أضغاث السانسميليا-3- ابطال الخرافة الحديثة

Quote: الله يا بيان .. هذا من الأزوال الذين سخطهم الله فآلوا إلى حال بلور المرايا . ..... الرجل تشكيلي يا بيان , و خريج كلية الفنون .. عرفته في قمة السأم من العام 85 كاتبا في صحيفة السوداني , سنيناته تخرج السين ثاءا من ترمةٍ فيها , و يلقي الكلام الذي يفقعك بالضحك و هو لا يطرف . و كان يلازم القسم الفني بيننا .. طمبل و أبو لكيلك و كمال عباس و عمر درمة و محمد صادق و .. حليمتنا . منذ التاريخ ذاك و عنده هوسٌ عجيب باللغة الباتعة الأسرار , كان يجلع اللغة ( و ما تحمري لي يا ظلامية .. هذا التعبير الديامي يشبه تماما ما يفعله السر باللغة ) .. استكتبه صلاح عمر الشيخ لمجلة البلد التي كنت مديرها الفني آنئذ , و أتعبتني قراءته و انا أطارد اللغة الحارة النباضة عنده حتى أخرج منها برسم يليق بها , و في كل مرة كنت أجدني مستغرقا في النص المجنون يدردره السر زي ما داير فينصاع المسكين و لا كتر خيرو , ليسقط في يدي آخر الأمر و أردد : شكيت محنك يا السر الملك . مبهرة طريقته في الكتابة و تلك السخرية اللاذعة القريبة من القلب عنده تجعلك تبتلع الطعم الفكرة و تدخل إلى نصه و تعود إيقاعا من إيقاعات لغته الشبعانة , لا يشبه في تكنيك الكتابة أحد .. فهو يحفر في كل نص طريقا لا يشبه ما فعله بسابقه , و في كل نص يبتدع مفردات أشد صخبا و أكثر حياة يستولدها من عادية الألفاظ و بديهيات الكلمات الدائرية البالية . الرجل مهبوش يا نجاة نسأل الله السلامة . أذكر له نصا أثار كثير جدل في تلك الآونة .. و رسمته انا , لم اعد اتبين تفاصيل ذاكرتي .. لكن كان هنالك بحرٌ و نوارس و رجل غريب و تسفار و حكايا و حكايا ,جهجهني النص ذاك و استغرقني حد أن رسمت له أكثر من ست لوحات لم تسمح مساحة الصفحات المتاحة له إلا بواحد منهم فقط , و لم يكن هو يرسم لنصوصه .. كان يلقي بها للآخرين كالطعم و يذهب و هم في انشداهتم باقون . حلوٌ هذا التي إس إي .. حلوٌ حديثه و قفشاته و احتفاءه بالصحاب الصحاب . و لا يغرنك لداحته في الكتابة , فهو حييٌ و خجول إلا عند خاصته , و ملعون في تلميحاته الساخرة و المربكة حد أن كنا نتضاير في حضرة لسانة الفالت خشية أن يصلنا راس السوط . هاجر إلى أمريكا بعد ان أعياه قلقه الذي سد عليه القعدة , و نهمه المرضي للقراءة و التجريب . فخسرنا - كعادتنا - واحدٌ من أكثر الكتاب قدرة على الإبداع العالي . نحيلا - كان - كالسوط و كريما كريما , دلعنا ذات عزومة في دارهم ( و هو ود عز بالمناسبة .. بمقاييس العز عندنا زمان : بيت فيهو بلاط و بلكونة و عتبات سلم و جرس على الباب ) فأكرمنا و أفاض , و أوصلنا بعربة ملاكي إلى حيث نريد .. فصرنا نتحكحك كل يوم عنده حتى يعزمنا تاني , لكنه لم يفعل ( عربي نجيض ) , و على ذلك فهو أغبش شديد الغبشة و سوداني قُح .. يجيد تقليد لسان عربيتنا المعووجة بالرطان لمعظم قبائل السودان و لا أحلى . يا نجاة حسبتني وحدي أمتلك مفتاح كنوز السر الملك , و وحدي ظننتني أتلذذ حد الطرب بكتاباته , لأجدك زي القدر تكشفين سري و تشاركيني فيه . أدعو الجميع لولائم الملك .. و هنيئا مريئا . شكرا يا نجاة يا تفتيحة .