|
Re: في رحاب العم فيصل عز الدين تغرد الطيور وتتكاثر الزهور .. (Re: انور الطيب)
|
..... كان عمرو بن العاص داهية ولا شك في ذلك وكان يملك من رجاحة العقل ما يزن به بلاد العرب والفرنجة وكانت له من الأسئلة التي تنم عن ذكاء وفطنة . وكان دائما يتمنى أن يرى عاقلا يسأله عن الموت ولكنه لا يجد فالموت لحظة عجيبة للميت ولأهله ففيها يتعطل العقل وتشتغل العواطف بكل عنفوانها .. ولما شارف الموت عمرو سأله ابنه عبد الله قائلا له : يا أبتاه كنت تتمنى أن تجد عاقلا يصف لك الموت فكيف تجده فقال : يا بنى الموت أعظم من أن يوصف و لكن سأصف لك منه شيئاً, ثم قال : والله لكأن على كتفى جبل الرضوى و كأن روحى تخرج من ثقب أبرة و كأن جوفى شوكة عوسج و كأن السماء أطبقت على الأرض و أنا بينهما , ثم قال : يا بنى إن حالى قد تحول إلى ثلاث أنواع , فكنت فى أول الأمر أحرص الناس على قتل محمد صلى الله عليه و سلم فيا ويلتاه لو مت فى ذلك الوقت , ثم هدانى الله تعالى للإسلام و كان محمد صلى الله عليه و سلم أحب الناس إلى , وولانى على السرايا , فيا ليتنى مت فى ذلك الوقت لأنال رضا الله تعالى و دعاء رسوله , و صلاته علي , ثم أشتغلنا بعد فى أمر الدنيا , فلا أدرى كيف يكون حالى عند الله تعالى , فلم أقم من عنده حتى مات رحمه الله تعالى و أدخله فسيح جناته .
|
|
|
|
|
|