ان امثلة المراوغة وعدم الصدق، ومجافاة الحق، لا حد لها عند الترابى ففى مقابلة تلفزيونية، فى برنامج الكرسى الساخن، الذى يقدمه الصحفيان حسن ساتى واحمد البلال، سئل الترابى: كيف يوفق بين عضويته فى الاتحاد الاشتراكى وبين انتمائه، بل رئاسته، لجماعة الاخوان المسلمين؟ فكانت اجابته على هذا النحو : (ان الامر يعتمد على ماذا تفهم او تعنى بأخ مسلم فاذا كنت تعنى تنيظا محددا فليس هناك وجود لمثل هذا التنظيم الآن ولكن ان كنت تعنى بالاخ المسلم الذى يعود للاسلام ويسعى لتحكيم الشريعة فأنا بهذا المعنى من الاخوان المسلمين ولا اجد تعارضا بين كونى اخا مسلما بهذا المعنى وبين عضوية الاتحاد الاشتراكى بل يمكن ان تعتبر الرئيس نميرى نفسه اخا مسلما بهذا المعنى لأنه يدعو لتحكيم الاسلام والشريعة الاسلامية) هكذا اجاب الترابى!! .. ان السؤال واضح ومحدد وهو لايعنى غير تنظيم الاخوان المسلمين الذى تسمّى بهذا الاسم ليتميز به عن بقية التنظيمات والفرق الاسلامية العديدة الاخرى، ومع ان السؤال واضح، ومحدد، ولا لبس فيه، فان الترابى غلبت عليه نزعته للتمويه والتعمية ليجعل له وجهين : (الامر يتوقف على ماذا تعنى بكلمة اخ مسلم؟) .. واسوأ من ذلك، فانه لم يكن صادقا فى قوله: (ليس هناك وجود لمثل هذا التنظيم)، ذلك بأنه يعلم تماما، قبل غيره، ان هناك وجودا نشطا لهذا التنظيم الذى يتزعمه هو .. ودونكم برنامج عمل تنظيم الاخوان المسلمين لعام 1978 – 1979 وهو يكشف مخطط هذا التنظيم لاحتواء السلطة، كما أنه يكشف تناقض الترابى، الذى سمح له دينه، وسمحت له ثقافته، ان يجمع بين العضويتين: عضوية الاتحاد الاشتراكى، وعضوية، بل رئاسة تنظيم الاخوان المسلمين .. واسوأ من ذلك ايضا، ان يحاول اخفاء هذه الازدواجية، وان ينكر هذا اللبس للقميصين!! برنامج الاخوان المسلمين لعام 1978 – 1979 : * (المداخل: الاشتراك الفعّال والمؤثر فى التنظيمات السياسية القائمة بدء بالوحدات الاساسية الى اعلى مراكز التنظيم.
* المشاركة فى التنظيمات الاجتماعية والثقافية والنقابية.
* التركيز على نشاط الشباب فى مراكز الشباب والرواد والكشافة. * الاهتمام الخاص بمجالات الارشاد والتوجيه صحافة تلفزيون الخ والاستفادة من الشئون الدينية ومراكز احياء النشاط الاسلامى والتغلغل الى ادارات المساجد.
* توجيهات: التدابير التى يجب على كل شعبة اتخاذها هى وضع خطة لكل شعبة .. تثقيف الافراد – الصلة المستمرة بادارات التنظيم. * مضاعفة حجم الاسر الى 10 أضعاف فى العام. * الرجوع للعناصر القديمة من الاخوان المسلمين الذين تركوا التنظيم لأسباب معينة فى الماضى واغراؤهم للعودة لمواصلة الجهاد.
* اذا لم يتم النجاح، الآن، فى تولّى ادارات المنظمات فيجب ان يبرز الاخوان فيها ليؤهلوا انفسهم للقيادة فى المستقبل.) الخ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة