|
|
 الزنــديـــه ... نهــوض المــكان ... فانتازيــا الســرد ( دراسه نقديه فى رواية الزنديه )
|
الزنــديه .. نهـــوض المـكان... فانتازيا السرد ( الجزء الاول )
مهاد نظرى :-----
الزنديه نهوض المكان .......فانتازيا السرد مساهمه نقديه تأتى فى سياق لولب خطاب النقد السودانى الحداثوى والذى انشد فكرة أكتشاف الابداع السردى المثقل بأسئلة الماضى والمستقبل التى مازالت ترمى بظلالها عليه وباحثا فى غياهب الراهن بتحولاته الكبرى وأيقاعاته الصاخبه .
وأذ تتبنى هذه المحاوله فكرة أكتشاف خطاب الروايه تستهدى بآليات التنظير النقدى الحديث لتفكيك النص جماليا وأضاءة خطابه المفاهيمى الثاوى خلف اللغه وبين ثناياها
أى توظيف ( التفكيكيه ) كمنهج جمالى لمعرفة كنه الخطاب السردى.
والنقد الحديث كمنجز حديث هو خطاب مرحل من سياقات تاريخيه مختلفه , تظل عملية ترحيله أو بالاصح تبيئته مسأله شائكه ومعقده لاجل أستنطاق النص السردى السودانى بل ومحفوفه بعدة منزلقات وتموجات , ولكن يظل الخطاب الابداعى هوخطاب كونى ولايعترف بالجغرافيا وسياجاتها .
والمحاوله أذ تستهدف أكتشاف الكهوف البلوريه للنص ( الزنديه ) تعترف وبعالى الصوت أنها أستمتعت وبحس جمالى شفيف وتمتعت يلذة النص فى مسارات أخاديده الغاتنه لاحداثه ولشخوصه وللمكان زنديه .... بعنفوانها و عنفها ولجرح فضيحتها النازف فينا ... وبذات الصوت العاشق لزنديه لانترد من أعلان أنحيازنا لخطابها الذى يضج بالتجريب والجرأه والمغامره على عتبات السائد والمقدس والمسكوت عنه .
(ويحك يا كمال عبد الباقى :---
تعطى ظهرك لزنديه وتشرئب لمدينه تظنها فاضله ....
هل سمعت يوما أن مدينة فتحت قلبها لحواشيها وهوامشها .....؟ ؟ ؟
أم تظن أن مدينة تترفق يوما بمنافيها ومنبوذيها ومحروميها ... ؟ ؟؟؟
تسلك الطريق الخطأ وتغرق فى أحلامك ثم تستكين .....................
عمدا تتغابى عن كل الحقائق وتنتظر غيبا ومعجزات ......................
لكنك تختلق له التسميات حتميه ... ضروريه ... مرحله.. (ص 75 / 76 )
وحيث تقترح الروايه ( الزنديه ) التجريب والمغايره تصدح فى مفتتح قولها السردى على غير المألوف والسائد وتفض خطابها بصوت راوى مختلف , هو صوت ناقد متحذلق يدعى المعرفه الشامله بزنديه المكان وبتواريخها وأهلها وأحداثها وبل بالكاتب نفسه أى الراوى ....:----
( لكى نقرأ أى عمل أبداعى أوفنى وما يحيط بهما يتوجب علينا .... الخ ) ص(10 )
وبهذا المتتح يعلن الكاتب عن روايته ( الزنديه ) موهما القارىء بوجود نص نقدى موازيا للنص الروائى .... ومتقاطعا معه أحيانا فى نقلات سرديه تتأرجح بين الصوتين السرديين الراوى / والناقد لتتلون بها حركة السرد الروائى مفتعلا أرباكا
داعما به تقنية تعدد الاصوات السرديه أى أنشطار الراوى .
هذه التقنيه فى حقيقتها تستبطن وعيا نقديا يتوارى فى لاوعى الكاتب وينزلق لحظة الكتابه التى هى مستوى شفيف مابين الوعى والاوعى ويظهر لاأراديا لحظة تخلص
الذات المبدعه من كوابحها حيث تتكشف فيها تجليات اللحظه بجنونها وأصطراعاتها
وهى تتشظى فى حرقة المحكى تستصحب معها موروثها الاسطورى والميثولوجى
والواقعى التاريخى واللا تاريخى العابر بشخوصه النمطيه وكاريزماته التاريخيه
كذالك ... وجغرافيا أمكنه غابره وأخرى رحلت وبقيت أطلالا وأزمنه مقهوره شاحبه
مهمشه تتجرع الذل والهزيمه وتنزف جراحاتها فينا فى زنديه .
ولكى نتوغل أكثر فى ثنايا هذه الكهوف البلوريه نحاول الامساك بأهم البيمات التى يتأسس عليها المعمار الفنى لزنديه .
• المكان : ----
دلالة المكان فى رواية الزنديه تتجاوز الامكنه التقليديه فى السائد السردى بأعتباره مكان الحدث أى الفعل ..... أما , فى الزنديه فالمكان يمتاز بسلطه مطلقه فى كونه مؤشرا للقوه كغعل الذى ينتج بدوره فعلا مضادا فعلا مضادا له .... هو المقاومه ضد عمليات الهدم أى كداله على التمرد على سلطة فعل الهدم ........
كبطل جمعى الانتماء له يخلق فعل البناء واحاسيس الوجدان وبذا يكتسب المكان العنوان دلالته فيشير الى المقهور المتمرد والمقاوم والخارج على السلطات .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الزنــديـــه ... نهــوض المــكان ... فانتازيــا الســرد ( دراسه نقديه فى رواية الزنديه) (Re: salah awad allah)
|
الجزء الثانى
*********************
ثانياً / السرد :----------
السرد فى زنديه يتحرك بضميرين ( الغائب والمتكلم ) والضمائر هنا تشير الى الراوى الذى يحكى الاحداث فى النص وهو راوى كلى المعرفه بالاحداث وبالشخوص وبل بكل ما تعتمل وتمور به دواخل شخوص النص ( عندما وصلت بزكرياتها عند هذا الحد تلفتت حولها وجلست ) ص (15) ونطالع كذالك ( كانت قد ضبطتها وهى تعابث عبد الله الكلول فى شقاوه فاجره ... ) ص (24 ) ونلمس فى السرد تقاطع صوت راوى الروايه مع صوت الراوى الناقد المتحذلق وذالك فى سياق أعتراضى ( هذا الحدث وقع بالفعل وكنت أنا حاضر ا وعبد الله الكلول شخص حقيقى فى زنديه ... فهو رجل فى الخامسه والخمسين من عمره ....) ص (24 ) وفى مشهد آخر ... ( عندما قال أبو النور جملته هذه كنت انا حاضرا بالفعل وقتها وكان يوجه حديثه لعزيزه بنت الفور فقالت له عزيزه : - ستات أنادى وناس شذر مذر ودايرين نعيش رأيك شنو ؟ فرد عليها أبو النور قائلا :--- تعيشوا شنو ؟ على الطلاق زنديه غير بنزين وكبريت ما تستاهل حاجه فى الدنيا دى , وردت عليه عزيزه بجمله واحده أضرب عن ذكرها لبذائتها ......) ص (32 ) .
وتبدأ أحداث الروايه فى تصاعدها حد الصدام كأعلى مستوى تشهده ذروة تنامى الفعل الروائى فى مقاومة عمليات الهدم للمنازل التى تقوم بها السلطات ضد زنديه بأعتبارها سكن غير قانونى وعشوائى وخارج على المنظومه الهندسيه الرسميه أضافه لكونه مصدر للجرائم والمشاكل لسكان المدينه المخططه .
وفى عمليات البناء التى تأتى مباشرة بعد عمليات الهدم كأصرار على الحياة لابديل عنه وبتعبير آخر كأنتماء وجدانى للزنديه هذه الجدليه ( هدم / بناء ) تتفاعل تفاصيل أحداثها مكونه الحدث المركزى للروايه الذى تنبنى عليه عملية النسج الروائى وتتشكل بأعتبارها أحداث مبسق منه وتتنامى بهذه الكيفيه جدلية الاحداث من الهدم الى البناء .
هذه الجدليه يبدأ بها خطاب الروايه السدى والمفاهيمى كذاالك وينتهى بها .............
ولكن تظهر نهاية النص ( زنديه ) فى الاجتثاث أجتثاث زنديه فى ظروف وشروط تاريخيه مغايره وبعيد ا عن المتوقع والمرجو ومخيبة للآمال وذالك على ضوء أحداث النص , هذا الاجتثاث الذى حصل لزنديه فى مرحله تاريخيه تبدأ بنهاية المظارات التى حدثت فى المدينه وهذا المشهد من الروايه يمكن أعتماده كداله يؤشر عجز الخطاب السياسى فى أجهاض المشروع الجماهيرى ولنستمد ذالك من النص ذاته حيث يحكى الراوى :-- ( جاءت الاخبار ان الحكومه الجديده تنوى هدم زنديه نهائيِا وتخطيطها وبيع أراضيها فى المزاد العلنى للقادرين لتزيد بذالك أيرادات الخزينه العامه ) ص(94)
وفى نفس الصفحه نطالع :----
( فى الصباح الباكر هدرت الجرارات والعربات عند مشارف زنديه وتحرك العسكر
والضباط وعما المجالس للقبض على المشبوهين وأصحاب السوابق كما جرت بذالك العاده ..... ) .
والمكان ينتج هنا أى فى النص هو الذى ينتج الحدث بل ويشكل ملامح شخوصه لاسيما شخوصه النمطيه ( عثمان سايرين / عبدالله الكلول / سكوته المجنونه /كاكا النوباويه / حليمه الفوراويه / الكزمار الهمباتى / نجوى تيه / ابو شلخ الهمباتى .... الخ )
وعند ما أفرج عن المقبوضين من أهالى زنديه وأبنائها ورحلت الجرارات وتمت أعادة عملية البناء للمنازل التى هى من القش : -
( أحضر حمدان الاعرج تيسا أبيض وحلف بالطلاق ثلاثا ليذبح فى الحال لانه كان قد أفرج عن معظم المعتقلين بعد ظهر ذالك اليوم ... وبعد أن قفز المفرج عنهم فوق دم التيس المذبوح ثلاثا ثلاثا وزع لحم التيس المشوى على الجميع .... ) ص ( 57 )
وتكثيف الكاتب لحالة الظلم والقهر المسلط على زنديه نطالع : ----
( كانت السماء بعيده عن الارض ذالك اليوم وكانت غائمه ومحجوبه بسحب كثيفه
ص ( 28 )
وفى مقطع آخر يؤشر الى تصاعد فعل المقاومه عبر جدلية المقاومه والانتماء : ----
( ولكن زنديه تعيد ترتيب نفسها بحذق مثابر وصلد مدهش وفى اليوم التالى تعود الحياه فيها تسير بصوره طبيعيه وعا ديه وكأن شيئا لم يحدث ويظل وجودها المقاوم هذا يؤرق سلطات المدينه ومنيقف خلفها ويسبب لهم الازعاج والقلق بصوره متكرره .......... وفى اليوم التالى أعيد بناء كل الرواكيب التى هدمتها الجرارات فى اماكنها القديمه تماما وفى معظم البيوت اكتمل الجزء الاعلى من قطاطى القش ...............
وعادت الحياه كأن شيئا لم يحدث حتى ان ( الحمريه ) لم تتاخر عن يومها الاسبوعى كما كان متوقعا بل علقت راياتها عاليه جدا أعلى من أى يوم سابق حتى أن ( عثمان سايرين ) أقسم برحمة أمه أنه رآها من آخر المدينه من الجهه المقابله .. ) ص(57)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الزنــديـــه ... نهــوض المــكان ... فانتازيــا الســرد ( دراسه نقديه فى رواية الزند (Re: salah awad allah)
|
الجزء الثالث
******************
ويستطرد الراوى : ----
( أما كاكا النوباويه ... فقد أطلقت زغروداتها السبع مبكرا جدا وعلى ذالك تجمع فى بيتها عدد كبير من النساء والرجال ... ) ص ( 57 ) .
وفى مستوى آخر يتحرك السرد الروائى على تقنية توظيف المنلوج الداخلى ولكن هذا المنلوج فى زنديه يتأسس فى مستوى تقنى آخر مستوى أبداعى مغاير ليتمظهر فى شكل حوار بين الراوى وشخصية ( كمال عبد الباقى ) كمال المثقف المنهزم والغائب عن فعل المقاومه : .................................................. ...........................
ويحك يا كمال عبد الباقى تنعزل مختارا طائعا ثم تطلب النجده والنجاة فمن ينجدك ؟
وأنت تعطى ظهرك لزنديه وتشرئب لمدينه تظنها فاضله , هل سمعت يوما أن مدينة فتحت قلبها لحواشيها و هوامشها أم تظن أن مدينة تترفق يوما بمنافيها ومنبوذيها ومحروميها , تسلك الطريق الخطأ وتغرق فى أحلامك ثم تستكين , عمدا تتغابى عن كل الحقائق وتنتظر غيبا ومعجزات , لكنك تختلق له التسميات .. حتميه .. ضروريه .. مرحله .... الخ , فسوف يضيع مجهودك فى الريح الخرقاء الهوجاء لانك أخترت الوقوف بعيدا عمن يسند ظهرك ويقويك ... ) ص ( 75 /76 (
.................
وبتقاطع تقنية تقاطع الاصوات السرديه تتنامى الحكايه وتتحلى بجماليات المشهد واللغه الممتلئه بطاقه تعبيريه مكثفه وببساطه شفيفه لكنها موغله فى الوجدان الانسانى .
و أحيانا يتداخل صوتا سرديا ثالث ثم يختفى ليربط المشاهد ( قال الجالس بجواره ) حيث تتم النقله السرديه هنا بفجائيه وفى مستوى أعتراضى متقاطعا مع صوت الراوى للنص الروائى : ........
( مرت سنوات وتغيرت أشياء عديده ونحن فى غفلتنا المجيده محاصرين فى ذواتنا نمارس عزلتنا وتعالينا فى أصرار ومكابره نعيش أوهامنا بأخلاص وتفانى ) ص(68(
كذالك نكتشف عند تتبعنا لمسارات السرد وحركة الشخوص يتخلص المؤلف من شخصية الراوى الناقد المتحذلق ويفنيها فى مقابله صريحه مع المؤلف ويكشف لنا أحدى حيل الكتاب فى أرباك القارىء و ببراعه تقنيه يكشف عن شخصيته كشاهد عصر على أحداث النص أحداث ( زنديه) شاهد موازى لشخصية الراوى للنص الروائى لكون أن الاخير شخصيه غير مشاركه فى الاحداث وفقط تقوم بدور أخبارى ووصفى ويخرج الراوى الناقد المتحذلف من عبائته الايهاميه المربكه ويمزقها تتكشف لنا ملامحه ويعلن لاول مره فى النص عن أسمه الحقيقى الذى يضاف الى شخوص الروايه قائلا : ---
( يبدو أن الكاتب رغم أنه أدخل كل أهل زنديه فى روايته هذه قد تحاشى أن يذكرنى فيها بأى طريقه وحسنا فعل ولكننى سألته عن ذالك فقال لى : ...
:- أن هذه الروايه كلها عنك يا جلال
قلت : - كيف وأنت لم تذكرنى فيها بتاتا ..
قال : - ذالك ما كنت اقصد
قلت : - لم أفهم شيئا فافصح
قال : - قصدت غيابك الفاجع
قلت : - لكنى موجود
قال : - فى المكان الخطأ
قلت : - لكن رغم ذالك أسير
قال : - فى الطريق العقيم ولن تصل
قلت : - لكن المرحله ...
قاطعنى : - #### فى الامانى الممرحله يجب أن تبدأ البدايه الصحيحه ....
قلت : - أنت طوباوى
قال : - لن أسمعك رأى فيك الان لكنك ستعرفه ذات يوم .... ( ص 65 ) .
------------------------------------
الشخوص : ----
---------------
تتوزع الشخوص ضمن حركة تنامى القص .. السرد الى عدة أتجاهات : ----
أتجاه التاريخ / أتجاه الماضى : -- وهذه الشخوص يتم أستدعاؤها من الماضى فى حلات الضيم الذى تعانى منه أحدى الشخوص فى لحظة ما من الاحدلث .
وهذه الشخوص يتم أستدعاؤها وهى خارج النص ( السلطان على دينار / الكزمار / وحماد العسكرى كما فى حاة سكينه او كما يسميها صبية زنديه بسكوته المجنونه ) حيث ينهض النص هنا على جدل الحضور والغياب وتتمظهر فيه لخات الخوف والضياع هذه اللحظات العصيبه التى تجتاح اهل زنديه وقت هدير الجرارات المنتشره معها قبعات العسكر وصوت ( حليمه الفوراويه ) وهى تتضرع الى البعيد الغائب : --
( متى تجىء ياسلطان الجبل
والعسكر والترك والجلابه التجار أكلو ا لحمنا ومصوا دمنا وعرقنا
فأرسل سيفك يا سلطان
وأرسل جنودك يا سلطان ..... ) ص ( 37( .
ويتم كذالك استدعا ء شخوص أخرى شخوص كانت موجوده ثم غابت بفعل الموت لتود فى مستوى الاستدعاء من الخارج مثل أستداء حليمه الفوراويه الكزمار الذى قتل فى أحدى معارك الهمباته وهى غير مقتنعه بموته , رغم ماظل يؤكده لها صديقه الهمباتى أبوشلخ لكنها ظلت متمسكه بوهم كونه خرج الى السلطان على دينار فوق الجبل وسوف يعود مع جند السلطان ليحرر زنديه من القهر والظلم وعلى هذا المنوال كان استدعاء سكوته لحماد العسكرى ... الذى قتل هو كذالك فى الحرب بالجنوب وحينها أصيبت بالجنون والذى اصبحت فيما بعد تعرف بسكوته المجنونه وهى تنده حماد : -
( الناس
البلد
الوجع
الارض الحياه ... الحب ..
أنافى أنتظارك يا حماد , الليل طويل والدنيا بالغلط والناس ما بتفهم فى ناس حمير وفى ناس وحوش و أنا ضعت ....
وزنديه ضاعت
تعال لينا
لى أنا وزنديه
تعال بسيف وحربه ورصاص وبندقيه رصاص كتير كتير كتير .... ( 55)
* شخوص فاعله فى أحداث النص وهى شخوص فاعله فى أحداث النص وهى تتمثل فى شخوص أساسيه مورس عليها تغييب من قبل الكاتب / المؤلف ... بفعل السكر والادمان ليقوم الكاتب فيما بعد بتحميلها ملايتمكن من قوله أى تحميلها مهمة قول المسكوت عنه داخل النص الا ان المسأله فى رواية زنديه تختلف نسبيا ويختلف معها المشهد الروائى وذالك الشخوص فى زنديه تبدو طبيعيه فى السياق التاريخى الاجتماعى فى مكان مثل زنديه كما نشير الى الشخصيلت التى تختلف من سكان زنديه وتسكن بها وتمتلك وعيا يمكنها من النهوض بزنديه نجداها من خلال الاحداث كلها منهزمه وهذه الشخوص المغيبه بفعل السكر والادمان أو الجنون نجد الكاتب قد أهتم بتطويرها وحملها مسؤلية النهوض بقضايا زنديه عدا أولئك المنزويين .
والمقايسه هنا تتم بتقييس المدينه المخططه فى محاوره للواقع وللمستبطن فى ذهن القارىء وذالك لاعتبارات نعتقد ها تتماهى مع الذاكره الجمعيه للمجتمع السودانى قيميا كتقييس ولا نجدها تشكل اى منظومه قيميه حقيقة قى واقع زنديه كمكان وكنص
ليقدم الكاتب عبر زنديه خطاب الفضيحة وهى تتعرى الزنديه التى تفضح زيف السلطه وتعلن هى عن صوتها بعنف موازى لعنف السلطه وهدير الجرارات وتنهض زنديه كأدانه لنل ولخطاب الوعظ الدينى الذى يمثله شيخ ابو النور المتواطىء مع السلطات ضد اهل زنديه ..... .وحيث ظل خطاب ابو النور خطاب الوعظ الدينى يقوم بترديد المعالجات اللاواقعيه لاهل زنديه ويتهرب من طرح المعالجات الحقيقيه لاهل زنديه
وذالك برفعها الى السماء .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الزنــديـــه ... نهــوض المــكان ... فانتازيــا الســرد ( دراسه نقديه فى رواية الزند (Re: salah awad allah)
|
الاخ Abdalla aidros
شكرا لمتابعتكم الفاحصه والعارفه بهذه الروايه العظيمه ..
كنا فى نادى القصه قد عرفنا بوصول الاستاذ/ بشير أبراهيم بشير مؤلف الروايه
وحاولنا الاتصال به لحضور الندوه بمركز ع. ميرغنى بأمدرمان ولم نوفق ثم تركنا الامر الى الاعلان عن الندوه فى الصحف .. 27/9/2004 وعندما حضر تحدث عن سيرته وانه فصل من الكليه الحربيه زمن نميرى لمعارضته النظام المايوى القمعى ويقيم فى سوريا الان وله هذه المجموعه التىذكرتها ومطبوعات أخرى وهو من مواليد قريه شمال أم روابه وعد بعوده نهائيه للسودان .. عندما يحضر لا يقبل الحوار مع الاجهزه الاعلاميه ويؤمن بنظرية موت المؤلف .. هذا كل ما أعرفه عنه ...لك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الزنــديـــه ... نهــوض المــكان ... فانتازيــا الســرد ( دراسه نقديه فى رواية الزند (Re: salah awad allah)
|
الـجـــزءالثـالـــــــــــــث ) والاخير)
زنديــــــــــــــــــــــه
تهتــــــــف ميكرفونات ( شيخ أبو النور) المنطلقه من أعلى منزله فى المدينه المخططه الى أهل زنديه مختتما خطاب وعظه ( أن فى آذانهم وقر وزفت وطين وشياطين , ثم يبصق فى أتجاههم وينزل مايكرفوناته .....) ص (32 وبالمقابل ينهض عثمان سايرين وهو جا لس فى حالة سكره شبه الدائمه وضمن سياق خطاب التمرد يضحك ساخرا من أبو النورويقول : -----
( اليكم أذاعة الوعظ والارشاد من زّنديه المكـــــــرمه ) ص (32(
وفى مشهد آخر من الروايه : -----
( كان يفصل بيته عن بقية بيوت زنديه شارع رملى عريض , وكان بيته هو آخر المنازل المخططه فى المدينه الكبيره وكان مبنيا بالمواد الثابته , وله بوابتان كبيرتان وبه دكان كبير ومعلق فى كل باب من أبوابه لافته مكتوب عليها بخط كبير ( مــــــــــنزل أحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرار ( .....
أن هذه المقابله التى ينسجها المؤلف / الكاتب / الراوى للروايه ..... , على مستوى المكان دلاله خفيّه تأتى فى سياق جدل المتناقضات أو صراع المتناقضات فى النص والتى تؤسس للميكانيزم الذى ينهض بنمو وتصاعد الاحداث فى النص كالاتى :-
زنــــــــــــــــــديــــــــــــــــــــه / المديـــــــــــــــنــــــــــــــــــــــه المخـــــــــططـه
ويتجلى المكان بمحمولاته وبدلالاته الثاويه والمضمره والمعلنه التى يستمد النص منها قدر كبير من تكثيف المعنى والدلاله للخطاب المفاهيمى ... لمشروع الروايه الذى ينبنى على فكرة أضاءة الزوايا المظلمه والمقموعه والمنزوع منها سلطة الصوت فى الحياه الســـــــــــــــــــودانيه المعاصـــــــــره , وفىهذا الجدل بين المكانين المتناقضين تنمو لغة بخطاباتها المتناقضه وبمعاجم مختلفه ومتناقضه كذالك ..........
( زنـــــّــــــديه دى كل المصائب فيها , الحراميه , الهمبــــاته , أصحــــــــا بــــــــــــــ الســــوابق والنســـــــــــــــــــوان الكـــــــــــده كـــــــــــده ) صوت أبو النورص(32(
وكما يديـــن خطاب زنــــــــــــديه الاخر الموازى لا يفترض أنه فى داخله كلا منسجما ومتجانسا , حيث ان الحركه الداخليه فى مجتمع زنديه ومايمثله رعب الحياه وقسوتها وعظيم المعاناه ..... جميعها هذه العوامل مع الاحساس الطاغى بالظلم الذى أنتج احساسا عالى بالتمرد كلها تعمل كقوة طرد مركزى لتلفظ كل ماهو مناقض لها فى صراع الفناء أو البقاء حيث العناصر الملفوظه عندما تكون بشرا يشملها هى الاخرى خطاب الادانه وهذا ماتم بالفعل لشخصية بشير التوم المسـاعد الطبـى الذى هجر (نجوى تيه ) بنت زنديـه وتحول منها الى علاقه عاطفيه أخرى مع ( ســعاد عبد الصمد ) احدى بنات المدينه المخططه حيث كان مصير هذه العلاقه هو الفشل كذالك لم تصمد علاقة ( عمـــاد ود حاج الجمرى ) وأنهارت مع( نوال بت آدم ود الصول العربجى ) .
أما كمـــــــــال عبد الباقى الذى يمثل المثقف النهلستى المنهزم تعرض هو الاخر لادانه قاسيه وواضحه عبر صوت الراوى نفسه هذا بالرغم من الحميميه التى تدثر بها خطاب الادانه هذه الحميميه هى فى الاساس داله وأشاره تنهض بتعرية العلاقه السريه
بين الكاتب / والراوى / وشخوصه لكون أن كمال عبد الباقى قد يمثل وعلى أقل تقدير جزء من ملامح شخصية الراوى / الكاتب / وذالك لاعتبارات تتعـــــــــــلق بالكتابه كنشاط ذهنى أنسانى أى فى كونها عملية أسقاط تتأسس من خلال جدل الذاتـــــــــــــ والموضوعى .... وهى فى حرقة المحكى ... أى الذات .. بين المرئى والامرئى بين الوعى واللاوعى ..... وهكذا , و هكذا ...... .
..... ( تكلمت علنا عن شيخ أبوالنور وأخلاقه السمحاء ثم تلفت ّ حولك ولعنته فى سرّك وما أستحيت ..... , لكن حليـــــــــمه الفوراويــــــــّـه قالت بعالى الصوت
( يركب هنا شيخ أبو النور ) وكاكا النوباويه بصقت فى وجهه فى وضح النهار... وحين شتم( عبدالله الكلول ) العسكر والضباط , أنزويت قرب ركام بيتكم المحطم وكتبت قصيده قرب الانقاض وقلت متفلسفا سوف أخلق ألف بيت من الشعر .... ....؟ ) ص(76) ......
• اللغـــــــــــــــة :---------------
اللغه فى النص أى كمنظومه أشاريه تتمظهر فى ثلاثه قواميس لغويه :---
• أولا قاموس أدبى رفيع كشف عن طاقه تعبيريه هائله شحنت بها المفرده وجماليات تميزت فى بساطة المفرده اللغويه ...
• قاموس قدسىأخلاقى ... خطاب الوعظ عند أبو النور
• قاموس خاص وتمثله مفردات شريحه من شخوص زنديه المكان تحديدا مثل :
عبدالله الكلول / عثمان سايرين / حليمه الفوراويه ............... الخ .
****************
• جد ل الحضور والغيـــــــــاب :------
وأذ تتبنى الروايـه الزنــــــــــديه خطاب المهمشــــــــين تنهض هى كفعل أبداعى علىأنقاض السائد من خطابات أخرى وتتصدى لهدم السائد من قدسى وأخلاقى أو بما يعرف بالمثلث القدسى ( السياسه الدين التقاليد ) كدلاله على تحميل النص خطاب المقاومه خطاب زنديه الذى ينبنى على صراع المتناقضات حيث تستمد سيرورة الفعل الروائى ديمومتها وطاقتها هذا الصراع يرسمه المخطط التالى :-
1 / جدل الحضور والغياب
2 / جدل تناقض المكان ( البعد الزمنى للأحداث )
3 / جدل المصالحه والخصام أو هزيمة مشروع المصالحه الاجتماعيه
4 / جدل الهدم والبناء
الحضور الغياب
حليمة الفوراوية السلطان علي دينار
سكوتة ( المجنونة ) حماد العسكري
حليمة الفوراوية الكزمار
عثمان سايرين التغييب بفعل السكر ( الإدمان )
عبد الله الكلول التغييب بفعل السكر ( الإدمان )
العازة أم السر غياب ابنها السر وذلك بوفاته فجأة
كمال عبد الباقي غياب عن فعل المقاومة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
salah awad allah
حسين يوسف احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست