ظللت أردد دائما وابدا أن هذه الأتفاقيه (نيفاشا) .. التى وقعت بين الحركة الشعبية وجماعة المؤتمر الوطنى أو (الأنقاذ)، رغم ما فيها من ايجابيات وما وفرته من هامش للحريات لكنها معيبه من اساسها فهى وقعت بين طرفين متضادين أو يسيران على خطين متوازين، الأول يتبنى نهج (الأسلام السياسى) بكلما فيه من عنف وتسلط وادعاء بحق الهى فى الحكم وما عليه من مآخذ و(ميكافيليه) حتى انه شرع فى اكل ابنائه بل ابائه من اجل الغايه (العليا) وهى التشبث بكراسى الحكم. أما الطرف الثانى (الحركه الشعبيه) .. ينتهج النهج (العلمانى) أو (الليبرالى) ورغم ما يتمتع به هذا الطرف من محاسن وأستنارة واطروحات ورؤى زاهية يمكن أن تحقق حلم كثير من الداعين لسودان جديد، يتمتع بالعدالة والمساواة الا ان ذلك الطرف لا يخلو من سلبيات وفى مقدمة تلك السلبيات (تنصله) عن علاقة الشراكة مع طرف ثالث هو (التجمع الوطنى الديمقراطى) الذى اختار بنفسه أن يكون حلقة ضعيفه مع انه كان بامكانه ان يكون اقوى الأطراف الثلاثه، وسلبيات هذا الطرف الثالث وان لم ترق الى سلبيات (المؤتمر الوطنى) أو (الأنقاذ) لما تضمه صفوفه من وطنيين شرفاء اصحاب رؤى متقدمه الا انه لا يرقى الى مستوى تنظيم الطرف الثانى (الحركة الشعبيه). من كل ما يدور داخل السودان وخارجه يتضح أن هذا (الوطن) التعيس .. سئ الحظ كلما خرج من نفق مظلم دخل فى نفق اشد ظلاما من الأول. فكما ذكرت وقعت اتفاقيه بين النظام الحاكم (المؤتمر الوطنى) و(الحركه الشعبيه) تلك الأتفاقية التى (همشت) دور اى فصيل سودانى آخر معارض، وجعلته شاء أم ابى اما أن يدور فى فلك المؤتمر الوطنى أو الحركه الشعبيه، وجعلت ممارسة النفاق لهذل الطرف أو ذاك يمثل مخرجا من ضيق اليد وصعوبة الحياة ويوفر الحد الأدنى من العيش وهذا اسلوب انتهجته الأنقاذ واتقنته لتركيع المعارضين لها أو شق صفوفهم، ولم يسلم حزب أو تسلم حركه من تلك الأنشقاقات التى تحولت الى (انشطاريه) ومن أجل هذا أستغلت الأنقاذ ضعاف التفوس الذين اقتحموا مجال السياسة أو المجال العام من أجل تحقيق مكاسب لأنفسهنم لا للوطن. الوضع الآن ينذر بالخطر فما هو الحل ؟؟ وما هو البديل؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة