آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-02-2024, 12:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-13-2007, 10:09 AM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)

    الفصــل الـرابـع


    بـدايـة الفـواصل والـحواجز المسلحـة العسكريـة
    الحكم النوفمبرى والعهد الديمقراطى الثانى وآخر العهد بآباء الاستقلال



    الشـعب السـوداني يعـرف المبـاعث والأسبـاب

    إن كثيراً من شعوب العالم تعرف أسباب معاناتهاوتدرك أبعاد مشاكلها ... ومن هذه الشعوب يأتي الشعب السوداني في مقدمة الذين يعرفون مباعث هذه المشاكل .. بل هو يدري يقيناً محركاتها ؛ وغاياتها وعناصر إفتعالها ؛ بل وكثير منها لازمته قبل الاستقلال . كثير منها بقى بعده يتفجر بين آونة وأخرى ...
    مرةً في صورة تمرد لاحدى فصائل الجيش منذ ما قبل الاستقلال .
    ومرات في صورة انقلابات عسكرية تقتصر أو تطول حيناً من الدهر .
    وآونه أخرى في صيغة إستنزاف طويل يحمل ملامح حرب إهلية ...
    وما هو ... هي ... ولكنه يشكل مظهرياً منظور البيت المتقسم والأسرة المتحاربة فيجد له من خارجه معيناً ومحّرضاً وداعماً ... فلا هو ينتصر لاستحالة النصر عليه ؛ ولا هو بمنهزم لأن جيوب تظهر هنا وتختفي هناك تبعاً لظروف مددها الخارجي ومدى استمالاته لها ..ولا هو مستقر يشارك في السلام والأمن ويفتح الطريق للتنمية .
    وجاء العسكر ...
    تعرض تواصل الاجيال في السودان ... إلى ثلاث فواصل عسكرية ومدنية...
    كان لكل واحدٍ منها أثر سلبي وضرر مقيم على المسيرة الديمقراطية ...
    ففي 17نوفمبر 1958م أبطل انقلاب الفريق " ابراهيم عبود " ... رحمه الله .
    مشروعية الصراع الوطني الديمقراطي وحلّ الأجهزة المنتخبة ومنعها بالقوة من اصدار قراراتها الناشئة بين حكومة السيدين ... السيد عبد الرحمن المهدى والسيد "علي الميرغني "
    .... برئاسة الامير الاى ... عبد الله بك خليل " رحمه الله .
    والمعارضة الحزبية ... التي كان يقودها الحزب الوطني الاتحادي برئاسة الرئيس " اسماعيل الأزهري " . كان عمر الممارسة الديمقراطية أربعة سنوات . وعمر الاستقلال ثلاث سنوات تنقص شهراً واحداً . وقد تمكن هذا الفاصل الذي عّمر ستة أعوام . من أن يوقف النبتة الديمقراطية ...وهي لم تزل غضة طرية وحرمت الاجيال المعاصرة من تعليم وتعلم وممارسة الشورى واتقان العمل المؤسسى وفنون المزاولة الديمقراطية وتمليكها للجماهير بالتوعية والتعبئة . وقبعت التجربة اليافعة في سجن النظام العسكري الأول ليطويها النسيان وتتخلخل قواعدها في البنية السودانية تضفي الحماية والسلامة لخصومها وتحول بينهم وبين الهزيمة التى أوشكت أن تحيق بهم .
    فلولا الجدار العسكري الذي أحيط بهم لقطع دابر التدخل الطائفي في السياسة السودانية
    ولسقط إلى الأبد ظاهرة - النفاق السياسي - الذي صحب التجربة الديقراطية معكراً صفاءها ومقيداً خطوها .. ومثقلاً ظهرها كوزرٍ وبيل .
    إكتهل خلال سنى الانقلاب الأول صناع الاستقلال وشاخ بعضهم ...
    وفوجئت القواعد الشعبية برجال الجيش يمارسون مخاطبة الجماهير بنبرات عسكرية ويصدرون قرارات فورية . ويأمرون بقيام
    . ويعقدون هيئات تشريعية
    وينصبون من أنفسهم حكاماً عسكريين على المديريات .
    يأمرون وينهون ويقيمون ويقعدون صورة ابراهيم عبود
    بأوامر شفهية ومراسيم فردية تنهال في مدٍ غامر
    يتجزر معه العمل الجماعي وتضمحل المشاركة
    ويتلاشى شيئاً فشيئاً المظهر الديمقراطي الوليد !!
    ويشاهد رواده في السجون والمعتقلات ...
    ويتعرض آباء الحركة الوطنية للنقد الجارح والاهمال المميت ويتحطم كل شئ في نفوس الذين صارعوا الاستعمار وأخرجوه وينفصهم شئ في عقولهم وتختلط أشياء في أفكارهم
    ويتمزقون بين حاضرهم وماضيها فتعمى الرؤية لمستقبلهم ويسدل عليها ستار كثيف
    هاهي الطرق التي سلكوهاوالتضحيات التي بذلوها والمعادلة التي ألفوها تختفى كلها من بين أيديهم ولا يبقى الا الصمت والطاعة ... صفتان لاتتلاءمان مع حيز الحرية التي إكتسبوه الجهر بالرأى الذي تعودوه ... ويبذل المجتمع وتشاركه الذبول نبتة الديمقراطية ولكنها لا تموت ....


    الحكـم النوفمـبري لـم يـكن فظـا

    وبما أن عهد الفريق عبود ... كان فترة تسليم وتسلم فانه لم يكن ديكتاتورياً فظاً ، ولا قاسياً غليظاً ... الا في قتلة لخمسة ضباط حاولوا الاطاحة به وأخفقوا واستسلموا بلا مقاومة ... فليس إلى قتلهم من سبيل ... وضرب الانصار بالنار في أحداث المولد .
    كما أن مجلس حركته كله من أجيال الاستقلال التي سعدت به ، وافتخرت بسودنة الجيش السوداني وهي من قياداته ..ومع ذلك فقد عانت الحركة من عدة محاولات انقلابية ضدها ، وأعفى أحد أكفأ رجالها وزج بآخرين في السجون لمحاولتهم قبلها مرتين ...
    وكانت عرضة لهبوب من رياح التفاعلات في المجتمع السوداني وخارجه لتحقيق أمنيات لهم عن طريق الحركة ولحسم صراع لم ولن يتسنى لهم حسمه ديمقرطياً ولم يفلح من في الداخل ولا من في الخارج من تحقيق أطماعه ... فقد كان في الحركة رجالٌ من المدنيين لهم ثقلهم الوطني ولهم رؤياهم الثاقبة .. وكانوا هم أول من وضعوا اللبنات الأولى للحركة الوطنية السودانية .. ولتصوفهم الوطني المشبوب لم يحتملوا المرونة السياسية ولصدق ايمانهم بما يعتقدون لم يطيقوا المداولة . ولكنهم كانوا قلة في الحركة والرجال قليل . فلم يفعلوا بها ما يريدون ولم تستطع هي المكث طويلا فلم تدافع عن نفسها .
    عندما اندلعت مظاهرات الجامعة في اكتوبر 1964م وحلّ الفريق " عبود " رحمه الله مجلسه الأعلى بهدوء ، واسلم الحكم للمدنيين بهدوء ...
    هدوء لم تعكر صفوة الا مصارع شهداء الجامعة ... وأحداث القصر الدامية .
    شكلّ انقلاب 17 نوفمبر سداً مفاجئاً ومانعاً للاندفاع الديمقراطي حبس خلفه طبائع الممارسات الاختيارية التي كان يتعاطاها الشعب السوداني في مقارعة الاستعمار ؛ أو في المنافسات التنظيمية التي كانت تمارس نشوءها وارتقائها آنذاك في مجالات الانتماءات الحزبية والتكوينات النقابية وكانت كلها فيما عدا الاحتكاكات العضوية في المواقع المختلفة تتجه إلى ممالاءت الاستعمار …
    لذا كان الحجم النامي من مجموعها يترعرع في رحاب مفعمة بالحرية التي يتمتع بها كل تنظيم ..ولا ترهبه الخشية من مواطنيه في الاحزاب والتنظيمات الأخرى كانت المجالات تحتشد بزخم ديمقراطي سلمى يحتد في الحوار السياسي والنقد ... ولكنه لا يلحق الضرر بالروابط الاجتماعية ولا يخلخل الصداقات ولا يقطع علاقات الود بين المتنافسين في الوزارات والمعارضات والصحافة ومجالس النيابية ...
    كانت البنية الاجتماعية سليمة ومرعية . ومهيبة مقدرة الجانب ... سامية ...
    لم تتنزل إلى درك الصراعات الشرسة والمشاكسات الهابطة والعراك الصدامي . وكانت قوانينها هذه تحكم الممارسة الديمقراطية وتتحكم فيها لأنها تملك حق الحكم عليها فإذا ماصدر ... بطل كل جدل لأنها مصدر الرضى الذي يسعى إلى الفوز به المتنافسون هذا الاعتبار للبنية الاجتماعية والعلم برموزها ومكوناتها هو الذي أطفأ النار الدموية التي اشتعلت في أول مارس كأول ظاهرة لهتك معادلات المجتمع السياسي . التي درج عليها وأول التحام بالسلاح لغرض رأى مضمخ بالدم ...
    وتحد لسلطة شرعية بالانقلاب العشوائي والهياج الغريزي ...
    ولكن المحاكمات فيها جرت كما تقتضي قوانين البنية الاجتماعية كلها ... ولم تتح لردود الفعل أن تخرج من قسطاس إستقامته أو تميل مع الهوى ...
    فسلمت البنية الاجتماعية ... ولم تسقط الممارسة السياسية ولم تشوه مباريات المنافسة .
    كان فاصل 17 نوفمبر مانعاً للحوار مبطلاً للشورى ، محرماً للانتماء الاختياري الحر ...
    وبذا رسب خلف سده كل مكونات الشعب المولع بالمشاركة المحب للاستماع والاستماع الحر ، الاختيار ، والتروي ، والعزوف ...
    حتى الاستعمار نفسه كان يتحايل على هذه المكونات ويحاذر من الاحتدام بها احتداماً مباشراً ..وهو منذ : كرري " و " الشكابة " و " ود حبوبة " خلف قوانين العقوبات .
    حتى وهو يقمع المظاهرات التي سقط فيها الشهداء . ولكن نوفمبر إبتنى سداً دعمه السيدان ... ووقف في معارضته الحزب الوطني الاتحادي بقيادة الزعيم اسماعيل الازهرى ..ثم تلاه حزب الامة بقيادة الامام الصديق حيث تكونت الجبهة الوطنية في مطلع الستينات .
    الأثـر النفسـي على مرعـيات التعامـل

    أحدث هذا الفاصل العسكري أثراً نفسياً على مرعيات التعامل العتبرة في لبمجتمع السوداني ... وعلى أعرافه الطبيعية النابعة من ذاته ... وأحداث شروخاً في هيبة الكيان الديمقراطي ... ونالت من وحدة الاجماع عليه وزرعت حيرة في صفوف معتنقيه .
    كيف لهذا السد من التراب والرصاص أن يحد من ذلك التيار الكاسح الهدير ؟!
    وكيف يمضي من إعتاد الخطى طوعاً واختياراً واقتناعاً ورضى وهو يسير في طريق وطرائق لم يألفها بالأوامر والزجر ؟! وهي أبجديات المنكرات للأمة وافراد الأمة ؟!
    هل تحسم القضايا بالقوة ؟ وهل تكمم الافوه وتصلب العقول وتغلب الحركة بالقهر ؟!
    هل يكون الدين وتكون الدنيا لمن ينتهض فجراً يسرق قناع الآخرين بالسلاح الذي زودوه به وائتمنوه على حمله واستاجروه ليحمي أمنهم ؟!
    هل هو منهم أو أنه من غيرهم فأخطأوا في إئتمانه ؟!
    هل غفلوا عنه فشذ ؟! أم أفرطوا في الثقة به فأغتر ؟!
    هل تركوا له الحبل على غاربه فارتعى مرتعاً خارجاً وخيماً فجُنّ ؟!
    كل هذا كان في المخزون خلف السد يعتكر !!
    وظل السد يرسل من أمامه ماءاً مقطراً خلواً من طمي الحياة .....
    ما كان لغيره أن يُغرق " حلفا " على كرةٍ من أهلها !!
    ولو درى خبيئات الانقضاض عليه من داخله .. لعلم أنه جسر يتسارع على عبوره متربصان . ومع ذلك رحم الله الرئيس " عبود " فقد مضى إلى ربه طاهر اليد نقي الضمير
    وسمع من باحة الشعب بعد تقاعدة هتافاً أثلج صدره وتقبله بحيائه الجم :-
    ( ضيعناك ياعبود ... وضعنا معاك ياعبود )



    لماذا حتمية الفشل ؟!

    ولكن الحكم العسكري لن يجدى نفعاً في السودان وأن طال مداه لأنه يخالف في مناقضة حادة طبيعة الفرد السوداني ... فهو يحس به قيداً ؛ ويراه سجناً وقفصاً ضيقاً وجهلاً مسلحاً … وأن أقام له مصانع ومشاريع وأن تودد إليه بمجالس ونيابات .
    أنه يجدها فاقدة الطعم مرسومة الخطى .. يحس فيها بالانقباض إذ يرى نفسه مسيراً وليس مخيراً كما هو .... وأنه مقيد وليس طليقاً كما هو ... وأنه عبد وليس سيداً كما هو ..
    وكل صُناعة قردة ضارية تتواثب على الدرجات .
    فكل دسم الديكتاتوريات عنده سم ... وكل عسلها عنده علقم .
    ينطلقون من خيانة العهد وافتئات الأمانة ... ويزاولون ما لا يعلمون ... ويفعلون ما يجهلون ... ويلتصق بهم من لم تصل به دابته السقيمة إلى سطح الأحداث فيطوعون لهم العلم للجهل ... والنظرية للقوة .. والكرامة للسطوة ..والعدالة للظلم ..والحرية إلى السجن ….ويصنعون الخراب العلمي والدمار المنظم برهط سدنة العقوق والنكران فتذبل الحياة ويعتريها الشحوب . ولكنها لا تموت وإنما يصحبها رهق يعتريها بين الفينة والفينة كلما ضعفت أجهزة المناعة فيها ، عندما تتكالب عليها وافدات بعينها عميلٌ مقيم .
    * عدة عوامل تضافرت على إنهيار سد نوفمبر أو الحركة المباركة كما أسماها الفريق عبود فقد إستنفذت أغراضها المختلفة في داخل البلاد وخارجها :
    ( أ ) إستترت خلفها الطائفية السياسية فكتبت لها النجاة .
    ( ب) أكملت إتفاقية مياه النيل مما أمكن من قيام سد أسوان وترحيل أهالي حلفا وخلق مسطح مائي سيكون له أثره في خلق مناخ جديد .
    ( ج ) وافقت على المعونة الأمريكية .
    * ولها أيضاً حسناتها التي لا تنكر عليها : -
    1- قدرتها على كبت الحركات التي حاولت الإطاحة بها بما فوت الفرصة على الذين كانوا ينتظرون جنى الغنائم من نجاح هذه الحركات ولذلك حديث آخر سيأتي في حينه .
    2- انشاء خزان الروصيرص والكهرباء القومية ومدينة الدمازين .
    3- انشاء خزان خشم القربة ومشروع التوطين بالقربةومشروعها الزراعي ومصنعالسكربهاا
    4- مشروع سكر الجنيد .
    5- مصنع بابنوسة للألبان .
    6- عدة مصانع في كسلا .
    7- مشاريع تعليب الفاكهة .
    8- الأرسال التلفزيوني .
    9- تسليح الجيش السوداني .
    10- توسيع رقعة الزراعة الآلية " سمسم وهبيلة "
    11- طريق الخرطوم سنار والخرطوم الكباشي .
    12- وما علقت بسيرتهم علائق تؤخذ عليهم قضايا من تهم الفسادأو الافساد التى كانت تتطاير مع الاشاعات ضدهم وعندما وقف الرئيس عبود أمام المحكمة مدليا بشهادته للتاريخ قال في ثبات الواثق المنضبط أنه " أمر باستلام الحكم فاطاع الأمر كما تقتضي واجبات وظيفته " فبرئت ساحته وذهب رضياً مرضياً .
    هذا مالهم ولا يحسب ماعلى غيرهم ‘دانة لهم فاعتراض المسيرة الديمقراطية كان ممن هزم في إجراءاتها فلاذ بحيلة تنجيه من الاطاحة خارج مضمارها وهي إطاحة لا يتسنى له القيام بعدها أبداً .وما فكر الجيش يوماً في الحكم . وقد رفض الرئيس اسماعيل الأزهري أول عرض بالانقلاب لصالحه وحرّمه ... ورجال الجيش أولئك
    (1)كانوا من أصول الوسط السوداني التي وضعت سودنة الجيش بعد الجلاء .
    (2)تلمع على أكتافهم أشارات المعارك الخصيبة التي أبلوا فيها بلاء من أحب الموت فوهبت له الحياة !!
    (3) وهم شركاء النصر في المعارك الديمقراطية ضد النازى الفاشيست في الحرب العالمية الثانية ... وسيرهم الخارقة في صحراء الكفرة ومرتفعات كرن وأسمره وسهول الروصيرص خلقت نسيجاً من الزهو والفخار غرس في قلب كل مواطن علماً من الاعتزاز لهذا الجهاز المرموق ... واعتبره درعه وأمانه واطمئنانه الوثيق .
    (4)كانوا يألفون الصحاري ومناطق الشدة في بلادهم ويملأون قلوبهم منها بالحب والقوة والجسارة واستهانة الموت
    (5)ويرفعون لياقتهم القتالية إلى أعلى مستويات الجيوش في العالم كل عام في المناورات الشاقة التي يمارسونها وقوة الاحتمال وبراعة الاداء في سمتٍ مهيب يبدو في قاماتهم وهاماتهم التي توحى بقوة الاقتدار والعزم وشجاعة المستميت الجسور .
    (6)يشد كل هذا الكون من العزائم سياج منيع مرعى ومحترم ومراد لذاته له من قوانين الضبط المحكم والربط المطاع.
    كانت قوة دفاع السودان مثلاً تتمناه ليكون حارسها الأمين وحاميها المقدام رحمهم الله جميعاً . فقد خلف من بعدهم خلفً مغاير في كل صفةٍ من صفاتهم :
    * أفسح المجال لمحاولة تسييس جيش الأمة :وخلق خلايا الاستقطاب الحزبي داخله .
    * بدأ مسابقة الصحو فجراً والعدو نحو الأداعة . وأصيب الجسم القوي بعدوى الانقلاب الشائعة في الستينات .
    *استشرى نوع المغامرين الذين يظنون أن الحكم خيلاء ومرحٌ ونزهة ممتعة ونبش يقلب سافل الأرض عاليها ثم يسويها بالتراب ويجلس على تلها حائراً مخبولاً .
    كانت هذه ظاهرة الستينات ... وهي من افرازات الحرب الباردة وراحت ضحية لهذه الظاهرة شعوبً وبلدان باسررها في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية حيث لم تجد طريقها السوى إلى الآن...
    فأن الانقلاب في أى أمة يفقدها عناصر النشوء الذاتي من أرض واقعها وعناصر تكوينها .ويصعب عليها كثيراً أن تعود إلى الجذور وستسير في مهمة التيه أزماناً تبعثر أجيالها ثم تلتمس العودة فلا تجده … لقد بعثرت أجيالها واغتالت زمانهم واحلامهم وغيرت سلوكهم وحرمت عليهم القول والفعل والمشاركة في القرار ...صارت أرضا طاردة
    فلاذوا منها بالفرار ...صارت أرضا تعمرها الكراهية….ويحكمها الترصد والخوف .




                  

العنوان الكاتب Date
آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:18 PM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:20 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:23 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-10-07, 07:27 PM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira03-10-07, 09:55 PM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-11-07, 02:35 AM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 01:16 AM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 01:33 AM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira03-13-07, 07:55 AM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:09 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:21 AM
                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) خالد المحرب03-13-07, 10:33 AM
                        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 10:46 AM
                          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 11:13 AM
                            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-13-07, 06:02 PM
                              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-14-07, 06:06 PM
                                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-20-07, 10:59 AM
                                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-26-07, 04:22 PM
                                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-26-07, 04:26 PM
                                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-27-07, 09:15 AM
                                        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-28-07, 06:19 PM
                                          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر03-31-07, 04:19 PM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) شكرى سليمان ماطوس03-31-07, 07:23 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) Ahmed Yousif Abu Harira04-01-07, 05:45 AM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر04-03-07, 09:41 AM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر04-03-07, 09:13 AM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) شكرى سليمان ماطوس04-01-07, 03:53 PM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:00 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:22 PM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-11-07, 06:29 PM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-12-07, 05:13 PM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-12-07, 05:18 PM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-13-07, 09:03 AM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-16-07, 10:00 AM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر06-20-07, 09:21 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-01-07, 09:08 AM
                      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-01-07, 09:16 AM
  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) الصادق صديق سلمان07-01-07, 09:30 AM
    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-02-07, 04:12 PM
      Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر07-07-07, 10:20 AM
        Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:11 AM
          Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:31 AM
            Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 08:46 AM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-12-07, 05:19 PM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-15-07, 09:51 PM
              Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر09-15-07, 10:18 PM
                Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-26-07, 06:09 PM
                  Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-26-07, 06:28 PM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-28-07, 09:11 AM
                    Re: آخــر الكلــم _ بقلم الراحل المقيم (الشريف زين العابدين الهندي) مهاجر11-28-07, 09:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de