الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: بمناسبة اليوم العالمي للطفل: سرطان الأطفال ... معاناة لكل الأسرة (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
*** 5 *** تفاعل الوالدين-2
الخوف و القلـق الخوف من السرطان أمر طبيعي لدى جميع الناس و في كل المجتمعات، و قد يسمع الأهل عن المعاناة التي تصاحب معالجات السرطان المختلفة، أو يعتقدون أن المرض بالسرطـان هو دوما حكم مؤكد بالموت، مما يزيد من مخاوفهم التي لا يمكن اعتبارها دون مبرر، حيث لا يستطيع أي احد ضمان نجاح المعالجات أو ضمان شفـاء المريض أو مستقبله. ومن الصعب على أي والدين أن يعتمدوا على خبرات و مهارات أناس آخرين لحماية حياة طفلهم و إنقاذه دون الشعور بالخوف و القلـق، و من الطبيعي أن يشعر البعض بالقلـق من عدم القدرة على مواجهة الأزمة و أداء دورهم كوالدين. وقد تنتابهم الهـواجس و المخاوف حول مقدرة الطفل على تحمل المعالجات أو تأثيرها على جسمه و نظرته لنفسه، أو حول المستقبل المجهول.
الشعور بالذنب يظهر الشعور بالذنب عقب تقبل الأهل لحقيقة سرطان الطفل، و يُعد من ردود الفعل و الأحاسيس الشائعة و العادية، و ينبع من اعتقادهم بأن إصابة طفلهم ناتجة عن أخطائهم أو تقصيرهم، و يشعرون بأنهم فشلوا في حمايته، و يتساءلون عما قد فعلوه أو لم يفعلوه و ساهم في نشوء السرطان، أو تنتابهم الهواجس من أن الأمر برمته يأتي كجزاء على ذنوبهم و خطاياهم. و قد تخشى الأمهات من فرضية أن السرطان نشأ نتيجة شيء فعلنه أو أخطأن به أثناء الحمل، أو أن الأمر ناتج عن وجود مورثات مختلة لدى احد الوالدين، و تبرز العديد من الأسئلة مثل: كيف كان بمقدورنا منع حدوث هذا ؟ ما الخطأ الذي اقترفناه ؟ كيف لم نلاحظ الأعراض ؟ كيف لم نحضره مبكرا إلى الطبيب ؟ كيف فاتنا أن نجري تحاليل الدم مبكرا ؟ هل ورث هذا منا ؟ و يركزّون كثيرا و بقلق على طرق معالجاتهم السابقة للطفل، أو اللقاحات و التطعيمات التي تناولها أو لم يتناولها. و قد يتفاقم الشعور بالذنب حين يلوم الوالدين أنفسهم على التأخر في ملاحظة الأعراض أو عدم الاهتمام بشكل كاف أو عدم استشارة الأطباء المختصين منذ البداية، و يبذلون جهودا كبيرة لفهم سبب إصابة طفلهم بالسرطان، متسائلين خصوصا عن نمط معيشتهم أو موضع السكن أو مصادر المياه أو التلوث البيئي بمنطقتهم، أو أعمالهم و وظائفهم أو عاداتهم الشخصية ( كالتدخين ). و الواقع أن الشعور بالذنب يخامر جميع الأهالي بشكل أو بآخر، و من الطبيعي أن يسعى المرء لمعرفة المسببات وراء أي مشكلة تواجهه. و ربما يكون من الصعب تفهم حقيقة أن الأمر غير قابل للشرح. و المسألة المهمة في هذا الصدد أن يعلم الأهالي، أنه على حد ما وصل إليه العلم الحديث، فإنه لا شيء مما فعلوه أو لم يفعلوه قد سبب السرطان لطفلهم. و لا يستطيع العلماء تأكيد أي سبب محدد لنشوء السرطان لدى الأطفال، كما يلزم للأهالي أن لا يسمحوا للشعور بالذنب أن يشتت جهودهم في معالجة الطفل و يعيق قيامهم بالمهمات الكثيرة التي أمامهم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|