|
Re: بعد أن أحال عميد آداب حلوان أوراق الباحث إلي المفتي :محنة البحث العلمي (Re: مطر قادم)
|
الشعور القوي بالضرر خاصة مع تزايد الفضائيات وظهور نجومها الذين يتعمدون الاثارة والافتاء بغير علم هو ما دعانا إلي تخصيص ملف كامل للموضوع . امضيت شهرا في الولايات المتحدة وخلال اقامتي لم تنقطع عادة قديمة، ان اقرأ الصحف قبل تناول الافطار، يوميا، ربما في الخامسة صباحا توضع أمام الباب نسخة من جريدة النيويورك تايمز، احدي أكبر الصحف في الولايات المتحدة، اعتدت قراءة الجريدة، وملحق الفن اليومي، وملحق الكتب الأسبوعي الذي يصدر يوم السبت، عدد السبت يزن أكثر من كيلو جرام بتعدد ملاحقه الصحفية والاعلانية، اتطلع إلي الصفحة الأولي، صورة ضخمة بالألوان ملتقطة من دار الافتاء المصرية، يجلس شيخ وأمامه شاب يصغي، وخلف الباب سيدة تنتظر، أما الموضوع فكتبه مراسل الجريدة في القاهرة ميشيل سلاكمان، ويدور بالطبع حول الفتاوي التي صدرت عن المفتي واحد أساتذة الأزهر، في السطر الأول يتحدث عن فتوي الثدي، وفتوي شرب البول، الموضوع طويل، احتل الصفحة الأولي، وبقيته علي صفحة كاملة في الداخل، لن استطيع سرد ما جاء به، لكنه ينقل المناقشات التي جرت، وصلتها بالحياة الحديثة، وبالطبع تتخلل السطور نبرة الدهشة والتهكم، أرسلت العدد إلي زملائي في 'أخبار الأدب' الذين يعملون منذ فترة في عدد خاص عن الفتاوي، يصدر الأسبوع القادم، وسوف يترجم كاملا، لكنني بمجرد قراءته تراجعت مهموما، أسفا، حزينا علي ما يلحق دين عظيم ورسالة إلهية خالدة علي أيدي بعض أبنائه، مرة من الذين يمارسون الذبح الشرعي علي الهواء وعبر قنوات التليفزيون، ربما كان هؤلاء مدفوعين من بعض أجهزة المخابرات والجهات التي تستهدف الاساءة إلي الاسلام، لكن الأدهي والأمر هذه الفتاوي الغريبة التي تخرج عن دائرة العقل وكل ما يمت إلي المنطق، وتلحق أبلغ الضرر بالاسلام والمسلمين، لو أن جهة انفقت المليارات وجندت الجيوش وكافة وسائل الاقناع والبث لتشوه ديننا الحنيف، لما وصلت إلي ما الحقته تلك الفتاوي من ضرر وأذي، هذا الشعور القوي بالضرر خاصة مع تزايد الفضائيات وظهور نجومها الذين يتعمدون الاثارة والافتاء بغير علم هو ما دعانا إلي تخصيص ملف كامل للموضوع، بحيث نلم بجوانبه ومشاكله، حتي لا تتحول الفتاوي من دورها في الملاءمة بين حيوات المسلمين ومعتقدهم، الي مصدر للعبث بالناس وبالدين ومن خلال الفتاوي التي تخرج عن روح العصر تستمد الدعاية المضادة للاسلام والمسلمين مادة لم تخطر ببال الا اعداء الدين الإسلامي، خلال توليه لمنصب المفتي اخبرني الشيخ الدكتور أحمدالطيب انه ينوي طباعة جميع الفتاوي التي صدرت منذ تأسيس دار الافتاء في القرن التاسع عشر، ومثل هذا الجهد العلمي يمكن أن يشكل مرجعية كبري لدار الافتاء، خاصة أن الفتوي كان يقوم بها الائمة والشيوخ الكبار الذين استوعبوا العلم والدرس، ولم تكن الفضائيات متاحة ولا شيوخها المحترفون، الحاليون، هنا تبرز أمامي نماذج رائعة للفتوي، الأول للإمام محمد عبده، ونقدم نماذج منها في ملف العدد مأخوذة عن الأعمال الكاملة التي حققها الدكتور محمد عمارة وصدرت عن دار الشروق في خمسة مجلدات، وقد استوقفني في هذه الفتاوي أسئلة المسيحيين المصريين للاستاذ الإمام وردوده عليهم، كذلك مجموعة فتاوي الشيخ محمود شلتوت هذا تراث لا يخص المصريين فقط، انما يخص المسلمين جميعا، ومرجعية لشيوخ الحاضر الذين يجب أن يجتهدوا أكثر، وأن يتفهموا ما يحيط المسلمين من مخاطر آتية من الداخل والخارج، وقبل ذلك كله روح العصر، حقا ، شتان ما بين فتاوي الشيوخ العظام، والفتاوي الفضائحية التي طالعناها أخيرا من شيوخ توسمنا فيهم العلم ولكن.. واأسفاه.
|
|
|
|
|
|
|
|
|