|
نعيب زماننا والعيب فينا
|
الكراهية كلمة بغيضة منفرة ، وهي ليست شعور واحد بل عدة مشاعر وأحاسيس سلبية وغرائز شيطانية مدمرة تختزل بين ثناياها ابغض الصفات مثل الحسد والتأثر والإنتقام والإقصاء والتدمير إلى كل صفة أو خصلة تخلو من الرحمة والإنسانية والتسامح. والكراهية ليست محددة بحدود معينة زمانية كانت أم مكانية فتجدها في كل مكان وحتى هذا المنبر نال نصيباً من ثقافة الكراهية وأصبحت تزداد يوم إثر يوم بين أعضائه لأسباب ربما أيدولوجية أو سياسية أو غير ذلك وإنعكس ذلك بوضوح في السلوك العدواني لكثير من الأعضاء تجاه بعضهم البعض في كتاباتهم ومداخلاتهم بالقدر الذي أصبحت معه الكلمة أداة وسلاح الغاية منها تدمير الآخر المختلف وإلغائه ، ولأن كل إناء بما فيه ينضح كان لابد لكل من يحمل ثقافة الكراهية وهم نفر غير قليل في مقامنا هذا أن يستحيل عليهم التعايش مع واقع التسامح والمحبة. لذلك هذه دعوة للجميع للتحلي بشئ من الشجاعة ونكران الذات والشفافية مع النفس والذات قبل الآخر ونعترف أمام أنفسنا قبل الآخرين بأننا نحمل بطريقة أو بأخري شئ من الكراهية نمارسها في كتاباتنا وربما أبعد من ذلك ضد الآخر المختلف ، ولأن الآخر المختلف هو مرآة ذواتنا كان لزاماً علينا أن نتواصل معه حتى نقف على حقيقة مدي صواب أفكارنا وسلامة معتقداتنا وتصوراتنا. إذا أمتلكنا الجراءة وأعترفنا بهذا العيب فينا نكون قد شخصنا الداء الأمر الذي يكون معه العلاج سهلاً ويسيرا ، وفي تقديري المتواضع فإن أولي خطوات التصحيح تبدأ من إعادة تأسيس العلاقة بين الذات والآخر على أساس التعددية والإيمان بضرورة الإختلاف ونسبية الحقيقة فرأيك صواب يحتمل الخطأ ورأي خطأ يقبل الصواب ، وما بين الإحتمال والقبول يكون النقاش ويكون التعايش ويكون تقريب وجهات النظر ويكون المنطق. سألت نفسي ذات مرة لماذا نتعارف نحن البشر أصلاً ، فعرفت بالإطلاع على بعض الكتب أن التعارف هو الغاية التي لأجلها خلق الله البشر شعوباً وقبائل ، وتعمقت أكثر فتعلمت أن التعارف بين البشر يثري التجربة الحية المنفتحة على المعارف والعلوم المتنوعة والتجارب المختلفة الأمر الذي يفضي إلى نتائج إيجابية تتناسب ومستوي التكامل الإنساني. الإختلاف لا يمكن أن يكون سبباً للحقد والكراهية وممارسة العدوان الرمزي والمادي بل يجب أن يذهب بنا إلى ممارسة الوعي ويزيل ما في النفوس من أوهام وهواجس توحي لنا بشكل أو بآخر بمعاداة المختلفين معنا. سألت زميلي مونج وكثيراً ما أفعل فهو رجل ذو علم وثقافة وإطلاع ، بالرغم من أنه لم يكمل المرحلة الإبتدائية إلا أنه كان عصامياً ثقف نفسه بنفسه وعلم نفسه بجهده وصبره فأصبح أفقه من أناس يحملون درجات عليا في العلوم الإنسانية وغيرها وزادته التجربة في الحياة علماً وأضافت بعداً آخر لثقافته وحكمته. سألته متي يكون في مقدورك أن تكره شخص وأفكار أو طرح ، بمعني متي يساورك شعور بالكراهية تجاه الآخر ؟ فرد دون أن يفكر قائلاً "عندما يملؤني الشعور بالمرارة إزاء مجاراتي الآخر بالعلم والتقنية والمعرفة الثقافية ، وعندما يملؤني الإحساس بأنني بت أعيش في زمان لا دين فيه يردع ولا ضمير يعي ولا وطنية تجمعني مع الآخر ولا نضال. يعني إذا كان لأحد الأعضاء على سبيل المثال القوة والقدرة على نفي أو إعدام عضو آخر مختلف معه تمام الإختلاف وفي ذات الوقت المقدرة على تصحيح وإصلاح ذات العضو المختلف أها حا يختار ياتو طريق في رأيكم وحتى لو كان هذا الرأي بينك وبين نفسك لا بأس.
|
|
|
|
|
|
|
|
|