|
Re: الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! (Re: محمد حسن العمدة)
|
أخي ديو تشابيت... أولا أحب أن أوضح لك بعض الأشياء عن موقف الحزب الاتحادي الديمقراطي من مسألة العلاقة بين الدين والدولة. ولكي يتضح ذلك الموقف علينا دراسة مراجعة تاريخ السودان الحديث و القوى الأساسية التي تشكل جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي ـ ألا وهي جماهير الطرق الصوفية التي التفت تحت قيادة السيد علي الميرغني والتي لا تشكل جماهير الختمية سوى جزء صغير جدا منها. لقد وقف الكثير من رجالات الطرق الصوفية وفي مقدمتهم الشيخ محمد شريف نور الدائم شيخ الطريقة السمانية حينها وشيخ المهدي الأول ضد الحركة المهدية، باعتبارها تمردا على الخلافة الإسلامية التي كانت تحكم معظم العالم الإسلامي وأجزاء كبيرة من أوربا والمتمثلة في الدولة العثمانية التي ورثت الخلافة الإسلامية والتي أجمع الفقهاء على أن التمرد على سلطانها يخالف الإسلام. لقد تنبأ شيخ الصوفية الأكبر محي الدين بن عربي في كتابه االتنبؤي الشهير : الشجرة النعمانية في الدولة العثمانية الذي تنبأ فيه بقيام تلك الدولة قبل أكثر من قرنين من قيامها وتنبأ بالحروف الأولى والأخيرة لأسماء معظم سلاطينها و ذكر فيه أن تلك الدولة يليها حكم المهدي المنتظر الذي سيحكم الأرض كلها وفي ذلك الكتاب إن لم تخني الذاكرة قال بن عربي مقولته الشهيرة : حين يدخل السين إلى الشين يظهر قبر محي الدين، وبالفعل فحين دخل السلطان سليم الأول الشام وفتح دمشق بحث عن موضع قبر الشيخ محي الدين بن عربي وأظهره بعد أن كان قد اندثر (في رواية أن أهل دمشق كانوا حولوه إلى مزبلة بسبب أنهم اعتبروه زنديقا). وحيث كان من الواضح أن محمد أحمد بن عبد الله ليس هو الشخص المقصود في الأحاديث النبوية والعلوم السرية المكتومة لدى كبار مشايخ الطرق الصوفية التي انتقلت من صدر لصدر بل أن شيخه محمد شريف نور الدائم أفتى بضلاله وأذن للجيش بضربه في قصيدته الشهيرة، فقد عارضه أهل الطرق الصوفية واضطر البعض لمسايرته حقنا لدماء أتباعهم، وكان الميرغنية هم أبرز المعارضين للتمرد على الخلافة الإسلامية فكان من الطبيعي أن تلتف الطرق الصوفية حول قيادة السيد علي الميرغني بعد زوال كابوس المهدية فكان ثمرة ذلك الحزب الاتحادي الديمقراطي المعبر عن وجهة نظر الطرق الصوفية. وهنا لابد لنا أن نتساءل: هل يدعو الصوفية إلى قيام دولة دينية شبيهة بدولة الطالبان في أفغانستان أو دولة ولاية الفقيه في إيران؟ بالتأكيد لا. فالتصوف أصلا ظهر كحركة روحية هدفها الأساسي اصلاح الفرد والخروج به من أسر النفس الأمار بالسوء وادخاله في طريق المحبة الإلهية والارتقاء الروحي وقد ظهرت تلك الحركة في وقت عصفت فيه الخلافات السياسية بالمسلمين حتى جرت الدماء أنهارا وأعقب ذلك تكالب على الماديات جعل فئة من الناس ترتدي الصوف وتدعو للزهد وتذكر الناس بأن هدفهم هو التقرب إلى الله، وابتعد الصوفية تماما عن السياسة.
وواذا رجعنا لكتاب طبقات ود ضيف نجده يذكر الواقعة التي وقف فيها سلطان سنار في مكان عال خارج مدينة سنار في انتظار وصول الشيخ حسن ود حسونة وحين رأى السلطان من على البعد ضخامة موكب الشيخ قال لمن معه: "هذا فقيرا أخد ملكنا". وحين وصل إليه الشيخ حسن قال للسلطان:" ملكك ده عرضوه علينا زمان وأبيناه"! التصوف إذن يدعو لإصلاح الفرد ويدعو كما قال البعض إلى تديين السياسة فحين يكون السياسيين أناس متحلين بمكارم الأخلاق والخوف من الله بعيدين عن الميكافيلية تتحقق دولة الصوفية الإسلامية وليس كدولة الانقاذ النفاقية التي تدعي تطبيق الشريعة الإسلامية وتضع لنفسها مظهرا اسلاميا في حين هدمت أخلاق الأمة السودانية. وأنظر في كتاب ود ضيف الله: هل يبدو لك أكابر شيوخ الصوفية مثل الشيخ سليمان الزغرات الذي كان يرقص على ايقاعات الدلوكة ويزغرد في حالة الجذب الإلهي، ومثل الشيخ اسماعيل الدقلاشي الذي كان يجمع العرسان ويركب فرسه المغطى بالحرير والأجراس ويعزف ربابته ليرقص الجميع على نغماتها هل يبدو لك هؤلاء كمثل حسن البنا أو حسن الترابي أو سيد قطب او غيرهم من شيوخ الإسلام السياسي النفاقي؟
يا أخي لقد ظلمت الحزب الاتحادي وتاريخه كثيرا بعنوان بوستك هذا ، لكنني أؤكد لك أن الخلاف الفكري بين تيار الإسلام السياسي النفاقي وتيار الإسلام الروحي هو خلاف كبير جدا ولايمكن حله بدمج الحزب الاتحادي الديمقراطي مع المؤتمر الوطني. إذا حدث مثل هذا الدمج فلا تلوم عملاء الجبهة داخل الحزب فحسب أو المناورات السياسية في ظل وجود الجانب الآخر من المعادلة وهو حزب الأمة والمؤتمر الشعبي بل عليك أن تلوم مع هؤلاء أيضا الشريك الأساسي للحزب ألا وهو الحركة الشعبية التي خذلت شريكها واختارت أن تحل قضيتها الجهوية على حساب القضية السودانية ككل فشرعت بذلك شرعا انتهجته بقية التنظيمات في شرق البلاد وغربها وأصبح تقاسم الغنيمة مع اللصوص هو الحالة السائدة في الساحة السياسية السودانية لذلك لا أستبعد أبدا أن يندمج الحزب الاتحادي الديمقراطي مع المؤتمر الوطني ويومها يكون آخر أركان الروح السودانية والشخصية السودانية والأخلاق السودانية قد انهار!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! | Dhieu Chabiet | 10-06-07, 11:08 AM |
Re: الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! | Dhieu Chabiet | 10-06-07, 11:25 AM |
Re: الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! | osman righeem | 10-06-07, 11:32 AM |
Re: الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! | Dhieu Chabiet | 10-06-07, 11:59 AM |
Re: الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! | Dhieu Chabiet | 10-06-07, 12:19 PM |
Re: الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! | محمد عثمان الحاج | 10-06-07, 12:48 PM |
Re: الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! | Dhieu Chabiet | 10-06-07, 01:46 PM |
Re: الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! | محمد حسن العمدة | 10-06-07, 02:13 PM |
Re: الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! | الطاهر ساتي | 10-06-07, 02:44 PM |
Re: الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! | محمد حسن العمدة | 10-06-07, 03:01 PM |
Re: الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! | محمد عثمان الحاج | 10-06-07, 04:57 PM |
Re: الحزب الإتحادي الديمقراطي؛ دعوة إلى دولة دينية صمام أمانها طائفة (الميرغنية)! | osman righeem | 10-07-07, 06:35 AM |
|
|
|