنفس الملهمة. إنها اللحظة الهبة التي شبهها "شايكوفسكى" بـ [ THE GERM ] وقال عنها بأنه من حسن طالع المبدعين الحقيقيين أنها لا تستغرق إلا لحظات وإلا قضت عليهم. لقد قصد اللحظة الإلهام والفارق كبير بين الإلهام وبين الصناعة. تماما كالمسافة بين أن نتعرف على الألوان وأن نحس بها وكذلك ما بين الاستماع إلى الموسيقى كنغمات تعبر الأذن إلى دواخلنا وبين أن نجاهد بقدر ما نستطيع وبقدر ما تسعفنا قدراتنا الذاتية للإحساس بمعانيها .. ان لم يكن من خلال المعاني التي حملت أفكار و مشاعر وأحاسيس مؤلفها .. فمن خلال المعاني والأحاسيس التي أثارتها في مشاعرنا وخيالاتنا.

    ومن المعلوم أن الفنون تتصل ببعضها البعض ونجد المثال الأوضح في ظاهرة الإيقاع الذي يربط بينها جميعا والذي قلنا عنه بأنه من أسرار الحياة شأنه شأن التأثير ولا نود الخوض فيه. كما أننا نعرف الفروق الظاهرة بين وسائل وأدوات الفنون التعبيرية على اختلافها، من لحن إلى لون إلى كلمة إلى آخره. كما أننا نعرف بادراك أوسطي ما يسهل استيعابه من التعبير الفني، ويبقى على الدوام أن القضية قضية أحجام في الوعي بين المبدع والمتلقي. ولكننا قليلا ما نهتم بمسألة التعبير التجريدي في الفنون وأهمية المنطق الذي ترتضيه مداركنا شفيعا لما يورد أهل الإبداع من أساليب تعبيرية و تشبيهات واستعارات توغل في التخفي والاغتراب. أنا لا أتحدث عن الموسيقى التي قلنا عنها بأنها التجريد المثال. ولكن.. هل لنا أن نسأل عن التعبير الإبداعي الذي يخاطب العقل والتفكير بصورة مباشرة فيجعلنا نستنجد بالمنطق، وعن ذلك التعبير الإبداعي الذي لا يدرك إلا بالإحساس! وهل يجوز لنا أن نتحدث عن منطق الإحساس تجاه جماليات الإبداع أم علينا أن نكتفي بنسبية الأحجام الحسية فينا! قناعتي أن المكابرة والادعاء الجاهل قد حجب عنا أهمية المنطق فيما ينبغي أن يخضع للمنطق من الفنون.

    ان قضية الأحجام المتصلة بالوعي والإدراك , فطرة واكتسابا وتنافرا وانسجاما هي التي ينبغي أن يوليها الاهتمام كل باحث مدرك للدور الإيجابي للموسيقى والفنون في حياة المجتمعات. وليس هذا بالأمر الصعب أو المستحيل. إنها مسألة تخصص يربط بين أهل الاجتماع وأهل الموسيقى يقودهم إلي معرفة ورصد الأحجام المختلفة للفطرة والوسائل التي تعين على الاكتساب في كل مجتمع. فإذا جاءت الفطرة .. بما حملت في جيناتها .. حبا للموسيقى والفنون، زادها الاكتساب الإيجابي على ما هي عليه. وإذا جاءت الفطرة سلبا ربما أعان الاكتساب على انحسار غلوائها. وهكذا. قد يرى البعض في هذا الطرح مثالية تبعد كل البعد عن الواقع ومتطلباته. ولكننا ما زلنا وكما ذكرنا، نرى بأنه ليس بالمستحيل .. فقط أن يتوفر الوعي الإقناع الذي يجعلنا ندرك بأنه ليس بمقدورنا صنع موهبة موسيقية أو غير موسيقية ولكن بمقدورنا تهيئة المناخ الاكتسابى. انه إجراء إحصائي سوف تفيد منه المجتمعات تماما كما تفيد بالوعي الوقائي من معرفة ذوى العقد والعاهات النفسية فتحول دون وصولهم إلى منطقة صنع القرار والتحكم فى مصائر الناس.

    ان هذا الأجراء الإحصائي للفطرة وما حملت من جينات وراثية تتصل بحب الموسيقى والفنون الأخرى هو ما جعل ذلك الصديق الذي حدثته عن جزيرتي أو ربما قارتي الخيالية يسخر منى فيقول ساخرا : " ماذا تفعل لو أن الفطرة وجيناتها عادت بأجيالك المتعاقبة إلى سلف غير موسيقى!"

    جزيرتي الخيال:

    أحيانا يجد الفنان في رومانسيته ملاذا يدفع عنه جفاف الواقع ورتابة الحياة. ولا يقف الأمر عند تهاويم الخيال الذي يرتاد آفاق ومدارات تزخر بالشعر والموسيقى، بل كثيرا ما يشيّد هذا الخيال ويبنى الممالك والقصور ويزينها بالورود والزهور وما لا عين رأت من بنات الحور. وقادتني إحدى هذه التهاويم إلى جزيرتي هذه، وما أكثر ما حملتني تهاويمى وهربت بي إلى البعيد البعيد عن الثارات والحروب والغارات وتقتيل الأطفال وامتهان جمال الحسناوات. وفى مرة من المرات أخذتني تهويمة إلى جزيرة هي الأقرب إلى القارة في المساحة والأنسب مقارنة بالواحة . خضرة زروعها عجب وألوان قبابها ذهب ، لا تعرف الزلازل ولا معاني الهدم والمعاول. رأيت أن أدعو للعيش فيها أحبابي العظام، من أهل الحب والفنون والسلام، شعارنا الأطفال والحمام. أما القارات والأنام والبقية، زمانهم للثأر للحروب للسيوف .. لفوّهة البندقية. ولكن .. سرعان ما استيقظت من تهويمتى هذه واستغفرت ربى وقلت بيني وبين نفسي .. حاشا لله أن أخون رسالته التي خصني بها. إن هذه القدرة التي أكتب بها الشعر وأضع بها الألحان والموسيقى ليست قدرتي، بل هي ليست لي. إنها قدرة واهب الموهبة الخالق العظيم الذي ما عناني بها بقدر ما أراد منى إبلاغها لمستحقيها من صناع الألغام والصواريخ الباليستية، عسى أن تلين فطرتهم الجينية. وهكذا تبخرت جزيرتي فعدت إلى واقع الحياة.

    وهكذا .. أيها العزيز .. من خلال ما جاء في هذه التقدمة الموجزة فانك تحس كما يحس القراء الكرام بما يكتنفنا من حماسة جياشة للإنجازات الخيرة التي يمكن أن تقوم بها الفنون في حياة الناس. هذا واقع نعرفه شهادة وتجربة وحياة. لقد أتاحت لنا موهبتنا هذا الحب الكبير الذي يتسع حنانا ليضم كل جميل في هذه الحياة وكثيرا ما يجد الأعذار والمبررات للنقائض. أما بالنسبة للموسيقى وهى الناطقة بلسان الأحاسيس والمشاعر فكفاها من الفخر أنها القاسم المشترك الأعظم الذي تحتاجه كل الفنون. ولك منى أيها العزيز بأن هذه الموسيقى التي لا ينضب لها معين سوف تظل سرا من أسرار الحياة، يغرى على التأمل والكتابة والتحليل.

    عبد الكريم عبد العزيز محمد الكابلى
                  

العنوان الكاتب Date
كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-30-07, 08:10 AM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! ALazhary210-30-07, 08:24 AM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! اسعد الريفى10-30-07, 08:51 AM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-30-07, 09:50 AM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! DKEEN10-30-07, 12:17 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-30-07, 02:33 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-30-07, 02:37 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! هند محمد10-30-07, 02:46 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! شهاب الفاتح عثمان10-30-07, 03:07 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-30-07, 03:29 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-30-07, 04:56 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-30-07, 05:20 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-30-07, 05:44 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-30-07, 06:11 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-30-07, 07:08 PM
    Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! Gaafar Ismail11-01-07, 02:39 AM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! ALazhary210-30-07, 07:31 PM
    Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! salma subhi10-30-07, 09:00 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! سمندلاوى10-30-07, 10:00 PM
    Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! salma subhi10-31-07, 07:05 AM
      Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! بابكر عثمان مكي10-31-07, 08:09 AM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! قرشـــو10-31-07, 07:59 AM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-31-07, 08:33 AM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-31-07, 09:50 AM
    Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! Gaafar Ismail10-31-07, 12:48 PM
      Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! Gaafar Ismail10-31-07, 03:30 PM
        Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! Gaafar Ismail10-31-07, 04:56 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha10-31-07, 06:01 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha11-01-07, 04:27 PM
    Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! Salah Musa11-01-07, 05:45 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha11-01-07, 07:19 PM
    Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! Gaafar Ismail11-13-07, 04:21 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha11-13-07, 03:11 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha11-13-07, 04:28 PM
  Re: كـابـلي السـودان ... فـنـان .. بهـامـة .. وطـن .. !!! awad okasha11-16-07, 02:06 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de