|
Re: العلمانية والديمقراطية/العلمانية والدين (تركيا) (Re: Mohammed Elhaj)
|
تحياتي عادل أولاً آسف جداً على التأخير في الرد، و شكراً كتير يا عادل على الأسئلة البتغطي الموضوع بي صورة سلسة، بالتأكيد لاحظت في المداخلات السابقة محاولاتي الإمساك بالموضوع من جهات مختلفة بإتجاه تساؤل جوهري يهمنا ويخصنا وهو سؤال علمانية وديمقراطية الدولة محاولاً مقاربة زخم من المعلومات والتفصيلات التي تخص النموذج التركي واستخدامها في هذا الإتجاه دون الغرق فيها مع الأخذ في الإعتبار محاولتي للحاق بالحدث نفسه أي نهاية أزمة الرئاسة في تركيا في سياقه الزماني كمحفز للأمر برمته عندي، وإن كان لب النقاش هو ما أثرته أنت ببساطة في نهاية النقطة الخامسة بمداخلتك أي حول الديمقراطية والعلمانية ومكان الدين في النظام الديمقراطي، تبرز نماذج مثل النموذج التركي الذي نتناوله هنا والنموذج الفرنسي بعلاقته المتوترة مع الدين/قطيعته مع الدين التي لايجب تجاهل الظرف التاريخي أثناء قراءتها وفي مقابلها النموذج مع وجود نماذج ديمقراطية علمانية أكثر اعتدالا في علاقتها مع الدين، دعني الآن اتناول ما جاء في النقطة الأولى، أي هل حزب العدالة والتنمية حزب اسلامي أم حزب ذو جذور اسلامية؟ في أثناء قراءاتي في الفترة الأخيرة حول الموضوع التركي كان الوصف الذي يتكرر لحزب العدالة والتنمية هو (ذو جذور اسلامية) وكما ذكرت في احدي المداخلات أعلاه فمعظم قياداته اسست الحزب بعد انفصالها عن حزب الفضيلة الاسلامي بفاصل الاعتدال الذي يحاولونه في حزبهم الجديد والمبادئ التي قام عليها الحزب وشكلت برنامجه ذكرتها في المداخلة أعلاه هذا اضافة الى أن الحزب يطرح نفسه من خلال برنامج سياسي خالٍ من الاشارات والدينية اضافة الى التأكيدات المستمرة لقادة الحزب لالتزامهم بالعلمانية، الأمر الذي يشير اليه الكثيرون هو أن أعضاء/قادة الحزب هم المتدينون دون ان يقود ذلك لتدين الحزب نفسه وهنا الأمر بالطبع يقبل الجدال والكثير من الأخذ والرد، أيضا هنالك رؤية يطرحها البعض وأعتقد أنها مهمة لفهم السياق التاريخي الذي ادى للمفاصلة الحالية الحادة والتي شُبهت بالنموذج الفرنسي هو المفاصلة الكبيرة التي حدثت فيهما بين عهدين يمكن القول أنهما على طرفي نقيض، دولة أتاتورك العلمانية التي تتمثل أوتحاول تمثل النموذج الأوروبي وارثها القريب آنئذٍ من الدولة العثمانية بكل زخمها الديني والتاريخي كآخر خلافة اسلامية قبل ما يعتبره الاسلاميون نكسة يمر بها "العالم الاسلامي" في غياب الخلافة. نقطة أخرى يشاير اليها من قبل المراقبين هي اعلان العدالة والتنمية التزامه بالتعددية السياسية وهذه النقطة خلافية بصورة كبيرة عندما تقرأ مع نماذج مثل الجبهة الشعبية في الجزائر والانتخابات التي جرت في منتصف التسعينات والنموذج الحالى لحركة حماس بفلسطين والنموذج المصري المتمثل بالاخوان المسلمين وصراعهم مع النظام المصري، جل ما وصف به العدالة والتنمية في مسألة علاقته بالدين يجمله د. عبدالله تركماني في أنه حزب يمين وسط يحترم الشعائر الدينية. نقطة أخرى تثير التساؤلات وتبعده عن وصف الحزب الاسلامي هي محاولاته ودعمه المستميت لملف الإنضمام للإتحاد الأوروبي!
أعود
|
|
|
|
|
|
|
|
|