|
تقرير بريطانى خطير
|
من اللافت للنظر السرعة التى يجرى بها العمل فى خزان مروى، خاصة اذا ما قيست بالوقت الذى يتطلبه البدء فى انشاء الخزانات فى جميع أنحاء العالم. ومن الغريب بان يبدأ العمل فى الخزان دون كثير بحث عن تمويل وبيوت خبرة، خاصة اذا عرفنا أن إثيوبيا والتى يجئ منها 90% من المياه التى تصل مروى، غير مسموح لها بإنشاء خزان بهذا الحجم فى أراضيها لإنقاذ شعبها الذى طحنته المجاعات، وذلك بسبب التهديد القديم، والمستمر والمعروف حتى لدى منظمة الأمم المتحدة، والذي تكرره مصر على رؤوس الأشهاد، بان قيام إثيوبيا بإنشاء خزان على النيل الأزرق يعد بمثابة إعلان حرب على مصر، وان مصر لن تتوان فى تدميره ، هذا التهديد ليس معروفآ فقط وانما يجد تفهمآ لدى الدول الكبرى. ومن الغريب، ايضآ، أن يبدأ إنشاء خزان مروى فى الوقت الذى يتجه فيه العالم للتخلص من الخزانات وفى الوقت الذى أدرك فيه العالم، اجمع، خطورة الخزانات، مما ادى الى تكوين جماعات متخصصة فى المطالبة بهدم الخزانات القائمة حاليآ. كل هذا يجعلنا نتساءل، هل ما يجرى من عمل دؤوب فى انشاء خزان مروى هو لمصلحة السودان فى المقام الاول ؟ ويجعلنا نتساءل هل موافقة مصر على إنشاء هذا الخزان إنما هى من اجل رخاء شعب السودان؟ أم أن هناك صفقة أخرى ، أبرمتها مصر مع النظام الحاكم فى السودان، بعد أن قامت بتدجينه وترويضه تماما،وبعد أن أحكمت لعبة العصا والجزرة معه، وأتقنت تهديده بعصا معرفتها بأسراره ، كما أتقنت التلويح له بجزرة دعمها له فى الأوساط العالمية؟ إذ لا يوجد شخص عاقل، واحد، يمكنه القول بان هذا الخزان يجرى العمل فى إنشائه دون علم مصر ، او دون موافقتها عليه،او رغم انفها
|
|
|
|
|
|