|
البكور والانفصال
|
http://www.rayaam.net/colum/boni.html
حاطب ليـــــــل عبد اللطيف البوني
[email protected] البكور والانفصال في هذه اللحظة التى نعيشها الآن في السودان يصبح البحث عن «وحدة جاذبة» كالبحث عن قطة سوداء في غرفة مظلمة في ليل بهيم، والقطة غير موجودة، كما اننا يجب ان نحمد للظرف الموضوعي الذى جعل العودة الى استعمال السلاح لحسم الخلافات أمراً ليس سهلاً، بيد انه غير مستحيل، لا سيما وان الظرف الذاتي متوافر، فالسلاح وان صعب استخدامه إلا انه جاهز على طريقة «الرصاصة لا تزال في جيبى»، عليه يصبح المتنفس الوحيد والحل الأقرب اذا ما تصاعدت الأزمة هو التبكير باعلان الانفصال، فالبكور يا صديقنا دكتور عصام يبدو انه قد تحول الى مربع سياسى جديد، وقد قلنا بالأمس ان اعلان الانفصال مع وجود نفس القضايا التى أدخلت نيفاشا مقابر «الصحافة» يعني ان الحرب قادمة لا محالة، وستكون بدلاً من حرب أهلية ستكون حرباً بين دولتين متجاورتين وهي دون شك ستكون أكثر فتكاً وأكثر تدميراً من تلك الأهلية «الحنينة السكرة»، لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها لمصيبة ان نفاضل بين حرب وحرب.
لقد ثبت ان حل القضايا المعلقة وهي ابيي وترسيم الحدود والنفط بدافع ان تكون الوحدة جاذبة، قد فشل. لذلك نحن محتاجون لمظلة جديدة تفرز ظلاً جديداً - أى - نفسية جديدة للتفاوض حول ذات القضايا، بالطبع الوضع الأمثل ان تلغى فكرة تقرير المصير أو تؤجل الى العام 2025م مثلاً، ثم يعاد التفاوض حول مكونات الأزمة من المؤكد اننا سنجدها قد خفت كثيراً لن «تسكّر أحداً» لن تكون «عرقياً بكراً» كالذى جعل نيفاشا «تترنح»، بل ولن يكون مريسة أو كيلوميت، ستكون شربوتاً عادياً أو حسوة يشربها الجميع مسلماً على مسيحى حلالاً طيباً، فالوطن واحد، اذاً ترسيم الحدود سيكون من أجل تحديد الحدود
الادارية بين الولايات السودانية هل نقول المتحدة؟؟ ابيي منطقة في سودان واحد وستصبح مشكلتها بين المسيرية، والدينكا. فمواريث العلاقة بين القبيلتين كفيلة بحلها، النفط مسألة حسابات، وشفافية لن يكون سوى مشكلة لتقسيم الموارد بين الولايات السودانية.
بالطبع الحل أعلاه «الغاء الاستفتاء أو رفعه» ليس وارداً في هذا الوقت فالخلافات، وبقرة نيفاشا المقدسة جعلته ضرباً من ضروب أحلام ظلوت، عليه سيبقى الخيار المؤسف هو المتاح اي اعلان الانفصال المبكر. فالجميع سوف يدفع اليه دفعاً - الجميع هنا مهمة جداً - فإن كان ذلك كذلك يجب ان يتفاوض الشريكان أو بالأحرى الخصمان الحاكمان منذ هذه اللحظة على هذا الأساس «يا جماعة انتو أصلاً ماشين ماشين خلونا نتفارق بسلام»، ويا حبذا لو كان في الشغلانة شوية دموع كما بكى مدرب المريخ اوتوفيستر وهو يودع الفريق بعد ان «رمد خشمه» فحنية دموع الوداع قد تسهل أمر حل معضلة ابيي وترسيم الحدود ومسألة النفط، من المؤكد سوف تحل ولو بالاجاويد الدوليين. فالناس أصلها مفارقة وكل الذى سنقوم به هو عملية استباقية لاطفاء نار قادمة في حالة الانفصال قبل حل القضايا المعلقة، من يدرى بعد حل هذه القضايا قد تنتهي «السّكرة» ويفيق السكرانين ويسألوا أنفسهم اذاً لماذا الانفصال طالما ان كل القضايا قد تم حلها؟؟ لماذا لا ندخل في دولة كونفدرالية جديدة للأسباب كذا وكذا. وساعتها يمكننا ان نعدد آلاف الأسباب التى تجعل بقاء السودان الحالى موحداً أمراً ضرورياً بل وحتمياً، ولكن السؤال متى تفك هذه السكرة
|
|
|
|
|
|