هذه الطاحونة ، حباتها ( المدقوقة و المدروشة بين رحاها هم المغتربين و ضجيجها يصيب أسرهم هنا و هناك فتجعلهم يعيشون في حالة من إنعدام الوزن ). أهلنا في الشمال ، مارسوا الإغتراب منذ عهد الملكية في مصر ، و أيام الملك فؤاد و الدون جوان الأرناؤوطي فاروق ، أو قيل قبل ذلك. سألوا أحد جهابذة الإغتراب ( و هو من عندينا ) : ما رأيك في الإغتراب ؟ فقال : العشرة سنوات الأولى صعبة. معنى هذا أن سنوات الغربة عندنا تقاس بالحزمة ( كالسنة الضوئية )، كل حزمة تساوي عشرة سنوات. يعني أربعين سنة غربة تساوي أربعة حزم و كل حزمة إغترابية تكون حبلى بالبحث عن كفيل أو عمل أو تأشيرة للذهاب و العودة بها أو طلبات لا تنتهي إن لم تنتهي كل الحزم بمرض السكر أو الضغط أجاركم الله و إيانا. تسأل واحدة عن زوجها : متى يأتي ؟ فتقول لك : بعد نص حزمة. لأنه لو قالت بعد خمسة سنوات ، الواحد بيشوفها كتيرة ، بالضبط زى فرق السعر بين الجنيه و الدينار السوداني. نحن أحسن شعب نختزل الزمن بصبر عجيب ، حتى أن أحد الظرفاء قال ، إن المدفون في ذلك الميدان ( ليس أبو جنزير ) بل هو سيدنا أيوب عليه السلام ، جد كل السودانيين الصابرين، فرضعنا منه هذا الصبر الجميل و لم نفطم منه إلى يومنا هذا ، و تسرب إلى جيناتنا الوراثية ، فإنساب إلى شراييننا و تحكم في فصائل دماءنا. كل واحد فينا شايل همو ، و هم ناس تانين ، و شايل قصص في راسه ، منها المضحك و منها المبكي و منها المضحك المبكي .
( الصفحة الأولى ) :
زولنا حمد ، زول سوداني ، فنجري الطباع ، فارع الطول كأجداده من سلالة تهراقا ، وسامته لا تخطؤها العين ، مشلخ شلوخا غائرة كخطوط المحراث في أرض بكر.
عندما إلتحق في الرياض بعمل لأول مرة قبل كم حزمة إغترابية ، سأله بدوي : ما هذه الشرطات على خديك؟
فقال له حمد مازحا و بهمس : أنا حأقول ليك بس ما تقول لي زول. في بلدنا الواحد لو ما قتل ليهو أسد أو نمر يعتبر ما راجل و ما بيعرسوا ليهو ، أها أنا صارعت نمر و قتلته ، و لكنو عمل فيني الشرطات دي.
البدوي تراجع مصدقا و هو يفتح فمه مندهشا و متوجسا خيفة. و لكنه لم يجهد تفكيره و يسأل نفسه : ما هذا النمر الذي يختار الجضيمات فقط و يقوم بتشريطها بهذا الإتقان الهندسي ؟
أوقف القدر في طريق حمد فتاة إسمها ( ريتا ) .. فتاة جنسيتها ( خاتفة بلدين .. كلون بشرتها خاتف اللونين ) .. فالوالد من قلب أثينا و الأم سليلة أمهرا ( بت عماً لي مادلينا ) فكانت للناظر متعة للعين و قلبه و الكمال لله ، كل شيء فيها بديع و جميل ، حبشية ... أبوها إغريقي سليل هوميروس و أمها سليلة الأمهرا ، ولدت في أثينا ، و ترعرت في أديس ، و إغتربت في السعودية.
تتابعها بعيونك و أذنك عندما تتحدث و هي تحاول تقليد لهجتنا الحبيبة ، فكأنها تتكلم و فمها مليء بحلاوة هريسة ،
و خاصة عندما تأتي بكلمة بها حرف العين ، فيخرج الحرف و هو شبعان من ريقها ، من جوة جوة الحلق. فتتمنى لو قالت أمامك طوال اليوم ( يا علوية عيونك عسلية ).
أحب حمد ريتا ، حبا ملك عليه فؤاده و لبه و جعلت مجاري شلوخه تتوهج كلمبة النيون و تمتليء بدماء العشق التي تغلى في عروقه. و بادلته ريتا حبا بحب. و ( الساعة الـ يقولو ليها حمد ، الكلام يكْمل و يقيف.)
قلنا له و نحن نظهر الشفقة و نضمر الحسد : دي ما معروفة مسلمة ولا مسيحية ، يعني أهلك ما حيرضو .. لم يجعلنا نكمل تعليقنا الغتيت ، فقد قال و الشرر يتطاير من عينيه : و الله لو بقت راهبة ولا من السيخ ما بخليها... تزوجها حمد ، مازحه أحدنا بغيظ مكتوم و حسد بائن بينونة كبرى: أولادكم حيطلعوا مشلخين جاهزين و إنت عامل لي شلوخك الغريقة دي. المثل يقول ( البيحبك بيبلع ليك الظلط ) ، و لكن كان حمد بيبلع ليها الدراب و ( الكُرْكُتي ) و كتل الإسمنت المرورية.
فعندما دعانا لأول مرة لوجبة غداء ، قال لنا : ريتا عملت لينا أكلة سودانية بإيديها. و حضرنا في الموعد المضروب ، و نحن نشحذ أسنانا لإلتهام وجبة سودانية بأيدي أجنبية.
و حمد يدخل و يمرق ( كأم العروس ) تارة يستحث ريتا و تارة يمدح في ريتا و عمايلها السودانية،
ثم أتت الصينية مغطاة بطبق سوداني ، و عروق من الجرجير تتدلى معلنة أن المائدة ستكون عامرة ، و إنكشف الطبق عن صحن ( ماكن ) يمكن أن يسبح فيه طفل عمره ستة شهور بحرية تامة ،
و داخله شيء أشبه باللحاف المطبق أو شملة الدخان قبل أن تصير قديمة ، أطلق عليه حمد إسم القراصة ، كان لونه داكنا يميل للون الكاكي الغامق ، فقلنا ربما من نوعية الدقيق ، و عندما سكب حمد ( الملاح ) و الذي من المفترض أن يكون ملاح الويكة ، إندلق سائل هلامي يمكن أن تحسب من خلال شفافيته عدد حبات الفلفل الأسود و حبات الويكة الناشفة و أجزاء من الماجي التي لم تذب في الحلة. و إندلق السائل بعد عدة محاولات من حمد و كأنه يضع لك مرهم بنسلين في العين ، و الذي غاظني و جعل الدم يصعد إلى نافوخي هو أن حمد ما إنقطع عن شكر هذا الهلام و هذا اللحاف القابع في طشت الغسيل الذي أمامنا : قال و هو يبلع بنهم و تلذذ : بالله ما شاطرة إنو الواحدة تتعلم تعمل الحاجات دي و بالسرعة دي ؟ فقلت له متهكما : الكلام على الأستاذ يا شيف الهيلتون. لم يفهم مغزى تهكمي و واصل إبتلاع الكتل العجينية و نحن نتسلى بالسلطة المليئة بالشطة الحبشية. عند خروجنا ، قالت ريتا : الأكل عجبكم ؟ قلت لها و أنا أفكر في أقرب مطعم : و دي عاوزة كلام ؟ تسلم الأيادي يا مدام ريتا. لكزني صديقي : تسلم الأيادي و تبوظ المصارين ، مش كدة ؟ معذور حمد ، فقد كان يرى فيها كل شيء حلو. ثم إختفى عنا حمد ، و لفترة طويلة ضاعت أخباره عنا وسط زحام الحياة و حزمنا الإغترابية تأكل لحظاتنا ، ثانية تلو الثانية.
( يُسْتتْبع )
11-19-2007, 02:06 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
كالعادة ابا جهينة نص يقبضك ملئ بالاحداث القصة بداية وسط نهاية بل هناك عقدة تمثلت فى ريتا كل الارسطية التقليدية فى الكتابة تحوم هنا يصلح هذا النص لعمل تلفزيونى متكامل لكن بصراحة (ليه حمد ما خلاها تعمل زقنى ؟ ) احسن من يعمل الزقنى هم اهلنا الاحباش وانظف من رايت روحا ومعنى ارقى من يمكن لك ان تتعامل معهم (مثل كل الشعوب بالطبع)
احسدك على تمكنك من السرد وقبضك ناصية الحكى شكرا لمشاركتنا هذه اللوحة الانسانية
11-19-2007, 04:41 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22660
سيدنا جلال بن داؤود عليك السلام وشوشتني القصة وشوشة فأنتشيت نشوة جعلتني أتحرق شوقاً للجزء التالي من الحكاية . نحن ربما تشابه علينا البقر في شأن حياتنا كله فعادة ما لا نفرق بين الصبر واللامبالاة على سبيل المثال ، فتضيع الكثير من الحقوق بسبب التفسير الخاطئ وقصر النظر الذي جعلنا نشوف بقرة ود سرتوت التي بالكاد تنتج الروب تشبه أو تماثل أبقار فوكي الهولندي ذات الشامة أو الأبقار الدنماركية التي تنتج الزبدة وبقية مشتقات اللبن الفاخرة. الأحباش كما قال لي صديقي اللدود دكتور آدم أنهم شعب لطيف مسالم ودود برغم الفقر المدقع الذي يعيشه يحترم السودانيين ويحبهم ويحب موسيقي وغناء السودانيين ويحفظ عن ظهر قلب أغاني محمد وردي وسيد خليفه جنباً إلى جنب أغاني محمود أحمد وأستير وتلهون ولو كان لنا بعيراً عابراً للحدود لهامت به نياقهم دون شك ، ودكتور آدم ذهب أبعد من الإبل وخيل عنتره عندما أطلق على الأحباش "ناس معزتنا" ولكي أكون أكثر صدقاً لم يتجاوز ذلك معبراً عن التمنع من ريدته لسواهم كما أخبرنا بذلك الفنان في أغنيته الشهيرة بعد أن رحل الجماعة من بيت الإيجار في شمبات إلى بيتهم الملك في الثورة الحارة السابعة بالوادي أو بالنص كلو بيوصل. أبا جهينه أجد العذر لريتا في أن تسقيكم ملاحاً وتعمل القراصة على النحو الذي ذكرته فلو ، فتحت عمل الشيطان أم دكان ناصية لا فرق ، تركتموها أو قل تركها حمد تعمل الفي مزاجها لخرجت علي حمد وضيوفه بما يسرهم فالمطبخ الأثيوبي غني ، فكان يمكن أن تخرج عليكم بدورو وت وإن تمنعتم وخفتم من نزلات البرد عند طيور الريد كما أشيع لإستعاضت عن ذلك بكي وت أو فرفر أو كيدفو وإن خفتم من الحمي المالطية التي أثارت الهلع في أوساط أكلة اللحوم فعليكم بالشورو فإنه ضرب من ضروب العدس ونوع من أنواع البقوليات ولن تكونوا أفضل من بني إسرائيل في إستبدال المن والسلوي بالفوم والعدس وختامه قهوة أول ومثني وثلاث وشئ من فشار وعبق بخور. أبا جهينه يا أخي أسمح لي أن أقول ليك إنت فيك ضرر للقارئ لكين بالضرورة نفعك عندي أكبر من كل ضر فعليه كنت ولا زلت أدمن على كتاباتك لأنها صادقه ومعبره وهو إدمان حميداً مستطاب بإجماع الفقهاء. ما تطول الغيبة فإنا ها هنا قاعدون ، أنا والجماعة ، وسوف لن نقول إذهب أنت وربك قاتلا بل سوف نحاول أن نعقب على ما تجود به من كتابات ما أستطعنا إلى ذلك سبيلا.
11-20-2007, 07:35 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22660
Quote: أبا جهينه أجد العذر لريتا في أن تسقيكم ملاحاً وتعمل القراصة على النحو الذي ذكرته فلو ، فتحت عمل الشيطان أم دكان ناصية لا فرق ، تركتموها أو قل تركها حمد تعمل الفي مزاجها لخرجت علي حمد وضيوفه بما يسرهم فالمطبخ الأثيوبي غني ، فكان يمكن أن تخرج عليكم بدورو وت وإن تمنعتم وخفتم من نزلات البرد عند طيور الريد كما أشيع لإستعاضت عن ذلك بكي وت أو فرفر أو كيدفو وإن خفتم من الحمي المالطية التي أثارت الهلع في أوساط أكلة اللحوم فعليكم بالشورو فإنه ضرب من ضروب العدس ونوع من أنواع البقوليات ولن تكونوا أفضل من بني إسرائيل في إستبدال المن والسلوي بالفوم والعدس وختامه قهوة أول ومثني وثلاث وشئ من فشار وعبق بخور. أبا جهينه يا أخي أسمح لي أن أقول ليك إنت فيك ضرر للقارئ لكين بالضرورة نفعك عندي أكبر من كل ضر فعليه كنت ولا زلت أدمن على كتاباتك لأنها صادقه ومعبره وهو إدمان حميداً مستطاب بإجماع الفقهاء.
تعرف يا عزيزي أنا مقتنع تماما بأن الشعب الأثيوبي و الذي يكن لنا كل الود .. يتمتع بصفات جميلة جمة .. و مطبخهم كما ذكرت أنت عامر بأصناف تجبرك على إدمانها. زيارتي الوحيدة لأديس لا زالت راسخة في ذهني .. شكرا مرة أخرى على المرور الذي يسعدني دوماً و سنواصل بحول الله
دمتم
11-19-2007, 07:14 PM
ismeil abbas
ismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789
أخي أبا جهينة كثيراً ما سافرت إلى تلك الأمصار ورحلاتي ما أنفكت تتري بسبب أو بدون وغاباً ما أحقق في رحلتي الفوائد الخمسة المرجوة من الأسفار وكثيراً ما يتعلق القلب برغم وهنه وضعفه بالجمال وغير ذي مرة تعلق قلبي طفلة حبشية ليس لها ديباجاً ولا حلي ولا حلل تنعم بها حتى لكن لها مقلة لو أنها نظرت بها إلى أشد المواقف حزناً لتحول في لمح البصر إلى طرب وفرح يخيل إليك أن الحضور فيه سكاري وإن لم يصلوا بعد لمرحلة لط التي يفقد فيها الإنسان التوازن فلا يعي ما يقول. وأنا أقول أن الهوى كما قال العباسي ما له بلد ، وأجد العذر لحمد الذي كب مشاعره ودلق أحاسيسه بصدق تكبكبت وتكأكأت على إثرها ريتا فبادلته الشعور بأصدق منه فتلاشت المسافات واللغات وحتى الشلوخ العراض وتلاقت قمم وكانت ساعة النصر ، من ناحية أخرى أري كما رأي نزار قباني أن الحب "ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال لكنه الإبحار دون سفينة وشعورنا أن الوصول محال". وبخاصة في عالمنا ومحيطنا فما أن يتزوج الرجل وتمر الأيام إلا ويبدأ الحب في الإنزواء شأنه شأن فستان الزفاف وبدلة العرس وصور تكون مجرد زكريات. فهل يجوز للإنسان أن يتزوج واحدة ويحب واحدة أخري. ؤال مطروج لأهل الحل والعقد من فقهاء اليوم الذين أحلوا زواج المسيار وغيره. الغربة مؤلمة وهي أقسي نضال لكن أثبت السودانيون في مهاجرهم وبخاصة أصحاب الحزم ذوات السنوات العشر أن الغريب عن وطنه مهما طال غيابو ما بالضرورة يرجع تاني لي أهله وصحابه لأنه غالباً ما تنسيه الغربة أهله وصحابه وينشغل عنهم بآلامه وهمومه التي تبدد كل أحلامه وإيابه للوطن. وأمرؤ القيس لمن إغترب قال بعد أن حرقته الغربة في حنان حنانه وعاش مشاكل الكفلاء وتدني الرواتب ومشاكل الأهل وآمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم عطفاً على واقع المغترب ، وفي النهاية زهج ودق كفيلو قبل أن يدق ليهو خروج نهائي وقال وهو في الرحلة المتجهة إلى الوطن:
وقد طوفت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب جلال بن داؤود عذب حضور حرفك .. ومغدق هو الجمال بين سطورك بطل إستنكاح فأنا روحي إتسلت بل تشحتفت وفي إنتظار الإستتباع ( يُسْتتْبع ) دمتَ نقاء .. لا عدمتك
11-21-2007, 07:19 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22660
تتداعى ذكرياتك المشحونة بمفردات و حكم و أمثال لتجمل ( النضمي ) برمته.
Quote: وكثيراً ما يتعلق القلب برغم وهنه وضعفه بالجمال وغير ذي مرة تعلق قلبي طفلة حبشية ليس لها ديباجاً ولا حلي ولا حلل تنعم بها حتى لكن لها مقلة لو أنها نظرت بها إلى أشد المواقف حزناً لتحول في لمح البصر إلى طرب وفرح يخيل إليك أن الحضور فيه سكاري وإن لم يصلوا بعد لمرحلة لط التي يفقد فيها الإنسان التوازن فلا يعي ما يقول
و من الحسن ما أسْكر
Quote: . وأنا أقول أن الهوى كما قال العباسي ما له بلد ، وأجد العذر لحمد الذي كب مشاعره ودلق أحاسيسه بصدق تكبكبت وتكأكأت على إثرها ريتا فبادلته الشعور بأصدق منه فتلاشت المسافات واللغات وحتى الشلوخ العراض وتلاقت قمم وكانت ساعة النصر ،
ليتك رأيت حمد .. فقد كان يرى الدنيا كلها بعينيها. حتى لغته النوبية خلطها بكلمات حبشية فكان يقول ( إندمنش .. وييبُري ) فيُرْضي حصيلته اللغوية النوبية .. و يجعل إبتسامة رضا على فم محبوبته.
Quote: فهل يجوز للإنسان أن يتزوج واحدة ويحب واحدة أخري. ؤال مطروج لأهل الحل والعقد من فقهاء اليوم الذين أحلوا زواج المسيار وغيره.
إن كان يجوز أو لا يجوز .. فهو حاصل و واقع .. و زواج المسيار و العرفي للمتزوج عبارة عن تكرار نفس فصول حياته مرة أخرى.
Quote: وأمرؤ القيس لمن إغترب قال بعد أن حرقته الغربة في حنان حنانه وعاش مشاكل الكفلاء وتدني الرواتب ومشاكل الأهل وآمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم عطفاً على واقع المغترب ، وفي النهاية زهج ودق كفيلو قبل أن يدق ليهو خروج نهائي وقال وهو في الرحلة المتجهة إلى الوطن:
وقد طوفت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب
و المسكين في النهاية مات مسموم بدرع حديدي مغموس في الزرنيخ
Quote: بطل إستنكاح فأنا روحي إتسلت بل تشحتفت وفي إنتظار الإستتباع ( يُسْتتْبع )
Quote: أماتصريح حمد الخطير (و الله لو بقت راهبة ولا من السيخ ما بخليها...) فخلاكم انتو و غتاتتكم ... و نحنا القرينا كلامكم (بس قراية) اكلنا هوا !!
شايف كيف ..؟ الحب يفعل العجب.. الغريبة أن حمد لم يكن من الذين يبوحون بمكنوناتهم أو عواطفهم .. كان يبدو و كأنه سيتزوج زواجا تقليديا دون علاقة حب قبل الزواج .. و لكن كما قلت فإن القلب و ما يهوى.
دمت عزيزي
11-24-2007, 11:01 AM
almulaomar
almulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485
ما فعله حمد وريتا بالطبع درس مفيد للإنسانية وبيان عملي بأن العالم كله يمكن أن يختلط ، يتحاور ويحب بدلاً من أن يقتتل ويتصارع ، فنحن أصبحنا نعيش عصر تلاشت فيه المسافات فلابد أن يزداد التقارب بين الشعوب ليحمل انفتاحاً يدخل إلينا توووش من الـ main gate .
أري في مثل هذه الزيجات توسيع للمدارك ، والأهم هو إيجاد جيل جديد يحمل تراثاً مشتركاً غنياً الأمر الذي يجعل هذا الجيل أكثر تجاوب وإنفتاح على العوالم الأخري بلغاتها وحضاراتها وبالضرورة بتقبل الآخر المختلف. لكن الوجه الأكثر سلبية لمثل هذه الزيجات هو ما تفرضه القوانين والعادات والتقاليد فيكون الجيل الناتج يعيش صراع ثقافات يرزح تحت وطأة الحواجز والعقبات. أمنيتي أن يصمد مثل زواج حمد ومن على شاكلته من زيجات في وجه كل التقاليد والعادات والقوانين التي تهدم أكثر من أن تبني بل تخالف التغيير وهو سنة من سنن الحياة وجزء من طبيعة الحياة والبشر والأشياء. اليابان على سبيل المثال هي الدولة الوحيدة التي تعرضت للقصف بالأسلحة النووية ، ولم تجد وسيلة للنجاح إلا من خلال التغيير ، تغيير الفكر والمفاهيم ككل وتسخير الطاقات الكامنة في صناعة مستقبل أفضل ومتميز لأجيالها القادمة. ما فعله حمد ثورة لو عقلناها تستحق التقدير والمؤازرة حتى تصمد وتكون نواة تغيير على كافةالمستويات. حمد قد لا يكون قد تسلح وأستعد نفسياً وعملياً قبل الإقدام على هذه الزيجة لكنه الحب الذي يداهم ويهبط علي المرء دون إرادته أو مشورته. ==== يتعامل العقل البشري مع الأفكار الجديدة بنفس طريقة التي يتعامل بها الجسد مع البروتين الغريب ، إنه رفضه الكلام لطبيب علم المناعة البريطاني بيتر ميديور
11-24-2007, 12:44 PM
حاتم تاج السر المبارك
حاتم تاج السر المبارك
تاريخ التسجيل: 08-24-2006
مجموع المشاركات: 257
سلامى مع تحياتى موضوعك ذكرنى الكثير و لكن القصة رهيبة و لاتكتب النهائية فانا عرفت الباقى و فصلتو حسب مزاجى مثل الحلقة الاخيرة فى المسلسلات تكملها مثل ماتيفى و بالمناسبة ذكرتنى عندما سال عمى واحد مغترب ليه اكثر من ثلاثين سنو كم قضيت ليك فى الغربة قال نهيت سبعة رخص قيادة و الان فى الثمانة قربت من النهائية.
11-24-2007, 12:57 PM
هاشم أحمد خلف الله
هاشم أحمد خلف الله
تاريخ التسجيل: 01-16-2007
مجموع المشاركات: 6449
ابو جهينة نقدر نقول ومن الحب ما قتل , ياخي والله الحب ده حاجة كده , ماعارف اوصفه كيف !! لكن هي حالة توهان وود وإنكسار وإنفصام وبكاء ودردقة والرضي بما يمليه المحبوب إلي المحب والعكس صحيح لكنه شعور جميل وعميق وهادي . وريتا الحبشية خير مثال للمحبوبة التي يتغاضي محبها ( زوجها ) عن نوعية الطعام الذي تطبخه او الذي تسوطو وتجوضو زي ما عايزة ولا عتاب ولا حرج ولا نرفزة .
11-26-2007, 11:32 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22660
Quote: ياخي والله الحب ده حاجة كده , ماعارف اوصفه كيف !! لكن هي حالة توهان وود وإنكسار وإنفصام وبكاء ودردقة والرضي بما يمليه المحبوب إلي المحب والعكس صحيح لكنه شعور جميل وعميق وهادي . وريتا الحبشية خير مثال للمحبوبة التي يتغاضي محبها ( زوجها ) عن نوعية الطعام الذي تطبخه او الذي تسوطو وتجوضو زي ما عايزة ولا عتاب ولا حرج ولا نرفزة .
يأتي الرجل منا من بيت أسرته .. و يتزوج بإمرأة .. يتذوق طعامها .. يقارنه بينه و بين نفسه مع مذاق طعام أمه .. يتذمر داخليا .. ثم يتذمر بصوت عالٍ .. ثم يتصالح مع مذاق زوجته .. ثم يدمنه في النهاية .. و لا يقبل به بديلا ..
و لكن حمد أدمن ريتا قبل كل شيء
دمتم
11-26-2007, 09:57 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22660
Quote: موضوعك ذكرنى الكثير و لكن القصة رهيبة و لاتكتب النهائية فانا عرفت الباقى و فصلتو حسب مزاجى مثل الحلقة الاخيرة فى المسلسلات تكملها مثل ماتيفى
تعرف يا حاتم .. نهايات قصص الغربة تنطبق عليها المقولة ( تعددتْ الأسباب و الموت واحد ) .. فالقصص متشابهة و لكن العبرة بالنهايات المتشابهة و التي تختلف فقط في الزمان و المكان.
Quote: و بالمناسبة ذكرتنى عندما سال عمى واحد مغترب ليه اكثر من ثلاثين سنو كم قضيت ليك فى الغربة قال نهيت سبعة رخص قيادة و الان فى الثمانة قربت من النهائية.
سبعة رخص تساوي 35 سنة .. يعني لو إتقدم شوية كان كفيلو حيكون واحد من الصحابة
دمتم
11-25-2007, 07:36 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22660
Quote: ما فعله حمد وريتا بالطبع درس مفيد للإنسانية وبيان عملي بأن العالم كله يمكن أن يختلط ، يتحاور ويحب بدلاً من أن يقتتل ويتصارع ، فنحن أصبحنا نعيش عصر تلاشت فيه المسافات فلابد أن يزداد التقارب بين الشعوب ليحمل انفتاحاً يدخل إلينا توووش من الـ main gate .
Quote: ما فعله حمد ثورة لو عقلناها تستحق التقدير والمؤازرة حتى تصمد وتكون نواة تغيير على كافةالمستويات. حمد قد لا يكون قد تسلح وأستعد نفسياً وعملياً قبل الإقدام على هذه الزيجة لكنه الحب الذي يداهم ويهبط علي المرء دون إرادته أو مشورته.
شكرا عزيزي على المرور الباذخ
دمتم
11-24-2007, 08:26 PM
خالدة البدوي
خالدة البدوي
تاريخ التسجيل: 03-05-2006
مجموع المشاركات: 1816
كلامك ذكرنى أغنيه أرددها كلما دلفت على البال قصة الزمن الجميل
ــــــــــــــــــ
حِــكايتى غريبه يا خلا عاشت فى الفواد حيا قصة ريده بين إنسان مسلم وبين مســيحيه أحلف ليها بالإســلام تحلف بالمسيح هِـــيا ليها عقيدة ما بتتفات ودينى عزيز كمان ليا
أبوجهينه العزيز
عذراً إذا مســيت تلابيب القلب
لك التحية أيها الأديب
11-26-2007, 12:48 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22660
Quote: كلامك ذكرنى أغنيه أرددها كلما دلفت على البال قصة الزمن الجميل
ــــــــــــــــــ
حِــكايتى غريبه يا خلا عاشت فى الفواد حيا قصة ريده بين إنسان مسلم وبين مســيحيه أحلف ليها بالإســلام تحلف بالمسيح هِـــيا ليها عقيدة ما بتتفات ودينى عزيز كمان ليا
يا سلام .. دينه و دينها .. و ما بينهما من محبة ..
11-26-2007, 09:17 AM
almulaomar
almulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485
عزيزي جلال بن داؤود بالنظر إلى الحزم ذوات العشر سنوات عجافاً كانت أم غير ذلك وأغلب الظن أنها عجاف وإلا لما زادت الحزم ووصلت إلى ما وصلت إليه أجد أن المغترب السوداني حتى الذي وصل إغترابه إلى نصف حزمه – وقليل ما هم – مازالوا قلقين وملتفين حول خيبتهم – إن جاز التعبير أو لم يفعل – ودون شك معاناتهم ، تتحول الغربة في دواخلهم من إحساس عابر إلى حالة دائمة مستقرة تجبرهم على التعايش معها على مضض. وفي المسافة بين حرف الميم والضاد والضاد والضاد في كلمة مضض ترتسم الحزم حزمه إثر حزمه ، وما يؤسف له ويزيد في معاناة الكثير من المغتربين أصحاب تلك الحزم أنهم يصبحون غرباء أمام ذواتهم وأمام المجتمع الأصلي وأمام المجتمعات التي هاجروا إليها ثقافة وحضارة ، الغريب أنه عندما يشتد بهم الحنين وتسمح ظروفهم – المادية غالباً - بزيارة الوطن تجدهم يتهامسون بأنهم لا يستطيعون مجرد التفكير في التأقلم على العيش في الوطن مرة أخرى. وأخطر إفرازات الغربة هو الجيل الذي يولد في تلك المهاجر ودول الإغتراب ، فهؤلاء موضوعهم أدهي وأمر لكن حتى لا أجهجه حمد وريتا أكتفي بهذا القدر.
11-26-2007, 01:22 PM
sama7
sama7
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1342
Quote: تتحول الغربة في دواخلهم من إحساس عابر إلى حالة دائمة مستقرة تجبرهم على التعايش معها على مضض. وفي المسافة بين حرف الميم والضاد والضاد والضاد في كلمة مضض ترتسم الحزم حزمه إثر حزمه ، وما يؤسف له ويزيد في معاناة الكثير من المغتربين أصحاب تلك الحزم أنهم يصبحون غرباء أمام ذواتهم وأمام المجتمع الأصلي وأمام المجتمعات التي هاجروا إليها ثقافة وحضارة ، الغريب أنه عندما يشتد بهم الحنين وتسمح ظروفهم – المادية غالباً - بزيارة الوطن تجدهم يتهامسون بأنهم لا يستطيعون مجرد التفكير في التأقلم على العيش في الوطن مرة أخرى.
لا فض فوك يا صديقي الحميم. هذا هو ملخص الغربة و أهل الغربة تماما
Quote: وأخطر إفرازات الغربة هو الجيل الذي يولد في تلك المهاجر ودول الإغتراب ، فهؤلاء موضوعهم أدهي وأمر لكن حتى لا أجهجه حمد وريتا أكتفي بهذا القدر.
لو جهجهة حمد و ريتا حتكون بمثل كلامك ال فوق دة .. فإذن جهجه ياخوي .. جهجهم ... أصلو أنا من زمان داير أجهجه حمد دة عامل لي شلوخو الغريقة دي
11-27-2007, 09:21 AM
سيد محمد احمد سيدنا
سيد محمد احمد سيدنا
تاريخ التسجيل: 11-21-2005
مجموع المشاركات: 1252
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة