الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
Re: دارفور صراع الهوية (Re: sultan)
|
الميدان 25-9-2007 دارفور صراع الهوية (2/2)
الوافدون متيقنون من حصولهم على الجنسية السودانية
حب الدين / محمدالصادق
لم يتوقف الحراك السكاني بين السودان وتشاد على مر الأزمان. حتى في ظروف الشد والتوتر الذي يحد من تدفق المهاجرين على الجانبين. ولكن لم يأخذ هذا الحراك صفة الاستيطان بأبعاده السياسية والديموغرافية إلا في عهد الإنقاذ التي سارعت وتيرة موجات المهاجرين إلى دارفور خاصة بعد اندلاع الأحداث في الإقليم عام 2002 م، قضية توطين عرب وافدين من دول افريقية أثارت اهتمام صحيفة الميدان خاصة بعد أن تناقلت الأخبار، إن عدد الوافدين من النيجر وتشاد بهدف توطينهم في دارفور يفوق 26 أسرة، ونحن إذ ننشر الوثائق التي تتحدث عن هذا الموضوع نذكر القراء الكرام إن المعلومات التي قدمتها المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة جعلت الحكومة السودانية تستحي ولو مؤقتاً بالتنازل عن مشروع الإنقاذ حين وافقت على منح الوافدين صفة اللاجئ المؤقت.
خلص الجزء الأول من التقرير الذي نشرته الميدان في عددها الماضي للفريق المعني بتقصي تحركات العرب الوافدين إلى دارفور من دول افريقية عدة عبر تشاد،خلص ان هولاء الوافدين قد عبروا الحدود بكامل عدتهم وعتادهم ولا تبدو علي غالبيتهم الحاجة إلى عون غذائي، وقد وجدوا تسهيلات من قبل جهات عديدة للتوطين كما ان جزءاً منهم أفاد بأن البحث عن حياة أفضل كان الدافع الحقيقي وراء هجرتهم إلى السودان.
وفي ما يلي الجزء الأخير من التقرير.
الاستيطان الدائم:-
يقول التقرير يبدو في الوقت الحاضر ان الوافدين الذين استقروا علي طول وادي ازوم أنهم ينوون الاستقرار بصفة دائمة في هذه المنطقة حيث أوضح معظم من أجريت معهم مقابلات أنهم لا يودون العودة إلى تشاد مجدداً تحت اي ظرف. لاحظ الفريق الفوارق بين المجموعات التي استقرت بالقرب من الحدود وتلك التي تحركت باتجاه وادي ازوم، فبينما تبدو المجموعة الأولى أكثر حاجة إذ انهم في الغالب كانوا مزارعين ولديهم قليل من الماشية، وحيث أنهم ينتمون إلى قبائل عربية فقيرة لذلك لا يبدو عليهم أنهم يتلقون دعم العرب السودانيين، وبالتالي فانهم يفكرون في العودة إلى ديارهم الأصلية ريثما تتحسن الأوضاع هناك. أما المجموعة الثانية فهي الأكبر عددا الأكثر اكتفاءاً وتنتمي إلى قبائل عربيه كبيرة وقد أعلنوا بوضوح انهم لن يعودوا إلى تشاد في كل الأحوال.
وبالمقارنة بين أحوال أولئك الذين استقروا علي طول كريق مانقرسا وأولئك الذين استقروا على طريق قوبو، نستنتج أن المجموعة الأولى (طريق مانقرسا وادي ازوم من غير المحتمل إلى ان تتحرك قدماً علي الأقل في هذه المرحلة، بينما المجموعةالثانية التي استقرت علي طريق قوبو وبالقرب من تاندسا، ربما تقرر ان تواصل التحرك لكن الدلائل تشير ان الرحيل المرتقب لاي مكن ان يتم قبل انقضاء موسم الأمطار، لذلك تواصل اليونسيف محاولة الحصول علي معلومات إضافية عن أولئك الذين استقروا شرق ام خير وتاناكو حتي يتسنى لها تقديم الجرعات المناعية ضد أمراض الطفولة.
احتلال الأرض:
اثناء الجولات الميدانية تمكنت الفرق العاملة من تأكيد التقارير المبكرة التي تحدثت عن هجرة العرب الوافدين إلا أن اللافت للنظر ان هولاء الوافدين اتجهوا صوب مناطق محددة سلفاً بهدف احتلال الأراضي الخصبة الواقعة علي طوال وادي ازوم (خورطريق هبيلا خوربرنقا) ووادي صالح في المناطق التي كانت مملوكة لأفراد من قبيلة المساليت قبل اندلاع الصراع في دارفور.
السلام الحقيقي:
لفت التقرير الانتباه إلى إشارات والي غرب دارفور في اجتماعات 6 مايو و22 مايو الماضيين حيث قال ((ان هذا التطور المزعج ينسف اي إمكانية للوصول إلى اي سلام حقيقي في الإقليم إذا استمرت هذه المجموعات في احتلال هذه المناطق)).
فالسكان الأصليون لهذه القرى هم الان موزعون ما بين معسكرات النازحين في الداخل وبين معسكرات اللاجئين في دول الجوار. ولا يستطيعون العودة إلى مناطقهم الأصلية ما لم يستتب الأمن هناك. وكان فريق البحث قد أشار خلافاً للأشهر الماضية إلي أنه لم يلاحظ وجود للسكان من ذوي السحنة الإفريقية خارج قراهم فيما عدا قلة، كما لوحظ ان النساء في هذه المناطق لم يعدن يخرجن لجمع حطب الوقود والثمار كما هو في السابق.
مساندة وتوجيه:
وقد وضح أيضا لفريق الاستطلاع والبحث من خلال المسوحات التي أجراها ان احتلال الأراضي يتم بمساعدة القبائل العربية السودانية التي تعطي توجيهات محدده للوافدين الجدد في ما يتعلق بتحديد مكان استقرارهم، وفي عدة حالات ذكر الذين تمت مقابلتهم أن زعماء الجماعات العربية السودانية استقبلوهم علي الحدود وقامت بترحيلهم علي لواري إلى أماكن إقامتهم.
في حالات عديدة لم تكن المعلومات المتعلقة بجنسيات البدو الوافدين واضحة، حيث ذكر بعضهم انهم سودانيون تركوا السودان في الثمانينات من القرن الماضي بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة الا انهم لم يدعموا ادعاءاتهم هذه بأي وثيقة أو مستند. إلا أن عدد من الذين أجريت معهم مقابلات أكدوا أنهم سيتحصلون على الجنسية السودانية بصورة عاجلة لان المعلومات التي يتلقونها من زعمائهم تؤكد ذلك كما أن بعضهم قال صراحة ان لديهم انطباعاً بأنهم علي وشك الحصول على الجنسية السودانية مما يخول لهم البقاء في السودان بصفة دائمة.
الوضع القانوني:
وفقاً للمادة 2 من قانون تنظيم اللجوء السوداني لسنة 1974 تم تعريف اللاجئ بأنه اي شخص هجر موطنه الأصلي خوفاً من الإعدام أو التعرض للخطر بسبب العرق أو الدين أو الانتماء لاي مجموعة اجتماعية أو سياسية أو نتيجة الخوف من العمليات المسلحة أو الاحتلال الأجنبي أو اضطرابات الداخلية ولا يستطيع العودة أو لا يرغب في العودة بسبب هذه المخاوف إلى وطنه ويشمل لفظ اللاجئ الأطفال غير المصحوبين بكبار أو الذين يتمتهم الحرب أو اختفي ذووهم وهم خارج أوطانهم.
قبل الخوض في تصنيف الوافدين وفق المادة المشار إليها من قانون تنظيم اللجوء في السودان أكد التقرير ان وتيرة العنف في تشاد شهدت تصاعداً منذ العام 2006 خاصة في الجانب الشرقي منها إذ تزامنت ثلاثة نماذج من العنف في الجزء الشرقي من تشاد حيث نشب نزاع بين الحكومة التشادية والمجموعات المتمردة وهجمات للمليشيات علي المدنيين عبر الحدود وأخيرا العنف بين القبائل. الأمر الذي اجبر المدنيين القاطنين علي الخطوط الملتهبة بالعمل علي توفير الحماية لأنفسهم عبر تنظيم قوات دفاع ذاتية والدخول في أحلاف أمنية مع المليشيات علي أساس اثني وذلك إزاء فشل الحكومة في بسط النظام وتحديد المسؤولية. ولكن كل هذه الأسباب والدوافع لا تدعو إلى التعامل مع الوافدين كيفما اتفق، ولابد من ضبط وإخضاع كل الوافدين لمعايير تحديد هوية اللاجئ وفق القانون السوداني. واضعين في الحسبان المعلومات المتوفرة من المقابلات الفردية التي أجريت والمعلومات التي تم جمعها من مصادر أخرى بما في ذلك مفوضية اللاجئين في تشاد. لذلك خلصت فرقة المهام إلى اعتبار هذه المجموعات العربية انها فرت من تلقاء خوفها من التعرض لأعمال عنف. وبالتالي هذا الاعتبار يتوافق مع الفئة المؤهلة للحصول على حق اللجوء وفق تعريف اللاجئ المشار إليه في كل من اتفاقية 1951 م وقانون تنظيم اللجوء في السودان لسنة 1974 م.
توصيات هامة:
لكل ما ذكر توصى فرق المهام المهنية بتوثيق الرصد للمجموعات الوافدة ان يعتبر الوافدون الجدد من البدو العرب لاجئين بمعنى الكلمة.
مع الإشارة إلى ان افتراض وضع اللاجئ لا ينطبق على المقاتلين النشطاء لان الأنشطة المدنية لطلب اللجوء. وتبعا لذلك لا يعتبر أولئك الذين يستمرون في القيام بادوار نشطة في تأجيج نار النزاع المسلح في الإقليم مؤهلون للاستفادة من المساعدات والحماية التي يقدمها اللجوء. كما ينبغي ان لا تشمل حقوق اللاجئ الأفراد الذين كان لهم دور في النزاعات المسلحة ولكن كفوا عنها (مقاتلون سابقون) ولكن يسمح لهم بالتقديم لطلب اللجوء وربما يدخلوا ضمن إجراءات اللجوء بمجردان يقرر خلال فترة معقولة انهم قد كفوا فعلا والى الأبد عن الأنشطة العسكرية.كما يجب ان يتم فحص طلبات اللجوء للمحاربين القدامى بموجب إجراءات تقرير وضع اللاجئ الفردي.
من المفهوم انه نسبة للطبيعة الملتهبة للصراع في شرق تشاد فان شريحة البدو العرب التشاديين قد تشمل فئات من أولئك الذين ربما قاموا بأنشطة يمكن ان تقع في حيز المادة («6» الإقصاء) فتصنيف مثل هذه الفئات يجب ان يبحث مسبقا من قبل السلطات مع/أو مفوضية اللاجئين. كما ان الفئات القابلة للاستثناء تشمل أشخاصا من أولئك الذين ينظر اليهم كلاجئين والذين تربطهم صلة كأعضاء أو قيادات بجماعات وحركات خاصة. ربما تنشأ اعتبارات الاستثناء بالنسبة لؤلئك الذين لا ينتمون لاى فئة مصنفة، لكن تتعلق بهم معلومات ترى انهم ربما ارتكبوا جرائم تستدعى إقصائهم.
المساعدات:
خلص فريق المهام انه ومع بعض الاستثناءات المحددة فان السكان المستهدفين لا يبدون في حالة عاجلة للمساعدات المادية، ومع ذلك نوصى بان تقوم وزارة الصحة بتطعيم الأطفال بأسرع ما يمكن. أيضا نوصى بان تتلقى أكثر المجموعات المستضعفة مساعدات غذائية لمرة واحدة، مع إعطاء الأولوية لتقييم الأوضاع الصحية للمجموعات التي تقيم في جنوب تاندوسا.
الأرض:
فيما يتعلق بهذا الجانب يؤكد الفريق التقارير الواردة عن احتلال الأراضي وان يلفت الانتباه إلى تعقيدات شديدة قد تنشأ فور مطالبة الملاك الحقيقيين لذلك يجب توضيح مسألة ملكية الأرض عبر آلية مختصة في كل مكان إقامة على حده ولأهمية الأمر يجب البت فيه دون تأجيل.
الجنسية:
يوصى الفريق ان تلقى السلطات المختصة الضوء على هذه القضية في أسرع وقت ممكن. حيث انها خلقت لبس وتوقعات عالية وسط الوافدين الجدد.
وان اى حديث عن وضع لاجئ للأفراد القادمين يكون ممكنا فقط إذا لم يكونوا سودانيين، فإذا ثبتت جنسيتهم السودانية أو منحوا لها باى حال سيكون الحديث غير ذى جدوى.
= = = = = = السودان لكل السودانيين المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
| |

|
|
|
|
|
|
|