دارفور صراع الهوية

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-16-2025, 10:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-28-2007, 00:09 AM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دارفور صراع الهوية

    الميدان 19-9-2007


    دارفور صراع الهوية

    شخصيات رسمية وشعبية شاركت في استقبال الوافدين

    لم يتوقف الحراك السكاني بين السودان وتشاد على مر الأزمان. حتى في ظروف الشد والتوتر الذي يحد من تدفق المهاجرين على الجانبين. ولكن لم يأخذ هذا الحراك صفة الاستيطان بأبعاده السياسية والديموغرافية إلا في عهد الإنقاذ التي سارعت وتيرة موجات المهاجرين إلى دارفور خاصة بعد اندلاع الأحداث في الإقليم عام 2002م، فقضية توطين عرب وافدين من دول افريقية أثارت اهتمام صحيفة الميدان خاصة بعد أن تناقلت الأخبار، إن عدد الوافدين من النيجر وتشاد بهدف توطينهم في دارفور يفوق 26 ألف أسرة، ونحن إذ ننشر التقارير التي أعدتها جهات موثوقه عن هذا الموضوع، نذكر القراء الكرام إن المعلومات التي قدمتها المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة جعلت الحكومة السودانية تستحي ولو مؤقتاً بالتنازل عن مشروع الإنقاذ حين وافقت على منح الوافدين صفة اللاجئ المؤقت.

    فليسمح لنا قارئ الميدان بنشر هذه التقارير في حلقات دون تدخل منا بتعليق أو وصف حيث انه منذ بدايات عام 2007 م قدمت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية تقارير عن حركة الرعاة العرب إلى داخل دارفور.

    ولكن البداية الحقيقية والرسمية لهذا الرصد أتت في أعقاب الاجتماع الذي دعا له والي غرب دارفور وشاركت فيه هذه الوكالات بالإضافة إلى مفوضية العون الإنساني.

    في ذلك الاجتماع أشار الوالي إلى تقرير معتمد محلية هبيلة الذي رصد وجود 45 ألف من الوافدين بالمحلية، مطالباً المجتمع الدولي أن يقدر حاجة هذا العدد وتقديم العون لهم وقد عبر الوالي عن أهمية إن هؤلاء الوافدين سيزيدون من تعقيدات الوضع الذي هو معقداً أصلاً في غرب دارفور، وذكر على وجه الخصوص الجانب القانوني. وفي اجتماع آخر مع الوالي عقد في 22 مايو الماضي تم الاتفاق على تشكيل فريق مهام يضطلع بمهمة رصد هذه المجموعات في محليات هبيلة ووادي صالح ومكجر وأم دخن وكرينك بالإضافة إلى الجنينة.

    منهجية العمل:

    قام ضابط الميدان بمفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالاشتراك مع نظيره في مفوضية حقوق الإنسان (كور) بإجراء عدد من الزيارات الميدانية المشتركة في المحلية المذكورة وكانت أهداف هذه المسوحات الميدانية تتعلق بدراسة أسباب نزوح الوافدين الجدد، وتجديد استراتيجية مناسبة لمساعدتهم ورعايتهم وتعيين وإبراز الخفايا ذات الأهمية والتي تم الكشف عنها أثناء عملية المراقبة.

    وقد ركز فريق المسح على إجراء مقابلات مع 10% من المستهدفين في كل موقع بما في ذلك قيادات المجتمع المحلي والأفراد الآخرين (رجال – نساء – شيوخ – شباب) مستخدماً في ذلك استبيانات معيارية موجهة لقيادات المجتمع المدني وبقيةالأفراد الآخرين مركزة على الموطن الأصلي – القبيلة – أسباب النزوح – مكان وزمان الوصول إلى السودان – والاحتياجات الإنسانية وكانت نتائج المسح على النحو التالي:

    هبيلا:

    تشير الإحصائيات التي رصدها الفريق المشترك إلى أن 3200 أسرة استقرت في المساحة الواقعة بين هبيلا وخور برنقا، وعلى الرغم من أن بعضهم نزح عام 2006 م الا أن الغالبية وفدوا إلى دارفور في الفترة الممتدة بين فبراير – مايو 2007 م، كما لوحظ إن معظم هذه الأسر (حوالي 2357 أسرة) تحركت بعيداً عن الحدود التشادية السودانية لتستقر على جانبي وادي أزوم، غير إن العدد المتبقي والمقدر بحوالي 854 أسرة فقد استقرت مؤقتاً على طول الحدود جنوب خور برنقا وعلى امتداد وادي كجا وحتى تندسا، حيث تعتبر كينو أكبر منطقة لتمركز هؤلاء الوافدين الجدد إذ يبلغ عددهم فيها 600 أسرة، وفي منقرسا 500 أسرة وفي جنجر 400 أسرة ومن خلال الاستبيان يلاحظ ادعاء 15% من العينة المستهدفة أنهم سودانيون في الأصل استوطنوا في تشاد منذ زمن طويل (سبعينات وثمانينات القرن الماضي) على حسب قولهم دون أن يدعموا ذلك بوثائق أو مستندات تعزز روايتهم.

    الإنتماء القبلي:

    يلاحظ إن كل الوافدين إما قبائل عربية أو إفريقية تنسب نفسها للعرب في تشاد والسودان وتشمل المسيرية – بني هلبة – السلامات – الرحيمات – الترجم – أولاد راشد – المهيرية – النوايبا – أولاد عيد – المحاميد – الميما – البرنو – وأولاد غانم، جاء أكثرهم من فرقان ومناطق داخل الحدود التشادية مثل (تيرو – مورين – ماو وعوين رادو).

    أسباب النزوح:

    يقول التقرير أنه في معظم المناطق التي تمت دراستها يتحدث الناس عن حادثة أو أحداث عنف تسبب فيها الجنود التشاديون أو الميلشيات المدعومة من قبل السلطات التشادية بهدف البحث عن أسلحة، إن العرب مهتمون بدعمهم أو مشاركتهم في أنشطة المتمردين التشاديين وفقاً للمقابلات التي تمت، فقد جاء إن حملات التفتيش هذه غالباً ما تتحول إلى عنف. بالإضافة إلى هذا السبب فقد روى الكثيرون عن فقدان الأمن العام الذي نتج عن القتال المستمر بين الحكومة التشادية والمتمردين والخوف الذي يتولد من حملات التفتيش عن الأسلحة في المناطق المجاورة الأخرى.

    نزوح بأمتعتهم:

    رصد التقرير إن معظم الجماعات التي تمت دراسة حالتهم لا يحتاجون إلى طعام أو مساعدات عينية لأن كل الذين وفدوا إلى دارفور حديثاً جاءوا بممتلكاتهم ومواشيهم وكثيرون منهم رجعوا إلى تشاد لجلب المزيد منها!! كما إن معظمهم جلب معه الذرة التي حصدوها من قبل وهذا لا يعني عدم تلقي بعضهم لإعانة من العرب السودانيين وفي حالة الحاجة إلى المزيد أكدوا إنهم يبيعون بعضاً من حيواناتهم في الأسواق المحلية وفقاً لما هو سائد في السودان، كما لاحظ الفريق إن خيامهم قد نصبت على الطريقة السودانية.

    محلية وأدى صالح:

    لم يلاحظ فريق العمل أيا من البدو العرب التشاديين في قارسيلا عاصمة المحلية أو المعسكرات المحيطة بالمدينة، ويضيف، تبدو منطقة وادي أورلا خالية تماماً ولم يتم رصد أي وجهة من السكان على الرغم مما يرويه القادة المحليون عن وفود أعداد مقدرة من العرب التشاديين إلى المنطقة، ولقد وجد الفريق ما جملته 34 أسرة بدوية فقط في منطقة مارا على بعد 10 كيلو مترات جنوب قارسيلا وهم على أي حال ذكروا إنهم سودانيون من النويبا والمسيرية.

    هذه المنطقة على وجه الخصوص جاء ذكرها ضمن المعلومات الواردة من مصادر مختلفة بأن السلطات السودانية اتخذتها لاستقرار العرب الوافدين من النيجر ومع ذلك لم يجد الفريق أي دليل على ذلك.

    باريل مكجر:

    تم التعرف على 50 أسرة في منطقة باريل ينتمون إلى قبيلة السلامات وأصولهم من ونداري، موجالي، بلتنج، أبشيي.

    هذا وقد أفاد معظم الذين أجري معهم استطلاع من هذه المجموعة إن أسباب نزوحهم هذه تعود إلى الصراع القبلي بين العرب والأفارقة بشكل عام، وذكروا أنه في الفترة من فبراير ومارس 2007 م بدأ العرب في الفرقان المجاورة بالرحيل صوب دارفور تتبعهم مجموعات أخرى من غير أن يذكروا أي هجمات محددة.

    عبرت هذه المجموعة إلى السودان دون أدنى مساعدة وعليه تم استقبالهم في السودان من قبل الزعامات العربية وتمت قيادتهم على طول الطريق من الحدود إلى باريل.

    لم يبد على المجموعة أي احتياج فقد جلبوا معهم ضرورياتهم ومواشيهم كما أنه لم يلحظ عليهم أي احتياج لمساعدات طبية، كما إن معظم أطفال هذه المجموعة قد تلقى جرعات تطعيم في تشاد.

    منطقة بندسي:

    تعرف الفريق المشترك على 80 أسرة في جمينا وزقزنقا و 24 أسرة أخرى في أم خروبا ينتمون إلى المسيرية في (جمينا) ونعيمات في (زقزنقا) وقد أفادوا أنهم قدموا من مناطق انجريما وقوز نبات بالقرب من قوز بيدا هذا وقد عبرت المجموعة إلى السودان من منطقة خور برنقا حيث تم استقبالهم بواسطة أحد زعماء العرب المحليين الذي أوصاهم بالتقدم إلى جومينا وزقزنقا والتي ليست لهم صلة بها أبداً.

    محلية أم دخن:

    يقول التقرير إن الفريق تعرف على 71 أسرة وافدة من منطقتي أم قورون وأم داجو بمحلية أم دخن حيث إن كل أفراد هذه المجموعة ينتمون إلى قبيلة المسيرية وإن موطنهم الأصلي بالقرب من مدينة فاقتار داخل الحدود التشادية، ويذكر التقرير إن ما زاد أمر الرصد تعقيداً إن النازحين استقروا في نفس المنطقة التي يقطنها اسلافهم السودانيون ويعزو أفراد هذه المجموعة أسباب نزوحهم إلى أن الجيش التشادي قد شن هجوماً في نوفمبر 2006م على سرف دبيب وهي مدينة قريبة من ماو فقتل 6 وجرح 8 مما دعاهم إلى عبور الحدود عند منطقة خور برنقا ثم توجهوا إلى جقوما ومنها تم توجههم بواسطة أحد زعماء العشائر إلى أم داجو حيث استقبلهم العمدة وسمح لهم بالبقاء.

    محلية كرينيك:

    تمكن الفريق من زيارة فوفو بمحلية كرنيك حيث استغرقت الرحلة يوماً واحداً تعرفوا خلالها على 82 أسرة من قبائل بني حسين الجوامعة والترجم حيث استقرت في فوفو وقوز برها و 17 أسرة أخرى من بني هلبة استقروا في منطقة (تاني) الا أن الفريق لم يتمكن من التحقق من المعلومات التي أوردتها ( هاك) في مورني تتعلق بوجود 380 أسرة من الوافدين من قبيلة بني هلبة على طول الجانب الشرقي من طريق مورني هبيلا.

    أشار ممثلون عن كل القبائل إلى أن باقي أفراد قبائلهم ما زالوا موجودين في هبيلا أو إنهم قد غادروها فعلاً إلى تنكو في وادي صالح، وتحدث كل الذين أجريت معهم مقابلات عن إنهم لم يعانوا من مشكلة وإنهم هاجروا من تشاد فقط بحثاً عن حياة أفضل.

    المواقع الأخرى:

    أكدت المفوضية السامية للاجئين خلال ثلاث زيارات أجرتها وجود حوالي 350 أسرة في منطقة 25 كلم غرب الجنينة – سكري التي تبعد حوالي 20 الا أن زعماء العشائر ذكروا إن العدد يفوق 570 أسرة كما ورد في التقرير إن بعثة المفوضية قدحصلت على معلومات تفيد بأن 2 ألف أسرة من العرب النازحين عبر الحدود من منطقتي بيدا وارارا متوغلين أكثر نحو الداخل.

    ولقد انتشر معظم هؤلاء الوافدين على المنطقة الممتدة من كونغو حرازة إلى الأسفل حتى ارارا ولم يستقروا في منازلهم مما جعل أمر الوصول إليهم وإجراء مقابلة معهم أمراً عسيراً للغاية، كما تم الحصول على معلومات عن وجود نازحين عرب في مناطق شرتنكو وأم خير بوادي صالح وجنوب وجنوب شرق فور برنقا الا أن الفريق لم يستطيع زيارة هذه المناطق، لذلك لا توجد معلومات مفصلة عن أعدادهم وهوياتهم وأسباب نزوحهم وتحديد احتياجاتهم.

    نواصل


    = = =

    السودان لكل السودانيين
    المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان

    (عدل بواسطة sultan on 09-28-2007, 00:14 AM)

                  

09-28-2007, 00:13 AM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور صراع الهوية (Re: sultan)

    الميدان 25-9-2007
    دارفور صراع الهوية (2/2)

    الوافدون متيقنون من حصولهم على الجنسية السودانية


    حب الدين / محمدالصادق

    لم يتوقف الحراك السكاني بين السودان وتشاد على مر الأزمان. حتى في ظروف الشد والتوتر الذي يحد من تدفق المهاجرين على الجانبين. ولكن لم يأخذ هذا الحراك صفة الاستيطان بأبعاده السياسية والديموغرافية إلا في عهد الإنقاذ التي سارعت وتيرة موجات المهاجرين إلى دارفور خاصة بعد اندلاع الأحداث في الإقليم عام 2002 م، قضية توطين عرب وافدين من دول افريقية أثارت اهتمام صحيفة الميدان خاصة بعد أن تناقلت الأخبار، إن عدد الوافدين من النيجر وتشاد بهدف توطينهم في دارفور يفوق 26 أسرة، ونحن إذ ننشر الوثائق التي تتحدث عن هذا الموضوع نذكر القراء الكرام إن المعلومات التي قدمتها المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة جعلت الحكومة السودانية تستحي ولو مؤقتاً بالتنازل عن مشروع الإنقاذ حين وافقت على منح الوافدين صفة اللاجئ المؤقت.

    خلص الجزء الأول من التقرير الذي نشرته الميدان في عددها الماضي للفريق المعني بتقصي تحركات العرب الوافدين إلى دارفور من دول افريقية عدة عبر تشاد،خلص ان هولاء الوافدين قد عبروا الحدود بكامل عدتهم وعتادهم ولا تبدو علي غالبيتهم الحاجة إلى عون غذائي، وقد وجدوا تسهيلات من قبل جهات عديدة للتوطين كما ان جزءاً منهم أفاد بأن البحث عن حياة أفضل كان الدافع الحقيقي وراء هجرتهم إلى السودان.

    وفي ما يلي الجزء الأخير من التقرير.


    الاستيطان الدائم:-

    يقول التقرير يبدو في الوقت الحاضر ان الوافدين الذين استقروا علي طول وادي ازوم أنهم ينوون الاستقرار بصفة دائمة في هذه المنطقة حيث أوضح معظم من أجريت معهم مقابلات أنهم لا يودون العودة إلى تشاد مجدداً تحت اي ظرف. لاحظ الفريق الفوارق بين المجموعات التي استقرت بالقرب من الحدود وتلك التي تحركت باتجاه وادي ازوم، فبينما تبدو المجموعة الأولى أكثر حاجة إذ انهم في الغالب كانوا مزارعين ولديهم قليل من الماشية، وحيث أنهم ينتمون إلى قبائل عربية فقيرة لذلك لا يبدو عليهم أنهم يتلقون دعم العرب السودانيين، وبالتالي فانهم يفكرون في العودة إلى
    ديارهم الأصلية ريثما تتحسن الأوضاع هناك. أما المجموعة الثانية فهي الأكبر عددا الأكثر اكتفاءاً وتنتمي إلى قبائل عربيه كبيرة وقد أعلنوا بوضوح انهم لن يعودوا إلى تشاد في كل الأحوال.

    وبالمقارنة بين أحوال أولئك الذين استقروا علي طول كريق مانقرسا وأولئك الذين استقروا على طريق قوبو، نستنتج أن المجموعة الأولى (طريق مانقرسا وادي ازوم من غير المحتمل إلى ان تتحرك قدماً علي الأقل في هذه المرحلة، بينما المجموعةالثانية التي استقرت علي طريق قوبو وبالقرب من تاندسا، ربما تقرر ان تواصل التحرك لكن الدلائل تشير ان الرحيل المرتقب لاي مكن ان يتم قبل انقضاء موسم الأمطار، لذلك تواصل اليونسيف محاولة الحصول علي معلومات إضافية عن أولئك الذين استقروا شرق ام خير وتاناكو حتي يتسنى لها تقديم الجرعات المناعية ضد أمراض الطفولة.

    احتلال الأرض:

    اثناء الجولات الميدانية تمكنت الفرق العاملة من تأكيد التقارير المبكرة التي تحدثت عن هجرة العرب الوافدين إلا أن اللافت للنظر ان هولاء الوافدين اتجهوا صوب مناطق محددة سلفاً بهدف احتلال الأراضي الخصبة الواقعة علي طوال وادي ازوم (خورطريق هبيلا خوربرنقا) ووادي صالح في المناطق التي كانت مملوكة لأفراد من قبيلة المساليت قبل اندلاع الصراع في دارفور.

    السلام الحقيقي:

    لفت التقرير الانتباه إلى إشارات والي غرب دارفور في اجتماعات 6 مايو و22 مايو الماضيين حيث قال ((ان هذا التطور المزعج ينسف اي إمكانية للوصول إلى اي سلام حقيقي في الإقليم إذا استمرت هذه المجموعات في احتلال هذه المناطق)).

    فالسكان الأصليون لهذه القرى هم الان موزعون ما بين معسكرات النازحين في الداخل وبين معسكرات اللاجئين في دول الجوار. ولا يستطيعون العودة إلى مناطقهم الأصلية ما لم يستتب الأمن هناك. وكان فريق البحث قد أشار خلافاً للأشهر الماضية إلي أنه لم يلاحظ وجود للسكان من ذوي السحنة الإفريقية خارج قراهم فيما عدا قلة، كما لوحظ ان النساء في هذه المناطق لم يعدن يخرجن لجمع حطب الوقود والثمار كما هو في السابق.

    مساندة وتوجيه:

    وقد وضح أيضا لفريق الاستطلاع والبحث من خلال المسوحات التي أجراها ان احتلال الأراضي يتم بمساعدة القبائل العربية السودانية التي تعطي توجيهات محدده للوافدين الجدد في ما يتعلق بتحديد مكان استقرارهم، وفي عدة حالات ذكر الذين تمت مقابلتهم أن زعماء الجماعات العربية السودانية استقبلوهم علي الحدود وقامت بترحيلهم علي لواري إلى أماكن إقامتهم.

    في حالات عديدة لم تكن المعلومات المتعلقة بجنسيات البدو الوافدين واضحة، حيث ذكر بعضهم انهم سودانيون تركوا السودان في الثمانينات من القرن الماضي بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة الا انهم لم يدعموا ادعاءاتهم هذه بأي وثيقة أو مستند. إلا أن عدد من الذين أجريت معهم مقابلات أكدوا أنهم سيتحصلون على الجنسية السودانية بصورة عاجلة لان المعلومات التي يتلقونها من زعمائهم تؤكد ذلك كما أن بعضهم قال صراحة ان لديهم انطباعاً بأنهم علي وشك الحصول على الجنسية السودانية مما يخول لهم البقاء في السودان بصفة دائمة.

    الوضع القانوني:

    وفقاً للمادة 2 من قانون تنظيم اللجوء السوداني لسنة 1974 تم تعريف اللاجئ بأنه اي شخص هجر موطنه الأصلي خوفاً من الإعدام أو التعرض للخطر بسبب العرق أو الدين أو الانتماء لاي مجموعة اجتماعية أو سياسية أو نتيجة الخوف من العمليات المسلحة أو الاحتلال الأجنبي أو اضطرابات الداخلية ولا يستطيع العودة أو لا يرغب في العودة بسبب هذه المخاوف إلى وطنه ويشمل لفظ اللاجئ الأطفال غير المصحوبين بكبار أو الذين يتمتهم الحرب أو اختفي ذووهم وهم خارج أوطانهم.

    قبل الخوض في تصنيف الوافدين وفق المادة المشار إليها من قانون تنظيم اللجوء في السودان أكد التقرير ان وتيرة العنف في تشاد شهدت تصاعداً منذ العام 2006 خاصة في الجانب الشرقي منها إذ تزامنت ثلاثة نماذج من العنف في الجزء الشرقي من تشاد حيث نشب نزاع بين الحكومة التشادية والمجموعات المتمردة وهجمات للمليشيات علي المدنيين عبر الحدود وأخيرا العنف بين القبائل. الأمر الذي اجبر المدنيين القاطنين علي الخطوط الملتهبة بالعمل علي توفير الحماية لأنفسهم عبر تنظيم قوات دفاع ذاتية والدخول في أحلاف أمنية مع المليشيات علي أساس اثني وذلك إزاء فشل الحكومة في بسط النظام وتحديد المسؤولية. ولكن كل هذه الأسباب والدوافع لا تدعو إلى التعامل مع الوافدين كيفما اتفق، ولابد من ضبط وإخضاع كل الوافدين لمعايير تحديد هوية اللاجئ وفق القانون السوداني. واضعين في الحسبان المعلومات المتوفرة من المقابلات الفردية التي أجريت والمعلومات التي تم جمعها من مصادر أخرى بما في ذلك مفوضية اللاجئين في تشاد. لذلك خلصت فرقة المهام إلى اعتبار هذه المجموعات العربية انها فرت من تلقاء خوفها من التعرض لأعمال عنف. وبالتالي هذا الاعتبار يتوافق مع الفئة المؤهلة للحصول على حق اللجوء وفق تعريف اللاجئ المشار إليه في كل من اتفاقية 1951 م وقانون تنظيم اللجوء في السودان لسنة 1974 م.

    توصيات هامة:

    لكل ما ذكر توصى فرق المهام المهنية بتوثيق الرصد للمجموعات الوافدة ان يعتبر الوافدون الجدد من البدو العرب لاجئين بمعنى الكلمة.

    مع الإشارة إلى ان افتراض وضع اللاجئ لا ينطبق على المقاتلين النشطاء لان الأنشطة المدنية لطلب اللجوء. وتبعا لذلك لا يعتبر أولئك الذين يستمرون في القيام بادوار نشطة في تأجيج نار النزاع المسلح في الإقليم مؤهلون للاستفادة من المساعدات والحماية التي يقدمها اللجوء. كما ينبغي ان لا تشمل حقوق اللاجئ الأفراد الذين كان لهم دور في النزاعات المسلحة ولكن كفوا عنها (مقاتلون سابقون) ولكن يسمح لهم بالتقديم لطلب اللجوء وربما يدخلوا ضمن إجراءات اللجوء بمجردان يقرر خلال فترة معقولة انهم قد كفوا فعلا والى الأبد عن الأنشطة العسكرية.كما يجب ان يتم فحص طلبات اللجوء للمحاربين القدامى بموجب إجراءات تقرير وضع اللاجئ الفردي.

    من المفهوم انه نسبة للطبيعة الملتهبة للصراع في شرق تشاد فان شريحة البدو العرب التشاديين قد تشمل فئات من أولئك الذين ربما قاموا بأنشطة يمكن ان تقع في حيز المادة («6» الإقصاء) فتصنيف مثل هذه الفئات يجب ان يبحث مسبقا من قبل السلطات مع/أو مفوضية اللاجئين. كما ان الفئات القابلة للاستثناء تشمل أشخاصا من أولئك الذين ينظر اليهم كلاجئين والذين تربطهم صلة كأعضاء أو قيادات بجماعات وحركات خاصة. ربما تنشأ اعتبارات الاستثناء بالنسبة لؤلئك الذين لا ينتمون لاى فئة مصنفة، لكن تتعلق بهم معلومات ترى انهم ربما ارتكبوا جرائم تستدعى إقصائهم.

    المساعدات:

    خلص فريق المهام انه ومع بعض الاستثناءات المحددة فان السكان المستهدفين لا يبدون في حالة عاجلة للمساعدات المادية، ومع ذلك نوصى بان تقوم وزارة الصحة بتطعيم الأطفال بأسرع ما يمكن. أيضا نوصى بان تتلقى أكثر المجموعات المستضعفة مساعدات غذائية لمرة واحدة، مع إعطاء الأولوية لتقييم الأوضاع الصحية للمجموعات التي تقيم في جنوب تاندوسا.

    الأرض:

    فيما يتعلق بهذا الجانب يؤكد الفريق التقارير الواردة عن احتلال الأراضي وان يلفت الانتباه إلى تعقيدات شديدة قد تنشأ فور مطالبة الملاك الحقيقيين لذلك يجب توضيح مسألة ملكية الأرض عبر آلية مختصة في كل مكان إقامة على حده ولأهمية الأمر يجب البت فيه دون تأجيل.

    الجنسية:

    يوصى الفريق ان تلقى السلطات المختصة الضوء على هذه القضية في أسرع وقت ممكن. حيث انها خلقت لبس وتوقعات عالية وسط الوافدين الجدد.

    وان اى حديث عن وضع لاجئ للأفراد القادمين يكون ممكنا فقط إذا لم يكونوا سودانيين، فإذا ثبتت جنسيتهم السودانية أو منحوا لها باى حال سيكون الحديث غير ذى جدوى.

    = = = = = =
    السودان لكل السودانيين
    المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
                  

11-15-2007, 06:43 PM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 4102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور صراع الهوية (Re: sultan)

    سلامات يا سلطان


    و
    فوق
    لحد ما نلقى فرقة للتعليق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de