الفاشر أبوزكريا .. رمَضان ومدفع الدلاقين!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 01:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-27-2007, 12:39 PM

hamid hajer
<ahamid hajer
تاريخ التسجيل: 08-12-2003
مجموع المشاركات: 1508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفاشر أبوزكريا .. رمَضان ومدفع الدلاقين!!


    الفاشر أبوزكريا .. رمضان ومدفع الدلاقين

    جبل مـرة :

    الفاشر القديمة ، ناسها الطيبين ، كانوا يسمعونها تدوّي كمالبركان ، بركان دريبة التي أوجدت جبل مرة في العصر الجيلوجي الأول ، فغر فاه الجبل عند قرية ( قرلانج بانج ) أو وادي الهراز بلغة قبيلة الفور الإفريقية ، سكان المنطقة الأصليون ، فكي دريج يمارس طقوسه الدينية ممزوجة بتقاليد الديانات الإفريقية ( كجُور ) ، في مواسم الخصب ينحني عند حافةِ ثغر البركان لذبح ( تيس ) مقرن ، أبيض اللون مع سواد ، ويُزين قرنيه ( سُكسُك ) مطرز بدبارة خيش ، الفكي يسمي الله مُورقاً الدمَ السخين ، ليجري فوق ملح بحيرة ( دريبة ) أعلي قمة في جبل مرة وتسمي أيضاً ( أوة أفِـكوو ) أو الجبل الجـد ، لأنه كان موجود منذ القِـدم ومَر عليه كل الحكام في ( طورة ) سلاطين ثم رحلوا ، بينما الجبل الجد ، ظل شامخاً يكسوه الجليد في عز الصيف ، قبل أن يتبخر ليمنح دارفور خيرات الخريف المتجدد كل عام ، والفكي دريج يتمتم ببعض من آيات الشكر من قرآنٍ كريم ، ليديم نعمة العيون والشلالات التي تبدأ قصة وجودها الإنتلوجي من هنا عند فوهة بركان دريبة .
    يتمتم الفكي دريج ببعض من آيات القرآن ..
    وأخري من صميم ديانات الأجداد ، كريم الديان !!
    ( قل آعوز برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ) ..
    - كلا دي يارو كلب بحر من الجنة والناس ..
    يستمر الصلوات ، سائلاً ( أوة ) أن يمنح المروج الخصب ، ويمنح الثمار والبرتقال ، واللبن الكثير للضرع ، آمين .. حتي يختمه بترك القربان للنسور والضواري ..
    ويعود إلي قريته ( تورونق تونقا ) ..
    هكذا يعتقد الفكي دريج .. الإله الإفريقي ( أوة ) يفهم كل اللغات ويستجيب لصلوات الإفريقيين ..
    ويتقبل التراتيل علي وقع نقارة القبائل وهزيم نحاس السلطان ودفوف مهاجري المسيد ..
    الإله الإفريقي ، يحب هذه الأرض فخصه بالوديان والخصب ..
    النساء والرجال الأقوياء ، سليلي السلاطين والميارم ..
    تمتلئ بحيرتان عظيمتان عند قمة الجبل الجد ( أوة أفكوو ) بالمياه ، مدرارة من عطاء سُحبٍ تلامس شفاه البركان ، ثم تغور رويداً مع الأيام تاركةً سجادة ملحٍ بيضاءَ ، وتستغرق رحلتها في غور جبل مرة شهوراً قبل أن تنفذ من عيون ( بركة الشيطان ) ، ويروي أشجار ( بروكرو ) سنديان سوني ، وبرتقال قلول وكالو كوتنج ، فتمتد أزرع المياه إلي سهول كجا وجريفات أزووم ، وترتحل الخير إلي بلبل ونيالا والفاشر ، لتنقل باللواري إلي البقعة إمدرمان ..

    أبو دلاقين:

    أهالي الفاشر سمعوها لأول مرة .. عندما حان وقت الإفطار في رمضان .. دَوي المدفع التركي ، إنتظروا طويلاً ليسمعوا أخبار الإنفجار ، فسرت شائعة بين أحياء أبوزكريا ، بأن هذا المدفع ، ليست كمدفع ( المكسيم ) التي حصدت أرواح لآلاف من الأنصار علي حافات النهر في ( كرري ) أو حتي ( أم دبيكرات ) ، فالسبتمبر من سنة ( 1898 ) لا يدانيها كل السنوات التي تلتها لجهة إراقة دماء الدارفوريين ، إلا عام ستة عشرَ وتسعمائة وألف ، في معارك ( سيلييه ) و( برنجية ) عندما إستشهد السلطان الخالد علي دينار الكيراوي في لقائه الثاني مع الإنجليز والمصريين الغذاة ، فقد واجههم بإمرة ( ود تورشين ) وبمعية السلطان ( دوسة ) ، وتكسرت عليه نصال العِـدا ، لكنه تقهقر والمنيه تابعه إلي نفق حياته التراجدية وبقيت مدفع الرمضان أبودلاقين شاهداً علي الزمان ، حتي اليوم في باحة رئاسة مركز بوليس ( خير خنقا ) متوجهاً ناحية ( رهد ) الفاشر الكبير ، الجهة المقابلة لقصر السلطان .
    فذاكرة أهل دارفور مع المدفع ليست ودية ، لكن التقليد التالي جعل من المدفع ( صديق ) يعين الناس علي الإفطار وخاصة في زمن مضي ولم يكن هنالك تلفاز أو حتي ميكروفون لسماع الآذان ..
    يجلس الرجال في مجموعات علي الطرقات ، هكذا هو العرف في الشهر الفضيل ، حتي يستطيع عابر السبيل أن يفطر علي بركة الله ، ويسمي جلسات الإفطار بــ ( درَع ) ، ولا يغيب عنه إلا من له حاجة ويتفقده بقية أفراد الدرَع إن هو غاب عن الحضور لإي سبب .
    لذلك يتفاءل الناس سلاماً وإبتلال للعروق بدوّي ( أبودلاقين ) ، وتتزاحم الأيادي لفتح ( صندليات ) موية ليمون ، أبري أحمر ، أبري أبيض ، بلح منقعة ، ترموس ، شوربة كبكبي ، شوربة عدس ، مديدة ( لوبي ) .. ، ومديدة القـِدّيم ، قرقدان ، لعلوب ، جغجغا ، نشا تبلدي ، بطيخ ، فقوس ، مديدة عيش مدروش بروب ( أم جنقر ) ، ..
    أما المرحلة الثانية التي تلي صلاة المغرب فهي ( العصائد ) وأطيبها تلك التي تأتي في ( قدح ) المصنوع من جزوع أشجار القـفـَل المشهورة في دارفور ، فالقدح إناء من خشب شجرة القفـل ، يصنع في شكل نصف دائري مما لا يستوي وضعه علي سطح أملس ، فيصار إلي دعمه بطبق مخروطي مصنوع من السعف الملون ، ثم يغطي ببرتال ملون أيضاً ، هذا الإناء الدارفوري التراثي يطيب الطعام بداخله وهي بمثابة ( فرن ) يستوي محتويات الإناء علي سخونة محيطه ، التي تدوم لعدة ساعات . المرءَ لا يقف في منزلةٍ بين منزلتين في الإختيار ههنا ، أي الوافد ( الرغيف ) والأصيل ( العصيدة ) فالدارفوري يختار الأخير حتماً وإنما يُخيّر بين أي ( مُلاح ) يختار ، تقلية ، مصران ، روب ، دودري ، مِريس ، تقلية مع كول ، تقلية مع سمنة ، أم بلبط ، بامية ، إيّير ، خضرة ،أم كجيك ، مرجخيس ، تمليكة ، وشية منصاس ، ...

    السَحور:

    يتسامر أولاد الحي في مجموعات حتي يحين أوان ( السحور ) ، ليقوم بعضهم بمهمة المسحراتي ، وعادة ما يضربون بإيقاع مميز علي أدواتٍ شتي ليست من بينها النقارة ، إيقاع السحور مميز يفصل بين ضربة وأخري ( كوبيليه ) من الكلمات التي تحث علي القيام والتبرك بمعاني روحيه لوجوب القيام للسحور ..
    قومو السحور ..
    يا الصائمين ..
    يا المدلدم ..
    بكرة تندم ..
    قومو اسحور ..
    الما بيصوم ..
    خليه ينوم ..
    ...
                  

09-27-2007, 01:08 PM

hamid hajer
<ahamid hajer
تاريخ التسجيل: 08-12-2003
مجموع المشاركات: 1508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفاشر أبوزكريا .. رمَضان ومدفع الدلاقين!! (Re: hamid hajer)

    Quote: Dear Hamid
    Ramadan Kareem.
    Thanks very much for the article which is very stimulating and full of loving memos. I used to talk to hamid Ali and others to take more care to that inspiring herritage of Afashir.. when I was free from Shala prison in earlly ninties I called for a cultural group,and so it took the name(Majmuat al tanmiya min alwagi al thagafi). I understood today is a leading NGO,under the leadership of Abderahman Angal. I always feel its the responsibility of Darfurians,and Fashirians in particular to go up with old Fashir to the lights that making the rules of the DAY in our country. Good Luck keep focussing on old Fashir Issues.
    AAKHATIR.
    عبدالله ادم خاطر
                  

11-15-2007, 06:42 PM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفاشر أبوزكريا .. رمَضان ومدفع الدلاقين!! (Re: hamid hajer)

    عزيزنا حجر

    المقالة اكثر من رائع

    التحية لك ولابداعاتك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de