من سجن كوبر، الأستاذ علي محمود حسنين يخاطب القس ديزموند توتو

Quote: رسالة الى قيادات الحركة الشعبية والاحزاب السودانية نصر الدين حسين دفع الله [email protected] المتتبع للاحداث التى يصنعها المؤتمر الغير وطنى يجزم بان الخرطوم لامحالة مقبله على انفجار تتطاير شظاياه فى كل بقاع السودان ، وماللاحداث الاخيرة التى قامت بها شرطة المؤتمر الا نموذجا للتدحرج نحو الهاوية . ويبدوا ان المؤتمر لقد ارهقه السودان الكبير ويريد ان يقسمه الى فتات وجزئيات ودويلات تتقاتل فى حدودها الغير معلومة . ولكن هذا مسلك المؤتمر الغير وطنى ولا نتوقع ان يقدم لنا اكثر من ذلك ، فما بال تصريحات الفريق سلفاكير والتى اطلقها بعد تفتيش مكاتبهم ومحاصرة الجيش لهم فى كردفان فلقد قال (ان الحرب بين الجنوب والشمال باتت قريبة جدا ) ، وارى ان هذا التصريح غير موفق فى كل الاتجاهات فالشمال لم يكن كتلة واحدة حتى يحاربها سلفاكير ، فهذا التقسيم الذى تبنته الحركات الاولى للتحرر من الظلم فى الجنوب وتبعتها الحركة الشعبية منذ ان اسسها الراحل المقيم جون قرنق هو نفس التقسيم الذى صنعه الاستعمار ، وثبته فى ذهنية الثقافة السودانية مما جعل ان تتبناه القيادات دون الالتفات الى حقيقة ومغزى هذا التقسيم فلا المنطق السياسى ولا العسكرى يقبل هذا التقسيم . فالشمال المقصود يتكون من خمسة اقاليم : دارفور ، الشرق ، كردفان ،الشمالية ، الاوسط ، العاصمة المركز . فهل الحركة الشعبية تقصد ان تحارب هذه الاقاليم ؟ صحيح المركز الحاكم استغل شعوب هذه الاقاليم حتى تحارب نيابة عنه اهلنا فى الجنوب ، ولقد استجابت شعوب هذه الاقاليم دون وعى منها لرغبات المركز وحاربت الثورات القادمة من الجنوب بشراسة وحرمتها من تحقيق انتصار على المركز ، بعد ان اوهمها المركز بان هذه الثورات ثورات كافرة تريد النيل من الاسلام والعروبة . ولكن لقد جاء الوعى متاخرا كثيرا الى الاقاليم المهمشة يحمل فى طياته الفتن الكبيرة التى اقعدت وعى الثورة وجعلتها ثورة تتحرك بلا رأس او قلب عكس الثورة الاتية من الجنوب لقد كان مفجرها الدكتور جون قرنق يمتلك من مقومات القيادة مما جعله مركزا تتجمع حوله الاغلبية لمواطنى الجنوب والشمال ، ولو مد الله فى عمره لكان السودان خالى من العنصرية والجهوية ومزروعا بالامل ولكان المؤتمر الغير وطنى اقبح تاريخ تتحدث عنه الاجيال القادمة . ولقد اثبت التاريخ بان استقبال الراحل المقيم قرنق فى الخرطوم كان استفتاءا مباشرا لمشروع الحركة الشعبية (السودان الجديد ) من الاقاليم الشمالية ، وعليه كان يجب ان يكون تصريح النائب الاول سلفاكير بان الحرب بين الجنوب والمؤتمر الغير وطنى ، او اذا اردنا الدقة يجب ان يقول سلفاكير ان الحرب بين السودان والمؤتمر الغير وطنى . فالحركة لها قواعد فى كل بقاع السودان ولايمكن ان تجازف بهم وترمى بهم او تتخلى عنهم لمجرد اختلافها مع المؤتمر الغير وطنى . واذا ارادت الحركة الشعبية ان تحدث تغييرا فى السودان ، عليها ان تتوحد مع الهامش وتتولى قيادته لان الهامش يؤمن بان تجربة الحركة اعرق من التجارب الاخرى ولايرى قضاضة فى ان تقود الحركة الشعبية الهامش لتخرج بالسودان الى بر الامان . وعلى الحركة ايضا ان توحد عملها مع الاحزاب الكبيرة ليحدث التغيير قبل الانتخابات والا لايوجد سودان لاجديد ولاقديم . اما رسالتى لقيادات الاحزاب الاخرى فاننى اقول علينا ان لا نعشم بتاتا فى السيد الميرغنى فى المساهمة الايجابية لاخراج السودان من براثن المؤتمر الغير وطنى لانهما وجهان لعملة واحدة ، ولانه ببساطة ايضا متحالف مع المؤتمر ويدعم كل ما يقوم به المؤتمر ومكلفا بلعب دورا خارجى لمصلحة المؤتمر ، . ولكننى فى نفس الوقت امد يدى الى استاذنا الجليل ومعلم الاجيال الاستاذ / محمود حسنين واصحابه الميامين فى الاتحادى الديمقراطى وادعو الله سبحانه وتعالى ان يخرجه ومن معه فى سجون النظام من محنتهم وان يصبرهم على الاذى ومصائب الزمن . ونقول له ان النضال فى سبيل الوطن رسالة لايقدر عليها الا اصحاب الرسالات والهمم العالية وانت واحدا منهم يااستاذ حسنين ، وارجو ان لايكتبك الزمن رسالة الخزى والعار وتبرئ فيها نفسك وتورط الاخرين كما فعل السيد/ مبارك الفاضل فى رسالته الى النائب العام . اما السيد / الصادق المهدى فانها اخر فرصه له اما ان يتقدم صفوف الشعب السودانى ويضحى من اجله او يسلم شباب الحزب زمام المبادرة ليخلص شعب السودان من هذه المحنة بعد ان قدموا له مذكرة منشورة على الانترنت ، او انه سيكون اخر قيادى لاسرة المهدى تتولى المسئؤلية فى السودان وان يكون السبب الرئيسى فى فقدان اسرة المهدى لريادة الشعب السودانى . وقد يقول قائل ان مجاهدات السيد المهدى بائنه فى ندوة الاربعاء واطلاق المبادرات بين الفينة والاخرى ، ولكننا نقول ان ادوات النضال هذه يمكن استخدامها مع اى نظام فى العالم الا المؤتمر الغير وطنى لاتجدى معه الا المواجهة اذا كانت بالعصيان المدنى او السلاح ، و نقول له انها اكبر محنة تمر بها شعوب السودان فى ماضيها وحاضرها ومستقبلها . اما السيد / نقد والشيوعيين ، فلقد عهدناهم منذ الاستقلال بالنضال دفاعا عن المهمشين وعن حقوقهم ، والان جاء دورهم ، لنقول لهم السودان كله فى كف عفريت (المؤتمر الغير وطنى ) فهلا استخدمتم عبقرية النضال لتخرجوا الوطن من الازمة . اما السيد / الترابى وحزبه فهم فى موقف لايحسد عليه ، فالمصيبة التى ألمت بكل بيت سودانى وبكل فرد سودانى جاءت من تحت أيديهم ومن تحت عقولهم وواجبهم ان يدفعوا اكثر من غيرهم فاتورة التضحية حتى يستردوا جسد الوطن الملطخ بالدماء من بين يدى رفقاء دربهم . ونقول لبقية الاحزاب والتنظيمات والحركات ، السودان فى محنة لم تمر من قبل ولن تمر من بعد ، حتى ولو جاءت امريكا واحتلت السودان لن ولم تستطيع ان تعامل شعبه بهذه الطريقة البشعة الحقيرة التى تتعرض لها الامة السودانية الان . ولهذا نقول كل من يراهن على الانتخابات القادمة فهو واهم وواهن فلا يغركم الفوز فى بعض الجامعات فهى طعم فى داخله سموم فتاكة تقضى على الاخضر واليابس ، وحتى لا يتوهم البعض بان هنالك مساحات للفوز ، فالمؤتمر الغير وطنى كارثة من كوارث الزمن فلا تصدقوه ولا تثقوا فيه حاربوه بوحدتكم وتضامنكم وقاتلوه بكل سلاح تمتلكوه واسقطوه قبل الانتخابات والا فلا وطن ؟ اللهم انى قد بلغت فاشهد !!!!!!!