|
عاش ليسعد الناس ومات وحيدا معدما رحم الله(يونس شلبى)
|
رحل عن عالمنا اليوم الفنان الكوميدى الكبير(يونس شلبى) صاحب المدرسه المتميزه فى الاداء ومن ابرز اعماله مسرحية(مدرسة المشاغبين) و(العيال كبرت)
ودوره الفريد فى فيلم(احنا بتوع الاتوبيس )وقد عشرات الاعمال الكبيره الاخري
رحمه الله طالما اسعد الملايين ومات فقيرا معدما يعانى الاهمال والجحود
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عاش ليسعد الناس ومات وحيدا معدما رحم الله(يونس شلبى) (Re: NAZIM IBRAHIM ALI)
|
يونس شلبي.. بهجتنا وحيرتنا إبراهيم عبد المجيد- المصري اليوم
منذ أسابيع وأنا أفكر في الكتابة عن يونس شلبي. تتراكم علي الأفكار عما يحدث حولي في الحياة المصرية، ولا تضيع مني فكرة الكتابة عن هذا الفنان الجميل.
لم يحدث أنني التقيت به أبداً إلا علي الشاشة، والمسرح، ودائماً قبل أن يظهر يونس شلبي في الكادر أو علي الخشبة، أضحك.. يونس شلبي جعل الضحك يسبق الرؤية أو حتى الاستماع إليه، والضحك من يونس شلبي، وأداؤه، ضحك ممزوج بالبهجة، والبهجة أيضاً ممزوجة بإحساس طفولي مدهش.
ذلك أن يونس شلبي رغم هيأته، لا يمكن تخيله إلا طفلاً، وطفلاً حائراً، وطفلاً جميلاً، لا يعرف ما الذي يحدث حوله، ولا يضايقه ما يحدث حوله، فهو لا يعرف أبداً أن في الدنيا شيئاً سيئاً أو قبيحاً، هذه خاصية انفرد بها يونس شلبي بين نجوم الكوميديا، وهي خاصية حباه الله بها، اصطفاه بها، وما أجمل الفنان حين يصطفيه الله بشيء جميل.
من وجه يونس شلبي تُطل الوداعة الدائمة، والبراءة الدائمة، لذلك أحب الناس يونس شلبي، ورغم أنني شاهدته أول مرة في مسرحية "مدرسة المشاغبين" في مسرح كوتة الصيفي بالإسكندرية في بداية السبعينيات، وكنت وقتها شاباً يافعاً، فإنني خرجت من المسرحية بشعور الطفل المبتهج، جعلني يونس شلبي طفلاً، وظل الأمر كذلك معي كلما شاهدته في فيلم، أو مسرحية، أو مسلسل تليفزيوني.
يجعلنا يونس شلبي أطفالاً أبرياء، رغم أن موضوع المسرحية مضحك، وأداء الممثلين مضحك، وكل شيء فيها يبعث علي الضحك، فإن الضحكة تختلف حين يظهر يونس شلبي، تروح منا بعيداً إلي زمن الطفولة الجميلة، وتأتي صافية عذبة تحمل كل براءة الطفولة، لذلك أيضاً أحب الأطفال يونس شلبي حين قدم بصوته مسلسل «بوجي وطمطم»، مع هالة فاخر والعظيم «رحمي» رحمه الله.
يونس شلبي مريض وأنا لا أصدق أنه مريض، ليس لأن أحداً مستعصي علي المرضي، فهذه حكمة الله، ولكن كيف حقاً تمرض الضحكة البريئة، رأيت دمعة يونس شلبي علي الشاشة أمامي منذ أيام فأحسست أن خطأ وقع في الدنيا - استغفر الله - ولم أكن أعرف أن بهجتي طوال عمري كلما شاهدت يونس شلبي ستتحول إلي هذا الحب، فالحياة المصرية لا تعطينا فرصة الحب الصافي، وأحسست بذنب لم أقترفه، وبذنب لم نقترفه جميعاً، حيال هذا الفنان، البهجة، التي تمشي علي قدمين.
لا يحدثني أحد عن القيمة الفكرية لأي فيلم أو مسرحية ليونس شلبي، وإلا حدثوني من فضلكم الآن عن القيمة الفكرية التي تقدمها كوميديا السينما الجديدة والمسرح، وعن هذه الغلطة في اغتصاب الضحك، يونس شلبي نسيج وحده، يظهر فتبتهج وتضحك وتسعد وتحب الدنيا بصرف النظر عن موضوع المسرحية أو الفيلم ورغم ذلك لو فكرت قليلاً ستجد أن هناك موضوعاً دائماً، لكنه بسيط، فمسرحية "مدرسة المشاغبين" التي قيل إنها أفسدت التعليم لم تفسد التعليم، الذي أفسد التعليم هو السياسة الخطأ للدولة والتدهور الاقتصادي والاجتماعي للبلاد،
ومسرحية "العيال كبرت" لم تفسد العلاقة بين الآباء والأبناء، الذي أفسد العلاقة بين الآباء والأبناء هو حالتنا التي جعلت الآباء مثل الثيران المعلقة في عمل دائم لا ينتهي لتقيم أود الأسرة، فضلاً عن الانقطاع الدائم في الأواصر الاجتماعية بين الآباء والأبناء لسفر الآباء للخليج وغيره بحثاً عن الرزق، المسرحيتان إنذار مبكر بما جري في المدرسة والبيت وليستا سبباً أبداً، وفي كل الأحوال فيونس شلبي الحائر دائماً حيرتنا، في ريا وسكينة، حيرة الطفل التائه،
و"حيرم" وحيرته الجميلة الكبرى في المجتمع الزائف حوله في مسلسل "عيون"، من المؤكد أن يونس شلبي الآن حائر ومندهش، لكن من المؤكد أنه يعرف أن دعوات المحبين له كثيرة، وإذا لم يكن يعرف فليعرف الآن، وأنا أدعوكم جميعاً للدعاء من أجل يونس شلبي، من أجل البهجة البريئة والضحكة الطفولية الصافية التي تحاول الدنيا أن تغتصبها منا... وأنا نفسي حائر في هذا المعني الكوني الكبير الذي لا يجعل البهجة تكتمل في حياتنا أبداً...
| |
|
|
|
|
|
|
|