الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
ضـرورة تحييد المحمول العرقى لمصطلح الجـلابة.
|
ما من مصطلح في القاموس السياسي والاجتماعي السوداني أثار لغط وجدل كثيف واندلق حوله حبر وفير مثل مصطلح الجلابة للدرجة التي تجاوز فيها المصطلح حالة كونه مصطلح توصيفى لفئة اجتماعية معينة تشكلت تاريخياً في معامل المناخ الاجتماعي في السودان في سياق زمكاني معين ووفق ديناميات حراك اجتماعي وسياسي وتاريخي محدد. قلنا أنه (مصطلح الجلابة ) تجاوز هذه الأطر ليدخل دائرة التشويه والابتزاز السياسي والاجتماعي من خلال نجاح البعض في إضفاء حمولة عرقية ومن خلال تحويره عنصرياً مع أنه تاريخياً بعيد كل البعد عن التأطير العنصري ولقد استخدمه البعض كسند وحائط لزرف الدموع في الصراعات السياسية والمساجلات الفكرية والاستقطابات الاجتماعية والإثنية بحيث يكون بمثابة ترسانة هجومية يدخرها البعض في حال ترهل كبسولة المنطقة والحوار العقلاني . وأصبح استخدام المصطلح واجتراره المرة بعد الأخرى عند البعض غاية في حد ذاتها عوضاً عن إعماله كميكنزم للتشريح والتمحيص في الأسباب التي أدت لتشكل هذه الفئة الاجتماعية والتنقيب في الأدوار المفصلية التي لعبتها هذه الفئة طوال التاريخ السوداني . وجنح البعض على أن يداوم علي استخدام كحيلة دفاعية تبرر الفشل السياسي للدرجة التي أفرق منها المصطلح من دلالاته التاريخية والاجتماعية ، ولو أن البعض يدفع بالمصطلح الي سوح المساجلات والحوارات السياسية عن عدم دراية بماهية المصطلح والأسباب التي أدت الي تشكله فإن البعض وهو يستبطن سبق الإصرار والترصد يتعمد الزج به الي مربعات الجدال مع قولبة الماهية الحقيقة لاستخدامه وتشكله ومع الإصرار علي تجاوز حقيقة إنه فقط يصلح لوسم فئة اجتماعية معينة تتقاطع خصائصها وتطلعاتها مع شريحة الجلابة وأمثال هؤلاء أقل ما يمكن أن يوصوفوا به أنهم يعانون من خطل في التصورات مصحوب بضيف أفق يحول دون أن يقفوا علي مغبة المالات الناتجة عن تحميل المصطلح بحمولات عرقية بحيث أن الدفع بالمصطلح بكل الحمولات العرقية التي أكسبوها له هو في الأساس يخدم الجلابة أنفسهم بحيث تبدو الأزمة في كلياتها هي عبارة عن مواجهة صارخة ما بين العرقيات المشكلة للدولة السودانية . أو بصريح العبارة مواجهة بين كل ما هو شمالي وكل ما هو جنوبي وبإطلاق مما يعيق التحليل العقلاني لجوهر الازمة السودانية وهو يخدم كذلك شريحة الجلابة الجدد بحيث تتمظهر الازمة وكأنها اعتراك وتصادم بين الشمال والجنوب. في حين أن الازمة الحقيقة هي ما بين المهمشين في كل أنحاء السودان وما بين هذه الفئة التي تحتوي في تكوينها علي إثنيات مختلفة في السودان وهو تكتيك أو بالأحرى سانحة قد يستخدمها الجلابة الجدد لتحييد الإنسان شمال السودان في الصراع المحتدم ما بين المهمشين والجلابة خاصة عندما يتم تحميل المصطلح بدلالات عرقية . ولنتجاوز كل ذلك ونقدم فذلكه تاريخية عن تشكل هذا المصطلح حيث يري البعض أن المصطلح حيث يري البعض أن مصطلح الجلابة يصف شريحة اجتماعيةنشأت في سنار إبان دولة السلطنة الزرقاء نتيجة لتحالف بين التاجر ورجل الدين والسلطة وكانت تعني بالتجارة وبسط سلطتها لذلك تمددت حتى الشمال وهدمت علوة ودنقلا ، وعندما جاء الاستعمار التركي تعاونوا معه . وكذلك تعاونوا مع المهدية . ويعرفها البعض بأنها مجاميع من جالبي السلع البضائع ممن مارسوا التجارة في سلعة ريش النعام وفي مرحلة من المراحل دخلوا حيز الاتجار بالرقيق . ويعرفها البعض الأخر بأنها شريحة اجتماعية ها مصالح سياسية واقتصادية محددة وتتبني العروبة والإسلام كايديوجيا لبسط هيمنتها واستمرارتها في السلطة بحيث تحقق مصالحها كمجموعة دون الاكتراث للآخرين وهذا التعريف الأخير اختزلها في حيز أنها إيديولوجيا . والراصد لهذه التعريفات والتشريحات لماهية مصطلح جلابة يلحظ أن المصطلح قد مر بمراحل تاريخية مختلفة حيث كانت دولة السلطنة الزرقاء هي الدولة التي دشن المصطلح في عهدها وانتهي عند دولة الإنقاذ بحسبان أنها دولة تتقاطع في بناءها المعماري الإيديلوجي مع التعريف القائل بأن الجلابة شريحة تتوسل الثقافة العربية الإسلامية كايديلويجا لبسط هيمنتها واستمراريتها في السلطة . وعليه يمكن أ، نقول أن شريحة الجلابة بالمدلول التاريخي المعاصر قد نجحت في تشكيل الكيان السياسي الذي يعبر عن مصالحها ويرعي امتيازاتها . ويتجاوز المصطلح مربع أنه يعبر عن شريحة اجتماعية ودخل منحن آخر بحيث أصبح يعبر عن دولة تحاك فيها السياسات وترسم الخطط والبرامج بمحددات فقط تراعي المصلحة الضيقة . وبالإحالة لم ذكر آنفاً نجد أن المصطلح أطلق في الأصل لوصف شريحة اجتماعية طفيلية تضع ما هو ذاتي في مصالحها كخيار أولي ونهائي وما دون ذلك في أسفل سلم الاهتمامات ومع أن المصطلح تم صكه في دولة السلطنة الزرقاء إلا أنه عاد يستخدم بكثافة في دولة الإنقاذ مما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الحاضن السياسي لاندياح هذا المصطلح هي الأنظمة الفاسدة وغير الديمقراطية والمحاصرة بالاستبداد والتي تعطي براحات لتأسيس حلقة التأمر ما بين ثالوث (رجال الدين / رجال الدولة / التجار). إلا أننا نعجز عن إيجاد تبرير منطقي يفسر انكماش استخدام هذا المصطلح في ظل الأنظمة الديمقراطية التي تعاقبت علي سدت الحكم في السودان.
|
|
|
|
|
|
|
|
|