|
صحف فرنسية تكشف تورّط الحكومة الفرنسية في عملية محاولة تهريب وبيع الأطفال السودانيين
|
شكوك حول "دور" لباريس في خطف أطفال دارفور وكالات (المجرمون) الأوروبيون المحتجزون لدى تشاد
ألقت صحف فرنسية بظلال من الشك حول وجود دور لباريس في فضيحة محاولة منظمة غير حكومية اختطاف أكثر من 100 طفل من دارفور وتشاد، بهدف بيعهم لعائلات فرنسية وبلجيكية بغرض التبني. وأفادت صحيفة "لوفيجارو" أمس الأربعاء بأن مسئولين من الحكومة الفرنسية ورجال الشرطة كان من المقرر أن يكونوا في استقبال الطائرة التي تقل الأطفال البالغ عددهم 103 أطفال لدى هبوطها في مطار شرق العاصمة باريس.
بدورها انتقدت صحيفة "لوموند" تعامل الحكومة مع الجدل المثار حول القضية وخاصة ما يتعلق بامتناعها عن تقديم "توضيحات مرضية" بشأن عمل منظمة "آرش دو زوي" غير الحكومية المسئولة عن محاولة الاختطاف.
وفي السياق ذاته، قال لورنت فابيوس رئيس الوزراء فرنسا السابق في تصريحات صحفية: "لقد أقحمنا أنفسنا في وضع مستحيل، وأرغب في معرفة ما هو دور السلطات الفرنسية تحديدا" في القضية. وأضاف: "من الواضح أن السلطات الفرنسية تعرف ما الذي يجري في تشاد".
وفي تشاد تجمع العشرات الأربعاء 31-10-2007 أمام المحكمة بمدينة إبيتشي الشرقية حيث رددوا شعارات اتهموا فيها فرنسا -القوة الاستعمارية السابقة- بأنها "شريك" في محاولة الاختطاف. كما ندد المتظاهرون بالأوروبيين المحتجزين بوصفهم "لصوص" و"قتلة".
وكانت منظمة "آرش دو زوي" قد ذكرت لدى تفجر القضية أن العملية كان يجري تنفيذها بعلم -وليس بدعم- السلطات الفرنسية.
وحينها تحدثت تقارير فرنسية عن أن طائرات عسكرية فرنسية في تشاد أقلت أعضاء في المنظمة في عديد من المناسبات.
ولدى فرنسا ألف جندي إضافة إلى طائرات مقاتلة متمركزة في تشاد التي تستضيف 236 ألف لاجئ من دارفور فضلا عن 137 ألف شخص نزحوا جراء التمرد الداخلي.
إدانة رسمية
وقد أدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي محاولة الاختطاف معتبرا أنها "غير قانونية وغير مقبولة"، وأكد لنظيره التشادي إدريس ديبي في اتصال هاتفي "دعمه الكامل" ووعده بـ"كشف الحقيقة" حول محاولة نقل الأطفال إلى فرنسا.
بدورها اتهمت وزيرة الدولة للشئون الخارجية وحقوق الإنسان راما ياد منظمة "آرش دو زوي" بالسعي لإخفاء نواياها وهويتها الحقيقية بتسجيل نفسها في تشاد تحت اسم آخر هو "إنقاذ الأطفال".
وذكرت الوزيرة أن الحكومة حذرت "آرش دو زوي" منذ شهور من أنها تخاطر بانتهاك القانون، خاصةً أنه ليس لديها أي دليل يثبت أن الأطفال الذين تنتوي نقلهم من بلادهم يتامى بالفعل، في إشارة إلى خطة أعلنتها المنظمة يونيو الماضي تقضي بنقل 1000 ممن زعمت أنهم أيتام من دارفور إلى فرنسا على مراحل تحت شعار "أنقذوا أطفال دارفور".
وبرغم تأكيد المنظمة أنها حصلت على معلومات من زعماء قبائل بأن جميع الأطفال هم من أيتام دارفور ولا يعرف لهم أي أقارب، فإن مستشارا لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قال: إن معظم أولئك الأطفال "تشاديون لآباء تشاديين" وليسوا من يتامى إقليم دارفور.
واعتقلت السلطات التشادية منذ أسبوع في إبيشي الخاطفين وهم 9 فرنسيين بينهم 6 أعضاء في المنظمة و3 صحفيين، إضافة إلى 7 إسبان هم أفراد طاقم الطائرة التي استخدمتها المنظمة لنقل الأطفال إلى فرنسا. ووجه القضاء التشادي تهمة خطف قاصرين والاحتيال والتواطؤ إلى الأوروبيين. وفي حالة إدانتهم ستواجه المجموعة أحكاما بالسجن تتراوح من 5 إلى 20 سنة مع الأشغال الشاقة.
"آرش دو زوي"
و"آرش دو زوي" التي تعني (قوس الحياة) هي منظمة فرنسية غير حكومية أنشئت في يناير 2005 على يد رجل إطفاء فرنسي متطوع يدعي إيريك بريتو. وتقول في موقعها الإلكتروني إنها منظمة لا تسعي إلى الربح، وهدفها الأساسي هو مساعدة الأطفال الأيتام.
ولا يقدم موقع "آرش دو زوي" الإلكتروني معلومات واضحة عن هويات القائمين عليها، لكنها تحرص على عرض بيانات وشعارات عامة من أبرزها شعار قوات الدفاع المدني الشهير "الإقدام والتفاني".
وبدأت المنظمة نشاطها في إسعاف ضحايا موجات المد العالية "تسونامي" في إندونيسيا عام 2005. وعقب انتهاء مهمتها في إندونيسيا يممت وجهها شطر السودان واضعة شعارا كبيرا في موقعها يقول: "أنقذوا أطفال دارفور في الوقت المناسب فسيموتون خلال أشهر".
ولا يعد نشاط المنظمة في التبني غير الشرعي للأطفال الذين تدعي أنهم أيتام بالشيء الجديد، فهي تخضع لتحقيق من جانب الشرطة الفرنسية منذ يوليو الماضي في تهم التبني غير الشرعي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|