الخطة الخمسية (2007-2011) تكريس الاستقطاب الديني والعرقي وحشد الموارد للدفاع والأمن
المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي .. الكائن بشارع الجامعة .. ملأ الدنيا ضجيجاً بالخطة الخمسية (2007-2011) المنبثقة من الخطة الربع قرنية (25 عاما) .
هذه الخطة التي تعرض لاحقاً على المجلس الوطني (المعين) إن أجيزت فستصبح هي البرنامج الاقتصادي السياسي والاجتماعي لهذه الحكومة.
وربما الحكومات اللاحقة.
أهداف الخطة
دون السقوط في براثن المحسنات اللفظية والعبارات المنمقة الواردة في موجهات الخطة لكافة القطاعات ، فان هذه الخطة سارت علي النهج الحكومي المتبع منذ 1989 وحتى الان .. بمعني أدق فان حشد الموارد للدفاع والأمن هو هدف هذه الحكومة الأساسي لتوطيد دعائم الحكم في غياب السند والتأييد الشعبي.
نقرأ في موجهات القطاع السياسي ضمن الخطة ما يلي:
(توطيد المقومات الأساسية الدفاعية والأمنية لحفظ سيادة البلاد وتعزيز أمنها الداخلي والخارجي)، وتقرأ في نفس الموجهات (منح أولوية للأمن).
كأننا دولة مواجهة مع إسرائيل .. لهذا يراد للقطاع السياسي .. أن يركز علي الأمن والدفاع .. ويحشد له موارد البلاد وإيرادات الدولة. بما يقوي من قبضة وسلطة الأجهزة الأمنية كافة.
هذا هو هدف الخطة الخمسية الأساسي و الكل يدري أن الانهيار الشامل الذي يعصف بقطاعات الاقتصاد المختلفة سببه هذا الصرف الهائل علي الأمن والدفاع علي حساب المواطنين والإنتاج والخدمات وتطور البلادعامة.
الخطة الخمسية والاقتصاد
المطلع علي موجهات القطاع الاقتصادي .. لا يري أثراً للمواطن البسيط واحتياجاته في هذه الخطة .لم تتحدث الخطة عن توازن الأسعار والأجور والدخول. ولا تطرقت لعلاقات الإنتاج في المشاريع الزراعية. فلنقرأ بعضاً مما ورد في موجهات القطاع الاقتصادي. ( دفع القطاع الخاص لموقع متقدم في قيادة التنمية القومية الشاملة وتمكينه من الإسهام في كل الأنشطة الاقتصادية . وتحفيزه ........... و..........) وتقرأ أيضاً (تطور الأجهزة المعنية بالخصخصة ونشر الوعي بأهميتها في ترقية أداء الاقتصاد الوطني).
إن هذا هو جوهر السياسة الاقتصادية التي تتبناها الخطة الخمسية الاستمرار في الخصخصة متزامنة مع نشر الوعي حتى لا تواجه بالانتقاد والمعارضة .. وحتى يتم التخصيص في سهولة ويسر .. ودفع القطاع الخاص (ذو اللون والطعم والرائحة) لقيادة التنمية والشراكة مع القطاع الخاص الأجنبي.
تلك هي الأهداف .. ذلك الكم الهائل من التعابير الفضفاضة حول التنمية المتوازنة ومحاربة البطالة وتوسيع رص الاستخدام لا معني له لان الذي يريد محاربة الفقر والعطالة ويريد أن يوسع فرص الاستخدام . هو الذي يحافظ على مؤسسات الدولة .... ويطورها وينميها ويخلق المزيد من فرص العمل .... ويتيح المزيد من الخدمات العامة بأقل تكلفة وليس العكس.
المزيد من إغراق الأرض
ولا تنسى الخطة الخمسية أن تتحدث عن الكهرباء التي (هبطت) فجأة علي أدمغة المسؤولين. فنجد في موجهات القطاع الاقتصادي ما يلي: (إعطاء أسبقية قصوي لقطاع الطاقة الكهربائية ) ثم الاتي:
( منح أولوية خاصة لمشروعات تعلية خزان الروصيرص وبناء سد ستيت والمشروعات التي من شانها زيادة توليد الطاقة الكهربائية).
وكأنما تريد الخطة للخزانات والسدود أن تسير قدماً . غض النظر عن العواقب المترتبه علي هذه السدود العشوائية التي تغمر أراضي زراعية خصبة وتشرد الآلاف من ساكنيها لتنتج الطاقة الكهربائية للمستثمرين الجدد. والذين يرغبون أيضاً في الأراضي الخصبة حول البحيرات الجديدة للمزيد من الأنشطة الاستثمارية .
كلام والسلام
ربما يأسف المرء أحياناً كثيرة لتلك الأموال الطائلة التي تنفق في المؤتمرات والندوات وورش العمل. المناط بها وضع خطط وبرامج لتأتي النتيجة النهائية صفراً كبيراً علي الشمال ليس هذا فحسب بل تكريس الاستقطاب الديني والعرقي الذي عصف ببلادنا منذ الاستقلال.
اقرأ في موجهات القطاع الاجتماعي والثقافي ما يلي: (ترسيخ العقيدة بالتركيز علي برامج الدعوة.
أما الطريف في حكاية الخطة الخمسية فهو ما ورد في موجهات القطاع الاجتماعي أيضا وبالنص:
(الاهتمام) بالاستراتيجية النفسية للمواطن. والعمل علي ابتكار الشخصية القومية القوية والمؤثرة).
هل فهمتم شيئا؟
= = = = = السودان لكل السودانيين المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة