|
حاسبوا على فلذات أكبادكم / ظاهرة (أم كجامة) وهي سحب دم الاطفال في دارفور والنيل الأزرق وسنار
|
ورد في جريدة آخر لحظة بقلم الاستاذ مصطفى ابو العزائم
(والله إن القلوب لتنفطر حزناً بسبب المنغصات والأخطار التي تواجه أطفالنا .. وأراد الله سبحانه وتعالى أن يكشف لنا مخططات بعض المنظمات المشبوهة التي تتاجر باسم الإنسانية وحقوق الإنسان، مثل المنظمة الفرنسية التي تم ضبطها وهي تعد شحنة من أطفالنا بلغ عددهم (103) طفلاً وطفلة لتصديرهم إلى باريس في أبشع جريمة يواجهها المجتمع الإنساني خلال هذه الألفية الثالثة.. ولم تمر أسابيع قليلة حتى فاجأتنا الأنباء الواردة من دارفور وتحديداً من غربها عن بروز ظاهرة خطيرة أطلق عليها أهالي المنطقة إسم (أم كجامة) إستهدفت ستين طفلاً وطفلة، قامت مجموعة مجهولة بـ (سحب دمائهم)، وتركتهم في العراء يعانون من ويلات ما جرى لهم، وكان الناس ما بين مصدق ومكذب، لكن قائمة البلاغات كانت تتزايد بحيث يضاف لها كل يوم أكثر من ضحية، غير أولئك الذين ربما أسلموا الروح لأسباب يجهلها أهلهم، أو أولئك الذين لم يتقدم ذووهم ببلاغات رسمية للسلطات يكشفون فيها حقيقة ما تعرض له أبناؤهم.
والمصيبة الكبرى أن ذات الظاهرة - أي أم كجامة - قد إنتقلت إلى ولاية النيل الأزرق، ويرقد الآن في مستشفيات (سنجة) و (الروصيرص) ثلاثون طفلاً وطفلة تعرضوا لعمليات سحب الدم التي أشارت أصابع الإتهام إلى أن بعض المنظمات ذات النشاط المشبوه كانت وراء هذه الجريمة النكراء!!
الآن على الدولة وأجهزتها أن تتدخل بقوة لحماية أطفالنا في دارفور وفي النيل الأزرق، وعلى أجهزة الإعلام من إذاعة وتلفزيون وصحافة أن تقوم بدورها المطلوب في توعية المواطنين وتحذيرهم لرفع مؤشرات الحذر في نفوسهم، وعلى وزارات التربية والتعليم في العاصمة والولايات أن تتجه في ذات الإتجاه بتخصيص كلمة طابور الصباح اليومية للتعريف بهذه الظواهر والتحذير منها.. ونحمد لوزارة الداخلية تحركها الفوري للتحقيق حول هذه الظواهر المخيفة والمقلقة .. والقاتلة في بعض الأحيان. علينا أن نقدم تنبيهاتنا المستمرة للأمم المتحدة ومنظماتها لما يحدث بإسم الإنسانية وحقوق الإنسان من بعض المنظمات الخاصة، فللأمم المتحدة دور مهم في هذا الجانب، وكلمة مسموعة في فضاءات العالم السياسية والثقافية والاجتماعية، وعلينا أن نقرن ونربط بين ( أيام الأمم المتحدة) المستمرة التي تخصصها لبعض الأحداث والظواهر، وبين ما يحدث الآن، ويهدد أطفالنا، فقد صادف يوم أمس الأحد الثاني من ديسمبر اليوم الدولي لإلغاء الرق بينما شهدت الأسابيع القليلة الماضية كشف أكبر شبكة رق متمثلة في المنظمة الفرنسية لبيع أطفال السودان وتشاد في أسواق النخاسة بباريس وعواصم الغرب، وتلقيت صورة من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة في تلك المناسبة هزتني عباراتها الحزينة عندما قال : (مازال الملايين من البشر يعيشون عبيداً في هذا العصر ويقعون ضحايا لممارسات بشعة مثل الإتجار بالبشر والسخرة والاستغلال الجنسي، ويجند عدد لا يحصى من الأطفال قسراً أو يشتغلون في مصانع يُستغل فيها العمال او يُباعون على أيدي أسر يئست من إيجاد مصدر آخر للرزق).. لقد كانت هذه فقرة من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون للعالم بمناسبة اليوم الدولي لإلغاء الرق.. وكأنها تنطبق تماماً على ما حدث في معسكرات النازحين واللاجئين في كل من السودان وتشاد .. وما خفي أعظم بالتأكيد ! وتسلمت رسالتين من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة تم تعميمها على الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة في كل أنحاء العالم، الأولى بمناسبة اليوم الدولي للمعاقين الذي يصادف اليوم الأثنين الثالث من ديسمبر.. والثانية بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين الذي يصادف الخامس من ديسمبر الجاري. لذلك نرى ضرورة الربط بين ( أيام الأمم المتحدة) وبين ما يجري في ساحاتنا مرة باسم الإنسانية ومرة بإسم حقوق الإنسان، وهي مزاعم تتبناها بعض المنظمات التي أضحت أقرب إلى كونها عصابات إجرامية عالمية من أنها منظمات إنسانية .
علينا أن نعيد قراءة مواثيق الأمم المتحدة وتعديلها وضبطها بما يحقق لنا الأمن والإستقرار في أنحاء المعمورة، وأن نعمل على ترسيخ مفهوم التطوع الحقيقي لإنقاذ الإنسانية وحماية البشرية من مثل هذه الأخطار، على إعتبار أن التطوع هو سمة تميز جميع الثقافات والمجتمعات، وهو المصدر الأساسي لقوة الجماعة وقدرتها على الانتعاش وتضامنها وتماسكها الاجتماعي في مواجهة الأخطار).
في انتظار المزيد من الاخبار
|
|
|
|
|
|
|
|
|